بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد
الطيبين الطاهرين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قال الله عز وجل في محكم كتابه الكريم:
(المال والبنون زينة الحياة الدنيا).سورة الكهف 46
الآية الواردة تذكر وضع المال والثروة والقوة الإِنسانية اللذين يعتبران ركنين أساسيين في الحياة الدنيا، حيثُ تقول(المال والبنون زينة الحياة الدنيا)
و إنما سماهما زينة لأن في المال جمالا و في البنين قوة و دفعا فصارا زينة الحياة الدنيا
إِنَّ هذه الآية - في الحقيقة - تُشير إلى أهم قسمين في رأس مال الحياة حيثُ ترتبط الإشياء الأُخرى بهما، إِنّها تشير إلى (القوّة الإِقتصادية) و (القوّة الإِنسانية) لأنَّ وجودهما ضروري لتحقيق أي هدف مادي، خاصّة في الأزمنة السابقة إِذ كان من يملك أبناء أكثر يعتبر نفسهُ أكثر قوة، لأنَّ الأبناء هم رُكن القوّة، وقد وجدنا في الآيات السابقة أنَّ صاحب البستان الغني كان يتباهى بأمواله وأعوانه على الآخرين ويقول:
(أنا أكثر منك مالا وأعز نفراً).
قال تعالى:(وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلًا رَجُلَيْنِ جَعَلْنَا لِأَحَدِهِمَا جَنَّتَيْنِ مِنْ أَعْنَابٍ وَحَفَفْنَاهُمَا بِنَخْلٍ وَجَعَلْنَا بَيْنَهُمَا زَرْعًا﴿ ٣٢ ﴾ كِلْتَا الْجَنَّتَيْنِ آتَتْ أُكُلَهَا وَلَمْ تَظْلِمْ مِنْهُ شَيْئًا وَفَجَّرْنَا خِلَالَهُمَا نَهَرًا﴿ ٣٣ ﴾ وَكَانَ لَهُ ثَمَرٌ فَقَالَ لِصَاحِبِهِ وَهُوَ يُحَاوِرُهُ أَنَا أَكْثَرُ مِنْكَ مَالًا وَأَعَزُّ نَفَرًا﴿ ٣٤ ﴾ سورة الكهف
لذا فإِنّهم كانوا يعتمدون على "البنين" جمع (ابن) والمقصود به الولد الذكر، حيث كانوا يعتبرون الولد رأسمال القوّة الفعّالة للإِنسان، وبالطبع ليسَ للبنات نفس المركز أو المقام.
فهي اشياء تشبه تلك النباتات التي تختلط و تلتف ببعضها ، و هي زينة يجب ان يستفيد الانسان منها على هذا الاساس لا اكثر ، اما اذا اراد ان يعتمد عليها اعتمادا كليا فسوف يسقط .
و الوردة الجميلة الجذابة ذات العبق الطيب انما هي زينة ، و لا يمكن ان تستند عليها لانها تقع و لو فعلت ذلك فستقع معها .
و المال و البنون هكذا ، فبقدر ما تتعب و تحصل على المال و تبني بيتا تستفيد منــه ، أو تحصـل على بنين يسر قلبك لمرآهم ، و ترتاح نفسيا بهم ، بهذا المقدار سائغ لك ، أما أن تغتر بالمال و البنين فهذا خطأ كبير ، لأن هذا المال ليس باق و حتى اذا بقي فأنت لا تبقى له ، و البنون لا يبقون لك أو لا تبقى معهم ، و ينتهي دورهم بانتهاء دور الزينة . فما الذي يبقى لك ؟
اذا كان (المال والبنون) بمثابة الورد والبراعم الموجودة على أغصان الشجر، فهي تزول بسرعة ولا تستمر طويلا، وإِذا لم تستثمر في طريق المسير إلى (الله) فلا يُكتب لها الخلود، ولا يكون لها أدنى اعتبار.
ورأينا أنَّ أكثر الأموال ثباتاً ودواماً والمتمثلة في البستان والأرض الزراعية وعين الماء قد أبيدت خلال لحظات.
وفيما يخص الأبناء; فبالإِضافة إلى أنَّ حياتهم وسلامتهم معرَّضة للخطر دائماً، فهم يكونون في بعض الأحيان أعداءً بدلا مِن أن يكونوا عوناً في إِجتياز المشاكل والصعوبات.
