إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

امثال القران العملية واللسانية

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • امثال القران العملية واللسانية


    امثال القرآن العملية واللسانية

    بعض الامثال عملية وتبين بلسان العمل، وبعضها لفظية تبين باللسان والقول.
    ان أمثال القرآن هي من النوع الثاني، الا انه يشاهد بعضاً ما في سيرة الرسول
    (صلى الله عليه وآله)واهل بيته الاطهار(عليهم السلام) امثال عملية، وهي
    بالطبع ذات تأثير اكثر،(1) نأتي هنا بنموذجين من ذلك.

    1- عندما تتراكم الذنوب الصغيرة


    إنَّ رسول الله(صلى الله عليه وآله) نزل بارض قرعاء فقال لاصحابه: «ائتونا بحطب» - قد هدف الرسول من ذلك شيئاً غير الاعداد للنار -


    فقالوا: يا رسول اللّه نحن بارض قرعاء ما بها من حطب. قال: «فليأت كل انسان بما قدر عليه»، فجاؤوابه حتّى


    رموا بين يديه بعضه على بعض.

    فقال رسول الله(صلى الله عليه وآله): «هكذا تجتمع الذنوب» ثم قال:
    «اياكم والمحقرات من الذنوب فان لكل شيء طالباً الا وان طالبها يكتب
    ما قدموا وآثارهم. وكل شيء احصيناه في امام مبين».(2)
    نعم ان الذنوب الصغيرة قد تتراكم لتبلغ مستوى الجبل ارتفاعاً، وكثافة جبل
    من النار. ان خطر الذنوب الصغيرة هو عدم الإنتباه إليها واتخاذ موقف
    اللامبالاة تجاهها، فذكَّر الرسول(صلى الله عليه وآله)بخطرها بهذا المثل
    العملي.


    1. لقد أثرنا بعض الأمثال اللفظية عن الرسول(صلى الله عليه وآله) والأئمة

    (عليهم السلام)، راجع ميزان الحكمة الروايات 18106 إلى 18236.

    2. ميزان الحكمة، الباب 1372، الحديث 6593.

    [ 14 ]

    ترسيم نار جهنم

    عندما كان الامام علي(عليه السلام) خليفة كان له اخ صاحب اطفال
    وعائلة وما كانت تكفيه مؤنة بيت المال فطلب من الامام سهماً اكبر من
    بيت المال فكان جواب الامام علي(عليه السلام)... ولنقرأ القصة على
    لسان الامام نفسه:
    «والله لقد رأيت عقيلا وقد املق(1) حتى استماحني(2) من بركم(3)
    صاعاً، ورأيت صبيانه شعث(4) الشعور، غبر الالوان(5) من فقرهم، كانما
    سودت وجوههم بالعظلم(6) وعاودني مؤكداً وكرر علي القول مردداً
    فاصغيت اليه سمعي فظن اني ابيعه ديني، واتبع قياده(7) مفارقاً طريقتي
    فأحميت له حديدة ثم أدنيتها من جسمه ليعتبر بها، فضج ضجيج ذي دنف(8)
    من ألمها، وكاد ان يحترق من ميسمها.(9) فقلت له: ثكلتك الثواكل
    (10) يا عقيل! أتئن من حديدة احماها انسانها للعبه وتجرني إلى نار سجرها
    جبارها لغضبه! اتئن من الاذى ولا ائن من لظى!(11) وأعجب من ذلك
    طارق طرقنا بملفوفة(12) في وعائها ومعجونة شنئتها(13) كانما عجنت
    بريق حية او قيئها، فقلت أصِلة(14) ام زكاة ام صدقة؟ فذلك محرم علينا
    اهل البيت؟

    1. افتقر أشد الفقر.
    2. استعطاني.
    3. البر هو الحنطة.
    4. الشعر المتلبد بالوسخ.
    5. متغير اللون وشاحبه.
    6. سواد يصبغ به.
    7. ما يقاد به.
    8. المرض.
    9. المكواة.
    10. الثكل هو فقدان الحبيب، والثواكل هي النساء.
    11. من أسماء جهنم.
    12. نوع من الحلوى اهداها الاشعث بن قيس إلى علي.
    13. كرهتها.
    14. العطية.
    [ 15 ]

