إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

المنتظرون بحق لا يذوبون في المحيط الفاسد

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • المنتظرون بحق لا يذوبون في المحيط الفاسد

    بسم الله الرحمن الرحيم

    اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وسهل مخرجهم
    وصل اللهم على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها عدد ماأحاط به علمك
    وعجل فرج يوسفها الغائب ونجمها الثاقب واجعلنا من خلص شيعته ومنتظريه وأحبابه يا الله
    السلام على بقية الله في البلاد وحجته على سائر العباد ورحمة الله وبركاته

    إن الأثر المهم الآخر للانتظار هو عدم ذوبان المنتظرين في المحيط الفاسد، وعدم الانقياد وراء المغريات والتلوث بها... وتوضيح ذلك: أنّه حين يعم الفساد المجتمع، فقد يقع الإنسان النقي الطاهر في طريق مسدود "لليأس من الإصلاحات التي يتوخاها". وربما يتصور "المنتظرون" أنه لا مجال للإصلاح، وأن السعي والجد من أجل البقاء على "النقاء" والطهارة وعدم التلوث. فهذا اليأس أو الفشل قد يجر الإنسان نحو الفساد والاصطباغ بصبغة المجتمع الفاسد، فلا يستطيع المنتظرون عندئذ أن يحافظوا على أنفسهم باعتبارهم أقلية صالحة بين أكثرية طالحة. ولكن الشيء الوحيد الذي ينعش فيهم الأمل ويدعوهم إلى المقاومة والتجلد وعدم الذوبان والانحلال في المحيط الفاسد، هو رجاؤهم بالإصلاح النهائي، فهم في هذه الحال لا يسأمون الجد والمثابرة، بل يواصلون طريقهم في سبيل المحافظة على الذات وحفظ الآخرين وإصلاحهم أيضاً. وحين نجد - في التعاليم الإسلامية - أن اليأس من رحمة الله وثوابه من أعظم الذنوب والكبائر، فقد يتعجب بعض الجهال: كيف يكون اليأس من رحمة الله من الكبائر وإلى هذه الدرجة من الأهمية، حتى أنه أشد من سائر الذنوب الأخرى، لأن العاصي الآيس من رحمة الله لا يرى شيئاً ينقذه ويخلصه من عذاب الله، فلا يفكر بإصلاح الخلل، أو يكف عن الذنب على الأقل لأنه يقول في نفسه: أنا الغريق فهل أخشى من البلل ؟ والنهاية الحتمية جهنم، وقد اشتريتها، فما عساي أن أفعل؟ إلا أنه حين تنفتح له نافذة الأمل، فإنه سيرجو عفو ربه، ويتجه نحو تغيير نفسه وحاله، ويحصل له منعطف جديد في حياته ليعود نحو الطهارة والنقاء والإصلاح. ومن هنا يمكننا أن نعتبر أن الأمل عامل تربوي مهم ومؤثر في المنحرفين أو الفاسدين، كما أن الصالحين لا يستطيعون أن يواصلوا مسيرهم في المحيط الفاسد إذا لم يكن لهم أمل بالانتصار على المفاسد. والنتيجة أن معنى انتظار ظهور المصلح، هو أن الدنيا مهما مالت نحو الفساد أكثر، كان الأمل بالظهور أكثر. إذاً، فهم يسعون أكثر للوصول إلى الهدف المنشود، وتنشد همتهم لمواجهة الفساد ومكافحته بشوق لا مزيد عليه.
    وبالتالي يتّضح لنا أنّ الأثر السلبي للانتظار إنما يكون في صورة ما لو مسخ مفهومه أو حرف عن واقعه، كما حرفه المخالفون والأعداء، ومسخه الموافقون، غير أنه لو أخذ بمفهومه الواقعي لكان عاملاً تربوياً مهمّاً بنّاءً محركاً باعثاً على الأمل والرجاء.

