إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

أصبنا بك يا حبيب قلوبنا فما اعظم المصيبة بك

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • أصبنا بك يا حبيب قلوبنا فما اعظم المصيبة بك

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    اللهم صل على محمد وال محمد
    ********************
    اُصِبْنا بِكَ يا حَبِيبَ قُلُوبِنا ، فَما أعْظَمَ المُصِيبَةَ بِكَ ؟! حَيْثُ انْقَطَعَ عَنَّا الوَحْيُ ، وَحَيْثُ فَقَدْناكَ ، فإِنَّا للهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ راجِعُونَ
    في السادس من البحار: أن النبي (صلى الله عليه وآله) دعا علياً وفاطمة والحسن والحسين (عليهم السلام) وقال - لمن في بيته -: أخرجوا عني. وقال - لأم سلمة -: كوني على الباب فلا يقربه أحد.
    ثم قال لعلي: أُدنُ مني، فدنا منه فأخذ بيد فاطمة فوضعها على صدره طويلاً وأخذ بيد عليّ بيده الأخرى، فلما أراد رسول الله (صلى الله عليه وآله) الكلام غلبته عبرته، فلم يقدر على الكلام، فبكت فاطمة بكاءً شديداً و بكى عليّ والحسن والحسين (عليهم السلام) لبكاء رسول الله (صلى الله عليه وآله) فقالت فاطمة: يا رسول الله قد قطعت قلبي، وأحرقت كبدي لبكائك يا سيد النبيين من الأولين والآخرين، ويا أمين ربه ورسوله، ويا حبيبه ونبيّه مَن لولدي بعدك؟ ولذُلٍّ ينزل بي بعدك؟ مَن لعليّ أخيك وناصر الدين؟ من لوحي الله وأمره؟
    ثم بكت وأكبَّت على وجهه فقبلته، وأكبَّ عليه عليّ والحسن والحسين (عليهم السلام) فرفع رأسه (صلى الله عليه وآله) إليهم، ويد فاطمة في يده فوضعها في يد عليّ وقال له: يا أبا الحسن وديعة الله ووديعة رسوله محمد عندك، فاحفظ الله واحفظني فيها، وإنك لفاعل هذا.
    يا عليّ هذه - والله - سيدة نساء أهل الجنة من الأولين والآخرين، هذه - والله - مريم الكبرى(17).
    أما - والله - ما بلغت نفسي هذا الموضع حتى سألت الله لها ولكم، فأعطاني ما سألته.
    يا عليّ أنفذ ما أمرتك به فاطمة، فقد أمرتها بأشياء أمر بها جبرئيل. واعلم يا عليّ أني راضٍ عمّن رضيت عنه ابنتي فاطمة، وكذلك ربي وملائكته.
    يا عليّ: ويل لمن ظلمها، ويل لمن ابتزّها حقها، وويل لمن هتك حرمتها.. ثم ضمّ (صلى الله عليه وآله) فاطمة إليه وقبّل رأسها وقال: فداك أبوك يا فاطمة.
    كان رسول الله (صلى الله عليه وآله) في تلك الساعة الأخيرة واضعاً رأسه على صدر عليّ (عليه السلام) وقلبه لا يطاوعه إلاَّ أن يضمّ فاطمة إلى صدره مرة بعد مرة ودموعه تجري كالمطر حتى ابتلت لحيته الشريفة وابتلت الملاءة التي كانت عليه، وأقبل الحسن والحسين يقبلان قدميه ويبكيان بأعلى أصواتهما وأراد عليّ (عليه السلام) أن يرفعهما، فقال النبي (صلى الله عليه وآله): دَعهما يشمّاني وأشمّهما، ويتزوّدا مني وأتزوّد منهما، فسيلقيان من بعدي زلزالاً، وأمراً عضالاً، فلعن الله من يحيفهما، اللهم إني أستودعكهما وصالح المؤمنين.
    ولا تسأل عن بكاء السيدة فاطمة الزهراء في تلك اللحظات وهي ترى أباها الرسول العظيم ووالدها البار العطوف الحنون على أعتاب المنيّة، فكانت تخاطب أباها بدموع جارية: نفسي لنفسك الفداء ووجهي لوجهك الوقاء، يا أبتاه ألا تكلمني كلمة فإني أنظر إليك وأراك مفارق الدنيا، وأرى عساكر الموت تغشاك شديداً.
    فقال لها: بُنية إني مفارقك، فسلام عليك مني.
    وفي كشف الغمة. ثم قال (صلى الله عليه وآله): يا بنية أنتِ المظلومة بعدي! وأنت المستضعفة بعدي، فمن آذاك فقد آذاني، ومن جفاكِ فقد جفاني، ومن وصلك فقد وصلني، ومن قطعك فقد قطعني، ومن أنصفك فقد أنصفني، لأنك مني وأنا منك، وأنت بضعة مني وروحي التي بين جَنبيّ، ثم قال: إلى الله أشكو ظالميك من أمتي.
    فما مضت سوى فترة قصيرة إذ قام عليّ (عليه السلام) قائلاً: أعظم الله أجوركم في نبيكم فقد قبضه الله إليه. فارتفعت الأصوات بالضجة والبكاء، فكان أعظم يوم في تاريخ البشر، وأوجع صدمة على قلوب المسلمين، ولم ير يوم أكثر باكياً وباكية من ذلك اليوم.




    التعديل الأخير تم بواسطة خادمة الحوراء زينب 1; الساعة 11-12-2015, 09:24 PM.
المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
حفظ-تلقائي
Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
x
يعمل...
X