الزهراء فاطمة في أحاديث أبيها النبيّ(ص)
اللافت في الأحاديث الواردة عن الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم أنّه أطلق مصطلح الصدّيقة على السيّدة فاطمة الزهراء عليها السلام في قوله الوارد عنه صلى الله عليه وآله وسلم: "فاطمة هي الصدّيقة الكبرى، وعلى معرفتها دارت القرون الأولى"1، وفي هذا إشارة إلى اعتقادها عليها السلام ووعيها لمسار القافلة الإنسانيّة التي ستتوَّج بقيادة حفيدها الإمام المهدي عجل الله تعالى فرجه الشريف للحكومة الإلهيّة العالميّة، ولعلّ ارتباطها عليه السلام بدور حفيدها في تحقيق ما كان يرنو إليه الأنبياء والأولياء هو أحد أسرار دوران القرون الأولى على معرفتها، فالقرون الأولى مرتبطة بما ستؤول إليه قافلة الإنسانيّة في تحقيق الحكومة الكبرى، ولولا كون الزهراء أمًّا للأئمّة عليه السلام، ولولا دورها في حفظ الإسلام لما تحقّقت غاية الخلق في تلك الحكومة.
والمثير للاهتمام هو الأمر المشترك في حياة كلٍّ من السيّدة مريم عليها السلام والسيّدة فاطمة عليها السلام، وهو حديث جبرئيل مع كلٍّ منهما، فعن الإمام الصادق عليه السلام في رواية معتبرة2: "إنّ فاطمة مكثت بعد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم خمسة وسبعين يومًا، وكان دخلها حزن شديد على أبيها، وكان جبرئيل عليه السلام يأتيها فيحسن عزاءها على أبيها، ويطيِّب نفسها، ويخبرها عن أبيها ومكانه، ويخبرها بما يكون بعدها في ذريّتها، وكان عليّ عليه السلام يكتب ذلك، فهذا مصحف فاطمة عليها السلام"3.
إنّ مناسبة نزول الملك جبرئيل على السيّدة الزهراء عليها السلام في هذه الرواية هي تعزيتها وتسليتها بمناسبة رحيل أبيها النبيّ الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم. لكنْ هل تتناسب التعزية والتسلية مع إخبارها بما سيحدث مع أولادها من مأساة؟ أتكون تسليتها بإخبارها عن شهادة ولدها الحسن عليه السلام مسمومًا، وشهادة ولدها الحسين عليه السلام مذبوحًا من الوريد إلى الوريد، وعن شهادة أحفادها ومعاناتهم الشديدة أم أنَّ ما يهوِّن كلّ هذه الخطوب هو إخبارها أنّ هذه التضحيات ستختم بظهور حفيدها الإمام المهديّ عجل الله تعالى فرجه الشريف ليكون قائدًا للحكومة الإلهيّة العالميّة محقّقًا بها هدف الله من خلق الإنسان؟ وبالتالي فيكون ما أسكن السيّدة الزهراء عليها السلام هو حديث جبرئيل عليه السلام عن دور حفيدها في تحقيق غاية الخلق، وهو مماثل لما قد يكون أسكن فؤاد مريم عليها السلام من حديثه حول دور ابنها في مؤازرة المهديّ عجل الله تعالى فرجه الشريف في تحقيق تلك الغاية.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1- الكجوريّ، محمّد باقر، الخصائص الفاطميّة، ط1، انتشارات الشريف الرضي، (لا،م)، 1380ش، ج1، ص 223.
2- أنظر: بركات، أكرم، مصحف فاطمة، ط6، بيروت، بيت السراج، 2012م، ص 68-71.
3- الكليني، محمّد، الكافي، ج1، ص 241. الصفار، محمّد، بصائر الدرجات، (لا،ط)، طهران، منشورات الأعلميّ، 1404هـ، ص 154-503، حديث 68. المجلسيّ، محمّد باقر، بحار الأنوار، ج26
،ص 41. ابن شهر آشوب، محمّد، المناقب، (لا،ط)، النجف الأشرف، المكتبة الحيدريّة، 1376هـ، ج3، ص 337 (أورده مختصرًا).
