الفهم السلبي لقيمومة الرجل:
عنـدمـا جـعلت القيمـومـة للـرجـل عـلى المـرأة وكيـان الأسـرة ككـلّ، ظهـر الفهـم السلبي لهذه القيمومـة، والذي يشكل خطـراً على التنظيـم الاسـري، والحياة الاجتماعية. ويتمثل هذا الفهم السلبي بـ(الاستبداد)، وهو ان يفرض الرجل آراءه وأحكامه الصارمة على اعضاء اسرته، وخصوصا الزوجة التي تمثّل مركز الامومة، والنصف الآخر من المجتمع الانساني.
وعلى سبيل المثال فان اليونانيين القدماء كانوا يعتبرون المرأة اداة وآلة بيد الرجل، وقد خلقت لتعمل في خدمته ليلاً ونهاراً. فتأمّل مدى انحطاط هذه الرؤية الجاهلية التي نشأت منها عادات كثيرة تسيء الى المرأة ومكانتها، وتحطّ من قيمتها الانسانية؛ ومن هذه العادات المقيتة التي ربما ماتزال آثارها موجودة؛ قتل او حرق المرأة ودفنها حيّة مع زوجها في حالة موته، حيث تجري هذه العادة في بعض مناطق الهند.
ولاشك ان مصدر هذه الخرافات، والممارسات اللاانسانية؛ التصور المغلوط القائل ان المرأة هي مجرد خادمة خلقت لسدّ احتياجات الرجل، وتنفيذ مطالبه. فاذا به يصبح دكتاتوراً يأمر وينهى ويفعل ما يحلو له.
ان غالبيّة الرجال في ظل مثل هذه الاوهام يشكّلون عصبة تعيش الاحساس العنصري والتمييز، وحالة الاستعلاء على المرأة التي تذهب بدورها ضحية هذا الشعور. فترى الرجل يفرض ارادته المجحفة، ويملي الاوامر التعسّفية عليها. ومـن خلال مطالعة التأريخ الانساني نكتشف ان العديد من الرجال الذين غرز في قلوبهم حب النساء، واوجد فيهم الحالة الشعوريـة التي ينطلقـون منها في الدفـاع عن المرأة، وحماية الأسرة ككل، إذا بهم يتحولون بسبب الخرافات والاساطير المسيطرة على مجتمعاتهم الى وحوش كاسرة تفترس المرأة، وتمزق الكيان الاسري لدواع تافهة يسندها الجهل وانعدام الوعي والثقـافــة.
والغريب في الامر ان هذه المعتقدات الخرافية كانت توضع وتصاغ في أطر فلسفيّة، ومن هذه الصياغات الفلسفية القديمة انطلقت تشريعات واهية تستهين بالمرأة؛ منها ما كان يعتبر المرأة جزءً من التركة والميراث، شأنها شأن الاموال والممتلكات، تشترى وتباع، وتورث، فتصبح بعد موت الزوج أمة يرثها احد الابناء عند تقسيم الارث.
ولعلّ افضل تلك التشريعات لم يكن يصل الى مستوى مساواة المرأة مع الرجل بأي شكل من الاشكال. ومن ضمن هذه التشريعات الظالمة؛ ان المرأة كانت تعامل في اوربا الى فترة قريبة بما يشبه ذلك التعامل الروماني. فقد كانت تكد وتعمل وتكدح ليل نهار، ولكنها في نهايـة المطـاف لم يكن لها حق التملك، وليس لها حـرية التصرّف بمـا يقـع تحـت يـدها مـن الاموال، لانها قبل بضعـة قرون لم تكن انسانة في نظرهم.
وهكذا فان النظرة الى المرأة لدى الجاهليتين الاولى والحديثة، انما هي نظرة واحدة، وهي التشاؤم والاستصغار، ولكنّهما تختلفان في طريقة التعامل معها؛ ففي العصر الجاهلي الذي سبق ظهور الاسلام كانوا يرتكبون الجرائم ليتخلّصوا -حسب زعمهم- من شرّ المرأة. فهي مصدر الشؤم عندهم كما يقول تعالى: [وإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُم بِالاُنثَى ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدّاً وَهُوَ كَظِيمٌ * يَتَوَارَى مِنَ الْقَوْمِ مِن سُوءِ مَا بُشِّرَ بِهِ أَيُمْسِكُهُ عَلَى هُونٍ أَمْ يَدُسُّهُ فِي التُّرَابِ أَلاَ سَآءَ مَا يَحْكُمُونَ] (النحل/58-59). ولذلك فقد كانت الانثى تواجه مصير الموت او الحرمان والاحتقار، كحرمانها من الارث ومعاملتها معاملة الأمة والخادمة.. وهذه هي النظرة الجاهلية القديمة.
اما الجاهلية المعاصرة فقد اضحت المرأة فيها العوبة ووسيلة لهو وترفيه وتمتّع، وكأنها ليست تلك الانسانة المكرّمة المحترمة التي اطّرها الله سبحانه وتعالى بالعفاف والحرمة، ورسم لها طريق الرقي والكمال، كما هو الحال بالنسبة الى الرجال. فهي اليوم لاشغل لها إلا الاهتمام بمنظرها وزينتها، لكي تكون جاهزة لأن يقضي الرجل منها وطره، ويشبع نزوته، كما وأضحت سلعة عامة تجذب الرجال اليها بعرض مفاتنها في الشوارع.
