تويت
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على خير الانام محمد واله الكرام
اللهم عجل لوليك الفرج وثبتنا على طريق الولاية
اما بعد . فلقد ازدادت في زمننا المعاصر الفتن الضالة والمضلة وكثر الدجالون والمبتدعون في بلدنا الحبيب العراق ومنها في خارجه . وقد يكون مصداق لما روي عن المعصومين ع عن فتن اخر الزمان والغربلة التي يمر بها الناس وخصوصا اتباع اهل البيت ع . وان هذه الابتلاء رحمة من الباري عز وجل ليمتاز الطيب من الخبيث . ويستخلص الباري تعالى من اتباع اهل البيت ع الحقيقيين ويخلصهم من المدعين كذبا اتباعهم . وليكون انصار الامام عجل الله فرجه من الخلص والثابتين والمتثبتين كانصار ابي عبد الله ع .
ان معظم اصحاب الفتن والدعوات الضالة والمضلة يدعون انهم (فلتة زمانهم) وليس هناك من يدانيهم علما ومعرفة بل ان بعضهم ادعى ان علمه لدني بغير واسطة وهو جاهل بابسط العلوم حتى علوم اللغة العربية التي هي لغة القران ومنهم في الشبر الاول من بحر العلم واخذه العجب في علمه وذكائه وادعى دعوته واخذ ينال من اطواد في العلم . ويدعي البعض منهم انه الوحيد والاوحد القادر على فهم الاسلام والنصوص القرانية والروايات ويخدع الهمج الرعاع واصحاب الاهواء وانصاف المثقفين ومدعي الحداثة ويبهرهم بعلمه (الجديد )مستغلا حالة الاحباط االسائدة في مجتمعاتنا والضروف الصعبة التي تمر بها من جهه ومن جهة اخرى حالة الحرية (الفوضوية ) التي نعيشها . وهنا لااود ان اطيل في ذكر اسباب ظهور هذه الحالات ومن يقف ورائها وهي جهات معلومة ولا اتعرض لذكر اسمائهم لانهم لايستحقون الذكر ولا فائدة من ذكرهم لانهم معروفين بواسطة القنوات المضللة والشبكة العنكبوتية .
لكني اسال كل تابع من اتباعهم لو كان لك انسان عزيز اعز من نفسك وقد اصابه مرض عضال وكان هنالك طبيب قضى عمره وفناه في تحصيل العلم في معالجة هذا الداء وتشهد له بذلك كل المؤسسات العلمية الرصينة في هذا التخصص . وانت في طريقك اليه صادفت رجلا قادم من المجهول وقال لك اني قادر على اجراء عملية لهذا المريض وقدم لك بعض الكتب عن مؤلفاته وعندما تستفسر منه سبب عدم اعتراف المؤسسات العلمية بعلمه يجيبك انهم لايستطيعون فهمه او انهم يحسدونه وما الى ذلك .فهل تسلمه مريضك ام تتجاهله وتواصل طريقك؟
فاذا كان ذلك في حياة البدن وهو فان لا محالة فما الجواب المنطقي اذا كان الامر يخص حياة ابدية حقيقية . مالكم كيف تحكمون .
ياشباب الشيعة انكم خيرة وصفوت المجتمعات وحملة المشروع الالهي القادم تمسكوا بمذهبكم وكونوا على الجادة الواضحة الواسعة المستقيمة ولا تفتتنوا بالمبتدعين اصحاب الطرق الضيقة والملتوية اكتب هذه الكلمات لاني صدمت بعدة اشخاص سقطوا في مضلات الفتن بعد ان كنت اعتقد انهم بعيدين كل البعد عنها. فكونوا على حذر وتيقض وحذروا ذوويكم .(يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ).وتعاملوا مع اصحاب هذه الدعوات واتباعهم كما امرنا الله والمعصومين عليهم السلام .
وهذه بعض من اقوال المعصومين ع في هذا الموضوع :
1-ذم البدع والتحذير منها:
قال(صلى الله عليه وآله وسلم) :« اتبعوا ولا تبتدعوا فقد كفيتم »( 1 ).
