إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

ما معنى أن الإنسان يدفن في التربة التي خلق منها ؟

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • ما معنى أن الإنسان يدفن في التربة التي خلق منها ؟

    بسم الله الرحمن الرحيم
    اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وسهل مخرجهم
    وصل اللهم على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها عدد ماأحاط به علمك
    وعجل فرج يوسفها الغائب ونجمها الثاقب واجعلنا من خلص شيعته ومنتظريه وأحبابه يا الله
    السلام على بقية الله في البلاد وحجته على سائر العباد ورحمة الله وبركاته

    في ترجمة مقبول من علماء الهند في تفسير القرآن أنه يوجد في صفحة 62 من أصول الكافي قول الإمام جعفر الصادق (عليه السلام) أن الإنسان يدفن في التربة التي خلق منها، وأبو بكر الصديق وعمر الفاروق مدفونان في روضة النبي الطاهرة التي قال النبي (صلى الله عليه وآله) عنها: ما بين قبري ومنبري روضة من رياض الجنة. فعلى قولكم يكونان مخلوقين من تلك التربة الطاهرة التي دفنا فيها ؟
    * *
    الجواب: أولا: أن الكاتب يحتج علينا بحديث ضعفه علماؤهم أو شهدوا بأنه موضوع ! (فقد عقد الهيثمي في مجمع الزوائد: 3 / 42، بابا بعنوان (باب يدفن في التربة التي منها خلق) وروى فيه ثلاثة أحاديث وضعفها ! وهي:

    (عن أبي سعيد أن النبي (صلى الله عليه وآله) مر بالمدينة فرأى جماعة يحفرون قبرا فسأل عنه فقالوا حبشيا قدم فمات، فقال النبي (صلى الله عليه وآله): لا إله إلا الله سيق من أرضه وسمائه إلى التربة التي خلق منها. رواه البزار وفيه عبد الله والد على بن المديني وهو ضعيف.
    وعن أبى الدرداء قال: مر بنا النبي(صلى الله عليه وآله)ونحن نحفر قبرا فقال ما تصنعون ؟ فقلنا نحفر قبرا لهذا الأسود، فقال: جاءت به منيته إلى تربته. قال أبو أسامة: تدرون يا أهل الكوفة لم حدثتكم بهذا الحديث ؟ لأن أبا بكر وعمر خلقا من تربة رسول الله(صلى الله عليه وآله). رواه الطبراني في الأوسط وفيه الأحوص بن حكيم وثقه العجلي وضعفه الجمهور. وعن ابن عمر أن حبشيا دفن بالمدينة فقال رسول الله(صلى الله عليه وآله)دفن بالطينة التي خلق منها. رواه الطبراني في الكبير وفيه عبد الله بن عيسى الخزاز وهو ضعيف). انتهى.
    (راجع أيضا مصنف عبد الرزاق: 3 / 515): (وقال ابن حزم في المحلى: 7 / 285: (واحتجوا بأخبار موضوعة يجب التنبيه عليها والتحذير منها.
    منها: خبر رويناه أن النبي (صلى الله عليه وآله) قال في ميت رآه: دفن في التربة التي خلق منها قالوا: والنبي (صلى الله عليه وآله) دفن بالمدينة فمن تربتها خلق وهو أفضل الخلق فهي أفضل البقاع، وهذا خبر موضوع لأن في أحد طريقيه محمد بن الحسن بن زبالة وهو ساقط بالجملة قال فيه يحيى ابن معين: ليس بثقة، وهو بالجملة متفق عن اطراحه، ثم هو أيضا عن أنيس بن يحيى مرسل، ولا يدرى من أنيس بن يحيى.
    والطريق الأخرى من رواية أبي خالد وهو مجهول عن يحيى البكاء وهو ضعيف.
    ثم لو صح لما كانت فيه حجة لأنه إنما كان يكون الفضل لقبره (صلى الله عليه وآله) فقط وإلا فقد دفن فيها المنافقون وقد دفن الأنبياء (عليهم السلام) من إبراهيم وإسحاق ويعقوب وموسى وهارون وسليمان وداود (عليهم السلام) وغيرهم بالشام ولا يقول مسلم: إنها بذلك أفضل من مكة). انتهى.
    (وقال الشوكاني في نيل الأوطار: 5 / 99: (قال القاضي عياض: إن موضع قبره(صلى الله عليه وآله)أفضل بقاع الأرض، وإن مكة والمدينة أفضل بقاع الأرض، واختلفوا في أفضلها ما عدا موضع قبره(صلى الله عليه وآله)فقال أهل مكة والكوفة والشافعي وابن وهب وابن حبيب المالكيان إن مكة أفضل وإليه مال الجمهور، وذهب عمر وبعض الصحابة ومالك وأكثر المدنيين إلى أن المدينة أفضل، واستدل الأولون بحديث عبد الله بن عدي المذكور في الباب، وقد أخرجه أيضا ابن خزيمة وابن حبان وغيرهم.
    قال ابن عبد البر: هذا نص في محل الخلاف، فلا ينبغي العدول عنه، وقد ادعى القاضي عياض الاتفاق على استثناء البقعة التي قبر فيها(صلى الله عليه وآله)وعلى أنها أفضل البقاع، قيل لأنه قد روي أن المرء يدفن في البقعة التي أخذ منها ترابه عندما يخلق، كما روى ذلك ابن عبد البر في تمهيده من طريق عطاء الخراساني موقوفا.
    ويجاب عن هذا: بأن أفضلية البقعة التي خلق منها(صلى الله عليه وآله)إنما كان بطريق الاستنباط ونصبه في مقابلة النص الصريح الصحيح غير لائق، على أنه معارض بما رواه الزبير بن بكار أن جبريل أخذ التراب الذي منه خلق(صلى الله عليه وآله) من تراب الكعبة فالبقعة التي خلق منها من بقاع مكة، وهذا لا يقصر عن الصلاحية لمعارضة ذلك الموقوف، لا سيما وفي إسناده عطاء الخراساني، نعم إن صح الاتفاق الذي حكاه عياض كان هو الحجة عند من يرى أن الإجماع حجة.
    وقد استدل القائلون بأفضلية المدينة بأدلة منها حديث: ما بين قبري ومنبري روضة من رياض الجنة كما في البخاري وغيره، مع قوله(صلى الله عليه وآله): موضع سوط في الجنة خير من الدنيا وما فيها وهذا أيضا مع كونه لا ينتهض لمعارضة ذلك الحديث المصرح بالأفضلية هو أخص من الدعوى، لأن غاية ما فيه أن ذلك الموضع بخصوصه من المدينة فاضل وأنه غير محل النزاع.
