إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

نفحاتٌ من نهجِ البلاغة

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • نفحاتٌ من نهجِ البلاغة


    ومن خطبة له عليه السلام يصف فيها المتّقين:

    رُوِيَ أَنَّ صَاحِباً لِأَمِيرِ اَلْمُؤْمِنِينَ عليه السلام يُقَالُ لَهُ هَمَّامٌ، كَانَ رَجُلاً عَابِداً فَقَالَ لَهُ: يَا أَمِيرَ اَلْمُؤْمِنِينَ صِفْ لِيَ اَلْمُتَّقِينَ حَتَّى كَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَيْهِمْ

    فَتَثَاقَلَ عليه السلام عَنْ جَوَابِهِ ثُمَّ قَالَ: يَا هَمَّامُ اِتَّقِ اَللَّهَ وَأَحْسِنْ فَإِنَّ اَللَّهَ مَعَ اَلَّذِينَ اِتَّقَوْا وَاَلَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ. فَلَمْ يَقْنَعْ هَمَّامٌ بِهَذَا اَلْقَوْلِ حَتَّى عَزَمَ

    عَلَيْهِ، فَحَمِدَ اَللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ وَصَلَّى عَلَى اَلنَّبِيِّ صلى الله عليه واله ثُمَّ قَالَ عليه السلام: أَمَّا بَعْدُ فَإِنَّ اَللَّهَ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى خَلَقَ اَلْخَلْقَ حِينَ خَلَقَهُمْ

    غَنِيّاً عَنْ طَاعَتِهِمْ، آمِناً مِنْ مَعْصِيَتِهِمْ؛ لِأَنَّهُ لاَ تَضُرُّهُ مَعْصِيَةُ مَنْ عَصَاهُ، ولاَ تَنْفَعُهُ طَاعَةُ مَنْ أَطَاعَهُ، فَقَسَمَ بَيْنَهُمْ مَعَايِشَهُمْ، وَوَضَعَهُمْ مِنَ اَلدُّنْيَا

    مَوَاضِعَهُمْ، فَالْمُتَّقُونَ فِيهَا هُمْ أَهْلُ اَلْفَضَائِلِ، مَنْطِقُهُمُ اَلصَّوَابُ، وَمَلْبَسُهُمُ اَلاِقْتِصَادُ، وَمَشْيُهُمُ اَلتَّوَاضُعُ، غَضُّوا أَبْصَارَهُمْ عَمَّا حَرَّمَ اَللَّهُ عَلَيْهِمْ،

    وَوَقَفُوا أَسْمَاعَهُمْ عَلَى اَلْعِلْمِ اَلنَّافِعِ لَهُمْ، نُزِّلَتْ أَنْفُسُهُمْ مِنْهُمْ فِي اَلْبَلاَءِ كَالَّذِي نُزِّلَتْ فِي اَلرَّخَاءِ، وَلَوْ لاَ اَلْأَجَلُ اَلَّذِي كَتَبَ اَللَّهُ عَلَيْهِمْ لَمْ تَسْتَقِرَّ

    أَرْوَاحُهُمْ فِي أَجْسَادِهِمْ طَرْفَةَ عَيْنٍ، شَوْقاً إِلَى اَلثَّوَابِ وَخَوْفاً مِنَ اَلْعِقَابِ، عَظُمَ اَلْخَالِقُ فِي أَنْفُسِهِمْ فَصَغُرَ مَا دُونَهُ فِي أَعْيُنِهِمْ
    .

    يعجب الناس العادلون إذا فوجئوا بشيء من الطبيعة، أو من آثار العقل وإبداعه ما كانوا يعرفونه من قبل، كما عجبوا وذهلوا حين اكتشف العلماء

    الخلايا في جسم الإنسان والعديد من الكواكب وغيرها، وذلك حين انتقل الإنسان من عصر الشراع إلى عصر البخار، ومنه إلى الكهرباء، ثم إلى

    عصر الذرة والفضاء. أمّا الصفوة وأهل المعرفة باللّه وعظمته فإنهم لا يعجبون من أيّ جديد يظهر من غرائب الكون، أو يكتشفه الإنسان مهما

    كبر، لأنهم يعلمون بأنّ قدرة اللّه تعالى لا حد لها ولا نهاية، وأنّ هذا الجديد وفوقه بملايين الملايين هو أقلّ من القليل بالقياس إلى فيض القدرة

    الإلهية التي تقول للشيء: كن فيكون.

    شيماء أحمد/ ماجستير علوم حياة

    تم نشره في المجلة العدد66

  • #2
    احسنتم النشر والاختيار
    وفقكم الله لكل خير بمنه وكرمه

    تعليق

    المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
    حفظ-تلقائي
    Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
    x
    يعمل...
    X