وعن أمير المؤمنين(عليه السلام) أنه قال :« ما اُحدثت بدعة إلاّ تُركَ بها سنّة ، فاتقوا البدع ، والزموا المهيَع(2) ، وانَّ عوازم الامور أفضلها ، وانَّ محدثاتها شرارها »(3) .
وعنه(عليه السلام) :« أيها الناس إنما بدء وقوع الفتن أهواء تُتّبع ، وأحكام تُبتدع ، يُخالف فيها كتاب الله ، يقلِّد فيها رجال رجالاً على غير دين الله »(4) .
2 ـ التنكيل باصحاب البدع وذمهم:
عنه(صلى الله عليه وآله وسلم) :« أدنى الشرك أن يبتدع الرجل رأياً فيحب عليه ويبغض عليه »(5).
وعن علي(عليه السلام) انه قال :« وآخر قد تسمّى عالماً وليس به ، فاقتبس جهائل من جهّال، وأضاليل من ضلاّل.. يقول أقف عند الشبهات وفيها وقع ، ويقول أعتزل البدع وبينها اضطجع ، فالصورة صورة انسان ، والقلب قلب حيوان »(6) .
وعن رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) في قوله تعالى : ( إنَّ الذِينَ فَرَّقواْ دِينهمْ وَكانُواْ شِيَعاً)(7) ، قال :
« هم أصحاب البدع وأصحاب الاهواء ، ليس لهم توبة ، أنا منهم بريء ، وهم براء »(8) .
وعنه(عليه السلام) :« إنَّ أبغض الخلائق إلى الله رجلان : رجل وكله الله إلى نفسه ، فهو جائر عن قصد السبيل ، مشغوف بكلام بدعة ، ودعاء ضلالة ، فهو فتنة لمن افتُتن به ، ضال عن هدي مَن كان قبله ، مضلّ لمن اقتدى به في حياته وبعد وفاته ، حّمال خطايا غيره ، رهن بخطيئته»(9) .
3 ـ التأكيد على مقاطعة المبتدعين :
كما جاءت جملة كبيرة من الاخبار لتدلل على ضرورة مقاطعة المبتدعين ، وهجرانهم ، وعدم معاشرتهم بشكل مطلق ، تأكيداً على بشاعة هذا الامر ، وأيغالاً في شجبه ومواجهته ، فمن ذلكَ ما ورد عن رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) أنه قال :« مَن وقَّر صاحب بدعة فقد أعانَ على هدم الاسلام »(10) .
وعنه(صلى الله عليه وآله وسلم) :« إذا رأيتم صاحب بدعة ، فاكفهرّوا في وجهه » (11) .
وعنه(صلى الله عليه وآله وسلم) :«مَن تبسَّم في وجه مبتدع ، فقد أعانَ على هدمِ دينه »(12) .
وعنه(صلى الله عليه وآله وسلم) :«مَن أرعبَ صاحب بدعة ، ملا الله قلبه أمناً وايماناً ، ومَن انتهر صاحب بدعة ، آمنه الله من الفزع الاكبر ، ومَن أهانَ صاحب بدعة ، رفعه الله في الجنة درجة ، ومَن لانَ له لقيه تبشبشاً ، فقد استخف بما اُنزل على محمّد » (13).
وعنه(صلى الله عليه وآله وسلم) :«مَن أعرض عن صاحب بدعة بغضاً له ، ملا الله قلبه أمناً وإيماناً» (14) .
وعنه(صلى الله عليه وآله وسلم) :«مَن مشى إلى صاحب بدعة ليوقره فقد أعان على هدم الاسلام» (15).
وعنه(صلى الله عليه وآله وسلم) :«إذا رأيتم أهل الريب والبدع من بعدي ، فاظهروا البراءة منهم ، واكثروا من سبِّهم ، والقول فيهم والوقيعة ، وباهتوهم ، كي لا يطمعوا في الفساد في الاسلام ، ويحذرهم الناس ، ولا يتعلمون من بدعهم ، يكتب الله لكم بذلك الحسنات ، ويرفع لكم به الدرجات في الاخرة » (16).
