إنَّ الإفطار إحدى فرحتي الصائم، فبعد نهار طويل من الصوم والجوع والعطش، تأتي ساعة الإفطار، عن أبي عبد الله الصادق (عليه السلام) أنّه قال: للصائم فرحتان فرحة عند إفطاره، وفرحة عند لقاء ربِّه.
الكافي ٤: ٦٥ .
من آداب الصوم الإفطار على الحلواء، يعني الشيء المحلَّى، أو الرطب، أو السويق، أو السكر، أو التمر، أو الزبيب، أو اللبن، أو الماء. وأكثرها أشياء حلوة المذاق، إلَّا اللبن والماء.
ويستحب للانسان أن لا يبدأ بالأكل، بل يستحب له الإفطار على تلك الأمور التي ذكرناها.
كان رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أوَّل ما يُفطر عليه في زمن الرطب الرطب، وفي زمن التَّمر التَّمر.
الكافي ٤: ١٥٣ ح ٦ .
إذاً فأفضل ما يحسن الإفطار عليه هو الرطب في أوانه، وإلّا فالتمر في أوانه.
وإذا إكل المؤمن وأفطر بالرُّطَب لأن رسول الله (صلى الله عليه وآله) كان يفطر على الرطب، كان الرُّطب له غذاءً، وكان لامتثاله ثواب وأجر.
عن النبي (صلى الله عليه وآله): من أفطر على تمر حلال زيد في صلاته أربعمائة صلاة.
إقبال الاعمال: ١١٤ .
عن أبي عبد الله (عليه السلام): إنّ الرجل إذا صام زالت عيناه عن مكانهما، وإذا أفطر على الحلو عادتا إلى مكانهما.
المقنعة: ٥٠ .
قال [الراوي]: سمعت أبا جعفر (عليه السلام) يقول: كان رسول الله (صلى الله عليه وآله) يفطر على الاسودين، قلت: رحمك الله وما الاسودان؟ قال: التمر والماء، والزبيب والماء، ويتسحر بهما.
التهذيب ٤: ١٩٨ ح ٥٦٩ .
وإذا لم يجد رسول الله شيئاً حلواً لا رطب، ولا تمر، ولا شيء مُحلَّى بالسكَّر مثلاً- فعلى أيِّ شيء يفطر؟ يفطر (صلى الله عليه وآله) حينئذٍ على الماء، فيبدأ به، ويأمر بالماء الفاتر _أي معتدل الحرارة، فلا هو ماء حار ولا بارد_.
عن الباقر (عليه السلام) قال: كان رسول الله (صلى الله عليه وآله) إذا صام فلم يجد الحلو أفطر على الماء.
وسائل الشيعة ١٠: ١٥٧ .
عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: إذا أفطر الرجل على الماء الفاتر نقى كبده، وغسل الذنوب من القلب، وقوى البصر والحدق.
وسائل الشيعة ١٠: ١٥٧ .
عن الباقر (عليه السلام): أفطر على الحلو فان لم تجده فأفطر على الماء؛ فإنّ الماء طهور.
المقنعة: ٥١ .
اللبن (الحليب)
كان علي (عليه السلام) يعجبه أن يفطر على اللبن.
المحاسن: ٤٩١ ح ٥٧٩ .