لم لا أراك أ هان فيك توجعي ؟ أم شط عنك بأدمعي مرسالها
أم أنت قلبي يوسفٌ ألقت به في الجب نفسي طيشها و خبالها
أم بعت وصلك بالبخيسة لذتي زهداً فأولاني الجفاء وبالها
بل لم أجز نهر الأنانية التي شر من الظمأ المميت زلالها
و المرء تخزيه أناه إذا طغت و لذا أحل على الأباة قتالها
لك بين آثامي سعيت بعزمةٍ لولا الهوى قعدت بها أغلالها
و قصصت آثار الدموع إليك من عبرات آباء الوثيق مسالها
بل شمت حبك من حجور حرائرٍ بك طاب منبتها و عف حجالها
و نبذت آراء الرجال لما خلت من أدمعٍ و ضبا يهاب صقالها
و تبعت من علما مودتك الذي هو في صدور المترفين سلالها
و جفوت ذا الفرح السفيه لأنها طبعت على طول الجوى عقالها
و سقيت من قتلى هواك غوادياً حمراً سقاني ما سقوا هطالها
في كل دار لي عفاتك روقةٌ و سواد حزني في غيابك خالها
و أنا الحيارى فيك بين معاشرٍ هديت إليك بحيرتي ضلالها
و لقد طلبتك في المواطن كلها روحي فداك و طال بي ترحالها
أملي يعاضدني و حبك حارسي و لقاك غاية منيتي و كمالها
ما خانني جلدي بذا كلا و لا أنا في دراك نقيبتي مخذالها
فوجدتني رضوى و أنت نزيله و الطف أنت و مهجتي نزّالها
و أبى اللقا بيني و بينك جنةً إلا و أيام الحسين جمالها
فلذا صبرت النفس تندبه الغداة و في العشي رباطها إعوالها
حزناً على ما نابه و صبابةً للقاك ثم عن الدنى إهمالها
لم تعدُ عيني عن فتىً مثلي ألا و العين يسعدها أمثالها
ها أوقدا يا صاحِبَّي النار في قلبي فإن حياته إشعالها
و استسقيا يا صاحِبَّي محاجري إن البلاد هلاكها إمحالها
و ذراني المضنى يطببني الأسى أو للتراة و أين منك منالها
ما العذر لي حياً بعيد جنائزٍ في كربلا اضطربت إبىً أوصالها
و بمَ الذريعة و الأعادي لم تسم وسم العبيد نساؤها و رجالها
إن لم يكن دينٌ فبعض حميةٍ و الصمت لو جادت به جهالها
ما ضرني خصمي اللقيط و إنما من جلدتي حمقاؤها و ذلالها
فأنا الذي فتك العضال بكفه ساع الطعان و طبها استئصالها
و أمرُّ من هذا غثيثٌ قال لي تلف الأماني يا فتى استعجالها
فطويت كشحاً عنه ثم أجبته تلف الأماني يا فتى استعجالها
و لإن أبى دهري حياة العز لي لم تأبَ لي موت الكرام نصالها
و لمن سوى عينيك يبن "مليكةٍ" تفنى النفوس حرامها و حلالها
و جميلةٌ لقياك غير مسالمٍ و الخيل يعثر بالقنا تصهالها
هو من دمٍ أو من دمٍ قسطالها ما عاد يجدي في العدا إمهالها
لي أن ألام و إن تكن هي أجرمت لولا أناتك لم تطش أفعالها
مردت على كبرٍ فذل لها الورى حتى غدت في الأرض جلّ جلالها
و وفت بعهد ضلالها محمودةً بل عاد هدياً في الأنام ضلالها
و الرزء ليس في أن تعد مغيباً فلقد بدا للمدلجين هلالها
أمّا الحمى هتكت مع ذات الحمى و العيس بانت حين ضاع عقالها
عذراً أمشتاقت يمينك للقنا ؟ أم لم تملك إلى البنود شمالها
أم لم تحن لغارةٍ منك الحشى مقدار لا ينسى إباك مصالها
أم بالمعاهد بات أنسك حيث لم تأنس بغيرك باكياً أطلالها
أم أبقت الأحداث منك بقيةً غير المدامع يتقى إجفالها
لا و التي بالباب أسقط حملها و هي إبنة الهادي المعظم جالها
و بكت لفقد محمد حتى انثنت تبكي على غدواتها آصالها
و أبت مقام الهون بعد رحيله و الأرض تجفى إن علت أنذالها
فقضت على وجدٍ و أخفي قبرها ثم استبيح بكل فجٍ آلها
ما بعد يوم الطف يوم هوادةٍ و بيوت فهرٍ قد علا ولوالها
منها بنات الوحي لمّا أبرزت و القود بين خدورهن صيالها
تعدو حفاةً في العرى نسجت لها فضل المآزر و القناع نبالها
للشاعر محمد الحرزي