4 ـ عدم قبول توبة المبتدع :
عنه(صلى الله عليه وآله وسلم) :« أبى الله أن يقبل عمل صاحب بدعة حتى يدع بدعتَه »(17).
وعن أبي عبدالله الصادق(عليه السلام) قال :«كان رجل في الزمن الاول طلب الدنيا من حلال فلم يقدر عليها ، وطلبها من حرام فلم يقدر عليها ، فأتاه الشيطان فقال له : يا هذا إنكَ قد طلبتَ الدنيا من حلال فلم تقدر عليها ، وطلبتها من حرام فلم تقدر عليها ، أفلا أدّلكَ على شيء تكثر به دنياك ، ويكثر به تبعك ؟ قال : بلى ، قال : تبتدع دنياً وتدعو إليه الناس .
ففعل ، فاستجاب له الناس وأطاعوه ، وأصاب من الدنيا ، ثمَّ أنَّه فكّر فقال : ما صنعت ؟ ابتدعت ديناً ودعوت الناس ، وما أرى لي توبة ، إلاّ أن آتي مَن دعوته إليه فأردّه عنه ، فجعل يأتي أصحابه الذين أجابوه ، فيقول لهم : انَّ الذي دعوتكم إليه باطل وانما ابتدعته ، فجعلوا يقولون : كذبت وهو الحق ، ولكنَّك شككت في دينك فرجعتَ عنه، فلما رأى ذلكَ عمد إلى سلسلة فوتد لها وتداً ثم جعلها في عنقه ، وقال : لا أحلّها حتى يتوب الله عزَّوجلَّ عليَّ ، فأوحى الله عزَّوجلَّ إلى نبي من الانبياء : قل لفلان : وعزتي ، لو دعوتني حتى تنقطع أوصالك ، ما استجبت لك ، حتى تردَّ مَن مات إلى ما دعوته إليه ، فيرجع عنه»(18).
( 1 ) علاء الدين الهندي ، كنز العمال ، ج : 1 ، ح : 1112 ، ص : 221 .
(2) المَهْيَع : ( بفتح الميم وسكون الهاء وفتح الياء ) : الطريق الواسع البيِّن .
(3) نهج البلاغة : الخطبة / 145 .
(4) نهج البلاغة : الكلام / 50 .
(5) أبو جعفر الصدوق ، ثواب الاعمال ، تصحيح وتعليق وتقديم الشيخ حسين الاعلمي ، ص : 304 .
(6) نهج البلاغة : خ / 87 .
(7) الانعام : 159 .
(8) علاء الدين الهندي ، كنز العمال ، ج : 1 ، ح : 2987 ، ص : 223 .
(9) نهج البلاغة : الكلام / 17 .
(10) علاء الدين الهندي ، كنز العمال ، ج : 1 ، ح : 1102 ، ص : 219 .
(11) علاء الدين الهندي ، كنز العمال ، ج : 1 ، ح : 1676 ، ص : 382 .
(12) عباس القمي ، سفينة البحار ، ج : 1 ، ص : 63 .
(13) علاء الدين الهندي ، كنز العمال ، ج : 3 ، ح : 5598 ، ص : 82 .
(14) علاء الدين الهندي ، كنز العمال ، ج : 3 ، ح : 5599 ، ص : 82 .
(15) علاء الدين الهندي ، كنز العمال ، ج : 1 ، ح : 1123 ، ص : 223 .
(16) الحر العاملي ، وسائل الشيعة ، ج : 11 ، ص : 508 ، ح : 1 .
(17) أبو اسحاق الشاطبي ، الاعتصام ، ج : 1 ، ص : 122 .
