قال الوالد بحماسة: "هيّا ننتهز فرصة الأيام الأخيرة في الإجازة؛ لنجمع محصول البطاطا"، رد باسل، الابن الكبير على الفور: "كما تريد يا
أبي". ثم التفت إلى أخيه الصغير قائلاً: "هل ستحضر يا أمين؟" رد أمين قائلاً: "نعم سوف آتي...". وبدأ العمل. وأخذ الأب ينتزع سيقان
البطاطا من الأرض، فينظف الصبيان الجذور التي لم تكن شيئاً آخر غير حبات البطاطا من الطين الملتصق بها ويضعونها في الدلاء.
وبينما باسل يحمل دلوين داخل البيت ويفرغهما من حبات البطاطا ويرصّها فوق أرضية الفناء، كان أخوه أمين يتلكأ بعض الشيء.
لا تتعجلوا.. ستعرفون السبب.
حينما عاد باسل للمرة الرابعة بعد أن أفرغ دلوين من حبات البطاطا، أحضرت (ماما) إبريقاً من العصير المثلج؟ ليطفئ العاملون الأحباء ظمأهم.
لكن أمين تعثر في الشوكة التي يقلب بها الأب الأرض وانقلب دلواه، واكتشفت (ماما) أنّ الدلوين لم يكونا مليئين تماماً، فقد حشر الصبي الماكر
بعض الجرائد القديمة في قاع كل دلو.
وصاحت الأم بغضب:
- "من غشنا ليس منّا. ألاّ تخجل من فعلتك هذه؟ هذا سلوك غير محترم.."
وقال الأب:
- "باسل سوف يأخذ استراحة قصيرة بينما يُعوّض أمين التأخير الذي سببه لنفسه. هيا إلى العمل يا صديقي.
نور ضياء الصائغ
تم نشره في المجلة العدد42