تكنا..
اسمعيني يا تكنا الخطر المحدق في السماء، ينذر عن خفوت لا يعني إلا الموت الصارخ في أعماقي..
والراهب شق يغمره الخوف ليلا نهارا..
-إذا أشرقت الشمس من كتفيّ نبي، يروي بنوره المدن المهجورة، في أقصى مديات الجرح..
سترجم الشهب الغاضبة مرَدَة الكون بحفنة نور..
ويعجز حينها السحر عن النطق ولو بحرف أخرس..
فانهضي يا زرقاء اليمامة لأن الخطر الداهم على بعد نجم تهاوى..
إذَا سكتنا عن الأمر فالعين ستعميها المواقد المخبوءة في الجمر..
أشكو لك همي يا تكنا.. سنموت إذا هاجت عبرات الكهنة يومًا، فلا تعني الحياة لنا سوى ظل مدحور..
ونموت من عطش حين يموت الماء..
لأن القادم من صرح النبوة يحمل صحوة السماء..
فيا تكنا اسعفي غضبي..
واطفئي بهذا الخنجر المسموم صوت نبي، قبل أن يولد..
يا تكنا سأعطيك كل روحي ومالي وذهبي..
وبينك وبين آمنة بنت وهب ميانة عشرة وسلام..
-صرت أحدث نفسي ماذا يا تكنا لو أطعن آمنة بهذا الخنجر المسموم كي احيا؟
وأبني لي في هذا العالم ظل مكان..
لأعيش إنسانة بين الأحياء..
واغفو بأحداق العافية..
وآمنة تعانقني بقلب نبي تحمله بين الأحشاء..
استل الخنجر المسموم بقوة جشعي..
وإذا بيدي تسقط من يدي...
ودمي يرجف في جسدي..
ويهد حيلي البكاء..
واصيح عذرا سيدتي آمنة أدركت الآن حوبة الأنبياء..