    وقد أجاب ابن حزم عن هذا الحديث بأن قوله: إنها من الجنة مجاز، إذ لو كانت حقيقة لكانت كما وصف الله الجنة: (إن لك ألا تجوع فيها ولا تعرى) (طه: 118) وإنما المراد أن الصلاة فيها تؤدي إلى الجنة، كما يقال في اليوم الطيب هذا من أيام الجنة، وكما قال(صلى الله عليه وآله): الجنة تحت ظلال السيوف. قال: ثم لو ثبت أنه على الحقيقة لما كان الفضل إلا لتلك البقعة خاصة.
    فإن قيل: إن ما قرب منها أفضل مما بعد، لزمهم أن يقولوا: إن الجحفة أفضل من مكة ولا قائل به ! ومن جملة أدلة القائلين بأفضلية مكة على المدينة حديث ابن الزبير عند أحمد وعبد بن حميد وابن زنجويه وابن خزيمة والطحاوي والطبراني والبيهقي وابن حبان وصححه قال: قال رسول الله(صلى الله عليه وآله): صلاة في مسجدي هذا أفضل من ألف صلاة فيما سواه إلا المسجد الحرام، وصلاة في المسجد الحرام أفضل من صلاة في مسجدي بمائة صلاة وقد روي من طريق خمسة عشر من الصحابة.
    ووجه الاستدلال بهذا الحديث أن أفضلية المسجد لأفضلية المحل الذي هو فيه). انتهى.
    (وقال ابن حجر في فتح الباري: 3 / 55: (لكن استثنى عياض البقعة التي دفن فيها النبي(صلى الله عليه وآله)فحكى الاتفاق على أنها أفضل البقاع، وتعقب بأن هذا لا يتعلق بالبحث المذكور لأن محله ما يترتب عليه الفضل للعابد.
    وأجاب القرافي بأن سبب التفضيل لا ينحصر في كثرة النصارى على العمل، بل قد يكون لغيرها، كتفضيل جلد المصحف على سائر الجلود.
    وقال النووي في شرح المهذب لم أر لأصحابنا نقلا في ذلك، وقال ابن عبد البر: إنما يحتج بقبر رسول الله(صلى الله عليه وآله)من أنكر فضلها، أما من أقر به وأنه ليس أفضل بعد مكة منها فقد أنزلها منزلتها، وقال غيره سبب تفضيل البقعة التي ضمت أعضاءه الشريفة أنه روي أن المرء يدفن في البقعة التي أخذ منها ترابه عندما يخلق، رواه بن عبد البر في أواخر تمهيده من طريق عطاء الخراساني موقوفا. وعلى هذا فقد روى الزبير بن بكار أن جبريل أخذ التراب الذي خلق منه النبي(صلى الله عليه وآله)من تراب الكعبة، فعلى هذا فالبقعة التي ضمت أعضاءه من تراب الكعبة فيرجع الفضل المذكور إلى مكة إن صح ذلك والله أعلم). انتهى.
    (وقال الشهيد الأول في القواعد والفوائد: 2 / 124: (وزعم بعض مغاربة العامة (يقصد القاضي عياض في الشفا) أن الأمة أجمعت على أن البقعة التي دفن فيها رسول الله (صلى الله عليه وآله) أفضل البقاع. ونازعه بعض العلماء في تحقق الأفضلية هنا أولا، وفي دعوى الإجماع ثانيا). انتهي.
    فهذا ما عند السنيين في المسألة، وخلاصة ما ذكروه:
    أولا: أنهم ردوا الحديث الذي استشهد السائل بمضمونه عن الكافي.
    ثانيا: أن كلامهم في التفضيل وعدمه مختص بالبقعة التي حوت جثمان النبي (صلى الله عليه وآله) ولا يشمل ما حولها، فلا يشمل قبر أبي بكر وعمر. فمن صح عنده الحديث منهم فهو يفضل البقعة التي حوت أعضاء النبي (صلى الله عليه وآله) ولا تشمل ما جاورها من قبره الشريف أو المسجد.
    وثالثا: لا يصح الإستدلال بقول النبي (صلى الله عليه وآله): (ما بين قبري ومنبري روضة من رياض الجنة) لأن قبريهما من الجهة الثانية وليسا في الروضة التي هي بين القبر والمنبر.
    ورابعا: إن المدح في قوله (صلى الله عليه وآله): (ما بين قبري ومنبري روضة من رياض الجنة) للبقعة وليس لمن يكون فيها، ولم يرو أحد من المسلمين عن النبي (صلى الله عليه وآله) أو عن الصحابة أن التفضيل يسري من هذه البقعة المباركة إلى الذين يدفن فيها أو يجلس فيها ! ولو كان فضيلة المكان تسري لصح للفاسق الفاجر أن يجلس هناك ويقول أنا أفضل الناس لأني في روضة من رياض الجنة، وكل المسلمين أقل مني لأنهم ليسوا فيها.
    والنتيجة: أنه على المذاهب السنية لا يصح الإستدلال على أفضلية أبي بكر وعمر بمكان دفنهما.
    * *

المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
حفظ-تلقائي
Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
x
يعمل...
X