إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

حوار وتساؤلات حول النهي عن المنكر والأمر بالمعروف

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • حوار وتساؤلات حول النهي عن المنكر والأمر بالمعروف



    بسم الله الرحمن الرحيم

    اللهم صل على محمد وآل محمد

    يجيب عن الحوار والتساؤلات سماحة السيد منير الخباز حفظه الله تعالى.

    السؤال : كثير ما يحدث أنه كثير من الأخوة أو الأخوات قد يضعون لنفسهم صورة في هذه البرامج وهذه الصورة قد تظهر الشاب يغني أو أن الشاب مرتبط مع امرأة أجنبية، أو امرأة نفسها بحجاب غير مناسب، فيقوم بعض الأخوة بالإعجاب بالصورة، هذه الأمور أليست هي محفزة على هذا المنكر، فذلك ليس فيه إظهار للكراهة، و عند السيد السيستاني إظهار الكراهة واجب عيني، فهل مثل هذه الأمور من مصاديق الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر؟


    جواب سماحة السيد: لابد أن تحرز أن هذا منكر أولاً، وباعتبار أن فتوى السيد السيستاني من باب إظهار الكراهة نعم يعطيه إشارة أو لا يرتب أثر على ذلك، أي يظهر الكراهة بنحو من الأنحاء.
    مسألة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر مسألة اجتماعية وإذا عالجناها بالفتاوى في الجو الاجتماعي أنت إنسان تريد أن تحافظ على استقامة المجتمع، لما نأتي على رأي معين من فقيه معين يقول أنه لابد أن ينظر للضرر والأثر، أنا كإنسان أرى هناك انحراف موجود في المجتمع ويجب مقارعة هذا النوع من الانحراف باعتباره يسبب فساداً اجتماعياً، وبالتالي هل أتوقف عن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بداعي أن الفقيه الفلاني يقول نعم وفقيه آخر يقول لا، ربما إذا تُرك المجال ربما تصل الأمور إلى ما لا تحمد عقباه.
    جواب سماحة السيد: هذه غيرة على الدين، وسأذكر نقطة للشيخ المطهري رحمه الله لديه بحث في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، يقول العمل في النهي عن المنكر تارة عمل فردي وهذا عمل لا ينتهي ولا يُنتج عادة نتائج واضحة، من المفترض في العمل بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر أن يكون عمل مؤسسي ولجان لأن دراسة اللجنة تختلف عن دراسة الشخص، فمثلاً رأيت فلان مصر على المنكر إذن ليس واجباً علي، بينما لو كانت هناك لجان تدرس أحوال الأشخاص لربما وصلت إلى طريق يؤثر عليه أكثر من طريق الفرد، فلو عالجنا موضوع الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر معالجة مؤسساتيه ربما قضينا على كثير من المنكرات مما لو تركناها مسؤولية فردية، لذلك هذا النحو من التنويع وجعل مسؤولية الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر مسؤولية لجانية جماعية صحيح لا نقول أنه واجب ولكنه يوصل إلى نتائج كثير أفضل مما لو أوكلت المهمة إلى تشخيص المكلف نفسه.
    وبالنسبة لسؤالكم لو شخص المكلف أن ذلك صحيح منكر صدر من فلان وهذا الشخص من أهلي أو أولادي ولكن هذا سيجر إلى ما هو أكبر هنا أتدخل من باب ﴿قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ﴾ [التحريم: 6] من باب صيانة الأسرة عن الانحراف أتدخل لمنع هذا المنكر ولو بإعمال قدرة من قدراتي.

    قلتم أن الحرية هي وسيلة لتحقيق القيمة، السؤال الذي يُطرح هو الكرامة الإنسانية من الذي يحددها، الأخرون ينظر لنا نحن كمسلمين نطوف حول الكعبة يقول هذا جهل يحط بالكرامة الإنسانية، وبعض الطقوس قد تكون شركية في نظر آخرين والتدخل يكون على مستوى الفعل والقوة لأنه قد يكون بعض الناس لديهم هذا المجال، فمن الذي يُشخّص معنى الكرامة الإنسانية؟
    جواب سماحة السيد: كل عمل له هدف نبيل بحيث يدخل ضمن إحياء شخصية الإنسان ولو كان إحياء روحياً فهو فيه كرامة، الطواف حول الكعبة، الصلاة، ما أشبه ذلك، نعم بالنتيجة هي عمل قربي فيه اتصال بعالم الغيب يوفر للإنسان رصيداً روحياً وسكينة روحية ﴿إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ﴾ [الأنفال: 2] من هنا يكون هذا عملاً فيه كرامة لأنه يوفر للإنسان رصيداً روحياً.
    أما إذا افترضنا أنه عملاً لا ينسجم مع شخصية الإنسان كتعاطي المخدرات التي تحول الإنسان إلى إنسان آخر، أو هذا العمل يحول الإنسان إلى إنسان شهواني، كل عمل بنظر العقلاء يخل بكرامة الإنسان فليس للإنسان الحرية فيه بحجة وذرية أنه خلق حراً إذن يبقى حراً.