اللافت في الأحاديث الواردة عن الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم أنّه أطلق مصطلح الصدّيقة على السيّدة فاطمة الزهراء عليها السلام في قوله الوارد عنه صلى الله عليه وآله وسلم: "فاطمة هي الصدّيقة الكبرى، وعلى معرفتها دارت القرون الأولى"1، وفي هذا إشارة إلى اعتقادها عليها السلام ووعيها لمسار القافلة الإنسانيّة التي ستتوَّج بقيادة حفيدها الإمام المهدي عجل الله تعالى فرجه الشريف للحكومة الإلهيّة العالميّة، ولعلّ ارتباطها عليه السلام بدور حفيدها في تحقيق ما كان يرنو إليه الأنبياء والأولياء هو أحد أسرار دوران القرون الأولى على معرفتها، فالقرون الأولى مرتبطة بما ستؤول إليه قافلة الإنسانيّة في تحقيق الحكومة الكبرى، ولولا كون الزهراء أمًّا للأئمّة عليه السلام، ولولا دورها في حفظ الإسلام لما تحقّقت غاية الخلق في تلك الحكومة.
والمثير للاهتمام هو الأمر المشترك في حياة كلٍّ من السيّدة مريم عليها السلام والسيّدة فاطمة عليها السلام، وهو حديث جبرئيل مع كلٍّ منهما، فعن الإمام الصادق عليه السلام في رواية معتبرة2: "إنّ فاطمة مكثت بعد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم خمسة وسبعين يومًا، وكان دخلها حزن شديد على أبيها، وكان جبرئيل عليه السلام يأتيها فيحسن عزاءها على أبيها، ويطيِّب نفسها، ويخبرها عن أبيها ومكانه، ويخبرها بما يكون بعدها في ذريّتها، وكان عليّ عليه السلام يكتب ذلك، فهذا مصحف فاطمة عليها السلام"3.
إنّ مناسبة نزول الملك جبرئيل على السيّدة الزهراء عليها السلام في هذه الرواية هي تعزيتها وتسليتها بمناسبة رحيل أبيها النبيّ الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم. لكنْ هل تتناسب التعزية والتسلية مع إخبارها بما سيحدث مع أولادها من مأساة؟ أتكون تسليتها بإخبارها عن شهادة ولدها الحسن عليه السلام مسمومًا، وشهادة ولدها الحسين عليه السلام مذبوحًا من الوريد إلى الوريد، وعن شهادة أحفادها ومعاناتهم الشديدة أم أنَّ ما يهوِّن كلّ هذه الخطوب هو إخبارها أنّ هذه التضحيات ستختم بظهور حفيدها الإمام المهديّ عجل الله تعالى فرجه الشريف ليكون قائدًا للحكومة الإلهيّة العالميّة محقّقًا بها هدف الله من خلق الإنسان؟ وبالتالي فيكون ما أسكن السيّدة الزهراء عليها السلام هو حديث جبرئيل عليه السلام عن دور حفيدها في تحقيق غاية الخلق، وهو مماثل لما قد يكون أسكن فؤاد مريم عليها السلام من حديثه حول دور ابنها في مؤازرة المهديّ عجل الله تعالى فرجه الشريف في تحقيق تلك الغاية.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1- الكجوريّ، محمّد باقر، الخصائص الفاطميّة، ط1، انتشارات الشريف الرضي، (لا،م)، 1380ش، ج1، ص 223.
2- أنظر: بركات، أكرم، مصحف فاطمة، ط6، بيروت، بيت السراج، 2012م، ص 68-71.
3- الكليني، محمّد، الكافي، ج1، ص 241. الصفار، محمّد، بصائر الدرجات، (لا،ط)، طهران، منشورات الأعلميّ، 1404هـ، ص 154-503، حديث 68. المجلسيّ، محمّد باقر، بحار الأنوار، ج26
،ص 41. ابن شهر آشوب، محمّد، المناقب، (لا،ط)، النجف الأشرف، المكتبة الحيدريّة، 1376هـ، ج3، ص 337 (أورده مختصرًا).
تعليق