إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

تجديد الطاقة.

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • تجديد الطاقة.



    بسم الله الرحمن الرحيم
    اللهم صلِ على محمد و ال محمد

    هناك كثيرٌ منا كسولٌ، تراه ثلاثين سنة على مستوىً واحدٍ، عنده شهادة بكالوريوس، تقول له: أنت تستطيع أن تجدّد، تستطيع أن تتطوّر، تستطيع أن تأخذ ماجستير، تستطيع أن تأخذ دكتوراه، غيّر قليلاً من مستواك، يقول لك: لا، ليس لي خلق! دعني هكذا مرتاحًا أنام براحةٍ وأقعد براحةٍ! هذا إنسانٌ يعيش الخمول، يحتاج إلى تجديد الطاقة، من أين نكتسب تجديد الطاقة؟

    من الطفل، من أطفالنا، هم يعلموننا تجديد الطاقة، كيف أطفالنا يعلموننا؟

    يقول الدكتور عبد الرحمن توفيق في كتابه «التفكير الإيجابي»: أطلق العنان للطفل الذي بداخلك، كل إنسانٍ داخله طفلٌ يريد أن يتحرّر، يريد أن يتغيّر، أطلق العنان للطفل الذي بداخلك، أنت الآن أبٌ تدخل البيت، ترى طفلك لا يأخذ راحة؟! يتحرك من هنا، من هنا، من هنا، من هنا... أنت تستغرب، تقول: هذا من أين جاء بهذه الطاقة؟! من أين؟! لا يأخذ راحة، لا يهدأ، لماذا؟! من أين له هذه الطاقة كلها؟! لا يهدأ الطفل ما لم يقهره النوم، وإلا لا يهدأ، ينتقل من لعبة إلى لعبة ومن نشاط إلى نشاط، ساعة تراه متعلقًا فوق، ساعة تراه نازلاً تحت، كل ساعة شكل، الطفل من أين يأتي بهذه الطاقة المتجددة؟ يحتاج الأب أن يتعلم الطاقة من طفله، كيف يكتسب تجديد الطاقة؟ الطفل يملك عوامل أربعة تساعده على تجديد الطاقة:


    العامل الأول هو: عامل تغيير النشاط.
    يعني الطفل لا يجمد على نشاطٍ واحدٍ، ولا يجمد على روتين واحدٍ، دائمًا يغيّر من نشاطٍ إلى نشاطٍ آخر، لكي تتعلم من طفلك تجديد الطاقة عليك أن تغيّر الروتين، وتجدّد الأنشطة، وتنتقل من صورة إلى صورة، ومن نشاط إلى آخر، كما ورد في الحديث الشريف: ”روّحوا القلوبَ ساعة بعد ساعة فإنّ القلوب تمل كما تمل الأبدانُ“، وورد عن الإمام الكاظم أنه قال: ”للقلوب إقبالٌ وإدبارٌ، فإذا أقبلت فاحملوها على الفرائض والنوافل، وإذا أدبرت فاقتصروا بها على الفرائض“، هذا أسلوبٌ تربويٌ يطرحه لنا الأئمة من أجل تجديد النشاط لدى الإنسان وتجديد طاقة الإنسان، هذا العامل الأول الذي يمتلكه الطفل وهو ليس عندنا.


    العامل الثاني: الفضول.
    أنت الآن وصل عمرك أربعين سنة، خمسين سنة، الفضول كلما كبرت يقل، تظنّ نفسك الآن أنّك صرتَ عالم الزمان! كل شيء تعرفه فلا تحتاج إلى فضولٍ! لا تحتاج أن تسأل! خلاص كل شيء صار معلومًا ومفهومًا!! هذا الطفل يعيش روح الفضول لاكتشاف المعرفة، أنت تحتاج أن تجدّد روح الفضول في داخلك حتى تظل متجدّد الطاقة، القرآن الكريم يقول: ﴿قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ بَدَأَ الْخَلْقَ﴾ يعني: اكتشفوا، نقبوا، الفضول يدفعك إلى الاكتشاف، يدفعك إلى البحث، الفضول يدفك إلى المعرفة، إذن تجديد روح الفضول أمرٌ لابد منه، ورد عن النبي : ”منهومان لا يشبعان: طالب علم، وطالب مال“، كما أن التاجر يعيش روح الامتلاك فلا يشبع من الثروة أيضًا من يمتلك فضولاً علميًا يعيش نهمًا دائمًا نحو المعرفة والاكتشاف.


    العامل الثالث الموجود عند الطفل: روح الإبداع.
    لاحظ هذا طفلك تجده يعبث في التراب، يريد أن يكوّن شيئًا جديدًا، يعبث بألعابه، يريد أن يرتّب شيئًا جديدًا، عنده روح الإبداع والتغيير، لا يريد أن يجمد على ما هو مألوفٌ عنده، لا يريد أن يجمد على ما هو روتينٌ معتادٌ لديه، عنده روح الإبداع، عنده روح التطوير، فاكتسب منه هذه الروح لأنها ضرورية لتجديد طاقتك ونشاطك، ورد عن النبي الأعظم : ”مَنْ تساوى يوماه فهو مغبونٌ“، الذي لا يتطوّر إنسانٌ يخسر وليس إنسانًا يربح، وورد عن الإمام الكاظم : ”اجتهدوا أن يكون زمانكم أربع ساعات: ساعة لعبادة ربكم، وساعة لمعاشكم، وساعة لمعاشرة الإخوان، وساعة لِلَذة في غير محرم“.

    العامل الرابع الذي يمتلكه الطفل ولا يمتلكه الكبير هو: روح المخاطرة.
    الكبير يخاف، وكلما كبر في السن صار خوفه أشد، كلما كبر الإنسانُ صار تشبثه بالحياة أكثر وخوفه من الفناء أشد، لذلك الطفل هذا يخاف على ماذا؟! لا يخاف على شيء، روح المخاطرة والمغامرة تسيطر عليه فتجدد نشاطه كل حين، فلأجل ذلك لابد أن تكتسب من هذا الطفل روح الإقدام، ورد عن الإمام أمير المؤمنين علي : ”إذا خفت من شيء فقع فيه، فإنّ انتظارك له أشد من وقوع فيه“.
المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
حفظ-تلقائي
Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
x
يعمل...
X