    بالنسبة لي وفي بعد آخر في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر هي علاقة التربية بين الأب والابن خصوصاً الذكور من الأبناء، ربما كثير من الآباء يعانون من بعض المخالفات التي تظهر من الأبناء وطريقة معالجة الآباء لهذه الأخطاء من باب الأمر بالمعروف أو من باب الخوف الأبوي أو ما شابه ذلك تتفاقم أكثر وأكثر هذه العلاقة وتدخل في حالة حرجة جداً، فتوجيه من سماحتكم إذا أمكن كيف يمكن للآباء أن يتصرفوا، وكيف يمكن للأبناء أن يتقبلوا نصائح الآباء؟
    جواب سماحة السيد: أولاً المتصدي للنهي عن المنكر هو طبيب، والطبيب يتعامل مع المريض بخلق الرحمة والعطف، فبعض فاعلي المنكر مثل المريض يحتاج إلى إنقاذ وإلى وسيلة تحببه في الخروج من هذا المأزق الذي هو فيه، كثير من الناس يفعل المنكر لا لإصرار وعمد بل من باب غلبة الهوى، أومن باب تأثير الوسط عليه، أو من باب سوء فهمه للأمور، وهذا النوع من فاعلي المنكر يحتاج إلى نوع من الرحمة ونوع من التحبيب والترغيب ﴿ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ﴾ [النحل: 125] إذن المتصدي للنهي عن المنكر طبيب والطبيب إذا تعامل مع المريض بشدة ينفر المريض من العلاج ولا يستفيد منه، فيحتاج الطبيب إلى أن يتعامل مع المريض بلطف وعطف وحنان، لأجل ذلك نقول أنت أنهي صديقك عن المنكر، أنهي قريبك، أنهي زوجتك، أنهي من له علاقة بك ولكن بأسلوب الرحمة واللطف لتنقذهم من براثن المنكر إلى خط الائتمار بالمعروف بهذا الأسلوب اللين الهادئ الهادف.
    ثانياً مسألة التعامل مع الأبناء هي مسألة شائكة جداً، مثلاً الولد لديه جهاز ومن خلال الجهاز قد يشاهد أفلام إباحية، أو قد يتوسع في العلاقات مع بعض الفتيات، فيكون تصرف الأب عندما يرى ولده يجلس على الجهاز ساعات يحتمل أن ولده من خلال هذا الجهاز منطلق في منكرات، فإذا كان الولد لم يبلغ فللأب الولاية عليه وأما لو كان الولد بالغ رشيد ويستخدم الجهاز وقت طويل وأنا لا أعلم ماذا يصنع بالجهاز هنا لا يجوز مسه فلا ولاية لك عليه هذا الجهاز ملكه وهو يتصرف بملكه، أما إذا افترضنا أنني من خلال أمارات وقرائن معينة أحرزت أن ولدي هذا يمارس المنكر من خلال أي جهاز، هنا على رأي السيد الخوئي يجوز أن تأخذ منه الجهاز وتمنعه عن المنكر، بل قد يجب إذا كان المنكر عظيم، على رأي السيد السيستاني الأحوط وجوباً الاستئذان من الحاكم الشرعي في التصرف في ملك الغير وإن كان هو ولدي، إلا في الصورة التي أشار إليها أن انحراف هذا الولد يجر الأسرة نفسها إلى الانحراف هنا نعم يتدخل الأب لمنع ذلك.