عنـدمـا جـعلت القيمـومـة للـرجـل عـلى المـرأة وكيـان الأسـرة ككـلّ، ظهـر الفهـم السلبي لهذه القيمومـة، والذي يشكل خطـراً على التنظيـم الاسـري، والحياة الاجتماعية. ويتمثل هذا الفهم السلبي بـ(الاستبداد)، وهو ان يفرض الرجل آراءه وأحكامه الصارمة على اعضاء اسرته، وخصوصا الزوجة التي تمثّل مركز الامومة، والنصف الآخر من المجتمع الانساني.
وعلى سبيل المثال فان اليونانيين القدماء كانوا يعتبرون المرأة اداة وآلة بيد الرجل، وقد خلقت لتعمل في خدمته ليلاً ونهاراً. فتأمّل مدى انحطاط هذه الرؤية الجاهلية التي نشأت منها عادات كثيرة تسيء الى المرأة ومكانتها، وتحطّ من قيمتها الانسانية؛ ومن هذه العادات المقيتة التي ربما ماتزال آثارها موجودة؛ قتل او حرق المرأة ودفنها حيّة مع زوجها في حالة موته، حيث تجري هذه العادة في بعض مناطق الهند.
ولاشك ان مصدر هذه الخرافات، والممارسات اللاانسانية؛ التصور المغلوط القائل ان المرأة هي مجرد خادمة خلقت لسدّ احتياجات الرجل، وتنفيذ مطالبه. فاذا به يصبح دكتاتوراً يأمر وينهى ويفعل ما يحلو له.
ان غالبيّة الرجال في ظل مثل هذه الاوهام يشكّلون عصبة تعيش الاحساس العنصري والتمييز، وحالة الاستعلاء على المرأة التي تذهب بدورها ضحية هذا الشعور. فترى الرجل يفرض ارادته المجحفة، ويملي الاوامر التعسّفية عليها. ومـن خلال مطالعة التأريخ الانساني نكتشف ان العديد من الرجال الذين غرز في قلوبهم حب النساء، واوجد فيهم الحالة الشعوريـة التي ينطلقـون منها في الدفـاع عن المرأة، وحماية الأسرة ككل، إذا بهم يتحولون بسبب الخرافات والاساطير المسيطرة على مجتمعاتهم الى وحوش كاسرة تفترس المرأة، وتمزق الكيان الاسري لدواع تافهة يسندها الجهل وانعدام الوعي والثقـافــة.
والغريب في الامر ان هذه المعتقدات الخرافية كانت توضع وتصاغ في أطر فلسفيّة، ومن هذه الصياغات الفلسفية القديمة انطلقت تشريعات واهية تستهين بالمرأة؛ منها ما كان يعتبر المرأة جزءً من التركة والميراث، شأنها شأن الاموال والممتلكات، تشترى وتباع، وتورث، فتصبح بعد موت الزوج أمة يرثها احد الابناء عند تقسيم الارث.
ولعلّ افضل تلك التشريعات لم يكن يصل الى مستوى مساواة المرأة مع الرجل بأي شكل من الاشكال. ومن ضمن هذه التشريعات الظالمة؛ ان المرأة كانت تعامل في اوربا الى فترة قريبة بما يشبه ذلك التعامل الروماني. فقد كانت تكد وتعمل وتكدح ليل نهار، ولكنها في نهايـة المطـاف لم يكن لها حق التملك، وليس لها حـرية التصرّف بمـا يقـع تحـت يـدها مـن الاموال، لانها قبل بضعـة قرون لم تكن انسانة في نظرهم.
وهكذا فان النظرة الى المرأة لدى الجاهليتين الاولى والحديثة، انما هي نظرة واحدة، وهي التشاؤم والاستصغار، ولكنّهما تختلفان في طريقة التعامل معها؛ ففي العصر الجاهلي الذي سبق ظهور الاسلام كانوا يرتكبون الجرائم ليتخلّصوا -حسب زعمهم- من شرّ المرأة. فهي مصدر الشؤم عندهم كما يقول تعالى: [وإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُم بِالاُنثَى ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدّاً وَهُوَ كَظِيمٌ * يَتَوَارَى مِنَ الْقَوْمِ مِن سُوءِ مَا بُشِّرَ بِهِ أَيُمْسِكُهُ عَلَى هُونٍ أَمْ يَدُسُّهُ فِي التُّرَابِ أَلاَ سَآءَ مَا يَحْكُمُونَ] (النحل/58-59). ولذلك فقد كانت الانثى تواجه مصير الموت او الحرمان والاحتقار، كحرمانها من الارث ومعاملتها معاملة الأمة والخادمة.. وهذه هي النظرة الجاهلية القديمة.
اما الجاهلية المعاصرة فقد اضحت المرأة فيها العوبة ووسيلة لهو وترفيه وتمتّع، وكأنها ليست تلك الانسانة المكرّمة المحترمة التي اطّرها الله سبحانه وتعالى بالعفاف والحرمة، ورسم لها طريق الرقي والكمال، كما هو الحال بالنسبة الى الرجال. فهي اليوم لاشغل لها إلا الاهتمام بمنظرها وزينتها، لكي تكون جاهزة لأن يقضي الرجل منها وطره، ويشبع نزوته، كما وأضحت سلعة عامة تجذب الرجال اليها بعرض مفاتنها في الشوارع.