(والباقيات الصالحات خيرٌ عِندَ ربِّك ثواباً وخيرٌ أملا).
المراد بالباقيات الصالحات الأعمال الصالحة فإن أعمال الإنسان محفوظة له عند الله بنص القرآن فهي باقية و إذا كانت صالحة فهي باقيات صالحات، و هي عند الله خير ثوابا لأن الله يجازي الإنسان الجائي بها خير الجزاء، و خير أملا لأن ما يؤمل بها من رحمة الله و كرامته ميسور للإنسان فهي أصدق أملا من زينات الدنيا و زخارفها التي لا تفي للإنسان في أكثر ما تعد، و الآمال المتعلقة بها كاذبة على الأغلب و ما صدق منها خدوع
فبدل أن تدخر جهدك في الاموال و تكدسها على بعضها ثم تذهب في لحظةواحدة ، أو تتعب نفسك و ترهقها من أجل الأولاد ثم فجأة يقلبون عليك ظهر المحن و يتركونك وحدك ، بدل كل ذلك اعتمد على الله بالاعمال الصالحة
ما هي الاعمال الصالحة ؟
أن تجلس في البيت و تذكر ربك و تسبحه ؟؟ و تصلي الفرائض الخمس بنوافلها ؟ أم تزكي و تخمس ؟ أم تجاهد ؟ أم تبني مصنعا و تعبد شارعا من أجل الله و في خير المجتمع ؟
كل ذلك عندما يكون خالصا لوجه الله ، فهو من الباقيات الصالحات ، و هي تنقسم الى نوعين :
النوع الاول : ما يرى الانسان جزاءه عليه في الآخرة فقط ، و ان كان يعود بالفوائد المعنوية في الدنيا كالصلاة ، والتسبيح ، و الذكر و غيرها .
النوع الثاني : ما يرى الانسان جزاءه في الدنيا ايضا كما لو بنى حضارته ، ذلك لأن الحضارات هي المكاسب البشرية الباقية ، فما تأكله و تشربه ليس حضارة ، أما الذي تبنيه فهو جزء من الحضارة ، و الذي تعرفه قد لا يكون من الحضارة ، و لكن الذي تقوله أو تكتبه من العلوم فهو من المكاسب الحضارية ، و بتعبير آخر من المدخرات الحضارية للمستقبل .
و الحضارة انما تبدأ ، و تنمو ، و تبقى عن طريق أولئك الذين يفكرون في المستقبل فيدخرون الاعمال الصالحة للمستقبل ، يعبدون الطرق ، و يعمرون المدن ، و يبنون المصانع و .. و .. التي تبقى .
المجتمع الذي يعمل فيعطي لما يبقى اكثر مما يعطي لما يفنى ، و ينتج أكثر مما يستهلك ، و بالتالي يصلح اكثر مما يفسد ، فانه مجتمع يبني الحضارة و يحميها
و نظرة القرآن للمستقبل تنقسم الى شقين :
نظرة الى المستقبل في الحياة الدنيا ، و نظرة الى المستقبل في الآخرة ، و الحديث الشريف يقول : " اعمل لدنياك كأنك تعيش أبدا ، و اعمل لأخراك كأنك تموت غدا " . مشيرا الى هذا المفهوم ، و هو : ضرورة العمل للمستقبل بشقيه الدنيوي و الأخروي .
و يشدد الاسلام على هذا الموضوع اكثر حينما يقول رسول الله (ص) : " اذا قامت الساعة و بيد أحدكم فسيل فليغرسها " ، اي اذا كان بيدك شتلة ، و رأيت اشراط الساعة قد ظهرت و قامت القيامة ، فلا تتوقف عن عملك ، بل اغرس تلك الشتلة ، و ذلك تأكيده على ضرورة العمل للمستقبل
بالرغم مِن أنَّ بعض المفسّرين أرادوا حصر مفهوم (الباقيات الصالحات) في دائرة خاصّة مِثل الصلوات الخمس أو ذكر: سبحان الله والحمد لله ولا إِله إِلاّ الله والله أكبر، وأمثال هذه الأُمور، إِلاَّ أنَّ الواضح أنَّ هذا التغيير هو مِن السعة بحيث يشمل كل فكره وقول وعمل صالح تدوم وتبقى آثاره وبركاته بين الأفراد والمجتمعات.
