:
قد تُدرك بعقلك معنى كلمة أب
وتُدرك بفهمك ظاهر كلمة والد
وتُدرك بوعيك جلي كلمة رب
ولكن
ولكن
مالا تدركه إلا بالتجربة والحس والمعايشة
(هو جهد الأب الصامت)
جهده الصامت
الذي يأخذ من عينيه وعقله وعمره
:
حين يُدرك أباه
سيجد
انه كم كان بعيدا عنه
حين كان ينظر له
فلا يرى إلا مصدراً للأوامر
أوحائطاً قاسيا
من الشدة
اوبوابة للمنع
أومصرفاً للنقود
حتى إذا نما هذا الابن وتزوج وأصبح أباً
ادرك
أن كل ذلك إنما يأخذ من تلافيف دماغ الأب
ومن دقات قلبه
ومن دقائق عمره
ومن وجدانه وروحه وخلايا جسده
حين يدرك أباه
سيجد كم الم أخفاه عنه
وكم شكوى حبسها عنه
وكم كسرة خمدها عنه
وسيدرك
ان الاتعاب كثيرة
ولكن
لا يبين أثرها إلا السنوات
حين يدرك أباه
سيعلم
أن خلف القوة وهنا
وخلف القسوة هناء
سيدرك ذلك
ولكن
سيدرك ذلك
حين تتهدم عافيته به يوماً بعد يوم
:
سيدرك
ولكن
كيف يدرك....
ان غاية المنى عنده
ألا يرى من حوله ضعفه وتلاشي صحته
:
حين يدرك أباه
ليته
لا يدرك ذلك بعد فوات الاوان
وحينها...
ليست له الا الفاتحة رسالة
-------
منقول