"هل للسماء عنوان؟"
د. حسن آل حطيط العاملي
لليتامى الذين قيل لهم أنّ آباءهم في السماء!
أنا ماعرفت نفسي
إلا حين عرفتك
أنا ماعرفت عمري
إلا حين سألتك
أنا مارأيت نفسي
إلا حين رأيتك!
أنا المجهول
أبحث عنك
في نفسي
لكي ألقاك
أنا المنسيّ
أسأل عنك
في ليلي
و لاأنساك!
أناالمأخوذ
بالكلمات
أبحث عنك
في الكلمات
أنا المسجون
بالساعات
أبحث عنك
في الساعات
أنا المرميّ
بالساحات
أرصد طيفك
في الساحات
و أجمع
من دروب الفجر
أمتعتي
و أرسم
على جدران العمر
أشرعتي
و أكتب
على ضفاف البحر
أسئلتي!
قالوا: السماء!
قلت: السماء!؟
و هل للسماء عنوان
و حارات وأسماء؟
و هل في السماء بلدان
و ساحات وأحياء؟
قالوا: أكتب!
قلت: كتبت!
و محى كلماتي النسيان!
قالوا: اقرأ!
قلت: قرأت!
و كمّت الأفواه و الآذان!
قالوا: انتظر!
قلت: انتظرت!
ملّت من صبري الأزمان!
حتى دخلت
حيث دخلت!
و رأيت ما
رحت
قرأت:
"أحياء"
فانفطر قلبي
و انفرطت من أعماق عينيّ
تفاصيل المكان!
قرأت:
"عند ربهم"
فانسحب صمتي
و انسحبت من شرايين يديّ
ترانيم الزمان!
و قرأت:
"يرزقون"
فاجتمع عمري
و اجتمعت في أنفاس رئتيّ
الأماني والأمان!