إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

مسؤولية الإنسان المؤمن تجاه القرآن الكريم

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • مسؤولية الإنسان المؤمن تجاه القرآن الكريم


    بسم الله الرحمن الرحيم
    اللهم صل على محمد وآل محمد

    عن سيدنا ومولانا أبي جعفر بن محمد الصادق عن آبائه عن رسول الله صلى الله عليه وآله قال ( فإذا التبست عليكم الفتن كقطع الليل المظلم فعليكم بالقرآن ، فإنّه شافع مشفّع ، وماحل مصدّق ، ومن جعله أمامه قاده إلى الجنة ، ومن جعله خلفه ساقه إلى النار ، وهو الدليل يدلّ على خير سبيل ،لا تحصي عجائبه ، ولا تبلى غرائبه )

    كيف يجب أن تكون مع القرآن في مختلف أنحاء الحياة؟؟

    أولًا/ وجوب تعلّم القرآن فيما يرتبط بالعبادة
    نقرأ القرآن في الصلاة ، ولا بدّ من قراءة سورة الفاتحة وشيئًا من القرآن ولا بدّ أن يكون سورة كاملة على رأي الإمامية ، فإذا كانت الصلاة لا تصحّ إلا بالفاتحة والسور القصار فيجب أن تكون القراءة بالشكل الصحيح وبدون أخطاء ، وهي مقدّمة لصحة الصلاة إذ أنّها عمود الدين ، ولا صلاة إلا بفاتحة الكتاب ، فإذا حصل تقصير في تعلّم الفاتحة وتعلّم السورة متعمّدُا فذلك مبطل للصلاة ، ويجب أن تصحّح القراءة ، حيث أنّ ذلك يؤثّر أيضًا في صحة العبادات الأخرى كالحج وذلك في صلاة الطواف خاصة طواف النساء حيث أنّه يؤثر فيما بعده .

    الآن ولله الحمد القليل كثير من البلدان قد خصّصت حصصًا دراسية لتعلّم القرآن والدورات القرآنية منتشرة بكثرة كدورات التلاوة والحفظ وتحسين التلاوة وملاحظة الأخطاء ، ودورات التفسير والتدبّر والمقامات.
    كما أنّ اللجان والمؤسسات القرآنية قد انتشرت بشكل ملحوظ والجهود المبذولة في سبيل تطويرها و دعمها مستمرة.
    إنّ ثواب تعليم القرآن عظيم عند الله ، حيث ينقل في الرواية ثواب من علّم بسم الله الرحمن الرحيم ، قال رسول الله ( إذا قال المعلم للصبي : قل بسم الله الرحمن الرحيم فقال الصبي : بسم الله الرحمن الرحيم كتب الله براءة للصبي وبراءة لأبويه وبراءة للمعلّم )وهذا ثواب تعليم بسم الله الرحمن الرحيم فقط ، فكيف إذا كان سورة كاملة وهذا الاقتضاء لا على نحو التحتيم يعني أنّ هذا العمل فيه قابلية انتاج البراءة من النار لو لم يكن هناك مانع آخر.
    إذن من أولى الواجبات هي الحرص على تعلّم القرآن في وقت مبكر.
    ومن الجميل أن نحثّ أبناءنا على متابعة التلاوات في التلفاز والاستماع إليها حتى يرسخ القرآن في أذهانهم مع السماع والمشاهدة.
    وإن قصّر الإنسان في تعلّم الفاتحة والسور في أول العمر فليبادر إلى تحسين قراءته والسعي إلى إصلاح صلاته إذ أنّها عمود الدين.

