مُقَوِّماتُ إِنجاحِ الحَيَاةِ الزَوجيَّةِ
__________________

1- المُقَوِّمُ الفِكري – العِلمي –

إنَّ مُقتَضى بَقاءِ التعايشِ والحَراكِ في مَنطقةِ الزواجِ قائمٌ على قرارِ الفِكرِ والتَدَبرِ والتفكير والعِلم والمَعرفةِ والدرايةِ والفَهم

قراراً وخياراً وسلوكاً بحيث يبنغي بالزوجين تَجنبُ أيِّ حَراكِ جَهلي ومُستَعجَلٍ وغاضبٍ وضرري كردِ فعلٍ أو خيارٍ أو علاجٍ لإشكاليةٍ حياتيةٍ ما دونَ التروي وخِبرة النتيجةِ والآثارِ حِدوثاً وبقاءً .

قال اللهُ تعالى :

(( إِنَّهُ فَكَّرَ وَقَدَّرَ )) (18)المُدَّثر.

أي أخذَ قراره وخياره بعد التفكيرِ والعِلمِ والتروي .

(( وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا)) (36)الإسراء


2- المُقَوِّمُ الأخلاقي –

وهو أنْ يكونَ للزوجين مُسبَقاتٌ وثوابتٌ أخلاقيةٌ نوعيةٌ مَوجودةٌ في نفسيهما وشخصيتيهما يستندانِ إليها في وقتِ الحاجةِ والتعاطي الفعلي وإنْ لم يكن لهما مَعرفةٌ بالمُقَومين الفكري والفقهي

في حيثياتِ العُلقةِ الزوجيّةِ وليكونَ هذا المُقوِّمُ برزخاً ووسطا ثبوتيا بين المُقومَين الفكري والفقهي في حالِ لم يتوفرا للزوجين في قرارهما وسلوكهما وعلاجهما لما يعانوه مِن مَشاكلَ وأزماتٍ .

وإلى ذلك أشارَ القرآن الكريم في قوله تعالى:

((وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ فَإِنْ كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا )) (19) النساء.


3- المُقوِّمُ النفسي –

وهو مِنْ أهم مُقوماتِ إنجاحِ العُلقةِ الزوجيّةِ,

حيثُ يكونُ القِرانُ و المُساكنةُ بين الزوجين قائمٌ على أساسِ المودةِ والرحمةِ والسَكن والغشاوةِ .

وهذا المُقوِّمُ إذا ما قُوِّمَ فعلاً فإّنه يحفظُ ويُبقي العُلقةَ

وإنْ لم توجد المُقوِّماتُ الأخرى بحظها الكبيرِ عندَ الزوجين .

قال تعالى:

(( وَمِنْ آَيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ ))(21)الروم


4- المُقوِّمُ الفقهي – الشرعي -

وهذا المُقوِّمُ المَكينُ يتطلبُ ثمةَ مَعرفةٍ وثقافةٍ بمُنتَظمِ الحقوقِ والواجباتِ بين الزوجين بجعلها الشرعي .

لتسهمَ هذه المَعرفةُ والثقافةَ و لو بحدها الأدنى في إنجاحِ الحياةِ الزوجيّة ,

بعدما تستلزمُ عملاً وسلوكا مِنْ قبل الطرفين أو من أحدهما على الأقلِ المَقدورِ , والمُمكنِ ,

ذلك لأنه بفَقدِ هذه المَعرفةِ والثقافةِ الفقهيةِ والشرعيةِ

ستعرضُ لهما إشكالياتٌ وتدافعاتٌ ربما تَصبٌ في تعميقِ الخلافِ والتأزّمِ وتأخيرِ الحلولِ أو المَصير إلى خياراتٍ

وإن كانتْ شرعيةً ولكنها تُقوِّض بالنتيجةِ والقرارِ العُلقةَ الزوجيّةَ وتقضي بما هو مَكروهاً كالطلاقِ مثلاً أو التعليقِ أو حتى الإضرارَ المُحرّم وغيره.

وقد أشارَ القرآن الكريم صراحةً إلى ذلك المُقوِّمِ الفقهي والشرعي وضرورة معرفته ودرايته .

قال تعالى:

((وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (228) الطَّلَاقُ مَرَّتَانِ فَإِمْسَاكٌ بِمَعْرُوفٍ أَوْ تَسْرِيحٌ بِإِحْسَانٍ وَلَا يَحِلُّ لَكُمْ أَنْ تَأْخُذُوا مِمَّا آَتَيْتُمُوهُنَّ شَيْئًا إِلَّا أَنْ يَخَافَا أَلَّا يُقِيمَا حُدُودَ اللَّهِ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا يُقِيمَا حُدُودَ اللَّهِ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا فِيمَا افْتَدَتْ بِهِ تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ فَلَا تَعْتَدُوهَا وَمَنْ يَتَعَدَّ حُدُودَ اللَّهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ )) (229))البقرة.


_________________________________________________

مُرتَضى علي الحلِّي – النجفُ الأشرفُ .

________________________________________________