    فقال: لا ذا ولا ذاك ولكنها هدية. فقلت هبلتك الهبول!(1) أعن دين الله اتيتني لتخدعني؟ امختبط انت او ذو جنة(2) ام تهجر(3) والله لو أعطيت الاقاليم السبعة بما تحت افلاكها على ان اعصي الله في نملة اسلبها جلب(4) شعيرة ما فعلته، وان دنياكم عندي لاهون من ورقة في فم جرادة تقضمها(5) ما لعلي ولنعيم يفنى، ولذة لا تبقى!! نعوذ بالله من سبات(6) العقل، وقبح الزلل(7) وبه نستعين».(8)
    ان هذه الامثال تسهل ادراك وهضم كثير من المفاهيم، ولها وقع وتأثير يفوق النصيحة الموعظة ان هذا المثل لا يختص بعقيل وفي ذلك الزمن والعصر فحسب بل انه مثل للجميع وفي كل العصور والازمنة. ولهذا الغرض استخدم القرآن الامثال.

    الهدف من الامثال من لسان القرآن

    لقد بُيّن الهدف من الأمثال في بعض آيات القرآن، نأتي هنا بثلاثة نماذج:
    1- في الاية 25 من سورة ابراهيم بعد ما شبّه (الكلمة الطيبة) بالشجرة
    الطيبة - وسيأتي بحث ذلك - يقول في اخر الاية: (وَيَضْرِبُ اللهُ الأمثالَ
    للناّس لَعَلّهُم يَتَذَكّرون)وعلى هذا فالتذكير هو من أهداف الامثال.
    2- في الاية 21 من سورة الحشر بعد ما يشبّه بعض القلوب بالجبال وان
    امكانية التأثير على الجبال اكثر من امكانية التأثير على هذه القلوب يقول في
    نهاية الاية: (وتِلْكَ الأمثَال نَضْرِبُها للناس لَعَلّهُم يَتَفَكّرُون) وعلى هذا
    فالتفكّر هو من اهداف هذه الامثال.


    1. هبل أي ثكل، والهبول هي الثكول.
    2. من أصابه مس من الشيطان.
    3. تهذي.
    4. قشر.
    5. تكسرها باسنانها.
    6. نوم.
    7. السقوط في الخطأ.
    8. نهج البلاغة، صبحي الصالح: 346 - 347.

    [ 16 ]

    3 - وفي الايات 40 - 43 من سورة العنكبوت، بعد ما يشبّه من اتخذ
    اولياء من دون الله بالعنكبوت الذي يتخذ بيتاً وهناً . يقول في نهاية الاية
    43: (وَتِلْكَ الأمثال نَضْربُها للنّاسِ ومَا يَعْقِلُها إلاّ العَالِمُون) وحسب ما في
    هذه الاية فإنَّ تعقل العلماء هو من اهداف تلك الامثال.
    يمكننا استنتاج ثلاث مراحل لتأثير الأمثال على النفوس، هي كالتالي:
    الاولى: مرحلة التذكر وهي مرحلة مرور حقيقة الخطاب الالهي في الذهن.
    الثانية: مرحلة التفكر، وهي مرحلة التفكير في موضوع المثل وحكمته.
    الثالثة: مرحلة التعقل وهي مرحلة ادراك وهضم الحقائق.(1)

    أهمية خطاب المثل

    إن الناس في كثير من الأمور يعدّون الكبير دليلا على العظمة والصغير دليلا
    على قلة الأهمية، لكن الواقع ليس كذلك فالمهم هو الخطاب الذي يحمله
    ذلك الشيء أو يستهدف المتكلم بيانه. والأمر كذلك في القرآن فالمهم هو
    الخطاب الذي يوجهه ويهدفه من خلال المثل لا عظمة او حقارة (الممثل به).
    يقول الله في الاية الشريفة 26 من سورة البقرة: (إنَّ اللهَ لا يَسْتَحي أنْ
    يَضْرِبَ مَثْلا مَا بَعُوضَةً فَمَا فَوْقَهَا فأَمَّا الذَّينَ آمنُوا فيَعْلَمُونَ أنَّهُ الحَقّ منْ رَبِّهمْ
    وأمَّا الذين كَفَرُوا فيَقُولُونَ مَاذَا أَرَادَ اللهُ بِهَذَا مَثَلا يُضِلُّ بِهِ كَثِيراً وَيَهْدِى بِهِ
    كَثِيراً وَمَا يُضِلُّ بِهِ إلاّ الفاسقين).

