التحرر ليس انقلاب
يولد الفرد ويعيش في بيئته ومحيطه حيث تكون شخصيته عدة عوامل وعادات وتقاليد مختلفة وتكتنفه وتحيط به ظروف مختلفه.
ليست كل هذه الاشياء هي مثبطة ومقيدة للانسان في عملية تحرره وانطلاقه بل ربما بالعكس هناك ما هو مساعد له ومقوي لعملية التحرر من القيود والابداع في الحياة.
لكن الغريب ان البعض تحت دواعي التحرر والحرية يريد ان ينقلب على تاريخه وحضارته وقيمه تحت هذا المسمى مع ان تاريخ الانسان وحضارته هي تربته التي تغذي جذوزه التي لايمكن ان يعيش بدونها.
اما القيمه فشئ لا يمكن الاستغناء عنها بشكل من الاشكال فحتى الشعوب التي هي بمنظارنا تحتل المرتبة العليا بالتحرر والتطور تكون القيم جزء من سلوكها اليومي التي تقيس عليه قيمة الانسان الاخر الذي تعايشه.
والقيم الدينيه هي ظمن هذا الاطار فهي ليست قيم دينية محضة وانما اكثرها قيم انسانية يشترك الانسان بتقبلها في كل مكان وزمان .
وعلى سبيل المثال لا الحصر قيمة تمييز الحق عن الباطل هو قانون بشري لا يمكن العيش بدونه فلولا حاجة الانسان الملحة لمعرفة الحق لاتباعه ومعرفة الباطل لاجتنابه وادانته لضاعت الكثير من المقاييس البشرية.
احد الاشخاص الذين جمعنا معهم المقام يوما كان يرتدي زي الحرية ويرفع شعار التحرر كان يقول بلاء الامة كلها من طمع سياسي اسمه علي ومعاوية.
مع ان مشكلة الامام علي عليه السلام ومعاوية هي مشكلة حق وباطل مشكلة عدالة وظلم وهذا ما يعرفه حتى غير المسلم والمتحرر الغربي ويشهد بان الامام علي عليه السلام هو رمز العدالة وقطب الحق لذلك كتب الكاتب المسيحي جورج جرداق كتابه الامام علي صوت العدالة الانسانية فقط لانه عرف ان هناك قيمة ذاتية عامة انسانية في هذا الرجل العظيم وليست قيمة عرضية صنعها الاسلام او فئه معينه.
وبالاخير اقول ان عملية التحرر هي عملية تخلص من قيود تعيق الفكر والسلوك والحفاظ على مكتسبات الانسان القيمية والحضارية وليس انفلات من طوق كل شئ او انقلاب على الايجابي والسلبي معا.


اياد الشاوي