حَراكُ المَرجعيّة الدينية العُليا في مِسارِ القيادةِ الشرعيّةِ
________________________________
أكّدَتْ المَرجعيَّةُ الدينيّةُ الشَريفةُ العُليا في النجفِ الأشرفِ , اليومَ
الجُمعةَ , السادسَ من ربيعٍ الأوّل , 1437 هجري ,
الموافقِ , ل , الثامنِ عشر مِنْ كانونِ الأوَّلِ ,2015م .
وعلى لسانِ وكيلها الشرعي ,الشيخ عبد المهدي الكربلائي
, خطيبُ وإمامُ الجُمعةِ في الحَرَمِ الحُسَيني الشريفِ , على أمرين مُهمَين :
_________
الأمرُ الأوّلُ
_________
لَقَدْ كَانَ و مَا زَالَ لدِماءِ الشُهداءِ الدَورُ الأَسَاسُ في الدفاعِ عَنْ العراقِ وشَعبهِ ومُقدّساتهِ وحِفظِ وَحدتهِ
وحِمَايةِ أَعراضِ مُواطنيه وَدَرءِ شَرِّ العِصاباتِ الإرهابيّةِ عنه
,والتي خَطَطَتْ لمَسخِ الهَويةِ الوَطَنيةِ وتَمزيقِ نَسيجَه الاجتمَاعي .
فللشهداءُ الفَضلُ الكَبيرُ على الشَعبِ بكُلِّ أطيافهِ ومُكوناتهِ.
وإذا كانَ الشَهيدُ في غنىٍ عَنْ الناسٍ جَميعاً لأنه عِندَ مَليكٍ مُقَتَدِرٍ
فإنّ رِعَايةَ أيتامهِ وعائلتهِ وأدَاءَ حقوقهم والعَيشَ الكَريمَ لَهم
هو أقلُّ ما يقتضيه الوَفاءُ لدَمهِ الزاكي وروحهِ الطَاهرةِ .
وهو مسؤوليةٌ تَقعُ على أَعنَاقِ الجَميعِ مِنْ الحُكومةِ ومُؤسّساتها المُختَلفةِ
وغيرها مِنْ المُنظماتِ الخيريةِ والإنسانيةِ , بل كلِّ شَخصٍ قادرٍ على القيامِ
بهذهِ المهمةِ ولو في بَعضِ جَوانبها .
وإنَّ العنايةَ الإلهيَّةَ بأهلِ الشَهيدِ قَدْ بَلَغَتْ حَداً يَكونُ اللهُ فيه خَليفةَ الشَهيدِ في أهلهِ كما في الروايةِ الشَريفةِ :
(ويقولُ اللهُ عزَّ وجَلَّ : أنا خليفته في أهلهِ ، ومَنْ أرضاهم فقد أرضاني
، ومَنْ أسخطهم فَقَدْ أسخطني )
وكانَ لزاماً على الجَميعِ أنْ يفوا للشَهيدِ حقَّ الإستخلافِ في أهلهِ وأولادهِ
وأداءِ حقوقهم المعنويةِ والماديةِ .
ومِنْ المؤسفِ ما نسمعُ به مِنْ شكوى العديدِ مِنْ ذوي الشهداءِ
في انجَازِ مُعاملاتِهم لحصولِهم على حقوقِهم وصَرفِ رَوَاتبَهم .
وكذلك ما يُلاحظُ مِنْ تأثيرِ الخلافاتِ العائليةِ والعشائريةِ على انجازِ مُعاملاتِهم ,
فيقومُ البَعضُ بحَجبِ الوَثائقِ الرَسميّةِ عَنْ زوجَةِ الشَهيدِ لأغراضٍ خاصةٍ .
وهذا كله لا يَليقُ بمكانةِ الشَهيدِ وتضحيته وما قَدّمه .
ومِنْ هنا نؤكِّدُ على الجهاتِ ذاتِ العلاقةِ ببذلِ أقصى الجهودِ
لتسهيلِ مُعاملاتهم , وتبسيطِ الإجراءاتِ .
وكما ندعو أقرباءَ وعشائرَ الشهداءِ أنْ يكونوا عَوناً وسَنداً لعوائلِهم
في تَحصيلِ حقوقِهم.