    تأمُّل في الآية

    إنَّ التأمل في الاية يرشدنا إلى النتائج التالية:
    الاولى: ان الله تعالى اعتبر الهدف من الامثال هو هداية البشر.
    الثانية: ان موضوع المثل ومحتواه يحظى بأهمية تفوق اهمية المضمون الظاهري


    1. يمكننا الاخذ بنظر الاعتبار احتمالين آخرين، الأول: تقسيم الامثال حسب النتائج، فبعضها تذكّر وبعضها تجعلنا نفكر وبعضها تؤدي إلى الاستيعاب والادراك. الثاني: تقسيم الامثال حسب المخاطب، فالمخاطب على ثلاثة أقسام وكل من الاقسام الثلاثة الماضية للامثال تختص بقسم من المخاطبين.

    [ 17 ]

    والموجودات المذكورة في المثل.
    الثالثة: إن المخلوقات جميعاً ولو كانت بعوضة تكشف عن عظمة الخالق
    التعديل الأخير تم بواسطة رياحين العراق; الساعة 05-04-2010, 07:32 PM.

  • #2
    باركك الله موفقين

    تعليق


    • #3
      جزاك الله خير الجزاء لما تبذلونه من مجهود يصب في الخدمة

      تعليق


      • #4
        اللهم صل على محمد و ال محمد
        مشكوره الاخت الفاضله رياحين العراق على هذا الاستدلال المميز
        لموضوع الامثال في القرأن الكريم و السنه المباركه
        جزاك الله خير الجزاء
        الـلـهـم صـل عـلـى
        مـحـمـد و ال مـحـمـد

        تعليق


        • #5

          بسم الله الرحمن الرحيم
          والصلاة والسلام على أشرف الخلق أجمعين محمد وآله الطيبين الطاهرين


          السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...

          بارك الله بك أختي الكريمة (رياحين العراق) ... وكما تعودنا منك على طرحك للمواضيع المتميزة والهادفة ... واسمحي لي بهذه الاضافة البسيطة في رحابة صفحتكم المضيئة ...


          المثل عبارة عن كلام أُلْقيَ في واقعة لمناسبة اقتضت إلقاء ذلك الكلام، ثمّ تداولت عبر الزمان في الوقائع التي هي على غرارها، كما هو الحال في عامة الاَمثال العالمية .

          إنّ مثل هذا المعنى غير موجود بالقرآن الكريم ، لأن الكلام الموجدود فيه غير متداول سابقاً بل كل ماجاء به غير موجود سابقاً ، اذن لابد لنا من تفسير المثل في القرآن بمعنى آخر، وهو التمثيل القياسي الذي تعرّض إليه علماء البلاغة في علم البيان وهو قائم بالتشبيه والاستعارة والكناية والمجاز .

          اذن فاغلب ما ورد في القرآن الكريم من الاَمثال فهو من قبيل التمثيل لا المثال المصطلح . وقد امتازت صيغة المثل القرآني بأنّها لم تنقل عن حادثة معينة، أو واقعة متخيلة، أُعيدت مكرورة تمثيلاً، وضرب موردها تنظيراً، وإنّما ابتدع المثل القرآني ابتداعاً دون حذو احتذاه، و بلا مورد سبقه فهو تعبير فني جديد ابتكره القرآن حتى عاد صبغة متفردة في الاَداء والتركيب والاِشارة .

          وقد قال بعض العلماء : ضرب الاَمثال في القرآن يستفاد منه أُمور كثيرة: التذكير ، والوعظ، والحث والزجر، والاعتبار، والتقرير، وتقريب المراد للعقل، وتصويره بصورة المحسوس، فانّ الاَمثال تصوّر المعاني بصورة الاَشخاص، لاَنّها أثبت في الذهن لاستعانة الذهن فيها بالحواس، ومن ثمّ كان الغرض من المثل تشبيه الخفي بالجليّ والغائب بالشاهد .




