إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

الاستعداد للموت

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الاستعداد للموت

    بسم الله الرحمن الرحيم
    اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وسهل مخرجهم
    وصل اللهم على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها عدد ماأحاط به علمك
    وعجل فرج يوسفها الغائب ونجمها الثاقب واجعلنا من خلص شيعته ومنتظريه وأحبابه يا الله
    السلام على بقية الله في البلاد وحجته على سائر العباد ورحمة الله وبركاته



    كان رجل ثريّ يعيش في مدينة كربلاء المقدّسة، وقد حدّث قريب له قال: مرض الرجل ذات يوم مرضاً شديداً، نُقل على أثره إلى المستشفى، فبقي فيها مدة، وكنّا نذهب إلى عيادته، فنصحه بعض منّا بضرورة أن يكتب وصيّته، لاسيّما وأنّه رجل غنيّ ولابدّ له من تخصيص جزء من أمواله لصرفها في سبل الخير والبرّ لتكون له ذخيرة طيّبة لآخرته، ولكنّه كان يرجئ ذلك إلى وقت آخر أو بعد شفائه وخروجه من المشفى، بينما كان المحيطون به يشجّعونه على كتابة الوصيّة مؤكّدين له قدرته على كتابة ما يريد، وإذا ما رغب في تعديلها أمكنه ذلك، وبعد إصرار متواصل منهم تنازل واستعدّ أن يبدأ بكتابة الوصيّة، فجيء له بقلم وورقة، وكتب قسماً من وصيّته، ولكنه تراجع بعد ذلك وترك الكتابة! مؤكّداً مع نفسه أنّه سيعاود كتابة الوصيّة بعد نيله الشفاء، ولكن الأجل لم يمهله، ولم يُرَ إلا ميّتاً في صباح اليوم التالي....
    إنّ على المرء أن يكون مستعدّاً على الدوام لهذه المواجهة الحتميّة، ذلك لأنّ الاستعداد للموت له تأثير كبير جداً على سلوكه. فمن كان كذلك في حياته، كان سلوكه بصورة عامّة يتّسم بنوع من الحذر والاحتياط، ومثل هذا الإنسان لا يجرؤ أبداً على الخوض في المعاصي والرذائل الأخلاقيّة؛ ولذلك فهو حذر في كلّ لحظة من شطحات لسانه وبطش يده، وزيغ عينيه وطيش أذنيه، وانسياب أمواله في طريق الذمّ.
    إنّ مراد النبي الأكرم صلى الله عليه وآله من قوله المبارك: «الموت يأتي بغتةً» توضيح قاعدة وقانون يستوعبان الناس جميعاً، وهو أنّ الموت أمر حتميّ ومباغت، وكون الجميع عاجزين عن مواجهته. ولا نجد إنساناً ـ مسلماً أو غير مسلم ـ له القدرة على مواجهة هذه الحقيقة والقانون الثابت، بل يستسلم له بصورة مطلقة، وبعدما تزاح عن قوة إدراكه حجب الجهل والغفلة، تستولي عليه الحسرة وتبدأ مسيرة الندم في انطلاقته باتجاه الآخرة، وعندها سيفهم ماذا فرّط طيلة حياته، وماذا حمل من أثقال لا نفع لها على ظهره، وكم أضاع من حسنات كان بامكانه جمعها، وهو إذ ذاك بمسيس الحاجة لها.
    قيل في سبب أن بعض الناس يموت وعيناه مفتوحتان، بينما بعض يموت مغمض العينين: أنّ الموت لا يسمح لهذا أو لذاك بأن يغيّر وضعيّة عينيه أبداً.
    وقد قيل إنّ شخصاً أصيب بالسكتة القلبية ومات وهو يؤدّي صلاة الفجر، فرآه أحد ذويه في منامه، فسأله عن طبيعة موته، فأجابه قائلاً: كنت منشغلاً بقراءة كلمة من إحدى الآيات، فتفوّهت بحرف من تلك الكلمة في الدنيا، وبحرفها الآخر في عالم ما بعد الدنيا.
    نعم إنّ قانون مباغتة الموت لا يمهل ابن آدم حتى لمجرّد التفوّه بحرف واحد فقط، فلماذا التجاهل، ولماذا الغفلة، ونحن نعلم بمحدوديّة أعمارنا وتناقصها؟!
المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
حفظ-تلقائي
Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
x
يعمل...
X