إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

حادثة سقوط الجنين وإحراق بيت فاطمة

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • حادثة سقوط الجنين وإحراق بيت فاطمة

    لو أغمضنا العين عمّا تقدّم من إجبار سعد بن عبادة على البيعة ، فإنّنا وإيّاكم لا يمكن أن نتجاوز ما حدث مع عليّ وفاطمة صلوات الله عليهما بسبب الضغط الذي مارسوه لأخذ البيعة من أمير المؤمنين(عليه السلام) لأبي بكر .
    إجماع المسلمين أنّ عليّاً(عليه السلام) كان في طليعة الذين رفضوا بيعة أبي بكر وامتنع مع مجموعة من الصحابة كالزبير وعمّار وأبي ذرّ . . . وكلّهم جلسوا في بيت الإمام عليّ(عليه السلام) معلنين عدم رغبتهم في البيعة حتّى جاء عمر بن الخطّاب مع أبي بكر ومجموعة من المؤيّدين لهما وهم يحملون الحطب والنار لإحراق بيت فاطمة(عليها السلام)ممّا أدّى إلى حصر فاطمة الزهراء بين الباب والجدار وسقوط جنينها من بطنها وبعد ذلك أجبروا علياً(عليه السلام) على البيعة .
    سؤال أحد الحاضرين : لقد قرأنا هذه الحادثة في كتابكم ليالي بيشاور والآن نريد أن نسمع منكم أحقّاً أنّ هذه الحادثة وقعت؟
    الجواب : نعم ، هذه الحادثة ذكرها الكثير من علماء السنّة فضلاً عن إجماع الشيعة ، فمن علماء السنّة ذكرها :
    ابن قتيبة في الإمامة والسياسة أو تاريخ الخلفاء ج1 ص12 أو ص18 .
    ومحبّ الدين محمد بن الشحنه في روضة المنظر .
    وصاحب فتوح البلدان في أنساب الأشراف ج1 ص586 .
    والقرطبي في العقد الفريد ج5 ص12 .
    وأيضاً ابن الشحنة المؤرّخ في هامش تاريخ الكامل ج11 ص112 .
    والمسعودي في مروج الذهب ج2 ص301 . ذكر هذه العبارة التي قالها الخليفة الأول في مرض موته (فوددت أني لم أكن فتشت بيت فاطمة)
    وأيضاً المسعودي في إثبات الوصية ص124 ، منشورات المكتبة الرضوية.
    وابن أبي الحديد المعتزلي في شرح نهج البلاغة ج2 ص56 .
    وصلاح الدين الصفدي الشافعي في الوافي بالوفيات ضمن حرف الألف نقلاً عن إبراهيم بن سيار المعروف بالنظام المعتزلي / الملل والنحل ج1 ص57 للشهرستاني(1) .
    وقد ذكرت هذه المصادر كلّها أنّ عمر أضرم النار في باب بيت فاطمة الزهراء صلوات الله عليها وضرب الباب عليها وأسقط جنينها وهو يعلم ما قاله النبيّ(صلى الله عليه وآله وسلم) في حقّ فاطمة «فاطمة بضعة منّي فمن آذاها فقد آذاني»(2) .
    فمثلاً ذكر المسعودي في إثبات الوصية «فهجموا عليه وأحرقوا بابه واستخرجوه منه كرهاً وضغطوا سيّدة النساء بالباب حتّى أسقطت محسناً»(3) .
    وأيضاً ذكر الشهرستاني في الملل والنحل وهو يستعرض أقوال النظام : «أنّ عمر ضرب فاطمة يوم البيعة حتّى ألقت المحسن من بطنها» (4).
    وبعدما دخلوا الدار وسيوفهم بأيديهم أخرجوا الإمام عليّ(عليه السلام) معهم تحت الضغط والتهديد إلى المسجد لكي يبايع فقال لهم أمير المؤمنين(عليه السلام) : فإن لم اُبايع؟ فقال عمر : إذن نقتلك بهذا السيف ، فقال : أتقتلون عبد الله وأخا رسوله؟ فقال عمر : أمّا عبد الله فنعم وأمّا أخو رسوله فلا ، فتوجّه أمير المؤمنين بوجهه إلى قبر النبي وقال : يابن اُمّ إنّ القوم استضعفوني وكادوا يقتلونني(5) .
    وعلى أثر ما حدث لفاطمة(عليها السلام) مرضت ثمّ توفّيت شهيدة جراء ما فعله عمر بها ، وأمّا أمير المؤمنين(عليه السلام) فإنّه كان ينظر للمصلحة العليا للدين ولمّا رأى المصلحة في البيعة فإنّه بايع مكرهاً للضغوط المتزايدة من أبي بكر وعمر ومن كان معهما ونظراً لقلّة الناصر ، ودفعاً لأيّ حرب داخلية(6) .
    هذه هي الحقيقة في موضوع البيعة فهل ترون لقول المؤرِّخين «وانثال الناس عليه وبايعوه رغبة»؟ هل هناك مَن يصدِّق هذه العبارة بعدما تقدّم؟ لاسيّما إذا عرفتم أنّ سعد بن عبادة لم يبايع إلى أن توفي أبو بكر وهكذا لم يبايع عمر(7) إلى أن قتلوه غيلة وأشاعوا بين الناس أنّ سعداً قتلته الجنّ!!!(8) .



