بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلِ على محمد واله الطاهرين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
التعصب يعمي العقل، ويحجب الإنسان عن إعمال الفكر، ويسلب منه قدرة التبصر في اختيار الموقف السليم، لهذا فإن التعصب هو موقف غير عقلاني، ومناقض للعقلانية، وينتهك قيم العقلانية ومعاييرها، لأنه موقف لا يستند على قوة البرهان، ومنطق الاستدلال، وليس من غايته البحث عن الحقيقة واكتشافها والتمسك بها، حتى لو كانت عند طرف آخر مغاير، ولأنه موقف يتسم بالتوتر والانفعال النفسي والذهني، ويغلب عليه منطق الغلبة والاحتجاج.
والتعصب لا يهتدي بالإنسان إلى سواء السبيل، لأنه يغلق عليه منافذ المعرفة، والوصول إلى علوم الآخرين ومعارفهم، واكتساب الحكمة أنى كان مصدرها ومنبعها، والذي لا يستمع القول لا يتبع أحسنه، كما في قوله تعالى﴿ الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ أُولَٰئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللَّهُ وَأُولَٰئِكَ هُمْ أُولُو الْأَلْبَابِ ﴾ 1والتعصب يجعل الإنسان على قول واحد يتحيز إليه بشدة، وينافح عنه بغلظة، ولا يقبل الاستماع إلى قول آخر ينازعه، أو يتضايف معه، أو يتفاضل عليه.
وهذا بخلاف سلوك أهل الحكمة وأولي الألباب الذين يعرفون باستماع القول، وكل ما يفيد معنى القول، فيتبعون أحسنه، لأنهم من أهل الدراية والنظر، وفي غايتهم دائماً انتخاب وإتباع الأحسن، طلباً للرشد والحق وإصابة الواقع، أما الذي يستمع قولاً واحداً فإنه بالتأكيد لا يهتدي إلى أحسن الأقوال.
والتعصب لا يهتدي بالإنسان إلى سواء السبيل، لأنه لا يجعل من الحكمة ضالته أنى وجدها فهو أحق بها، كما جاء في الحديث النبوي الشريف (الحكمة ضالة المؤمن حيث ما وجدها فهو أحق بها). والحكمة يصل إليها من يبحث ويفتش عنها، ويطلبها وتكون ضالته، والمؤمن هو أحق بها حتى لو وجدها عند من يختلف معه في العقيدة أو المذهب أو الدين، لأنه يطلب الحق والعدل والفلاح، ولسان حاله ما ورد عن نبي الله عيسى بن مريم ـ عليه السلام ـ في قوله: (خذوا الحق من أهل الباطل، ولا تأخذوا الباطل من أهل الحق).
أليس من الحكمة اليوم اكتساب العلوم والمعارف الطبيعية والتطبيقية والطبية، كعلوم الفيزياء والرياضيات والطب والبيولوجيا وغيرها، من اليابانيين والصينيين والغربيين وغيرهم، وهم الذين يختلفون معنا في العقيدة والدين.
والتعصب لا يهتدي بالإنسان إلى سواء السبيل، لأنه يحجب عنه اكتشاف عيوبه، والتعرف على نواقصه، والالتفات إلى ثغراته، والتنبه إلى نقاط الضعف فيه، وذلك نتيجة الاعتزاز بالذات، والتفاخر على الآخر، والانشغال بأجواء السجال والاحتجاج، وما يصاحبها من توتر وانفعال.
وفي هذه الحالة يضل الإنسان يحمل ضعفه وعيوبه، وتبقى معه نواقصه وثغراته إلى أن تتفشى وتتراكم وتصل إلى وضع تنكشف فيه بشكل خطير.
والتعصب لا يهتدي بالإنسان إلى سواء السبيل، لأنه يجلب معه العداوة والبغضاء من الآخرين، ويورث الاحتقان والانقسام بين الناس، ويتسبب في خلق النزاعات والخصومات التي تهدر بدورها الطاقات والإمكانات بدون طائل وبلا ثمرة أو نتيجة، وهذا ما ينبه عليه ويحذر منه العقلاء والحكماء من الناس.
المصادر
1. القران الكريم: سورة الزمر (39)، الآية: 18، الصفحة: 460.