          (((السلام على الحسين وعلى علي بن الحسين وعلى أولاد الحسين وعلى أصحاب الحسين)))



          تعليق


          • #6
            المشاركة الأصلية بواسطة مينا المرسومي مشاهدة المشاركة
            باركك الله موفقين


            شكرا الك عزيزتي على تواجدك
            تحياااتي لك



            تعليق


            • #7
              المشاركة الأصلية بواسطة جبل الصبر مشاهدة المشاركة
              جزاك الله خير الجزاء لما تبذلونه من مجهود يصب في الخدمة

              شاكرة لتواجدك الدائم اختي العزيزة جبل الصبر
              تحيااتي لك واحترامي

              تعليق


              • #8
                المشاركة الأصلية بواسطة حسن علي مشاهدة المشاركة
                اللهم صل على محمد و ال محمد

                مشكوره الاخت الفاضله رياحين العراق على هذا الاستدلال المميز
                لموضوع الامثال في القرأن الكريم و السنه المباركه
                جزاك الله خير الجزاء


                شكرا جزيلا مروركم يسعدني كثيرا
                تحياااتي وتقديري

                تعليق


                • #9
                  ماشاء الله

                  تعليق


                  • #10
                    المشاركة الأصلية بواسطة المفيد مشاهدة المشاركة
                    بسم الله الرحمن الرحيم
                    والصلاة والسلام على أشرف الخلق أجمعين محمد وآله الطيبين الطاهرين


                    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...

                    بارك الله بك أختي الكريمة (رياحين العراق) ... وكما تعودنا منك على طرحك للمواضيع المتميزة والهادفة ... واسمحي لي بهذه الاضافة البسيطة في رحابة صفحتكم المضيئة ...


                    المثل عبارة عن كلام أُلْقيَ في واقعة لمناسبة اقتضت إلقاء ذلك الكلام، ثمّ تداولت عبر الزمان في الوقائع التي هي على غرارها، كما هو الحال في عامة الاَمثال العالمية .

                    إنّ مثل هذا المعنى غير موجود بالقرآن الكريم ، لأن الكلام الموجدود فيه غير متداول سابقاً بل كل ماجاء به غير موجود سابقاً ، اذن لابد لنا من تفسير المثل في القرآن بمعنى آخر، وهو التمثيل القياسي الذي تعرّض إليه علماء البلاغة في علم البيان وهو قائم بالتشبيه والاستعارة والكناية والمجاز .

                    اذن فاغلب ما ورد في القرآن الكريم من الاَمثال فهو من قبيل التمثيل لا المثال المصطلح . وقد امتازت صيغة المثل القرآني بأنّها لم تنقل عن حادثة معينة، أو واقعة متخيلة، أُعيدت مكرورة تمثيلاً، وضرب موردها تنظيراً، وإنّما ابتدع المثل القرآني ابتداعاً دون حذو احتذاه، و بلا مورد سبقه فهو تعبير فني جديد ابتكره القرآن حتى عاد صبغة متفردة في الاَداء والتركيب والاِشارة .

                    وقد قال بعض العلماء : ضرب الاَمثال في القرآن يستفاد منه أُمور كثيرة: التذكير ، والوعظ، والحث والزجر، والاعتبار، والتقرير، وتقريب المراد للعقل، وتصويره بصورة المحسوس، فانّ الاَمثال تصوّر المعاني بصورة الاَشخاص، لاَنّها أثبت في الذهن لاستعانة الذهن فيها بالحواس، ومن ثمّ كان الغرض من المثل تشبيه الخفي بالجليّ والغائب بالشاهد .




                    (((السلام على الحسين وعلى علي بن الحسين وعلى أولاد الحسين وعلى أصحاب الحسين)))

                    شكرا جزيلا لك اخي هذه شهادة اعتز بها
                    وفقنا واياكم لمرضاته

                    تعليق

                    المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
                    حفظ-تلقائي
                    Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
                    x
                    يعمل...
                    X