    المصادر
    (1) انظر تمام المصادر في كتاب مأساة الزهراء شبهات وردود، لجعفر مرتضى العاملي وليالي بيشاور / المترجم.

    2)) اُسد الغابة ج5 ص521 ط مصر، وسنن الترمذي ج5 ص359 وصحيح البخاري ج4 ص219 .

    (3) إثبات الوصية 124.

    (4) الملل والنحل ج1 في، ترجمة الفرقة النظامية.

    (5) شرح نهج البلاغة ج6 ص11 ط دار الجيل ، بيروت / المترجم

    (6) جاء في شرح نهج البلاغة للمعتزلي « . . فالتفت علي إلى عمر فقال : يا أبا حفص والله ما قعدتُ عن صاحبك جزعاً على ما صار إليه ولا أتيته خائفاً منه ولا أقول ما أقول بعلّة وانّي لأعرف . . . ولكنّي تخلّفت إعذاراً إلى الله وإلى من يعلم الأمر الذي جعله لي رسول الله وأتيت فبايعت حفظاً للدين وخوفاً من انتشار أمر الله / ج10 ص283 دار الجيل .

    (7) اُنظر شرح النهج للمعتزلي ج6 ص10 ط دار الجيل .

    (8) وهناك مجال للقول بعدم بيعة أمير المؤمنين أيضاً وأنّه(عليه السلام) لم يبايع لا قبل استشهاد فاطمة(عليها السلام) ولا بعد ذلك وقد فصّلتُ القول بالأدلّة ضمن كرّاس (البيعة بين الحقيقة والوهم) وهو مطبوع فراجع

    قاسوك ابا حسن بسواك
    وهل بالطود يقاس الذر أنىّ ساووك بمن ناووك وهل ساووا نعلي قنبر

  • #2
    اللهم صلِ على محمد واله الطاهرين
    حيا الاخ الموالي الفاضل ذاكر علي
    نسال الله ان تكون من ذاكرين علي لكي لاينساك علي بشفاعته في الدنيا والاخرة
    في الواقع الذي يراجع التاريخ يجد بكل وضوح عظم الانقلاب الذي حدث بعد النبي الاكرم صلى الله عليه واله وسلم فلا اعلم كيف يكون الوفاق على بيعة ابي بكر وهم الذين يرون في صحاحهم ان الانصار والمهاجرين سلو سيوفهم في سقيفة بني ساعدة وارادوا القتال بينهم وكل واحد يقول منا الامير ومنكم الوزير وكل جهة تقول لنا امر الخلافة ؟
    فاين يكون الوفاق على بيعة ابي بكر والسيوف مشرعة ؟
    ثم ان نفس عمر بن الخطاب يصرح بان الكثير من المهاجرين والانصار لم يبايعوا ابا بكر ومنهم علي بن ابي طالب كبار الصحابة فاين الوفاق على بيعته .
    والمساله ومافيها انقلب اغلب القوم على اعقابهم كما اخبر القران الكريم بقوله تعالى
    {وما محمد الا رسول قد خلت من قبله الرسل افان مات او قتل انقلبتم على اعقابكم ومن ينقلب على عقبيه فلن يضر الله شيئا وسيجزي الله الشاكرين}
    ـــــ التوقيع ـــــ
    أين قاصم شوكة المعتدين، أين هادم أبنية الشرك والنفاق، أين مبيد أهل الفسوق
    و العصيان والطغيان،..
    أين مبيد العتاة والمردة، أين مستأصل أهل العناد
    والتضليل والالحاد، أين معز الاولياء ومذل الاعداء.