(18) أبو جعفر البرقي ، المحاسن ، ج : 1 ، ص : 328 ، ح : 70
والصلاة والسلام على خير الانام محمد واله الكرام
اللهم عجل لوليك الفرج وثبتنا على طريق الولاية
اما بعد . فلقد ازدادت في زمننا المعاصر الفتن الضالة والمضلة وكثر الدجالون والمبتدعون في بلدنا الحبيب العراق ومنها في خارجه . وقد يكون مصداق لما روي عن المعصومين ع عن فتن اخر الزمان والغربلة التي يمر بها الناس وخصوصا اتباع اهل البيت ع . وان هذه الابتلاء رحمة من الباري عز وجل ليمتاز الطيب من الخبيث . ويستخلص الباري تعالى من اتباع اهل البيت ع الحقيقيين ويخلصهم من المدعين كذبا اتباعهم . وليكون انصار الامام عجل الله فرجه من الخلص والثابتين والمتثبتين كانصار ابي عبد الله ع .
ان معظم اصحاب الفتن والدعوات الضالة والمضلة يدعون انهم (فلتة زمانهم) وليس هناك من يدانيهم علما ومعرفة بل ان بعضهم ادعى ان علمه لدني بغير واسطة وهو جاهل بابسط العلوم حتى علوم اللغة العربية التي هي لغة القران ومنهم في الشبر الاول من بحر العلم واخذه العجب في علمه وذكائه وادعى دعوته واخذ ينال من اطواد في العلم . ويدعي البعض منهم انه الوحيد والاوحد القادر على فهم الاسلام والنصوص القرانية والروايات ويخدع الهمج الرعاع واصحاب الاهواء وانصاف المثقفين ومدعي الحداثة ويبهرهم بعلمه (الجديد )مستغلا حالة الاحباط االسائدة في مجتمعاتنا والضروف الصعبة التي تمر بها من جهه ومن جهة اخرى حالة الحرية (الفوضوية ) التي نعيشها . وهنا لااود ان اطيل في ذكر اسباب ظهور هذه الحالات ومن يقف ورائها وهي جهات معلومة ولا اتعرض لذكر اسمائهم لانهم لايستحقون الذكر ولا فائدة من ذكرهم لانهم معروفين بواسطة القنوات المضللة والشبكة العنكبوتية .
لكني اسال كل تابع من اتباعهم لو كان لك انسان عزيز اعز من نفسك وقد اصابه مرض عضال وكان هنالك طبيب قضى عمره وفناه في تحصيل العلم في معالجة هذا الداء وتشهد له بذلك كل المؤسسات العلمية الرصينة في هذا التخصص . وانت في طريقك اليه صادفت رجلا قادم من المجهول وقال لك اني قادر على اجراء عملية لهذا المريض وقدم لك بعض الكتب عن مؤلفاته وعندما تستفسر منه سبب عدم اعتراف المؤسسات العلمية بعلمه يجيبك انهم لايستطيعون فهمه او انهم يحسدونه وما الى ذلك .فهل تسلمه مريضك ام تتجاهله وتواصل طريقك؟
فاذا كان ذلك في حياة البدن وهو فان لا محالة فما الجواب المنطقي اذا كان الامر يخص حياة ابدية حقيقية . مالكم كيف تحكمون .
ياشباب الشيعة انكم خيرة وصفوت المجتمعات وحملة المشروع الالهي القادم تمسكوا بمذهبكم وكونوا على الجادة الواضحة الواسعة المستقيمة ولا تفتتنوا بالمبتدعين اصحاب الطرق الضيقة والملتوية اكتب هذه الكلمات لاني صدمت بعدة اشخاص سقطوا في مضلات الفتن بعد ان كنت اعتقد انهم بعيدين كل البعد عنها. فكونوا على حذر وتيقض وحذروا ذوويكم .(يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ).وتعاملوا مع اصحاب هذه الدعوات واتباعهم كما امرنا الله والمعصومين عليهم السلام .
وهذه بعض من اقوال المعصومين ع في هذا الموضوع :
1-ذم البدع والتحذير منها:
قال(صلى الله عليه وآله وسلم) :« اتبعوا ولا تبتدعوا فقد كفيتم »( 1 ).