فإِذا رأينا في بعض الرّوايات أنّ الباقيات الصالحات تفسّر بصلاة الليل، أو مودة أهل البيت(عليهم السلام)، فإِن الغرض مِن ذلك هو بيان المصداق البارز، وليسَ تحديد المفهوم ، خاصّة وإِن بعض هذه الرّوايات استخدمت فيها كلمة (من) التي تدل على التبعيض.
فمثلا في رواية عن الإِمام الصادق(عليه السلام) أنَّهُ قال: "لا تستصغر مودّتنا فإِنّها مِن الباقيات الصالحات".
وفي حديث آخر عن رسول الله(صلى الله عليه وآله) نقرأ قوله: "لا تتركوا التسبيحات الأربع فإنّها مِن الباقيات الصالحات".
وحتى الأموال المتزلزلة أو الأبناء الذين يكونون احياناً فتنة وإِختباراً، إذ استخدمت في مسير الله تبارك وتعالى فإِنّها ستكون من الباقيات الصالحات، لأنَّ الذات المقدسة الإِلهية ذات أبدية، فكل ما يرتبط بها ويسير نحوها سيكتب له البقاء والابدية.
اللهم صل على محمد وآل محمد
الطيبين الطاهرين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قال الله عز وجل في محكم كتابه الكريم:
(المال والبنون زينة الحياة الدنيا).سورة الكهف 46
الآية الواردة تذكر وضع المال والثروة والقوة الإِنسانية اللذين يعتبران ركنين أساسيين في الحياة الدنيا، حيثُ تقول(المال والبنون زينة الحياة الدنيا)
و إنما سماهما زينة لأن في المال جمالا و في البنين قوة و دفعا فصارا زينة الحياة الدنيا
إِنَّ هذه الآية - في الحقيقة - تُشير إلى أهم قسمين في رأس مال الحياة حيثُ ترتبط الإشياء الأُخرى بهما، إِنّها تشير إلى (القوّة الإِقتصادية) و (القوّة الإِنسانية) لأنَّ وجودهما ضروري لتحقيق أي هدف مادي، خاصّة في الأزمنة السابقة إِذ كان من يملك أبناء أكثر يعتبر نفسهُ أكثر قوة، لأنَّ الأبناء هم رُكن القوّة، وقد وجدنا في الآيات السابقة أنَّ صاحب البستان الغني كان يتباهى بأمواله وأعوانه على الآخرين ويقول:
(أنا أكثر منك مالا وأعز نفراً).
قال تعالى:(وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلًا رَجُلَيْنِ جَعَلْنَا لِأَحَدِهِمَا جَنَّتَيْنِ مِنْ أَعْنَابٍ وَحَفَفْنَاهُمَا بِنَخْلٍ وَجَعَلْنَا بَيْنَهُمَا زَرْعًا﴿ ٣٢ ﴾ كِلْتَا الْجَنَّتَيْنِ آتَتْ أُكُلَهَا وَلَمْ تَظْلِمْ مِنْهُ شَيْئًا وَفَجَّرْنَا خِلَالَهُمَا نَهَرًا﴿ ٣٣ ﴾ وَكَانَ لَهُ ثَمَرٌ فَقَالَ لِصَاحِبِهِ وَهُوَ يُحَاوِرُهُ أَنَا أَكْثَرُ مِنْكَ مَالًا وَأَعَزُّ نَفَرًا﴿ ٣٤ ﴾ سورة الكهف
لذا فإِنّهم كانوا يعتمدون على "البنين" جمع (ابن) والمقصود به الولد الذكر، حيث كانوا يعتبرون الولد رأسمال القوّة الفعّالة للإِنسان، وبالطبع ليسَ للبنات نفس المركز أو المقام.
فهي اشياء تشبه تلك النباتات التي تختلط و تلتف ببعضها ، و هي زينة يجب ان يستفيد الانسان منها على هذا الاساس لا اكثر ، اما اذا اراد ان يعتمد عليها اعتمادا كليا فسوف يسقط .
و الوردة الجميلة الجذابة ذات العبق الطيب انما هي زينة ، و لا يمكن ان تستند عليها لانها تقع و لو فعلت ذلك فستقع معها .