    تعليق


    • #3
      المشاركة الأصلية بواسطة الهادي مشاهدة المشاركة
      اللهم صلِ على محمد واله الطاهرين
      حيا الاخ الموالي الفاضل ذاكر علي
      نسال الله ان تكون من ذاكرين علي لكي لاينساك علي بشفاعته في الدنيا والاخرة
      في الواقع الذي يراجع التاريخ يجد بكل وضوح عظم الانقلاب الذي حدث بعد النبي الاكرم صلى الله عليه واله وسلم فلا اعلم كيف يكون الوفاق على بيعة ابي بكر وهم الذين يرون في صحاحهم ان الانصار والمهاجرين سلو سيوفهم في سقيفة بني ساعدة وارادوا القتال بينهم وكل واحد يقول منا الامير ومنكم الوزير وكل جهة تقول لنا امر الخلافة ؟
      فاين يكون الوفاق على بيعة ابي بكر والسيوف مشرعة ؟
      ثم ان نفس عمر بن الخطاب يصرح بان الكثير من المهاجرين والانصار لم يبايعوا ابا بكر ومنهم علي بن ابي طالب كبار الصحابة فاين الوفاق على بيعته .
      والمساله ومافيها انقلب اغلب القوم على اعقابهم كما اخبر القران الكريم بقوله تعالى
      {وما محمد الا رسول قد خلت من قبله الرسل افان مات او قتل انقلبتم على اعقابكم ومن ينقلب على عقبيه فلن يضر الله شيئا وسيجزي الله الشاكرين}
      مشرفنا الكريم الهادي شرفني مروركم العطر واضافتكم القيمه للموضوع
      حادثة حادثة الهجوم على بيت الزهراء(عليها السلام) وأيضاً إحراق دارها وأيضاً كسر ضلعها وأيضاً إسقاط جنينها, كل ذلك ثابت من المصادر السنية المعتبرة تلميحاً وتصريحاً ولا ينكرها إلا مكابر أو معاند قد ران على قلبه بما كسبت يداه وقد قال المولى سبحانه وتعالى (( فَمَاذَا بَعدَ الحَقِّ إِلاَّ الضَّلاَلُ ))
      قاسوك ابا حسن بسواك
      وهل بالطود يقاس الذر أنىّ ساووك بمن ناووك وهل ساووا نعلي قنبر

      تعليق


      • #4
        تمت مراجعة اول مصدرين فلم اجد ما تقول . فلماذا تكذب . اي دين او مذهب ا يحتاج الى كذب . اخوكم فارس العرادي

        تعليق


        • #5
          المشاركة الأصلية بواسطة ضيف مشاهدة المشاركة
          تمت مراجعة اول مصدرين فلم اجد ما تقول . فلماذا تكذب . اي دين او مذهب ا يحتاج الى كذب . اخوكم فارس العرادي
          ضيفنا المحترم فارس العرادي السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
          مالذي لم تجده في مراجعتك المصدرين ايها المكرم .
          تعال انا اقتصر عليك الوقت واتيك بالمصادر مع الادلة حتى لاتتعب نفسك فقط نريد منك قراءة هذه النصوص في مصادر اهل السنه لكي تعرف معنى الانقلاب والارتداد الذي تكلم عنه القران الكريم للصحابة وحتى تعرف صحة ماقاله البخاري في باب الحوض من ان اغلب الصحابة كيف يكونوا في نار جهنم ورسول الله يقول ياربي اصحابي اصحابي فيقال له انك لاتدري ماذا احدثوا من بعدك فانهم ارتدوا على ادبارهم القهقرى ولاينجوا منهم الا مثل همل النعم ؟ ومن اكبر مصاديق الانقلاب هو الهجوم على بنت نبيهم واحراق دراها واسقاط جنينها واخذ البيه بالغصب والاكراه من اهل بيت نبيهم ؟

          واليك المصادر .