    ثانيًا/ استحباب تلاوة القرآن من أوله لآخره
    التلاوة تختلف عن المطالعة والنظر إلى المصحف ، إذ أنّ النظر للمصحف مستحب في ذاته والنظر إلى حروف القرآن كذلك ، ولكنّ التلاوة تكون عندما يترافق النظر مع تحريك اللسان والشفتين بالقراءة إما مع صوت ظاهر أو صوت خفي بحيث لو قرّبت مكبّرًا للصوت لخرج صوتك ، أما إن نظر أحدهم للقرآن بدون أن يحرّك لسانه وشفتيه فلا تعتبر من التلاوة.
    التلاوة عبارة عن تلفّظ للحروف وتحريك اللسان والشفتين بمخارج الحروف ، وقد أوصى رسول الله صلى الله عليه وآله أمير المؤمنين عليه السلام بقوله ( عليك بتلاوة القرآن وذكر الله ، فإنّ ذلك لك نور في السموات ونور في الأرض ) وأنت تمشي وأنت واقف ، وأنت جالس وأنت في المكتب ، وأنت تنتظر أحدًا.

    ملاحظات مهمة بالنسبة للتلاوة..

    1/ هناك كلام غير مفهوم للفتوى لدى بعض الناس وله أثر في التقليل من التلاوة والامتناع عنها ، فقد قالوا إنّ الذي يقرأ القرآن في نهار شهر رمضان بشكل ملحون أو أخطأ فإنّ هذا مبطل لصيامه ؛ لأنّه من الكذب على الله وعلى الرسول فمن الأفضل حتى لا يخسر صيامه أن يترك تلاوة القرآن الكريم.
    هذا فهم غير صحيح للفتوى ، إذ أنّ قراءة القرآن الكريم تكون وفق قواعد اللغة العربية والإنسان مطلوب منه السعي لتعلّم قواعد اللغة وتطبيق القراءة الصحيحة من خلال التطبيقات الصوتية القرآنية ، فمرة يقرأ بشكل مغلوط وهو ينوي أنّ هذا هو النازل من عند الله كما في قوله ( اهدنا السراط المستقيم ) لو قال بأنّ كلمة ( السراط ) هكذا نزلت لكان كلامه كذبًا ويعتبر افتراء وهو مبطل للصيام ، ولكن إذا كان لا يقصد أنّها نزلت هكذا وقد أخطأ في قراءتها وهو يحتمل من نفسه الخطأ ويحاول أن يقرأ بقدر ما يستطيع بالشكل الصحيح فهو ليس بكاذب و ذلك الخطأ لا يبطل صيامه، و لديه نية المحاولة والالتفات والتصحيح إن استطاع وغاية ما في الأمر أنّه يقرأ القرآن لأنّه مستحب وفيه ثواب كبير وإن كان لا يحسن القراءة جيدًا .


    قسم كبير من الناس يقرأ القرآن كثيرًا ويختم الختمات الكثيرة في شهر رمضان ، والبعض ربّما لا يختم إلا ختمة واحدة ، فيقال لمن يكثر الختمات أنّه ليس من المهم أن تكثر من القراءة بل التدبر هو الأهم ، فما فائدة كثرة القراءة دون تدبّر وتأمل؟؟
    نقول بأنّ هذا الكلام خاطئ إذ أنّ كثرة القراءة فيها فائدة وطريقة توجيه هذا الشخص الذي يكثر القراءة يجب أن تكون بطريقة أفضل ، فيجب أن تقول له أنّ كثرة القراءة مفيدة ومهمة وبما أنّ الله قد أنعم عليه بالوقت ليقرأ القرآن فليحاول أيضًا أن يتأمّل ويتدبّر في الآيات حتى يكون الثواب أعظم والفائدة أكثر.

    الرجل الذي تنهاه عن كثرة التلاوة لعدم الفائدة لربما يطيعك ويتوقّف عن القراءة والتدبر فتكون مسؤولًا عن هذا التوقّف وتؤثم عليه.


