إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

البصيرة: معرفة أنفسنا قبل أي اعتبار

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • البصيرة: معرفة أنفسنا قبل أي اعتبار


    بسم الله الرحمن الرحيم
    اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وسهل مخرجهم
    وصل اللهم على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها عدد ماأحاط به علمك
    وعجل فرج يوسفها الغائب ونجمها الثاقب واجعلنا من خلص شيعته ومنتظريه وأحبابه يا الله
    السلام على بقية الله في البلاد وحجته على سائر العباد ورحمة الله وبركااته

    أن يصل الإنسان إلى مستوى معرفة نفسه حق المعرفة، بحيث لو أهمله وعاداه كل الناس، وهو يعلم أنّه ملتزم بقواعد الحق، وضوابط الحق، وأنّه لا يطلب إلا العدل فيما هو عليه، فإنّ العالم كلّه لن يؤثر به، ولن يغيّر أحواله.
    فمن هي نفسك هل هي أنت؟ وما تؤمن به؟ وما الذي تتبنّاه؟ وما الذي توليه ولايتك، بحيث تتولاه وتتبعه وتنقاد إليه وتطيعه وتسمع منه؟ ومن الذي تعاديه، ولماذا تعاديه، ولماذا تخاصمه، أو لماذا تتجنّبه؟ إن معرفة كل هذه الأمور هي نحو من معرفة الذات. وهي لا تكتمل إلا إذا عرفنا المصدر الذي نحن منه؛ أي أن تعرف ربك سبحانه وتعالى، وأن تعرف أنّه هو خالقك ورازقك، وهو الكفيل بأمورك، وهو صاحب الرحمة الذي لا يريد من أصل وجودك، ومن حياتك ومن كل ما أرشدك إليه، وأمرك به أو نهاك عنه، إلا أن يوصلك إلى ما يحقّق صلاحك وكمالك وثوابك الجزيل وأجرك العظيم.
    إنّ معرفتك بهذا المصدر والارتباط به، بحيث تصبح تابعًا له بالكامل، يجعلك تعرف حقيقة هويتك والحق الذي أنت تلتزمه؛ فتمشي على دربه وعلى القواعد والقوانين التي رسمها لك. بمعرفة الذات ومعرفة مصدرها تتكامل النفس وجودًا وفاعلية. مثلًا أن تعرف من أين يكون مصدر إيمانك وقناعاتك؟ هل هو الكتاب العزيز (القرآن)؟ ولكي أثبت إيماني، هل تدبّرت في القرآن فامتلأ قلبي بمضامينه، وعشت هذا الإيمان القلبي بما هو وارد في كتاب الله العزيز؟ وهل مصدر إيماني، هو ما ورد عن النبي وآل النبي من توجيهات وحكم وبيان أمور، بالتالي كان عندها ثباتي؟ وهل مصدر إيماني، هم الذين أحبوا الله ورسوله والأئمة الأطهار والتزموهم، بحيث صارت كل حياتهم وفق هذه المسيرة الإلهية؟ هل أنا أخذت منهم سواء أكانوا مراجع، أو ولي فقيه، أو قادة دينيين وسياسيين يسترشدون بالإيمان والدين والالتزام؟ هذه كلها مكمّلات أساسية وضرورية، ولا بدّ منها لمعرفة مصدر الإيمان، وهي التي تولّد البصيرة.
    كما أن معرفتك بمحيطك الولائي، والمحيط الذي يعاديك في أصل قناعاتك، وأصل وجودك، ومقتضيات ما تريد أن تسير عليه، ويعمل على إلغاء حدودك ودورك ومقومات إيمانك، ومعرفتك بمن حولك من مستضعفين ومفتقرين إلى الهداية ولمن يعينهم، هو مما يُغني البصيرة لأنه نطاق اشتغالها.
    عليه، البصيرة، بأن نرى ونقيّم هذا المحيط وفق معرفتنا بذواتنا وبمصدر هويتنا، بعدها، لا تعود تغرينا الأهواء والبلايا، والمكروه الذي يمكن أن يحصل هنا أو هناك. ولا تضيّعنا ولا توقعنا بالشبهات كل الإثارات الإعلامية، وكثرة الإعلانات والحروب النفسية، فهذه المسائل جميعها لا توقعنا بمثل هذا المأزق الصعب والمرعب. أيضًا، مهما حصل من حولنا لا يعود يغرينا أو يخيفنا أو يحبطنا، لأننا نصبح نعرف بدايته قبل أن يستكمل مسيرته في أول الطريق، ومنتصفه وآخره، ونعرف أيضًا إلى أين سيصل، وبأي اتجاه يمشي.



المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
حفظ-تلقائي
Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
x
يعمل...
X