أهلا وسهلا بكم في منتدى الكـــفـيل
إذا كانت هذه زيارتك الأولى للمنتدى، فيرجى التفضل بزيارة صفحة
التعليمات
كما يشرفنا أن تقوم
بالتسجيل ،
إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى، أما إذا رغبت بقراءة المواضيع والإطلاع فتفضل بزيارة القسم الذي ترغب أدناه.
إعـــــــلان
تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.
كيف نفهم الكتاب ولا يعلمه إلا الله والراسخون في العلم؟ وكيف هو آيات بيّنات؟
الجواب : ذُكر للمتشابه تحديدات عدّة، منها: "ما كان المراد به لا يُعرَف بظاهره، بل يحتاج إلى دليل, وهو ما كان محتملاً لأمور كثيرة أو أمرين، ولا يجوز أن يكون الجميع مراداً, فإنّه من باب المتشابه"[الشيخ الطوسي، التبيان في تفسير القرآن، ج1، ص10]. و"المتشابه ما لا يستقلّ بنفسه إلا بردّه إلى غيره" [السيوطي، الإتقان في علوم القرآن، ج2، ص6]. و"الآيات المتشابهة هي آيات ظاهرها ليس مُراداً، ومُرادها الواقعي الذي هو تأويلها لا يعلمه إلا الله والراسخون في العلم، ويجب الإيمان بها، والتوقّف عن اتّباعها، والامتناع عن العمل بها... والآيات المتشابهة من جهة المدلول والمُراد ترجع للآيات المحكمة، وبمعرفة المحكمات يُعرَف معناها الواقعي... فالمتشابه هو الآية التي لا استقلال لها في إفادة مدلولها، ويظهر بواسطة الردّ إلى المحكمات، لا أنّه ما لا سبيل إلى فهم مدلوله" [انظر: الميزان في تفسير القرآن،ج3، ص21-23، 29]، وغيرها من التحديدات.
فيمكن فهم مدلول الآيات المتشابهات من خلال ردّها إلى الآيات المحكمات، فتصبح واضحة وبيّنة حينئذٍ، فلا يعارض ذلك كون القرآن بيّناً وواضحاً. وأما من جهة التأويل فهو كما صرّح به القرآن الكريم نفسه حيث قال: {وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ} [آل عمران: 7]، وهم الذين ثبتوا فيه وتمكّنوا.
ورسول الله (صلّى الله عليه وآله) هو أفضل الراسخين في العلم، فله دور كبير وجليل في تبيين وتفسير هذا الوحي المنزل إليه. يقول الله تبارك وتعالى: {وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ} [سورة النحل: 44]؛ وأكّده بقوله: {وَمَا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ إِلَّا لِتُبَيِّنَ لَهُمُ الَّذِي اخْتَلَفُوا فِيهِ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ} [سورة النحل: 64]، ويتبعه الطاهرون المعصومون من أهل بيته (عليهم السلام)؛ فموضعهم موضع بيان وتفسير آيات الكتاب العزيز حيث ورثوا علمهم الزخّار من الرسول (صلّى الله عليه وآله) فهم باب علمه، ومستودع حكمته، والمؤدون عنه، والشهداء على الخلق، والرسول عليهم شهيداً. عن الإمام الصادق (عليه السلام) في قوله تعالى: {ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا..} [فاطر: 32]: "هم آل محمد (ص)..." [بصائر الدرجات، ص46، رقم 12].
وادّعى البعض أنّ جميع آي القرآن متشابهات، مستدلاً بقوله تعالى: {اللهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُتَشَابِهًا} [ينظر: الإتقان في علوم القرآن، السيوطي، ج2، ص5].
والواقع: أنّ المراد بالتشابه في الآية السابقة هو كون آيات الكتاب ذات نسق واحد, من حيث جزالة النظم، وإتقان الأسلوب، وبيان الحقائق، والحكم، والهداية إلى صريح الحقّ, كما تدلّ عليه القيود المأخوذة في الآية. فهذا التشابه وصف لجميع الكتاب، وأمّا التشابه المذكور في قوله تعالى: {هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ}، فمقابلته لقوله: {مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ}، وذِكْر اتباع الذين في قلوبهم زيغ لها ابتغاء الفتنة وابتغاء التأويل, كل ذلك يدلّ على أنّ المُراد بالتشابه: كون الآية بحيث لا يتعيّن مرادها لفهم السامع بمجرّد استماعها، بل يتردّد بين معنى ومعنى, حتى يرجع إلى محكمات الكتاب, فتُعيّن هي معناها وتبيّنها بياناً, فتصير الآية المتشابهة عند ذلك محكمة بواسطة الآية المحكمة، والآية المحكمة محكمة بنفسها.
[انظر: السيد الطباطبائي، الميزان في تفسير القرآن، ج3، ص21].
دار السيدة رقية عليها السلام للقران الكريم