تويت
لقد ذكر الشهرستاني الاختلاف حول هذه القضية: فمال عمر بن الخطّاب إلى عدم قتال مانعي الزكاة ، حتّى أنّه ردَّ عليهم ما أخذه أبو بكر منهم أيّام خلافته ، بينما مال أبو بكر وجماعة من الصحابة إلى قتالهم والحكم عليهم بالكفر!!
واستدلّ المانعون من قتالهم بقول النبيّ(صلى الله عليه وآله وسلم) : من قال لا إله إلاّ الله وأنّ محمّداً رسول الله فقد حُقنَ دمه ، بينما قال أبو بكر الذي أمر بقتالهم : لو منعوني عقالاً من أموال الزكاة لقاتلتهم ، وهكذا قتل الصحابة بعضهم بعضاً!
وعلينا الآن أن نوضّح لكم هذا الموضوع وحقيقة الأمر :
لا يخفى عليكم أنّ الاتجاه الذي مثّله عمر بن الخطّاب هنا كان موافقاً للصواب ، بخلاف ما أمر به أبو بكر فإنّ عمله يُعدّ جريمة ومخالفة صريحة للحكم الإسلامي ، فلقد عهد المسلمون من رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) انّه كان يأمرهم بعدم قتل كلّ من تشهّد الشهادتين ، إذ بمجرّد إعلانه كلمة لا إله إلاّ الله محمّد رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم)يُحقن دمه وماله وعرضه ، وهذا الأمر ممّا لا غبار عليه ، فإنّنا نرى أبا سفيان ومن كان على شاكلته الذين دخلوا الإسلام كرهاً حقنت دماؤهم بمجرّد إعلان الشهادة وهكذا كلّ منافق أعلن كلمة التوحيد .
فقد ذكر أحمد بن حنبل في مسنده والإمام مسلم بن الحجّاج في صحيحه في أحداث غزوة خيبر بعدما رجع أبو بكر وعمر قام رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم)وأعطى الراية للإمام عليّ(عليه السلام) ومن جملة ما قاله له : «قاتلهم حتّى يشهدوا أن لا إله إلاّ الله وأنّ محمّداً رسول الله فإن فعلوا ذلك فقد منعوا منك دماءهم وأموالهم إلاّ بحقّها وحسابهم على الله»(1) .
وأيضاً ذكر البخاري في صحيحه عن ابن عبّاس : عندما بعث رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم)معاذ بن جبل إلى اليمن قال له : إنّك ستأتي قوماً من أهل الكتاب فإذا جئتهم فادعهم إلى أن يشهدوا أن لا إله إلاّ الله وأنّ محمّداً رسول الله فإن هم أطاعوا لك بذلك ، فأخبرهم أنّ الله قد فرض عليهم خمس صلوات في كلّ يوم وليلة فإن هم أطاعوا لك بذلك فأخبرهم أنّ الله قد فرض عليهم صدقة تؤخذ من أغنيائهم فتردّ على فقرائهم فإن هم أطاعوا لك بذلك فإيّاك وكرائم أموالهم واتّق دعوة المظلوم فإنّه ليس بينه وبين الله حجاب(2) .
وأيضاً ذكر البخاري عن ابن عبّاس قال : . . . فقال رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم)للوفود : هل تدرون ما الايمان بالله؟ قالوا : الله ورسوله أعلم ، قال(صلى الله عليه وآله وسلم) : شهادة أن لا إله إلاّ الله وحده لا شريك له وأنّ محمّداً رسول الله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة وأنّ فيه صيام رمضان وتؤتوا من المغانم الخمس(3) .
وأيضاً ذكر البخاري ومسلم في صحيحه وأحمد في مسنده والحميدي في الجمع بين الصحيحن مسنداً عن عبدالله بن عمر قال : قال رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم)بمنى أتدرون أيّ يوم هذا؟ قالوا : الله ورسوله أعلم ، قال : ؟بلدٌ حرام أفتدرون أيّ شهر هذا؟ قالوا : الله ورسوله أعلم ، قال : شهر حرام فإنّ الله حرّم عليكم دماءكم وأموالكم وأعراضكم كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا في بلدكم هذا(4) .
وقريب منه ما ذكره الفخر الرازي(5) في تفسيره عن أبي عبيد.
ومثل هذه الأخبار وعلى غرارها أخبار وأحاديث متعدّدة ومتكثّرة من الشيعة والسنّة كلّها تؤكّد على حرمة دم المسلم الذي يشهد الشهادتين فقط .
(1) صحيح مسلم ج4 ص1871 كتاب فضائل الصحابة / باب 4 فضائل عليّ(عليه السلام) رقم 33 ط دار إحياء التراث العربي بيروت 1972م .
(2) صحيح البخاري ج4 ص1580 كتاب المغازي باب 58 رقم 4090 ط دار ابن كثير دمشق / المترجم
(3) صحيح البخاري ج25 ص25 كتاب خبر الواحد باب وصايا النبي للوفود بشرح الكرماني ، دار إحياء التراث العربي، بيروت 1981.