          حادثة الهجوم على بيت علي والزهراء (عليها السلام) .
          روى موسى بن عقبة - بأسناد جيد - عن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف أن رجالاً من المهاجرين غضبوا في بيعة أبي بكر, منهم علي والزبير, فدخلا بيت فاطمة بنت رسول الله (صلى الله عليه وآله) ومعهما السلاح, فجاءهما عمر بن الخطاب في عصابة من المهاجرين والأنصار, فيهم أسيد بن حضير وسلمة بن سلامة بن وقش الأشهليان وثابت بن قيس بن شماس الخزرجي, فكلموهما حتى أخذ أحدهم سيف الزبير فضرب به الحجر حتى كسره... (الرواية).
          أنظر: (سبل الهدى والرشاد 12: 317, الرياض النضرة 1: 317, تاريخ الخميس: 2: 169).
          وعن الخطيب التبريزي في (الإكمال في أسماء الرجال) قال: وزاد ابن أبي الحديد (2: 50) من شرحه: فصاحت فاطمة الزهراء وناشدتهم الله, فأخذوا سيفي علي والزبير فضربوا بهما الجدار حتى كسروهما. قال التبريزي: وله شاهد صحيح من حديث زيد بن أسلم عند ابن أبي شيبة وابن جرير والطبري يأتي في ترجمة زيد بن أسلم إن شاء الله تعالى. (شرح النهج لابن ابي الحديد 2/50).
          وعند العودة إلى ترجمة زيد بن أسلم من الإكمال تجده يذكر هذه الرواية. قال مالك: عن زيد بن أسلم عن أبيه أن عمر بن الخطاب دخل على أبي بكر وهو يحبذ لسانه, فقال له عمر: غفر الله لك. فقال أبو بكر: ((إن هذا أوردني الموارد)), وفي رواية عند أبن أبي شيبة: ((هاه إن هذا أوردني الموارد)), والخبر صحيح أخرجه مالك في (الموطأ 2: 988/ كتاب الأحكام, وابن أبي شيبة في المصنف, 14: 568, 9: 66, وابو يعلى في المسند 1: 36).

          وهذا الخبر الصحيح الذي ذكره الخطيب التبريزي وعدّه شاهداً لما رواه ابن عقبه وزاد فيه ابن أبي الحديد المعتزلي بعبارة صريحة ليس هو إلا اللسان الثاني لما روي عن أبي بكر - بسند حسن - أنه قال.في مرض موته: ((أما أني لا آسى على شيء في الدنيا إلا على ثلاثة فعلتهن, ووددت أني لم أفعلهنَّ (ثم ذكر) فوددت أنّي لم أكشف عن بيت فاطمة وتركته ولو أغلق على حرب)).أنظر: (المعجم الكبير للطبراني 1: 62, الأحاديث المختارة 1: 89 وقال عنه حديث حسن, كنز العمال 5: 632 ينقله عن ابن أبي عبيده في كتاب الأموال وخيثمه بن سليمان الاطرابلسي في فضائل الصحابة وعن الطبراني في الكبير وابن عساكر وعن الضياء المقدس صاحب المختارة تاريخ دمشق 3: 422. تاريخ الإسلام للذهبي 118,117:3, جامع المسانيد والسنن لابن كثير 65:17 ) وايضاً روى روى الحاكم بسند صحيح عن موسى بن عقبة عن سعد بن إبراهيم قال حدثني إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف: أن عبد الرحمن بن عوف كان مع عمر وأن محمد بن مسلمة كان معهم, وأنه هو الذي كسر سيف الزبير.
          انظر: (المستدرك على الصحيحين 3: 660 وقال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين, ووافقه الذهبي كما في تلخيص المستدرك, والبداية والنهاية لأبن كثير 5: 270 قال عنه: إسناد جيد, وذكره أيضاً في السيرة النبوية 4: 496, والسنن الكبرى للبيهقي 8: 152, وتاريخ الإسلام للذهبي3: 13. وشرح نهج البلاغة للمعتزلي 6: 48 يرويه عن أبي بكر الجوهري عن سعد بن إبراهيم).

