بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلِ على محمد و آل محمد.
دورنا في عصر الغيبة دور الانتظار ورد عن النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم : ”أفضل أعمال أمتي انتظار الفرج“ والانتظار له أبعاد نذكر منها ثلاثة:
البعد الأول: الثبات على العقيدة:
كثير منا مع الأسف يتعترض لمضايقات مادية يضطر للتنازل عن عقيدته قليلاَ لمضايقات اجتماعية يضطر يتنازل عن عقيدته «لا» مهما تعرضت لظروف مادية صعبة أو لظروف اجتماعية صعبة مهما تعرض الإنسان المسلم للأعاصير ومهما أحتاج للغنى أو إلى المنصب أو أحتاج إلى أي موقع اجتماعي فلا يكون ذلك على حساب العقيدة الثبات على العقيدة بعد من أبعاد الانتظار الثبات على الإيمان بإمامة أمير المؤمنين علي الإيمان بولايتهم والبراءة من أعدائهم ثبات على العقيدة لا يتزلزل ولا يتغير.
أقرأ لك هذه الرواية التي تبشر الثابتين يذكر النعماني في الغيبة عن أبي بصير عن الإمام الصادق ألا أخبركم بما لا يقبل الله عز وجل عمل إلا به فقلت: بلى فقال: شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمد رسول الله والإقرار بما أمر الله والولاية لنا والبراءة من أعدائنا والتسليم والورع والاجتهاد والطمأنينة والانتظار للقائم «عجل الله فرجه» أنا لنا دولة يجيء بها الله إذا شاء من سره أن يكون من أصحاب القائم فلينتظر وليعمل بالورع ومحاسن الأخلاق وهو منتظر فأن مات وقام القائم بعده كان له من الأجر مثل أجر من أدركه»
البعد الثاني: البصيرة:
لابد أن تكون عقائدنا واضحة عن بصيرة نحن أن اعتقدنا بإمامة أمير المؤمنين لأنه إمامته ثبتت بالأدلة القطعية فنحن في عقيدتنا على بصيرة القرآن الكريم يقول: ﴿قُلْ هَٰذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَىٰ بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي﴾ المطلوب في المسلم أن يكون معتقده على بصيرة يعني عن وضوح وعن براهين قطعية واضحة لذلك عقيدتنا في المهدي بصيرة لأنها تستند إلى أدلة قطعية واضحة فلا نسمع إلى أي تيار ولا أي جهة وإلى لا أي خط ولا أي فكرة لا تستند إلى أدلة قطعية واضحة لأنه الاستناد إليها سوف لن يكون عن بصيرة المطلوب منا العمل بالبصيرة ﴿لِيَهْلِكَ مَنْ هَلَكَ عَنْ بَيِّنَةٍ وَيَحْيَىٰ مَنْ حَيَّ عَنْ بَيِّنَةٍ﴾.
أقرأ لك رواية ترتبط بالبصيرة عن المفضل أبن عمر سمعت أبا عبدالله عليه السلام يقول: ”إياكم والتنويه أما والله ليغيبنا أمامكم سنين من دهركم وليمحصنا حتى يقال مات أو هلك“ الناس مع مرور الزمن سوف تتخلى عن العقيدة تقول لك كافي لو هو موجود لخرج ”مات أو هلك في أي واد سلك فلا ينجو إلا من أخذ الله ميثاقه وكتب الله في قلبه الإيمان وأيده بروح منه ولترفعنا أثنى عشر راية مشتبهة فلا يدري أي من أين“ قبل خروجك سوف تخرج أثنى عشر راية وكل واحدة تقول أنا المهدي ”فبكيت المفضل يقول أبن عمر يقول فبكيت فقلت: فكيف نصنع؟! فقال: يا عبدالله ونظر إلى الشمس وهي تدخل قال: أترى هذه الشمس قلت: نعم قال: والله لأمرنا أبين من هذه الشمس“ بمعنى أن المهدي ليس لغز ولا مبهم ولا حيرة المهدي عندما يخرج يخرج بأدلة قاطعة واضحة لا تخفى على أحد ولا يشتبه فيها أحد ”فأمره أبين من الشمس“.
البعد الثالث: طلب الرقيقة:
كيف طلب الرقيقة؟! هناك كلمة عند علماء العرفان يقولون ليس من طلب الطريقة كمن طلب الحقيقة وليس من طلب الحقيقة كمن طلب رقيقة الحقيقة هذه درجات يأتي إنسان تقول له أنت كيف تصلي؟! يقول لك أنا أصلي أقرأ الفاتحة بقراءة تجويدية ممتازة وأركع ركوع متقن وأسجد سجود متقن هذا يطلب ماذا؟! يطلب الطريقة يسموها الطريقة طلب الطريقة يعني أن تصلي صلاة متقنة هذا مطلوب ولكن ليس هو المطلوب وحده وهناك من يطلب الحقيقة يقول لك أنا ليس فقط أصلي صلاة متقنة أنا اصلي عن حضور والتفات ولا يكون ذهني شارد اثناء الصلاة فأنا طلبت الطريقة وطلبت الحقيقة حقيقة الصلاة وهناك شخص ثالث يقول لا أنا مضاف للطريقة والحقيقة طلبت الرقيقة أي صليت عن خشوع ﴿قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ «1» الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ﴾ فهناك طريقة وحقيقة ورقيقة الحقيقة أيضاً علاقتنا بالإمام المهدي هكذا هناك من يتعلق بعلامات الإمام ما هي علامات الإمام؟!
ما هو شكل الإمام؟!
ما هو لون بشرة الإمام؟!
ما هو الثوب الذي يلبسه الإمام؟!
هذا كله تركيز على الطريقة تركيز على العلامات هذا مطلوب ولكن ليس هو المطلوب وحده.
وهناك من يركز على الحقيقة يقول أنا أريد أن يكون بيني وبين الإمام علاقة قلبية أصلي اهدي الصلاة للإمام أتصدق أهدي الصدقة للإمام أحج أهدي ثواب الحج للإمام لتتكون علاقة قلبية وجدانية بيني وبين الإمام هذا طلب الحقيقة وهناك شخص أعلى من ذلك يقول أنا أطلب رقيقة الحقيقة يعني أطلب أن أكون تحت رضا الإمام أن أكون مرضي عند الإمام أنا ليس فقط أركز على علامات الظهور ليس فقط أركز على العلاقة القلبية مع الإمام بل أركز على أن أكون شخص مرضي عند الإمام شخص سائر على خطى الإمام شخص سائر على هدي الإمام نفسه فأنا من يطلب رقيقة الحقيقة وهذا هو الانتظار الحقيقي سيدي
مات التصبر في انتظارك
فانهض فما أبقى التحمل
كم ذا القعود ودينك
تنعى الفروع اصوله
أيها المحي الشريعة
غير أحشاء جزوعه
هدمت قواعده الرفيعه
وأصوله تنعى فروعه