________
الأمرُ الثاني
________
في الوقتِ الذي تَشهدُ فيه ساحاتُ القتالِ انتصاراتٍ للقواتِ المُسلحةِ والمتطوعين , وأبناءِ العشائرِ
, وكان آخرها ما قامَ به المُقاتلون الأبطالُ مِنْ تَحريرِ مُعظمِ مَدينةِ الرمادي
مَركزِ مُحافظةِ الأنبارِ .
فإنّ مُختَلفَ القوى والأطرافَ العراقيةِ التي يهمها مُستقبلَ هذا البلدِ وتخليصه
مِنْ الأزماتِ الراهنةِ
مَدعوّةٌ إلى أنْ تُكثفَ جهودها وتزيدَ مِنْ مَساعيها للتوافقِ
على خُطّةٍ وطنيةٍ مُتكاملةٍ
تقضي بتحريرِ الأجزاءِ المُتبقيةِ تحتَ سيطرةِ داعش
بعيداً عَنْ بعضِ المُخطَطاتِ المَحليّةِ أو الإقليميّةِ
أو الدوليةِ التي تستهدفُ في النهايةِ مَصيرَ البلدِ وتحويله إلى دويلاتٍ مُتناحرةٍ .
إنَّ خَلاصَ العراقِ وتجاوزه لأوضاعهِ الصَعبَةِ الراهِنةِ لا يكونُ
إلاّ على أيدي العراقيين أنفسهم ,
إذا ما اهتموا بالمَصالحَ العُليا لبلدِهم وقدّموها على كُلِّ المَصالحِ الشخصيةِ
والفئويةِ و المَناطقيةِ .
وأما الأطرافُ الدوليةُ أو الإقليميّةُ فَمِنْ المُؤكّدِ أنها تُلاحظُ منافعها ومَصالحها
والتي لا تتطابقُ مع المَصلَحَةِ العراقيةِ و ليكنْ هذا في حُسبانِ الجَميعِ .
_________________________________________________
ربيِّ عجّل لوليكَ الإمام المَهدي الفَرَجَ في العالمين مِنْ قريبٍ
وانصر واحفظ جُندَكَ وحَشدَكَ المُقاومَ في الميدان يا اللهُ
_________________________________________________
تدوينُ - مرتضى علي الحلِّي - النجفُ الأشرفُ -
__________________________________________________ _
الجُمعةُ - السادس من ربيعٍ الأوّلِ – 1437 هجري .
-18 - 12 - 2015 م
._________________________________________________
________________________________
أكّدَتْ المَرجعيَّةُ الدينيّةُ الشَريفةُ العُليا في النجفِ الأشرفِ , اليومَ
الجُمعةَ , السادسَ من ربيعٍ الأوّل , 1437 هجري ,
الموافقِ , ل , الثامنِ عشر مِنْ كانونِ الأوَّلِ ,2015م .
وعلى لسانِ وكيلها الشرعي ,الشيخ عبد المهدي الكربلائي
, خطيبُ وإمامُ الجُمعةِ في الحَرَمِ الحُسَيني الشريفِ , على أمرين مُهمَين :
_________
الأمرُ الأوّلُ
_________
لَقَدْ كَانَ و مَا زَالَ لدِماءِ الشُهداءِ الدَورُ الأَسَاسُ في الدفاعِ عَنْ العراقِ وشَعبهِ ومُقدّساتهِ وحِفظِ وَحدتهِ
وحِمَايةِ أَعراضِ مُواطنيه وَدَرءِ شَرِّ العِصاباتِ الإرهابيّةِ عنه
,والتي خَطَطَتْ لمَسخِ الهَويةِ الوَطَنيةِ وتَمزيقِ نَسيجَه الاجتمَاعي .
فللشهداءُ الفَضلُ الكَبيرُ على الشَعبِ بكُلِّ أطيافهِ ومُكوناتهِ.
وإذا كانَ الشَهيدُ في غنىٍ عَنْ الناسٍ جَميعاً لأنه عِندَ مَليكٍ مُقَتَدِرٍ
فإنّ رِعَايةَ أيتامهِ وعائلتهِ وأدَاءَ حقوقهم والعَيشَ الكَريمَ لَهم
هو أقلُّ ما يقتضيه الوَفاءُ لدَمهِ الزاكي وروحهِ الطَاهرةِ .
وهو مسؤوليةٌ تَقعُ على أَعنَاقِ الجَميعِ مِنْ الحُكومةِ ومُؤسّساتها المُختَلفةِ
وغيرها مِنْ المُنظماتِ الخيريةِ والإنسانيةِ , بل كلِّ شَخصٍ قادرٍ على القيامِ
بهذهِ المهمةِ ولو في بَعضِ جَوانبها .