وعن أمير المؤمنين(عليه السلام) أنه قال :« ما اُحدثت بدعة إلاّ تُركَ بها سنّة ، فاتقوا البدع ، والزموا المهيَع(2) ، وانَّ عوازم الامور أفضلها ، وانَّ محدثاتها شرارها »(3) .
وعنه(عليه السلام) :« أيها الناس إنما بدء وقوع الفتن أهواء تُتّبع ، وأحكام تُبتدع ، يُخالف فيها كتاب الله ، يقلِّد فيها رجال رجالاً على غير دين الله »(4) .
2 ـ التنكيل باصحاب البدع وذمهم:
عنه(صلى الله عليه وآله وسلم) :« أدنى الشرك أن يبتدع الرجل رأياً فيحب عليه ويبغض عليه »(5).
وعن علي(عليه السلام) انه قال :« وآخر قد تسمّى عالماً وليس به ، فاقتبس جهائل من جهّال، وأضاليل من ضلاّل.. يقول أقف عند الشبهات وفيها وقع ، ويقول أعتزل البدع وبينها اضطجع ، فالصورة صورة انسان ، والقلب قلب حيوان »(6) .
وعن رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) في قوله تعالى : ( إنَّ الذِينَ فَرَّقواْ دِينهمْ وَكانُواْ شِيَعاً)(7) ، قال :
« هم أصحاب البدع وأصحاب الاهواء ، ليس لهم توبة ، أنا منهم بريء ، وهم براء »(8) .
وعنه(عليه السلام) :« إنَّ أبغض الخلائق إلى الله رجلان : رجل وكله الله إلى نفسه ، فهو جائر عن قصد السبيل ، مشغوف بكلام بدعة ، ودعاء ضلالة ، فهو فتنة لمن افتُتن به ، ضال عن هدي مَن كان قبله ، مضلّ لمن اقتدى به في حياته وبعد وفاته ، حّمال خطايا غيره ، رهن بخطيئته»(9) .
3 ـ التأكيد على مقاطعة المبتدعين :
كما جاءت جملة كبيرة من الاخبار لتدلل على ضرورة مقاطعة المبتدعين ، وهجرانهم ، وعدم معاشرتهم بشكل مطلق ، تأكيداً على بشاعة هذا الامر ، وأيغالاً في شجبه ومواجهته ، فمن ذلكَ ما ورد عن رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) أنه قال :« مَن وقَّر صاحب بدعة فقد أعانَ على هدم الاسلام »(10) .
وعنه(صلى الله عليه وآله وسلم) :« إذا رأيتم صاحب بدعة ، فاكفهرّوا في وجهه » (11) .
وعنه(صلى الله عليه وآله وسلم) :«مَن تبسَّم في وجه مبتدع ، فقد أعانَ على هدمِ دينه »(12) .
وعنه(صلى الله عليه وآله وسلم) :«مَن أرعبَ صاحب بدعة ، ملا الله قلبه أمناً وايماناً ، ومَن انتهر صاحب بدعة ، آمنه الله من الفزع الاكبر ، ومَن أهانَ صاحب بدعة ، رفعه الله في الجنة درجة ، ومَن لانَ له لقيه تبشبشاً ، فقد استخف بما اُنزل على محمّد » (13).
وعنه(صلى الله عليه وآله وسلم) :«مَن أعرض عن صاحب بدعة بغضاً له ، ملا الله قلبه أمناً وإيماناً» (14) .
وعنه(صلى الله عليه وآله وسلم) :«مَن مشى إلى صاحب بدعة ليوقره فقد أعان على هدم الاسلام» (15).
وعنه(صلى الله عليه وآله وسلم) :«إذا رأيتم أهل الريب والبدع من بعدي ، فاظهروا البراءة منهم ، واكثروا من سبِّهم ، والقول فيهم والوقيعة ، وباهتوهم ، كي لا يطمعوا في الفساد في الاسلام ، ويحذرهم الناس ، ولا يتعلمون من بدعهم ، يكتب الله لكم بذلك الحسنات ، ويرفع لكم به الدرجات في الاخرة » (16).