  • #2
    المشاركة الأصلية بواسطة عطر الولايه مشاهدة المشاركة
    بسم الله الرحمن الرحيم

    اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وسهل مخرجهم
    وصل اللهم على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها عدد ماأحاط به علمك
    وعجل فرج يوسفها الغائب ونجمها الثاقب واجعلنا من خلص شيعته ومنتظريه وأحبابه يا الله
    السلام على بقية الله في البلاد وحجته على سائر العباد ورحمة الله وبركاته

    إن الأثر المهم الآخر للانتظار هو عدم ذوبان المنتظرين في المحيط الفاسد، وعدم الانقياد وراء المغريات والتلوث بها... وتوضيح ذلك: أنّه حين يعم الفساد المجتمع، فقد يقع الإنسان النقي الطاهر في طريق مسدود "لليأس من الإصلاحات التي يتوخاها". وربما يتصور "المنتظرون" أنه لا مجال للإصلاح، وأن السعي والجد من أجل البقاء على "النقاء" والطهارة وعدم التلوث. فهذا اليأس أو الفشل قد يجر الإنسان نحو الفساد والاصطباغ بصبغة المجتمع الفاسد، فلا يستطيع المنتظرون عندئذ أن يحافظوا على أنفسهم باعتبارهم أقلية صالحة بين أكثرية طالحة. ولكن الشيء الوحيد الذي ينعش فيهم الأمل ويدعوهم إلى المقاومة والتجلد وعدم الذوبان والانحلال في المحيط الفاسد، هو رجاؤهم بالإصلاح النهائي، فهم في هذه الحال لا يسأمون الجد والمثابرة، بل يواصلون طريقهم في سبيل المحافظة على الذات وحفظ الآخرين وإصلاحهم أيضاً. وحين نجد - في التعاليم الإسلامية - أن اليأس من رحمة الله وثوابه من أعظم الذنوب والكبائر، فقد يتعجب بعض الجهال: كيف يكون اليأس من رحمة الله من الكبائر وإلى هذه الدرجة من الأهمية، حتى أنه أشد من سائر الذنوب الأخرى، لأن العاصي الآيس من رحمة الله لا يرى شيئاً ينقذه ويخلصه من عذاب الله، فلا يفكر بإصلاح الخلل، أو يكف عن الذنب على الأقل لأنه يقول في نفسه: أنا الغريق فهل أخشى من البلل ؟ والنهاية الحتمية جهنم، وقد اشتريتها، فما عساي أن أفعل؟ إلا أنه حين تنفتح له نافذة الأمل، فإنه سيرجو عفو ربه، ويتجه نحو تغيير نفسه وحاله، ويحصل له منعطف جديد في حياته ليعود نحو الطهارة والنقاء والإصلاح. ومن هنا يمكننا أن نعتبر أن الأمل عامل تربوي مهم ومؤثر في المنحرفين أو الفاسدين، كما أن الصالحين لا يستطيعون أن يواصلوا مسيرهم في المحيط الفاسد إذا لم يكن لهم أمل بالانتصار على المفاسد. والنتيجة أن معنى انتظار ظهور المصلح، هو أن الدنيا مهما مالت نحو الفساد أكثر، كان الأمل بالظهور أكثر. إذاً، فهم يسعون أكثر للوصول إلى الهدف المنشود، وتنشد همتهم لمواجهة الفساد ومكافحته بشوق لا مزيد عليه.
    وبالتالي يتّضح لنا أنّ الأثر السلبي للانتظار إنما يكون في صورة ما لو مسخ مفهومه أو حرف عن واقعه، كما حرفه المخالفون والأعداء، ومسخه الموافقون، غير أنه لو أخذ بمفهومه الواقعي لكان عاملاً تربوياً مهمّاً بنّاءً محركاً باعثاً على الأمل والرجاء.
    احسنت نقلا ياعطر الولاية
    موضوع مهم جدا
    تقديري

    تعليق


    • #3
      حيا الله مروركم الكريم اختنا المؤمنة العزيزة ان شاء الله تكونين في نظر الامام المنتظر عجل الله تعالى فرجه

      تعليق

      المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
      حفظ-تلقائي
      Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
      x
      يعمل...
      X