تويت
نصائح اخلاقية بمناسبة حلول #شهر_رمضان المبارك بقلم سماحة المرجع الديني الكبير الشيخ محمد إسحاق الفيّاض (دام ظلّه) :
بسم الله الرحمن الرحیم
كما أن لله سبحانه و تعالي أماكن مقدسة شرّفها باستجابة الدعاء فيها وقبول الأعمال ومضاعفة الأجر لمن يقصدها ليتعبّد فيها كبيت الله الحرام والمسجد النبوي الشريف والمشاهد المقدسة لأهل البيت، كذلك اقتضت حكمته تعالي أن تكون له أوقات مخصوصة تقبل فيها الأعمال و تستجاب فيها الدعوات.
وجعلها أفضل وأشرف من غيرها من الأوقات فإن أوائل الشهور وأواخرها والليالي البيض وليالي الجمع وأيامها وأيام في كل سنة جعلها سبحانه وتعالي أفضل من باقي الأيام وجعل لها خصائص وآثار تجعل للعاملين فيها أجراً مضاعفاً وثواباً عظيماً.
ومما لا شك فيه أن شهر رمضان هو أعظم الشهور عندالله وأيامه أفضل الأيام ولياليه أفضل اليالي، ففيه ليلة القدر التي جعلها سبحانه وتعالي خيراً من ألف شهر، وقد جاء في خطبه رسول الله| أنه قال: «أيها الناس إنه أقبل إليكم شهر الله بالبركة والرحمة والمغفرة...».
وأيضاً قال|: «... رمضان شهر أمتي... وهو شهر دعيتم فيه إلي ضيافة الله وجعلتم فيه من أهل كرامة الله»
لذا ينبغي على الإنسان أن ينتبه إلى نفسه في هذا الشهر الفضيل وأن يراعي حق الضيافة وآدابها، فإن أحدنا لو كان ضيفاً في مضيف أحد الوجهاء أو في ديوان شخصية مرموقة... ترى كيف سيكون سلوكه عندها؟ ترى هل يليق أن يصدر منه ما يسيء إلي مضيفه، وهل يصح أن يتجاوز معه الحدود ويقوم بأعمال لا يرضي بها كأن يسرق الممتلكات أو يعتدي علي الضيوف الآخرين أو يخالف آداب المجلس ونواميسه؟ ألا يكون ذلك موضوعاً لملامة العقلاء واستهجان الناس؟ ألا يكون من حق مضيفه أن يطرده من ذلك المحفل ويحرمه من عطاياه؟ فما بالك لو كان المضيف هو الله سبحانه وتعالي والمضيف هو شهر الله، والعطايا هي رضا الله وجنة عرضها السماوات والأرض، والإساءة والمخالفة توجب سخط الله ونار جهنم وعذاباً أليماً!!! فلننتبه لأنفسنا إذاً... ولنغتنم هذه الفرصة... ولنكن بمستوى هذه الضيافه العظيمة والنعمة الإلهية الكريمة... وإيّاك إيّاك أن تكون من الغافلين عن ذكر ربك في هذا الشهر المبارك... وإياك أن تنقضي عنك أيامه ولياليه دون أن يغفر لك ذنبك... وما أشدّ حسرتك إن لم تكن من عتقائه سبحانه وتعالى من نار جهنم.
ولا ينقضي تعجبنا ممّا نراه في هذه الأيام من إعراض الناس عن هذه النعمة الإلهية وحرمان أنفسهم من عطاء الله سبحانه و تعالي في هذا الشهر الكريم، فترى الكثير من الناس ولا سيما الشباب يعصون الله سبحانه و تعالى بكل جرأة ولا يصومون شهر رمضان ويفطرون بحجة الحر أو العطش أو الجوع، بل يتجاهرون بالإفطار دون تورع أو مخافة من الله، أو قد ترى البعض يصوم الشهر إلا أنه لا يتورع عن ارتكاب المحارم الأخرى فيغش في العمل أو يكذب أو يستغيب أو يؤذي المؤمنين أو يسيء إلى الجار أو غير ذلك مما لا يليق بالإنسان المؤمن ولا سيّما في مثل هكذا أجواء رحمانية مباركة.