و المال و البنون هكذا ، فبقدر ما تتعب و تحصل على المال و تبني بيتا تستفيد منــه ، أو تحصـل على بنين يسر قلبك لمرآهم ، و ترتاح نفسيا بهم ، بهذا المقدار سائغ لك ، أما أن تغتر بالمال و البنين فهذا خطأ كبير ، لأن هذا المال ليس باق و حتى اذا بقي فأنت لا تبقى له ، و البنون لا يبقون لك أو لا تبقى معهم ، و ينتهي دورهم بانتهاء دور الزينة . فما الذي يبقى لك ؟
اذا كان (المال والبنون) بمثابة الورد والبراعم الموجودة على أغصان الشجر، فهي تزول بسرعة ولا تستمر طويلا، وإِذا لم تستثمر في طريق المسير إلى (الله) فلا يُكتب لها الخلود، ولا يكون لها أدنى اعتبار.
ورأينا أنَّ أكثر الأموال ثباتاً ودواماً والمتمثلة في البستان والأرض الزراعية وعين الماء قد أبيدت خلال لحظات.
وفيما يخص الأبناء; فبالإِضافة إلى أنَّ حياتهم وسلامتهم معرَّضة للخطر دائماً، فهم يكونون في بعض الأحيان أعداءً بدلا مِن أن يكونوا عوناً في إِجتياز المشاكل والصعوبات.
(والباقيات الصالحات خيرٌ عِندَ ربِّك ثواباً وخيرٌ أملا).
المراد بالباقيات الصالحات الأعمال الصالحة فإن أعمال الإنسان محفوظة له عند الله بنص القرآن فهي باقية و إذا كانت صالحة فهي باقيات صالحات، و هي عند الله خير ثوابا لأن الله يجازي الإنسان الجائي بها خير الجزاء، و خير أملا لأن ما يؤمل بها من رحمة الله و كرامته ميسور للإنسان فهي أصدق أملا من زينات الدنيا و زخارفها التي لا تفي للإنسان في أكثر ما تعد، و الآمال المتعلقة بها كاذبة على الأغلب و ما صدق منها خدوع
فبدل أن تدخر جهدك في الاموال و تكدسها على بعضها ثم تذهب في لحظةواحدة ، أو تتعب نفسك و ترهقها من أجل الأولاد ثم فجأة يقلبون عليك ظهر المحن و يتركونك وحدك ، بدل كل ذلك اعتمد على الله بالاعمال الصالحة
ما هي الاعمال الصالحة ؟
أن تجلس في البيت و تذكر ربك و تسبحه ؟؟ و تصلي الفرائض الخمس بنوافلها ؟ أم تزكي و تخمس ؟ أم تجاهد ؟ أم تبني مصنعا و تعبد شارعا من أجل الله و في خير المجتمع ؟
كل ذلك عندما يكون خالصا لوجه الله ، فهو من الباقيات الصالحات ، و هي تنقسم الى نوعين :
النوع الاول : ما يرى الانسان جزاءه عليه في الآخرة فقط ، و ان كان يعود بالفوائد المعنوية في الدنيا كالصلاة ، والتسبيح ، و الذكر و غيرها .
النوع الثاني : ما يرى الانسان جزاءه في الدنيا ايضا كما لو بنى حضارته ، ذلك لأن الحضارات هي المكاسب البشرية الباقية ، فما تأكله و تشربه ليس حضارة ، أما الذي تبنيه فهو جزء من الحضارة ، و الذي تعرفه قد لا يكون من الحضارة ، و لكن الذي تقوله أو تكتبه من العلوم فهو من المكاسب الحضارية ، و بتعبير آخر من المدخرات الحضارية للمستقبل .
و الحضارة انما تبدأ ، و تنمو ، و تبقى عن طريق أولئك الذين يفكرون في المستقبل فيدخرون الاعمال الصالحة للمستقبل ، يعبدون الطرق ، و يعمرون المدن ، و يبنون المصانع و .. و .. التي تبقى .