اللهم صلِ على محمد واله الطاهرين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
التعصب يعمي العقل، ويحجب الإنسان عن إعمال الفكر، ويسلب منه قدرة التبصر في اختيار الموقف السليم، لهذا فإن التعصب هو موقف غير عقلاني، ومناقض للعقلانية، وينتهك قيم العقلانية ومعاييرها، لأنه موقف لا يستند على قوة البرهان، ومنطق الاستدلال، وليس من غايته البحث عن الحقيقة واكتشافها والتمسك بها، حتى لو كانت عند طرف آخر مغاير، ولأنه موقف يتسم بالتوتر والانفعال النفسي والذهني، ويغلب عليه منطق الغلبة والاحتجاج.
والتعصب لا يهتدي بالإنسان إلى سواء السبيل، لأنه يغلق عليه منافذ المعرفة، والوصول إلى علوم الآخرين ومعارفهم، واكتساب الحكمة أنى كان مصدرها ومنبعها، والذي لا يستمع القول لا يتبع أحسنه، كما في قوله تعالى﴿ الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ أُولَٰئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللَّهُ وَأُولَٰئِكَ هُمْ أُولُو الْأَلْبَابِ ﴾ 1والتعصب يجعل الإنسان على قول واحد يتحيز إليه بشدة، وينافح عنه بغلظة، ولا يقبل الاستماع إلى قول آخر ينازعه، أو يتضايف معه، أو يتفاضل عليه.
وهذا بخلاف سلوك أهل الحكمة وأولي الألباب الذين يعرفون باستماع القول، وكل ما يفيد معنى القول، فيتبعون أحسنه، لأنهم من أهل الدراية والنظر، وفي غايتهم دائماً انتخاب وإتباع الأحسن، طلباً للرشد والحق وإصابة الواقع، أما الذي يستمع قولاً واحداً فإنه بالتأكيد لا يهتدي إلى أحسن الأقوال.
والتعصب لا يهتدي بالإنسان إلى سواء السبيل، لأنه لا يجعل من الحكمة ضالته أنى وجدها فهو أحق بها، كما جاء في الحديث النبوي الشريف (الحكمة ضالة المؤمن حيث ما وجدها فهو أحق بها). والحكمة يصل إليها من يبحث ويفتش عنها، ويطلبها وتكون ضالته، والمؤمن هو أحق بها حتى لو وجدها عند من يختلف معه في العقيدة أو المذهب أو الدين، لأنه يطلب الحق والعدل والفلاح، ولسان حاله ما ورد عن نبي الله عيسى بن مريم ـ عليه السلام ـ في قوله: (خذوا الحق من أهل الباطل، ولا تأخذوا الباطل من أهل الحق).
أليس من الحكمة اليوم اكتساب العلوم والمعارف الطبيعية والتطبيقية والطبية، كعلوم الفيزياء والرياضيات والطب والبيولوجيا وغيرها، من اليابانيين والصينيين والغربيين وغيرهم، وهم الذين يختلفون معنا في العقيدة والدين.
والتعصب لا يهتدي بالإنسان إلى سواء السبيل، لأنه يحجب عنه اكتشاف عيوبه، والتعرف على نواقصه، والالتفات إلى ثغراته، والتنبه إلى نقاط الضعف فيه، وذلك نتيجة الاعتزاز بالذات، والتفاخر على الآخر، والانشغال بأجواء السجال والاحتجاج، وما يصاحبها من توتر وانفعال.
وفي هذه الحالة يضل الإنسان يحمل ضعفه وعيوبه، وتبقى معه نواقصه وثغراته إلى أن تتفشى وتتراكم وتصل إلى وضع تنكشف فيه بشكل خطير.
والتعصب لا يهتدي بالإنسان إلى سواء السبيل، لأنه يجلب معه العداوة والبغضاء من الآخرين، ويورث الاحتقان والانقسام بين الناس، ويتسبب في خلق النزاعات والخصومات التي تهدر بدورها الطاقات والإمكانات بدون طائل وبلا ثمرة أو نتيجة، وهذا ما ينبه عليه ويحذر منه العقلاء والحكماء من الناس.
المصادر
1. القران الكريم: سورة الزمر (39)، الآية: 18، الصفحة: 460.