ولا أدري ماذا يظن هؤلاء... هل يظنون أنهم يخدعون الله... أم أنهم لا يؤمنون بيوم الحساب... أم تراهم يظنون أنهم لا يموتون ولا توجد جنة أو نار!
لاشك أنهم مخطئون وأنّ الشيطان غرّر بهم وخدعهم وجعلهم يحرمون أنفسهم من كرم الله سبحانه و تعالي، بل ويعرضون أنفسهم لسخطه و غضبه من أجل أمور تافهة وملذّات دنيوية ضئيله، فلا يكلفون أنفسهم بتحمل قليل من العطش والجوع امتثالاً لأمر الله الذي وهبهم كل شيء وأعدّلهم ما لا عين رأت ولا أذن سمعت.. أي غفلة هذه؟ وأيّ اشتباه هم فيه واقعون؟ وكم هم في حساباتهم مخطئون!... فتراهم من أجل منافع بسيطه ومكاسب ضئيلة يبذلون الجهد الكثير ويتعبون أنفسهم في الحر أو البرد وفي أقسي الظروف من دجل أن يحصلوا في آخر النهار علي أجر قليل، بضعة دنانير لاقيمة لها، بينما لا يتحملون قليلاً من الجوع والعطش من أجل جنة عرضها السماوات والأرض، بل يعرضون أنفسهم إلي العقاب والعذاب الشديد... أي خطأ هذا؟ وأي غفلة!
أعاذنا الله أن نكون من المخطئين الغافلين. فانتبه إلي نفسك أيها العزيز وتفكر في مصيرك وقبل أن تخطو في أي طريق احسب حسابك جيداً وانظر نهايته إلي ماذا تؤول، واحذر الحذر الشديد من أن ينتهي بك إلي سخط الله والحرمان من رضوانه فإنّ ذلك هو الخسران المبين.
اللهم اغفر لجميع المؤمنين والمؤمنات في هذا الشهر المبارك و وفقهم لليلة القدر واجعلهم من عتقائك من نار جهنم، إنك أرحم الراحمين، وصلي الله علي محمد و آله الطاهرين.
٨/شهر رمضان المبارك / ١٤٣٥ هـ
بسم الله الرحمن الرحیم
كما أن لله سبحانه و تعالي أماكن مقدسة شرّفها باستجابة الدعاء فيها وقبول الأعمال ومضاعفة الأجر لمن يقصدها ليتعبّد فيها كبيت الله الحرام والمسجد النبوي الشريف والمشاهد المقدسة لأهل البيت، كذلك اقتضت حكمته تعالي أن تكون له أوقات مخصوصة تقبل فيها الأعمال و تستجاب فيها الدعوات.
وجعلها أفضل وأشرف من غيرها من الأوقات فإن أوائل الشهور وأواخرها والليالي البيض وليالي الجمع وأيامها وأيام في كل سنة جعلها سبحانه وتعالي أفضل من باقي الأيام وجعل لها خصائص وآثار تجعل للعاملين فيها أجراً مضاعفاً وثواباً عظيماً.
ومما لا شك فيه أن شهر رمضان هو أعظم الشهور عندالله وأيامه أفضل الأيام ولياليه أفضل اليالي، ففيه ليلة القدر التي جعلها سبحانه وتعالي خيراً من ألف شهر، وقد جاء في خطبه رسول الله| أنه قال: «أيها الناس إنه أقبل إليكم شهر الله بالبركة والرحمة والمغفرة...».