          وقد روى حادثة الهجوم على بيت الزهراء (عليها السلام) الكثير من المؤرخين, نذكر منهم: الطبري في (تاريخه 2: 203 ), والبلاذري في (أنساب الأشراف 1: 587/ طبعة دار الفكر) وفيه: عن ابن عباس قال: بعث أبو بكر عمر بن الخطاب إلى عليّ حين قعد عن بيعته وقال: ائتني به بأعنف العنف. واليعقوبي في (تاريخه 2: 126), والمقدسي في (البدء والتاريخ 5: 151), وابن الأثير في (الكامل 2. 325), وكثير غيرهم, وقد مرت بنا رواية ابن عساكر وابن كثير والذهبي في بيان جانب من حادثة الهجوم وكسر سيف الزبير.

          ب- التهديد بالإحراق, بل حصول الإحراق بالفعل :
          وأما حادثة التهديد بالإحراق, وحصول الإحراق بالفعل فقد رواها سدنة التاريخ عند أهل السنة أمثال الطبري والبلاذري والمسعودي وابن أبي شيبة والشهرستاني وابن عبد ربه الأندلسي وأبي الفداء وابن قتيبة وغيرهم, وإليك النصوص:
          1- روى الطبري - الذي وصفه ابن الأثير في كامله 1: 7 بأنه الإمام المتقن حقاً الجامع علماً وصحة واعتقاد وصدقاً - بسند رجاله ثقات عن زياد بن كليب قال: أتى عمر بن الخطاب منزل علي وفيه طلحة والزبير ورجال من المهاجرين فقال والله لأحرقن عليكم أو لتخرجن إلى البيعة.. (المصدر 2: 443 طبعة مؤسسة الأعلمي, وقد ذكر في صدر الطبعة ان هذه الطبعة قوبلت على النسخة المطبوعة بمطبعة بريل بمدينة لندن في سنة 1879م)
          2- روى البلاذري بسند رجاله ثقات عن أبن عوان ان أبا بكر أرسل إلى علي يريد البيعة, فلم يبايع, فجاء عمر ومعه فتيلة (قبس خ) فتلقته فاطمة على الباب فقالت فاطمة: يابن الخطاب! أتراك محرّقاً عليَّ بأبي؟! قال: نعم, وذلك أقوى فيما جاء به أبوك (أنساب الأشراف 2: 268 ط دار الفكر).
          3- وعن المسعودي في (مروج الذهب), قال: حدث النوفلي في كتابه في الأخبار, عن ابن عائشة, عن أبيه, عن حماد بن سلمة قال: كان عروة بن الزبير يعذر أخاه إذا جرى ذكر بني هاشم وحصره إياهم في الشعب وجمعه لهم الحطب لتحريقهم, ويقول: إنما أراد بذلك إرهابهم ليدخلوا في طاعته إذ هم ابوا البيعة فيما سلف.
          قال المسعودي: وهذا خبر لا يحتمل ذكره هنا, وقد أتينا على ذكره في كتابنا في مناقب أهل البيت وأخبارهم المترجم بكتب (حدائق الأذهان). (المصدر 3: 87).