وإنَّ العنايةَ الإلهيَّةَ بأهلِ الشَهيدِ قَدْ بَلَغَتْ حَداً يَكونُ اللهُ فيه خَليفةَ الشَهيدِ في أهلهِ كما في الروايةِ الشَريفةِ :
(ويقولُ اللهُ عزَّ وجَلَّ : أنا خليفته في أهلهِ ، ومَنْ أرضاهم فقد أرضاني
، ومَنْ أسخطهم فَقَدْ أسخطني )
وكانَ لزاماً على الجَميعِ أنْ يفوا للشَهيدِ حقَّ الإستخلافِ في أهلهِ وأولادهِ
وأداءِ حقوقهم المعنويةِ والماديةِ .
ومِنْ المؤسفِ ما نسمعُ به مِنْ شكوى العديدِ مِنْ ذوي الشهداءِ
في انجَازِ مُعاملاتِهم لحصولِهم على حقوقِهم وصَرفِ رَوَاتبَهم .
وكذلك ما يُلاحظُ مِنْ تأثيرِ الخلافاتِ العائليةِ والعشائريةِ على انجازِ مُعاملاتِهم ,
فيقومُ البَعضُ بحَجبِ الوَثائقِ الرَسميّةِ عَنْ زوجَةِ الشَهيدِ لأغراضٍ خاصةٍ .
وهذا كله لا يَليقُ بمكانةِ الشَهيدِ وتضحيته وما قَدّمه .
ومِنْ هنا نؤكِّدُ على الجهاتِ ذاتِ العلاقةِ ببذلِ أقصى الجهودِ
لتسهيلِ مُعاملاتهم , وتبسيطِ الإجراءاتِ .
وكما ندعو أقرباءَ وعشائرَ الشهداءِ أنْ يكونوا عَوناً وسَنداً لعوائلِهم
في تَحصيلِ حقوقِهم.
________
الأمرُ الثاني
________
في الوقتِ الذي تَشهدُ فيه ساحاتُ القتالِ انتصاراتٍ للقواتِ المُسلحةِ والمتطوعين , وأبناءِ العشائرِ
, وكان آخرها ما قامَ به المُقاتلون الأبطالُ مِنْ تَحريرِ مُعظمِ مَدينةِ الرمادي
مَركزِ مُحافظةِ الأنبارِ .
فإنّ مُختَلفَ القوى والأطرافَ العراقيةِ التي يهمها مُستقبلَ هذا البلدِ وتخليصه
مِنْ الأزماتِ الراهنةِ
مَدعوّةٌ إلى أنْ تُكثفَ جهودها وتزيدَ مِنْ مَساعيها للتوافقِ
على خُطّةٍ وطنيةٍ مُتكاملةٍ
تقضي بتحريرِ الأجزاءِ المُتبقيةِ تحتَ سيطرةِ داعش
بعيداً عَنْ بعضِ المُخطَطاتِ المَحليّةِ أو الإقليميّةِ
أو الدوليةِ التي تستهدفُ في النهايةِ مَصيرَ البلدِ وتحويله إلى دويلاتٍ مُتناحرةٍ .
إنَّ خَلاصَ العراقِ وتجاوزه لأوضاعهِ الصَعبَةِ الراهِنةِ لا يكونُ
إلاّ على أيدي العراقيين أنفسهم ,
إذا ما اهتموا بالمَصالحَ العُليا لبلدِهم وقدّموها على كُلِّ المَصالحِ الشخصيةِ
والفئويةِ و المَناطقيةِ .
وأما الأطرافُ الدوليةُ أو الإقليميّةُ فَمِنْ المُؤكّدِ أنها تُلاحظُ منافعها ومَصالحها
والتي لا تتطابقُ مع المَصلَحَةِ العراقيةِ و ليكنْ هذا في حُسبانِ الجَميعِ .
_________________________________________________
ربيِّ عجّل لوليكَ الإمام المَهدي الفَرَجَ في العالمين مِنْ قريبٍ
وانصر واحفظ جُندَكَ وحَشدَكَ المُقاومَ في الميدان يا اللهُ
_________________________________________________
تدوينُ - مرتضى علي الحلِّي - النجفُ الأشرفُ -
__________________________________________________ _
الجُمعةُ - السادس من ربيعٍ الأوّلِ – 1437 هجري .
-18 - 12 - 2015 م
._________________________________________________