وأيضاً قال|: «... رمضان شهر أمتي... وهو شهر دعيتم فيه إلي ضيافة الله وجعلتم فيه من أهل كرامة الله»
لذا ينبغي على الإنسان أن ينتبه إلى نفسه في هذا الشهر الفضيل وأن يراعي حق الضيافة وآدابها، فإن أحدنا لو كان ضيفاً في مضيف أحد الوجهاء أو في ديوان شخصية مرموقة... ترى كيف سيكون سلوكه عندها؟ ترى هل يليق أن يصدر منه ما يسيء إلي مضيفه، وهل يصح أن يتجاوز معه الحدود ويقوم بأعمال لا يرضي بها كأن يسرق الممتلكات أو يعتدي علي الضيوف الآخرين أو يخالف آداب المجلس ونواميسه؟ ألا يكون ذلك موضوعاً لملامة العقلاء واستهجان الناس؟ ألا يكون من حق مضيفه أن يطرده من ذلك المحفل ويحرمه من عطاياه؟ فما بالك لو كان المضيف هو الله سبحانه وتعالي والمضيف هو شهر الله، والعطايا هي رضا الله وجنة عرضها السماوات والأرض، والإساءة والمخالفة توجب سخط الله ونار جهنم وعذاباً أليماً!!! فلننتبه لأنفسنا إذاً... ولنغتنم هذه الفرصة... ولنكن بمستوى هذه الضيافه العظيمة والنعمة الإلهية الكريمة... وإيّاك إيّاك أن تكون من الغافلين عن ذكر ربك في هذا الشهر المبارك... وإياك أن تنقضي عنك أيامه ولياليه دون أن يغفر لك ذنبك... وما أشدّ حسرتك إن لم تكن من عتقائه سبحانه وتعالى من نار جهنم.
ولا ينقضي تعجبنا ممّا نراه في هذه الأيام من إعراض الناس عن هذه النعمة الإلهية وحرمان أنفسهم من عطاء الله سبحانه و تعالي في هذا الشهر الكريم، فترى الكثير من الناس ولا سيما الشباب يعصون الله سبحانه و تعالى بكل جرأة ولا يصومون شهر رمضان ويفطرون بحجة الحر أو العطش أو الجوع، بل يتجاهرون بالإفطار دون تورع أو مخافة من الله، أو قد ترى البعض يصوم الشهر إلا أنه لا يتورع عن ارتكاب المحارم الأخرى فيغش في العمل أو يكذب أو يستغيب أو يؤذي المؤمنين أو يسيء إلى الجار أو غير ذلك مما لا يليق بالإنسان المؤمن ولا سيّما في مثل هكذا أجواء رحمانية مباركة.
ولا أدري ماذا يظن هؤلاء... هل يظنون أنهم يخدعون الله... أم أنهم لا يؤمنون بيوم الحساب... أم تراهم يظنون أنهم لا يموتون ولا توجد جنة أو نار!
لاشك أنهم مخطئون وأنّ الشيطان غرّر بهم وخدعهم وجعلهم يحرمون أنفسهم من كرم الله سبحانه و تعالي، بل ويعرضون أنفسهم لسخطه و غضبه من أجل أمور تافهة وملذّات دنيوية ضئيله، فلا يكلفون أنفسهم بتحمل قليل من العطش والجوع امتثالاً لأمر الله الذي وهبهم كل شيء وأعدّلهم ما لا عين رأت ولا أذن سمعت.. أي غفلة هذه؟ وأيّ اشتباه هم فيه واقعون؟ وكم هم في حساباتهم مخطئون!... فتراهم من أجل منافع بسيطه ومكاسب ضئيلة يبذلون الجهد الكثير ويتعبون أنفسهم في الحر أو البرد وفي أقسي الظروف من دجل أن يحصلوا في آخر النهار علي أجر قليل، بضعة دنانير لاقيمة لها، بينما لا يتحملون قليلاً من الجوع والعطش من أجل جنة عرضها السماوات والأرض، بل يعرضون أنفسهم إلي العقاب والعذاب الشديد... أي خطأ هذا؟ وأي غفلة!
أعاذنا الله أن نكون من المخطئين الغافلين. فانتبه إلي نفسك أيها العزيز وتفكر في مصيرك وقبل أن تخطو في أي طريق احسب حسابك جيداً وانظر نهايته إلي ماذا تؤول، واحذر الحذر الشديد من أن ينتهي بك إلي سخط الله والحرمان من رضوانه فإنّ ذلك هو الخسران المبين.
اللهم اغفر لجميع المؤمنين والمؤمنات في هذا الشهر المبارك و وفقهم لليلة القدر واجعلهم من عتقائك من نار جهنم، إنك أرحم الراحمين، وصلي الله علي محمد و آله الطاهرين.
٨/شهر رمضان المبارك / ١٤٣٥ هـ