4 ـ عدم قبول توبة المبتدع :
عنه(صلى الله عليه وآله وسلم) :« أبى الله أن يقبل عمل صاحب بدعة حتى يدع بدعتَه »(17).
وعن أبي عبدالله الصادق(عليه السلام) قال :«كان رجل في الزمن الاول طلب الدنيا من حلال فلم يقدر عليها ، وطلبها من حرام فلم يقدر عليها ، فأتاه الشيطان فقال له : يا هذا إنكَ قد طلبتَ الدنيا من حلال فلم تقدر عليها ، وطلبتها من حرام فلم تقدر عليها ، أفلا أدّلكَ على شيء تكثر به دنياك ، ويكثر به تبعك ؟ قال : بلى ، قال : تبتدع دنياً وتدعو إليه الناس .
ففعل ، فاستجاب له الناس وأطاعوه ، وأصاب من الدنيا ، ثمَّ أنَّه فكّر فقال : ما صنعت ؟ ابتدعت ديناً ودعوت الناس ، وما أرى لي توبة ، إلاّ أن آتي مَن دعوته إليه فأردّه عنه ، فجعل يأتي أصحابه الذين أجابوه ، فيقول لهم : انَّ الذي دعوتكم إليه باطل وانما ابتدعته ، فجعلوا يقولون : كذبت وهو الحق ، ولكنَّك شككت في دينك فرجعتَ عنه، فلما رأى ذلكَ عمد إلى سلسلة فوتد لها وتداً ثم جعلها في عنقه ، وقال : لا أحلّها حتى يتوب الله عزَّوجلَّ عليَّ ، فأوحى الله عزَّوجلَّ إلى نبي من الانبياء : قل لفلان : وعزتي ، لو دعوتني حتى تنقطع أوصالك ، ما استجبت لك ، حتى تردَّ مَن مات إلى ما دعوته إليه ، فيرجع عنه»(18).
( 1 ) علاء الدين الهندي ، كنز العمال ، ج : 1 ، ح : 1112 ، ص : 221 .
(2) المَهْيَع : ( بفتح الميم وسكون الهاء وفتح الياء ) : الطريق الواسع البيِّن .
(3) نهج البلاغة : الخطبة / 145 .
(4) نهج البلاغة : الكلام / 50 .
(5) أبو جعفر الصدوق ، ثواب الاعمال ، تصحيح وتعليق وتقديم الشيخ حسين الاعلمي ، ص : 304 .
(6) نهج البلاغة : خ / 87 .
(7) الانعام : 159 .
(8) علاء الدين الهندي ، كنز العمال ، ج : 1 ، ح : 2987 ، ص : 223 .
(9) نهج البلاغة : الكلام / 17 .
(10) علاء الدين الهندي ، كنز العمال ، ج : 1 ، ح : 1102 ، ص : 219 .
(11) علاء الدين الهندي ، كنز العمال ، ج : 1 ، ح : 1676 ، ص : 382 .
(12) عباس القمي ، سفينة البحار ، ج : 1 ، ص : 63 .
(13) علاء الدين الهندي ، كنز العمال ، ج : 3 ، ح : 5598 ، ص : 82 .
(14) علاء الدين الهندي ، كنز العمال ، ج : 3 ، ح : 5599 ، ص : 82 .
(15) علاء الدين الهندي ، كنز العمال ، ج : 1 ، ح : 1123 ، ص : 223 .
(16) الحر العاملي ، وسائل الشيعة ، ج : 11 ، ص : 508 ، ح : 1 .
(17) أبو اسحاق الشاطبي ، الاعتصام ، ج : 1 ، ص : 122 .
(18) أبو جعفر البرقي ، المحاسن ، ج : 1 ، ص : 328 ، ح : 70