إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

مفردات قيّمة من القرآن الكريم، ما هو ﴿الْكِتَابُ﴾

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • مفردات قيّمة من القرآن الكريم، ما هو ﴿الْكِتَابُ﴾

    بسم الله الرحمن الرحيم

    اللهم صلِّ على محمّد وآل محمّد

    المراد بالكتاب كونه مركز لكل شيء في كوننا هذا، مركز للمعلومات من مجراته ونجومه وكواكبه ومن عليها وجميع الموجودات والمخلوقات الموجودة فيه، فالكتاب ليس جسمًا ماديًا يشتمل على معلومات كجهاز الكمبيوتر! فإن أي مؤسسة لها مركز معلومات، سواء كان جهاز كمبيوتر أو كان شخصًا أو أي شيء آخر، وهذا المركز يشتمل على جميع المعلومات المرتبطة بتلك المؤسسة من صادرها وواردها وما يرتبط بكل الفئات عنها. وكذلك الدولة، إذ أن أي دولة تقوم لا بد لها من جهاز مخابرات، وهذا الجهاز هو مركز معلومات الدولة، فأي شيء يرتبط بالدولة وبأسرارها وبقضاياها العامة والخاصة موجود في مركز المعلومات.
    إذن كل كيان يقام له مركز معلومات، ومركز معلومات الكون هو القرآن الكريم، وهذا يؤكده قول الله تعالى: ﴿وَعِنْدَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لَا يَعْلَمُهَا إِلَّا هُوَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَا تَسْقُطُ مِنْ وَرَقَةٍ إِلَّا يَعْلَمُهَا وَلَا حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الْأَرْضِ وَلَا رَطْبٍ وَلَا يَابِسٍ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ
    [1]. هذا الكتاب المبين - الذي هو مركز المعلومات - يشتمل على كل شيء، ولكنه ليس شيئًا ماديًا، بل هو مقام معنوي محيط بمعلومات الكون، ومرتبط بجميع ما في الكون من أسرار وقضايا.
    وقال البغوي (من علماء العامة) في تفسيره، قوله تعالى: ﴿ذَٰلِكَ الْكِتَابُ﴾: أي هذا الكتاب وهو القرآن، وقيل: هذا فيه مضمر أي هذا ذلك الكتاب.
    قال الفراء: "كان الله قد وعد نبيه صلى الله عليه وسلم أن ينزل عليه كتابا لا يمحوه الماء ولا يخلق عن كثرة الرد فلما أنزل القرآن قال هذا (ذلك) الكتاب الذي وعدتك أن أنزله عليك في التوراة والإنجيل وعلى لسان النبيين من قبلك"
    و"هذا" للتقريب و"ذلك" للتبعيد.
    وقال ابن كيسان: "إن الله تعالى أنزل قبل سورة البقرة سورا كَذَّب بها المشركون ثم أنزل سورة البقرة فقال: ﴿ذَٰلِكَ الْكِتَابُ﴾ يعني ما تقدم البقرة من السور لا شك فيه".
    والكتاب: مصدر وهو بمعنى المكتوب؛ كما يقال للمخلوق خلق، وهذا الدرهم ضرب فلان أي مضروبه. وأصل الكتب الضم والجمع، ويقال للجند كتيبة لاجتماعها، وسمي الكتاب كتابا لأنه جمع حرف إلى حرف
    [2].
    ﴿ذَٰلِكَ الْكِتَابُ﴾: في تفسير الإمام عليه السلام يعني القرآن الذي افتتح ب
    ﴿الم﴾ هو ذلك الكتاب الذي أخبرت به موسى عليه السلام ومن بعده من الأنبياء وهم أخبروا بني إسرائيل أنى سأنزله عليك يا محمد

    عَنْ أَبِي بَصِيرٍ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اَللَّهِ عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ‌، قَالَ‌: ((اَلْكِتَابُ‌: عَلِيٌّ عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ‌ لاَ شَكَّ فِيهِ))
    [3].
    بعد البسملة وذكر الآية الاولى من سورة البقرة يقول تعالى: ذلِكَ اَلْكِتابُ لا رَيْبَ فِيهِ‌. قد يشير هذا التعبير إلى أن اللّه تعالى وعد نبيّه أن ينزّل عليه كتابا يهتدي به من طلب الحق، ولا يشك فيه من كان له قلب أو ألقى السمع وهو بصير، وها هو سبحانه قد وفى بوعده الآن.
    وقال الشيخ ناصر مكارم الشيرازي(ره) في تفسيره: الكتاب يعني المكتوب والمخطوط، ولا شك أن المراد منه في الآية كتاب اللّه الكريم.
    وهنا يثار سؤال حول سبب استعمال كلمة الكتاب للقرآن وهو آنئذ لم يكتب كلّه.
    وفي الجواب نقول: استعمال هذه الكلمة لا يستلزم أن يكون القرآن كله مكتوبا. لإن اسم القرآن يطلق على كل هذا الكتاب، وعلى أجزائه أيضا.
    أضف إلى ذلك أن «الكتاب» يطلق أحيانا بمعنى أوسع، ليشمل كل ما يليق أن يكتب فيما بعد، وإن لم يكن كذلك حين إطلاق اسم الكتاب عليه. ففي آية اخرى نقرأ: ﴿كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِّيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ
    [4]. ومن المؤكد أن القرآن لم يكن بشكل كتاب مدوّن بين النّاس قبل نزوله.
    وثمة احتمال آخر وهو إن التعبير بالكتاب يشير إلى كتابة القرآن في «اللوح المحفوظ»
    [5].


    [1] سورة الأنعام، الآية: 59.
    [2] تفسير البغوي، (معالم التنزيل)، ج 1، ص 18.
    [3] تفسير القمي، ج 1، ص 30.
    [4] سورة ص، الآية: 29.
    [5] الأمثل في تفسير کتاب الله المنزل، ج 1 ص 71.

المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
حفظ-تلقائي
Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
x
يعمل...
X