إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

البلاء للمؤمنين والعاصين

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • البلاء للمؤمنين والعاصين

    بسم الله الرحمن الرحيم

    اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وسهل مخرجهم
    وصل اللهم على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها عدد ماأحاط به علمك
    وعجل فرج يوسفها الغائب ونجمها الثاقب واجعلنا من خلص شيعته ومنتظريه وأحبابه يا الله
    السلام على بقية الله في البلاد وحجته على سائر العباد ورحمة الله وبركاته


    فالله سبحانه وتعالى أجرى سننه في الحياة، فجعل فيها الحلو والمرّ، وفيها اليسر وفيها العسر، الفقر والغنى، الصحّة والمرض، الأمان والخوف، والشدّة والرّخاء... وهكذا، وهذه نظريّة علميّة، وقانون يتحقّق من خلاله التّوازن في الكون، فالله خلق الكون، وهو أعلم بما يحقّق فيه الاستمرار والتّوازن، فهناك ليل وهناك نهار، وهناك نور وهناك ظلام، ولا يمكن للحالة الواحدة أن تسود.
    والله كان واضحاً عندما دعانا إلى أن نعيش حياتنا على هذا الأساس: {وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ}(البقرة/155).
    ولأنَّ سنن الله هي للكون أجمع، كما الرّزق للنّاس أجمع، فالقوانين بأسبابها تجري أيضاً على النّاس أجمع. فالبلاء لا يقف عند حدود العاصين لله، بل يشمل أيضاً المطيعين، فحتَّى الأنبياء والأوصياء والعلماء يُبتلون ويعانون الشَّدائد. ومن هنا، لا بدَّ من أن تزول الفكرة الّتي يعيشها البعض، وهي أنَّ البلاء عقاب إلهيّ نتيجة المعاصي الّتي يرتكبها الإنسان. نعم، قد يعاني الإنسان نتائج معاصيه من ابتلاءات في حياته، لأنَّ للمعاصي آثاراً سلبيَّة في صحّة الإنسان وعقله وقلبه، لكن ما نعنيه هو البلاء الخارجيّ، الخارج عن إرادة الإنسان، مثل الأمراض والكوارث والحوادث.
    الخلق جميعاً، وحسب سنن الله، معرَّضون بشكل أو بآخر للبلاء، ولا إرادة لهم في ذلك، ولكنّ الفرق بين إنسان وإنسان، هو في كيفيّة تعامله مع الابتلاء. هنا يظهر المعدن الحقيقيّ للإنسان، فالبعض عند البلاء، كالمرض أو المصائب، يتقبّل ولا يعترض... نعم يتألّم، لكنّه يحاول أن يتابع حياته بالصّبر والعمل والأمل، فيما يسقط البعض الآخر وينهزم ويستنكر ويعترض...
    تذكر لنا قصّة النبيّ أيّوب، أنّه ظلّ طيلة فترة ابتلائه، ذاكراً، شاكراً، راضياً، قانعاً... فالمعادلة واضحة عنده، وهذا درس كبير لنا، في أن نرى الصّورة الإيجابيّة للبلاء، هذه الصّورة الّتي حرصت الكثير من الأحاديث على تأكيدها..
    ففي الحديث: "لن تكونوا مؤمنين حتّى تعدّوا البلاء نعمةً والرّخاء مصيبة، وذلك أنّ الصّبر عند البلاء، أعظم من الغفلة عند الرّخاء".
المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
حفظ-تلقائي
Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
x
يعمل...
X