(4) المصدر نفسه، ج8 ص203 كتاب الحجّ رقم 1633 بشرح الكرماني وقريب منه في نفس المعنى عن ابن عبّاس وعن أبي بكرة .
(5) ج30 ص433 .
واستدلّ المانعون من قتالهم بقول النبيّ(صلى الله عليه وآله وسلم) : من قال لا إله إلاّ الله وأنّ محمّداً رسول الله فقد حُقنَ دمه ، بينما قال أبو بكر الذي أمر بقتالهم : لو منعوني عقالاً من أموال الزكاة لقاتلتهم ، وهكذا قتل الصحابة بعضهم بعضاً!
وعلينا الآن أن نوضّح لكم هذا الموضوع وحقيقة الأمر :
لا يخفى عليكم أنّ الاتجاه الذي مثّله عمر بن الخطّاب هنا كان موافقاً للصواب ، بخلاف ما أمر به أبو بكر فإنّ عمله يُعدّ جريمة ومخالفة صريحة للحكم الإسلامي ، فلقد عهد المسلمون من رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) انّه كان يأمرهم بعدم قتل كلّ من تشهّد الشهادتين ، إذ بمجرّد إعلانه كلمة لا إله إلاّ الله محمّد رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم)يُحقن دمه وماله وعرضه ، وهذا الأمر ممّا لا غبار عليه ، فإنّنا نرى أبا سفيان ومن كان على شاكلته الذين دخلوا الإسلام كرهاً حقنت دماؤهم بمجرّد إعلان الشهادة وهكذا كلّ منافق أعلن كلمة التوحيد .
فقد ذكر أحمد بن حنبل في مسنده والإمام مسلم بن الحجّاج في صحيحه في أحداث غزوة خيبر بعدما رجع أبو بكر وعمر قام رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم)وأعطى الراية للإمام عليّ(عليه السلام) ومن جملة ما قاله له : «قاتلهم حتّى يشهدوا أن لا إله إلاّ الله وأنّ محمّداً رسول الله فإن فعلوا ذلك فقد منعوا منك دماءهم وأموالهم إلاّ بحقّها وحسابهم على الله»(1) .
وأيضاً ذكر البخاري في صحيحه عن ابن عبّاس : عندما بعث رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم)معاذ بن جبل إلى اليمن قال له : إنّك ستأتي قوماً من أهل الكتاب فإذا جئتهم فادعهم إلى أن يشهدوا أن لا إله إلاّ الله وأنّ محمّداً رسول الله فإن هم أطاعوا لك بذلك ، فأخبرهم أنّ الله قد فرض عليهم خمس صلوات في كلّ يوم وليلة فإن هم أطاعوا لك بذلك فأخبرهم أنّ الله قد فرض عليهم صدقة تؤخذ من أغنيائهم فتردّ على فقرائهم فإن هم أطاعوا لك بذلك فإيّاك وكرائم أموالهم واتّق دعوة المظلوم فإنّه ليس بينه وبين الله حجاب(2) .
وأيضاً ذكر البخاري عن ابن عبّاس قال : . . . فقال رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم)للوفود : هل تدرون ما الايمان بالله؟ قالوا : الله ورسوله أعلم ، قال(صلى الله عليه وآله وسلم) : شهادة أن لا إله إلاّ الله وحده لا شريك له وأنّ محمّداً رسول الله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة وأنّ فيه صيام رمضان وتؤتوا من المغانم الخمس(3) .
وأيضاً ذكر البخاري ومسلم في صحيحه وأحمد في مسنده والحميدي في الجمع بين الصحيحن مسنداً عن عبدالله بن عمر قال : قال رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم)بمنى أتدرون أيّ يوم هذا؟ قالوا : الله ورسوله أعلم ، قال : ؟بلدٌ حرام أفتدرون أيّ شهر هذا؟ قالوا : الله ورسوله أعلم ، قال : شهر حرام فإنّ الله حرّم عليكم دماءكم وأموالكم وأعراضكم كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا في بلدكم هذا(4) .
وقريب منه ما ذكره الفخر الرازي(5) في تفسيره عن أبي عبيد.
ومثل هذه الأخبار وعلى غرارها أخبار وأحاديث متعدّدة ومتكثّرة من الشيعة والسنّة كلّها تؤكّد على حرمة دم المسلم الذي يشهد الشهادتين فقط .
(1) صحيح مسلم ج4 ص1871 كتاب فضائل الصحابة / باب 4 فضائل عليّ(عليه السلام) رقم 33 ط دار إحياء التراث العربي بيروت 1972م .
(2) صحيح البخاري ج4 ص1580 كتاب المغازي باب 58 رقم 4090 ط دار ابن كثير دمشق / المترجم
(3) صحيح البخاري ج25 ص25 كتاب خبر الواحد باب وصايا النبي للوفود بشرح الكرماني ، دار إحياء التراث العربي، بيروت 1981.
(4) المصدر نفسه، ج8 ص203 كتاب الحجّ رقم 1633 بشرح الكرماني وقريب منه في نفس المعنى عن ابن عبّاس وعن أبي بكرة .
(5) ج30 ص433 .