          4- روى عثمان بن أبي شيبة بسند رجاله ثقات عن أسلم: إنه حين بويع لأبي بكر بعد رسول الله (صلى الله عليه وآله), وكان علي والزبير يدخلون على فاطمة بنت رسول الله (صلى الله عليه وآله) ويشاورونها ويرتجعون في أمرهم فلما بلغ ذلك عمر بن الخطاب خرج حتى دخل على فاطمة فقال: يا بنت رسول الله (صلى الله عليه وآله) والله ما من أحد أحب إلينا من أبيك, وما من أحد أحب إلينا بعد أبيك منك, وأيم الله ماذاك بمانعي إن اجتمع هؤلاء النفر عندك, إن أمرتهم أن يحرق عليهم البيت (الرواية) (المصنف 8: 572).
          ولسنا هنا في مقام مناقشة دعوى الحب هذه, وكيف تراها اتفقت مع الحلف والعزم على احراق الدار بمن فيها!! وأيضاً لسنا في مقام المسوغ الشرعي باختيار فعل الإحراق دون غيره من الأفعال كالاعتقال والمحاججة أو الحبس.. اننا لسنا في صدد ذلك كله, وإنما نحن فقط في صدد إثبات الاعتراف بصدور هذا المضمون من الجناية في حق الزهراء(عليها السلام) من قبل عمر بن الخطاب وبتوجيه من (الخليفة) أبي بكر ..
          5- وروى ابن عبد ربه الأندلسي في كتابه العقد الفريد قال: الذين تخلفوا على بيعة أبي بكر: علي والعباس والزبير فقعدوا في بيت فاطمة, حتى بعث إليهم أبو بكر عمر بن الخطاب ليخرجهم من بيت فاطمة وقال له: إن أبو فقاتلهم. فأقبل بقبس من نار على أن يضرم عليهم الدار فلقيته فاطمة فقالت: يابن الخطاب! أجئت لتحرق دارنا؟! قال: نعم.. (المصدر 4: 242 ط دار الكتاب العربي و4: 259) ط مكتبة النهضة المصرية).وأيضاً رواه أبن أبي الفداء في (تاريخه 1: 156), ومن المعاصرين عمر رضا كحالة في (أعلام النساء 4: 115 - 116). وعبد الرحمن أحمد البكري في (حياة الخليفة عمر بن الخطاب: 118).
          6- وروى ابن قتيبة الدينوري بسنده عن عبد الله بن عبد الرحمن الأنصاري في رواية طويلة يذكر فيها السقيفة وما جرى فيها وبعدها, إلى أن يقول: (( فدعا بالحطب وقال: والذي نفس عمر بيده لتخرجن أو لأحرقنّها على من فيها, فقيل له: يا أبا حفص! إن فيها فاطمة! قال: وإن)) (الإمامة والسياسية: 17: 20) .
          7ـ وقال الشهرستاني: وقال - أي النظام ـ: إن عمر ضرب بطن فاطمة (عليها السلام) يوم البيعة حتى ألقت الجنين من بطنها وكان يصيح: أحرقوا دارها بمن فيها. وما كان في الدار غير علي وفاطمة والحسن والحسين(عليهم السلام). (الملل والنحل 1: 57 ط بيروت) .
          8- وأيضاً روى المسعودي في (إثبات الوصية): ((.... فأقام أمير المؤمنين(عليه السلام) ومن معه من شيعته في منزله, بما عهد إليه رسول الله (صلى الله عليه وآله) فوجهّوا إلى منزله فهجموا عليه وأحرقوا بابه واستخرجوه منه كرهاً وضغطوا سيدة النساء بالباب حتى أسقطت محسناً وأخذوه بالبيعة فامتنع ...( المصدر:153 -155).