    مبدأ الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر يسري على الأحكام الشرعية أم على العقائد أيضاً، وفي حالة العقائد هل يتعارض مع المحور الأول محور الحرية؟
    جواب سماحة السيد: إذا كان هو ملتفت إلى أن هذه العقيدة منحرفة ومع ذلك يقوم بترويجها نعم، ترويج العقيدة المنحرفة مع الالتفات إليها منكر، إنما أريد أن أنتقل من سؤالك إلى نقطة مهمة، وهي أن كثير منا يحصر المنكرات بمخالفة الحرمة، وهذا غير صحيح المنكرات ليست منحصرة بذلك فقط، فتلويث البيئة مثلاً يعد من المنكرات أيضاً، أحدهم يلوث البيئة بدخان أو بغبار وفيه احتمال عقلائي بالإضرار بالآخرين هذا منكر، مخالفة أنظمة المرور التي فيها معرضية للإضرار بالأخرين في أموالهم أو أنفسهم هذا منكر، يقول السيد السيستاني والسيد الخوئي يحرم مخالفة النظام، كل قانون يحفظ الأنفس ويحفظ الأعراض ويحفظ الأموال كقوانين المرور، وبعض قوانين البلديات يحرم مخالفته، مخالفة القانون والنظام الذي هو ضمن هذه الدائرة هو منكر من المنكرات، أو مثلاً إنسان ملتزم بالمسجد والمأتم وهو هذا الإنسان في عالم التجارة يغش ويلعب بأموال الناس، أو سيء الخلق مع أهله أو مع أولاده هذه منكرات، فالمنكر ليس له صورة معينة فقط.
    إذا كان في عائلتنا توجد مجموعة من النساء متبرجات ولا يرتدين الحجاب، لكن نحن لا نعرف كيف نؤثر عليهن، بل نخشى إذا نهيناهن عن هذا بطريقة خاطئة أن ننفرهن أو نزعجهن أو نسبب مشكلة في وسط العائلة، فكيف يكون التصرف في هذه الحالة؟ ولو تمت مقابلتهن بوجوه مكفهرة فقط قد لا يفهمن معنى ذلك ولا يتأثرن.
    جواب سماحة السيد: مسألة التأثر والانزعاج ليس مبرر، إنما هل يُخاف الضرر فعلاً كأن يرد علي أنا ضرر أو لا، وقد لا يكون علي ضرر ولكن هذه البنت إذا نهيناها عن المنكر تتأذى، لا بأس بذلك ننهاها، نعم نختار الأساليب الأفضل في توجيهها لا ننهاها أمام الناس حتى لا يكون فيه إهانة لكرامتها، يمكن أن نستخدم وسيط أكبر منا لتتقبل منه أكثر، بالنتيجة مجرد التأذي والانزعاج هذا ليس مبرراً لسقوط هذا الواجب ألا وهو النهي عن المنكر.
    كيفية الدمج بين قضية استقبال الناس واحتضانهم ومحاولة التلطف معهم لنهيهم عن المنكر، وبين فتوى السيد السيستاني في استقبالهم بوجوه مكفهرة أو إظهار الكراهة لما يقوم به من كراهة، وهذا يظهر في الأعمال التطوعية الدينية عندنا، أتي بهذا الشخص لأني أريد أن احتضنه في الجو الديني الإسلامي مع أني أعرف أنه متجاهر بالمنكر، فأنا آتي به لاحتضانه لكن في نفس الوقت لدي نسبة خوف بأنه قد يؤثر على الآخرين، فأحياناً تصيب ونحقق الأثر وأحيانا لا، يصبح مثل الثمرة الفاسدة يجلب معه غيره ويسقط الآخرين، فكيف ندمج بين هذين الأمرين؟
    جواب سماحة السيد: هذا ما ذكرته قبل قليل أني لا أستطيع على تشخيصي الفردي لأنني قد أصيب وقد أخطئ، وقد أضر وقد أنفع، بل أحتاج إلى التشخيص المؤسساتي، فإذا كان لدي مجموعة ممن أثق بتشخيصاتهم وخبرتهم وأستشيرهم في مثل هذه الموارد، هنا يحتاج الأمر إلى دراسة وروية وأستشير من له خبرة ومعرفة بمثل هذه الأمور، وأما بالنسبة إلى رأي السيد السيستاني بالنتيجة إذا فعل المنكر أمامي أُظهر له عدم القبول وأظهر له الإعراض، فإذا جاءت المسألة إلى النهي عن المنكر يمكن أن استخدم معه أسلوب الإقناع واللطف حتى أجذبه إلى الخط المستقيم.
    ذكرتم قبل قليل بأن مخالفة بعض القوانين بحد ذاتها غير جائز، فإذا فرض الشرع قانون وقانون الدولة لا يتوافق مع قانون الشرع ففي هذه الحالة أي قانون يُقدم؟
    جواب سماحة السيد: قانون الشرع لا يخالف قانوناً يحفظ الأعراض أو الأنفس أو الأموال، نحن قلنا القانون الذي يحرم مخالفته هو القانون الذي يحفظ الأنفس أو الأعراض أو الأموال عن التلف ويستحيل من الشرع أن يخرج منه قانون يصطدم مع مثل هذا القانون.
    انطلاقاً من الآية القرآنية في سورة طه: ﴿اذْهَبَا إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى «43» فَقُولَا لَهُ قَوْلًا لَيِّنًا لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى «44»﴾ [طه: 43 - 44] الوجوه المكفهرة قد تؤدي إلى نتائج سلبية على الدين، فلو كان أحداً من أهلي أو من أصدقائي أو أحداً من المجتمع يجدني أقابله بوجه مكفهر قد يعطي هذا انطباع سيء عن الإسلام؟
    النقطة الثانية: نحن نعرف أن عموم الناس مع توفر شروط الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لا يتقبلوا النهي عن المنكر، فما هي الآليات لتوعية المجتمع في هذا المجال؟ وما هي الخطوات العملية لنشر ثقافة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر؟