    آثار التلاوة

    1/ نورانية القلب إذ أنّه كلام الله و فيه من العظمة والقوة والرحمة التي تدخل القلب فتهبه الطمأنينة و السكينة ، قال تعالى ( ألا بذكر الله تطمئن القلوب ) فإذا كان ذكر الله يطمئن القلب فكيف بكلام الله الذي هو نور وتبيان وهدي ، لذلك يستحب للإنسان كلما فرغ من القرآن أن يبدأ مرة أخرى ، في رواية سئل الإمام السجاد ذات مرة: أي الأعمال أفضل ؟ قال : الحال المرتحل ، فقيل: و ما لحال المرتحل؟ فقال عليه السلام : فتح القرآن وختمه ، كلما جاء بأوّله ارتحل في آخره )

    2/ قراءة القرآن تنزل البركة في المكان الذي يقرأ فيه ، فإذا كان رسول الله إذا مجّ من فمه ماء في بئر يصبح حلوًا ، وتلك الشجرة اليابسة تصبح مثمرة ، وإن وضع يده في مكان تحلّ فيه البركة وهو عبدالله ، فكيف بكلام الله إذا حلّ في مكان تحلّ فيه البركة ، يقول رسول الله صلى الله عليه وآله ( نوّروا بيوتكم بتلاوة القرآن فإنّ البيت إذا كثر فيه تلاوة القرآن كثر خيره ، واتّسع أهله وأضاء لأهل السماء كما تضئ نجوم السماء لأهل الأرض ) يصبح ذلك البيت قطعة متوهّجة من النور يتلقّاها ملائكة السماء.

    3/ قراءة القرآن تؤثر في الأرزاق وتكثر من الخير ووسعة الحال ، في الرواية ( كان سكّانه في زيادة )
    فتلك المشاكل الناشئة من الضيق النفسي كالغضب الذي يحوّل البيت إلى سجن وجحيم ، وليس من كلام يذهب هذه المشاكل ويطيّب الأخلاق ويؤثر في المكان أطيب من كلام الله .

    ثالثًا / حفظ القرآن الكريم
    من الأمور المستحبة والمؤكّد عليها تعاهد القرآن بالحفظ ، فقد ورد في الرواية عن رسول الله صلى الله عليه وآله
    ( لا يعذّب الله قلبًا وعى القرآن )
    وعى قد تكون بمعنى الوعي أو قد تكون بمعنى الوعاء ، والوعاء هو ما يحيط ما في داخله من سائل أو جامد.
    قلب الإنسان إن وعى القرآن الكريم وحفظه أو فهمه فإنّ هذا القلب لا يعذّب ، وقد ورد في الرواية ( مثل الذي يقرأ القرآن وهو حافظ له مع السفرة الكرام ) والسفرة الكرام هم الملائكة الذين يحملون الوحي ، فهم يحملون الوحي وقارئ القرآن يحفظه فهو يحمل الوحي والقرآن ، لذلك يكره للإنسان أن ينسى ما حفظه من الآيات والسور لذا يجب تعاهده بالقراءة والتكرار حتى يبقى.
    عن يعقوب الأحمر قال قلت لأبي عبدالله : جعلت فداك أنّه قد أصابتني هموم وأشياء لم يبق شيء من الخير إلا وقد تفلّت مني طائفة منه حتى القرآن لقد تفلّت مني طائفة منه ، قال : ففزع عند ذلك حين ذكرت القرآن ، ثم قال: إنّ الرجل لينسى السورة من القرآن فتأتيه يوم القيامة حتى تشرف عليه من درجة من بعض الدرجات، فنقول: السلام عليك ، فيقول: وعليك السلام من أنت ؟ فتقول : أنا سورة كذا وكذا ضيّعتني وتركتني أما لو تمسّكت بي بلغت بك هذه الدرجة، ثم أشار بإصبعه ، ثم قال : عليكم بالقرآن فتعلّموه )

    رابعُا / العمل بالقرآن الكريم هو المطلب الأساسي بعد التعلّم والتلاوة والحفظ فإنّ العمل به يكمل إيمان الإنسان ، وبه تتقدّم الأمم وبخلافه تنتهي إلى الدمار والانحراف.
    وما حصل في الأمة من مصائب ومشاكل كان بسبب ترك العمل بالقرآن حتى تولّى عليها من اتّخذوا القرآن ظهريًا و حكّموا الشهوات حتى توالت المصائب على الأمة.​
المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
حفظ-تلقائي
Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
x
يعمل...
X