          ج- الروايات الدالة على كسر الضلع :
          روى الحمويني الشافعي بإسناده عن سعيد بن جبير عن ابن عباس عن النبي الأكرم(صلى الله عليه وآله) في خبر طويل, قال: ((...وأما ابنتي فاطمة فإنها سيدة نساء العالمين, من الأولين والآخرين, وهي بضعة مني, وهي نور عيني, وهي ثمرة فؤادي... وإني لما رأيتها ذكرت ما يصنع بها بعدي, كأني بها وقد دخل الذل بيتها, وانتهكت حرمتها, وغصب حقّها, ومنعت إرثها, وكسر جنبها, وأسقطت جنينها... (الرواية) (فرائد السمطين 2: 36) ورواها أيضاً بسند معتبر عن ابن عباس الشيخ الصدوق في أماليه: 99ـ 101).
          نقول هذه الرواية التي رواها أحد علماء السنة, تكفينا في المقام في إثبات وقوع حادثة كسر الضلع إذا ضممنا إلى ذلك تواتر ذكرها في كتب الشيعة. وفي هذا المعنى يقول العلامة الشيخ محمد حسين كاشف الغطاء: ((طفحت واستفاضت كتب الشيعة, من صدر الإسلام, والقرى الأول, مثل كتاب سليم بن قيس, ومن بعده إلى القرن الحادي عشر وما بعده, بل وإلى يومنا هذا, كل كتب الشيعة التي عنيت بأحوال الأئمة, وأبيهم الآية الكبرى, وأمهم الصديقة الزهراء صلوات الله عليهم أجمعين, وكل من ترجم لهم, وألف كتاباً فيهم, وأطبقت كلمتهم تقريباً, أو تحقيقاً في ذكر مصائب تلك البضعة الطاهرة: أنها بعد رحلة أبيها المصطفى ضرب الظالمون وجهها, ولطموا خدها, حتى أحمرت عينها, وتناثر قرطها, وعصرت بالباب حتى كسر ضلعها, وأسقطت جنينها, وماتت وفي عضدها كالدملج ثم أخذ شعراء أهل البيت سلام الله عليهم, هذه القضايا والرزايا, ونظموها في أشعارهم, ومراثيهم, وأرسلوها إرسال المسلمات من الكميت, والسيد الحميري, ودعبل الخزاعي, والنميري, والسلامي, وديك الجن, ومن بعدهم, ومن قبلهم إلى هذا العصر...)) (انظر جنة المأوى 78ـ 81).
          وفي هذا المعنى يقول العلامة المظفر يكفي في ثبوت قصة الإحراق رواية جملة من علمائهم له, بل رواية الواحد منهم له, لا سيما مع تواتره عند الشيعة. (انظر: دلائل الصدق ج3 قسم1).
          نقول: ويمكن إثبات المظلومية الأخرى - نقصد اسقاط الجنين - بنفس هذه الضابطة, أي في كفاية رواية جملة في علماء أهل السنة للحادثة, بل في رواية الواحد منهم لها, مع تواتر أو تضافر هذا الأمر عند الشيعة, وقد تقدم من الشيخ كاشف الغطاء ذكره لتطابق الكلمة عند الشيعة على مظلومية الزهراء(عليها السلام) بتفاصيلها التي تقدم ذكرها في كلامه. بل نجد من علماء أهل السنة من ينقل هذا التطابق عند الشيعة وليس إلى دعوى عالم أو فرد معين من علمائهم يقول المقدسي: ((وولد محسناً, وهو الذي تزعم الشيعة: إنها أسقطته من ضربة عمر)) (البدء والتاريخ 5: 20).
          وقد نسب ابن أبي الحديد المعتزلي الشافعي ضربها (عليها السلام) وإسقاط المحسن - جنينها - إلى الشيعة, وأن الشيعة تنفرد به (شرح نهج البلاغة 2: 60).
          فالمقدسي والمعتزلي والشافعي ينسبان رواية المظلومية والقول بها إلى طائفة الشيعة, لا إلى جمهورها, أو إلى المشهور في هذه الطائفة, وذلك يشير إلى الإجماع الذي اشار إليه الشيخ كاشف الغطاء, وأشار إليه - من قيل - الشيخ الطوسي (رحمه الله) حين قال: ((ومما أنكر عليه: ضربها لفاطمة عليها السلام, وقد روي أنهم ضربوها بالسياط والمشهور الذي لا خلاف فيه بين الشيعة - أن عمر ضرب على بطنها حتى أسقطت, فسمي السقط ((محسناً)) والرواية بذلك مشهورة عندهم. وما أرادوا من إحراق البيت عليها, حين التجأ إليها قوم, وامتنعوا من بيعته وليس لأحد أن ينكر الرواية بذلك, لأنا قد بيّنا الرواية الواردة من جهة العامة, من طريق البلاذري, وغيره, ورواية الشيعة مستفضية به, لا يختلفون في ذلك)) (انظر تلخيص الشافي 3: 156).
          وقال العلامة المجلسي في ((بحار الأنوار)) عند ذكر الإسقاط ـ: ((استفاض في رواياتنا بل في رواياتهم)) (انظر بحار الأنوار 28: 409).