    جواب سماحة السيد: أمرنا رسول الله أن نلقى أهل المعاصي بوجوه مكفهرة، إلا لو حصل تزاحم في هذا الأمر الواجب، فلو استدعى هذا الواجب أو استلزم ترك واجب آخر وهو الحفاظ على الإسلام والحفاظ على صورة الدين ونقاء الدين عندما يتزاحم الواجبان نقدم الأهم على المهم.
    جواب النقطة الثانية: نفس هذه المجالس الحسينية ونفس هذه الأماكن إذا تُدرس فيها مظاهر انحرافات ومنكرات معينة في مجتمع معين، وتُذكر هذه المنكرات أو هذه المظاهر، بحيث تدرس أسبابها ونتائجها، وتدرس طرق الوقاية منها والمواجهة لها، حينئذ يتعرض الخطباء إلى موضوع متكامل حول هذه الظواهر، فهذه وسيلة من وسائل العلاج، أو من خلال المسجد، وحتى عن طريق وسائل التواصل نستطيع أن ننشر مقالات قصيرة عن أي ظاهرة انحرافية في المجتمع بالتنبيه على أخطارها وعواقبها الوخيمة وأساليب الوقاية منها.

    في حال أنه كان عندنا كوادر دينية ملتزمة في بادئ الأمر، ثم بعد سنة أو سنتين من تواجد هذه الكوادر في الأنشطة الدينية ظهرت منهم بوادر عدم الالتزام بالحجاب أو التجاهر ببعض المعاصي، وهذه الكوادر لا تزال تريد البقاء في الخدمة الدينية، كيف يجب على إدارة الأنشطة أن تتعامل مع هذه الكوادر؟
    جواب سماحة السيد: لابأس بأن نجلس معهم وننبههم ونعظهم، فهذا طريقكِ لا يستقيم، ومن يعمل في مجال العمل الديني يجب أن يكون قدوة حسنة للآخرين وأن يكون ممثلاً للدين ومجسداً للقيم، وهذا لا يتناسب مع طريقكِ فنحن ننصحكِ ونعظكِ من أجل أن يتفادى هذا الأمر، ولو لم يُجدِ التوجيه والنصح مرة ومرتين أو ثلاث، هنا يُعتذر منها ومن بقائها في مجالكم، فهذا عمل ديني وفي الوقت نفسه ليست ملتزمة بالدين، فحذراً من حصول هذه الازدواجية نحن نعتذر من هذه الخدمة.
    وقد قام الإمام الحسين بتلك الثورة الخالدة من أجل مبدأ الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وقال: ما خرجت أشراً ولا بطراً ولا مفسداً ولا ظالماً وإنما خرجت لطلب الإصلاح في أمة جدي، أريد أن آمر بالمعروف وأنهى عن المنكر، فمن قبلني بقبول الحق فالله أولى بالحق، ومن رد على هذا فالله يحكم بيني وبين القوم بالحق إنه خير الحاكمين.


المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
حفظ-تلقائي
Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
x
يعمل...
X