المجتمع الذي يعمل فيعطي لما يبقى اكثر مما يعطي لما يفنى ، و ينتج أكثر مما يستهلك ، و بالتالي يصلح اكثر مما يفسد ، فانه مجتمع يبني الحضارة و يحميها
و نظرة القرآن للمستقبل تنقسم الى شقين :
نظرة الى المستقبل في الحياة الدنيا ، و نظرة الى المستقبل في الآخرة ، و الحديث الشريف يقول : " اعمل لدنياك كأنك تعيش أبدا ، و اعمل لأخراك كأنك تموت غدا " . مشيرا الى هذا المفهوم ، و هو : ضرورة العمل للمستقبل بشقيه الدنيوي و الأخروي .
و يشدد الاسلام على هذا الموضوع اكثر حينما يقول رسول الله (ص) : " اذا قامت الساعة و بيد أحدكم فسيل فليغرسها " ، اي اذا كان بيدك شتلة ، و رأيت اشراط الساعة قد ظهرت و قامت القيامة ، فلا تتوقف عن عملك ، بل اغرس تلك الشتلة ، و ذلك تأكيده على ضرورة العمل للمستقبل
بالرغم مِن أنَّ بعض المفسّرين أرادوا حصر مفهوم (الباقيات الصالحات) في دائرة خاصّة مِثل الصلوات الخمس أو ذكر: سبحان الله والحمد لله ولا إِله إِلاّ الله والله أكبر، وأمثال هذه الأُمور، إِلاَّ أنَّ الواضح أنَّ هذا التغيير هو مِن السعة بحيث يشمل كل فكره وقول وعمل صالح تدوم وتبقى آثاره وبركاته بين الأفراد والمجتمعات.
فإِذا رأينا في بعض الرّوايات أنّ الباقيات الصالحات تفسّر بصلاة الليل، أو مودة أهل البيت(عليهم السلام)، فإِن الغرض مِن ذلك هو بيان المصداق البارز، وليسَ تحديد المفهوم ، خاصّة وإِن بعض هذه الرّوايات استخدمت فيها كلمة (من) التي تدل على التبعيض.
فمثلا في رواية عن الإِمام الصادق(عليه السلام) أنَّهُ قال: "لا تستصغر مودّتنا فإِنّها مِن الباقيات الصالحات".
وفي حديث آخر عن رسول الله(صلى الله عليه وآله) نقرأ قوله: "لا تتركوا التسبيحات الأربع فإنّها مِن الباقيات الصالحات".
وحتى الأموال المتزلزلة أو الأبناء الذين يكونون احياناً فتنة وإِختباراً، إذ استخدمت في مسير الله تبارك وتعالى فإِنّها ستكون من الباقيات الصالحات، لأنَّ الذات المقدسة الإِلهية ذات أبدية، فكل ما يرتبط بها ويسير نحوها سيكتب له البقاء والابدية.
لكي تتعادل نظرة الانسان فلا يغتر بالحياة الدنيا ، لابد ان يذكر بالآخرة . و بمدى حاجته هنالك للباقيات الصالحات . و هكذا يذكرنا الرب هنا بذلك اليوم الرهيب . بلى ذلك اليوم الذي تعود الدنيا كما بدأت و تنتهي هذه الدورة الحياتية على الأرض التي تشبه دورةالربيع . ألم يقل ربنا " مثل الحياة الدنيا " بلى ذلك كان المثل و هذه هي الحقيقة ، و ان قدرة الله التي قلبت الطبيعة عبر فصول العام هي التي تقلبها عبر دورة الوجود .
و لو نظرنا الى الوجود من خلال هذه البصيرة القرآنية إذا لهانت زينة الدنيا فيأعيننا ، و لتحملنا مسؤوليتنا ، و أخذنا من هذا المعبر السريع لذلك المنزل الباقي
، اليس كذلك ؟ دعنا نعيش لحظات في عمق المستقبل الحق . في يوم النشور الرهيب
و لو نظرنا الى الوجود من خلال هذه البصيرة القرآنية إذا لهانت زينة الدنيا فيأعيننا ، و لتحملنا مسؤوليتنا ، و أخذنا من هذا المعبر السريع لذلك المنزل الباقي
، اليس كذلك ؟ دعنا نعيش لحظات في عمق المستقبل الحق . في يوم النشور الرهيب
************************************************** *******
تفسير الأمثل
تفسير الميزان
تفسير مجمع البيان
تفسير من هدي القرآن