          د- الروايات الدالة على إسقاط الجنين.
          1- تقدم في الفقرة السابقة ذكر الرواية التي أوردها الشيخ الحمويني الشافعي - من علماء أهل السنة - في كتابه (فرائد السمطين) عن ابن عباس في أخبار رسول الله (صلى الله عليه وآله) عن الزهراء (عليها السلام). بانتهاك حرمتها, وغصب حقّها, ومنعها إرثها, وكسر ضلعها, وإسقاط جنينها.
          2- ذكر الشهرستاني في الملل والنحل, والصفدي في (الوافي بالوفيات) عن ابي اسحاق إبراهيم النظام - وهو شيخ الجاحظ - قوله: ان عمر ضرب بطن فاطمة (عليها السلام) يوم البيعة حتى ألقت المحسن من بطنها, وكان يصيح: أحرقوها بمن فيها, وما كان في الدار غير علي وفاطمة والحسن والحسين (انظر: الملل والنحل 1: 77, الوافي بالوفيات 6: 17).
          3- ذكر ابن قتيبة في كتابه (المعارف) - على ما حكي عنه الحافظ السروي المعروف بابن شهر آشوب في كتابه (مناقب آل أبي طالب 133:3), ويؤيد ذلك فيما نقله عنه الحافظ الكنجي الشافعي. في كتابه ( كفاية الطالب 423 )ـ: ((وأولادها الحسن والحسين والمحسن سقط)), وقال: ((ان محسناً فسد من زخم قنفذ العدوي)).
          إلا ان الطبعة المتداولة للمعارف قد حذف فيها هذا المقطع, ويكفينا بمراجعة هذين المصدرين الشيعي والسني فيما نقلاه عن ابن قتيبة لندرك تلاعب الايدي في كتاب ((المعارف)).
          4- ومن علماء أهل السنة من ذكر ان للزهراء (عليها السلام), ولداً اسمه (محسن) وقد أسقط. نذكر:
          ـ الحافظ جمال الدين المزي (ن 742هـ) قال في كتابه (تهذيب الكمال 20: 472), قال: ((كان لعلي من الولد الذكور.. والذين لم يعقبوا محسن درج سقطاً)).
          ـ الصلاح الصفدي (ت 764هـ) قال في (الوافي بالوفيات 21: 281): ((والمحسن طرح)) حكى ذلك عن شيخه الذهبي في كتابه (فتح المطالب في فضل علي ابن أبي طالب).
          ـ الصفوري الشافعي (ت 894هـ) قال في (نزهة المجالس2: 229): ((وكان الحسن أول أولاد فاطمة الخمسة: الحسن, والحسين, والمحسن كان سقطاً, وزينب الكبرى, وزينب الصغرى)). وقال في كتابه الآخر: (المحاسن المجتمعة في الخلفاء الأربعة ص164): ((من كتاب الاستيعاب لأبن عبد البر قال: واسقطت فاطمة سقطاً سماه علي محسناً)).
          نقول: وهذا ليس في الاستيعاب المطبوع, فلاحظ التحريف في هذه القضية لتعرف شدّة انحسارها في كتب القوم اليوم..
          ـ الشيخ محمد الصبان الشافعي (ت 1206هـ) قال في كتابه (اسعاف الراغبين/ بهامش مشارق الأنوار للحمزاوي ص81): ((فاما محسن فأدرج سقطاً)).
          ويمكن متابعة بقية علماء أهل السنة الذين ذكروا ان للزهراء (عليها السلام) ولداً أسمه (المحسن) وقد مات سقطاً في كتاب (المحسن السبط مولود أم سقط) للسيد مهدي الخرسان.. وبضم هذه الأقوال مع ما تقدم يظهر الصبح لذي عينين.
          السَّلامُ عَلَى مَحَالِّ مَعْرِفَةِ اللهِ ، وَمَسَاكِنِ بَرَكَةِ اللهِ ، وَمَعَادِنِ حِكْمَةِ اللهِ ، وَحَفَظَةِ سِرِّ اللهِ ، وَحَمَلَةِ كِتَابِ اللهِ ، وَأَوْصِيَاءِ نَبِيِّ اللهِ ، وَذُرِّيَّةِ رَسُولِ اللهِ .

          تعليق


          • #6
            اخي الكريم العرادي نحن عندما نطرح روايه تكون مأخوذة عن أئمتنا عليهم السلام مثلاً عن الصادق عليه السلام عن أبيه الباقر عن أبيه علي بن الحسين عن الحسين عن الحسن عن علي بن ابي طالب عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عن جبرائيل عليه السلام عن الله جل جلاله أما العامه ممن يأخذون الروايات ومصادرها عن أبي هريرة الذي دخل الإسلام بعد كذا سنه أيهما احق بالتصديق الذي يأخذ من رجال ثبت دين محمد بسيوفهم ودمائهم ام أناس جاؤؤ بعد وفاة الرسول بمأآت السنين واخذو يروون الأحاديث عنه.

            تعليق

            المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
            حفظ-تلقائي
            Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
            x
            يعمل...
            X