الحادثة التاريخية - الإسلامية خصوصاً - قيمتها المعرفية تدور مدار ثلاثة أمور رئيسة :
الأول : مصداقية وقوعها وحقيقة حدوثها وموثوقية نقلها ووصولها لنا .
الثاني : الجهة أو الجانب أو الموضوع الذي تصنّف فيه هذه الحادثة ، عقائدية ، فقهية ، أخلاقية ، أدبية .. .
الثالث : النتائج والثمرات المترتبة على هذه الحادثة أو يمكن أن تترتب عليها .
والتصنيف العقائدي للحوادث هو من أهمّ ما في التاريخ وأخطرها أثراً ونتيجة ، فتدخل تحت هذا التصنيف دعوات الأنبياء وعلى رأسهم دعوة النبي الخاتم صلى الله عليه وآله ، وكذا ما حصل بعد وفاته من حوادث ووقائع قسّمت المسلمين الى مذاهب ومشارب عقائدية وفكرية ، وما ترتب على ذلك من نشوء مدارس فقهية وحركات ذات توجهات مختلفة ..
ولو أردنا أن نضع حادثة المباهلة - وكذا الغدير والتصدّق بالخاتم وإعطاء الراية يوم خيبر واستخلاف الأمير على المدينة في معركة تبوك .. - ضمن كفّة هذا الميزان المعرفي الثلاثي الأبعاد - اذا صح التعبير - فإننا نجدها :
● من حيث الوقوع فهو قطعي ، لأن القرآن الكريم قد أرّخها لنا في قوله تعالى ( فَمَنۡ حَآجَّكَ فِيهِ مِنۢ بَعۡدِ مَا جَآءَكَ مِنَ ٱلۡعِلۡمِ فَقُلۡ تَعَالَوۡاْ نَدۡعُ أَبۡنَآءَنَا وَأَبۡنَآءَكُمۡ وَنِسَآءَنَا وَنِسَآءَكُمۡ وَأَنفُسَنَا وَأَنفُسَكُمۡ ثُمَّ نَبۡتَهِلۡ فَنَجۡعَل لَّعۡنَتَ ٱللَّهِ عَلَى ٱلۡكَٰذِبِينَ ) ال عمران ٦١ ، وهذه تفاسير المسلمين بين أيدينا وهي تذكر لنا القضية بالتفصيل .
● وأمّا من حيث الموضوع الذي تنتمي إليه فهو في صميم العقيدة الإسلامية ، بل ثقلها يعادل ثقل البعثة النبوية بأكملها ، حيث وضعت هذه الحادثة الإسلام على مفترق طريق مع الديانة النصرانية - المسيحية - ونتيجتها لا تقبل القسمة ، فأمّا أن يكون الحق مع المسلمين أو مع النصارى ، وهذا ليس تحدّياً فكرياً أو جدلياً خاضعاً للقناعات والميولات العقلية أو العاطفية .. فهي حادثة لتقسيم الصدق والكذب بين طرفين ..!
● وأما من حيث النتيجة والأثر ، فمن جهة أنها من أعظم انتصارات الإسلام العقائدية وذلك بعد أن تراجع نصارى نجران عن المباهلة ، ومن جهة أخرى كانت لها نتائج مهمة بين المسلمين أنفسهم ، حيث ثبتّت الأفضلية والأحقية للذين خرج بهم رسول الله صلى الله عليه وآله وأراد أن يباهل النصارى بهم ، وهم فاطمة وأبوها ، وبعلها وبنوها .. سلام الله عليهم أجمعين . فقد نقل الشيخ الصدوق رحمه الله أن المأمون قال للإمام الرضا عليه السلام : أخبرني بأكبر فضيلة لأمير المؤمنين عليه السلام يدل عليها القرآن ..؟
فقال له الرضا عليه السلام : { فضيلته في المباهلة ، قال الله جل جلاله : ( فَمَن حَاجَّكَ .. الآية ) فدعا رسول الله صلى الله عليه وآله الحسن والحسين عليهما السلام فكانا ابنيه ، ودعا فاطمة عليها السلام فكانت في هذا الموضع نساءه ، ودعا أمير المؤمنين عليه السلام فكان نفسه بحكم الله عزّ وجلّ ، وقد ثبت أنّه ليس أحد من خلق الله سبحانه أجل من رسول الله صلى الله عليه وآله وأفضل فوجب أن لا يكون أحد أفضل من نفس رسول الله صلى الله عليه وآله بحكم الله عزّ وجلّ } .
#أسبوع_الولاية
الأول : مصداقية وقوعها وحقيقة حدوثها وموثوقية نقلها ووصولها لنا .
الثاني : الجهة أو الجانب أو الموضوع الذي تصنّف فيه هذه الحادثة ، عقائدية ، فقهية ، أخلاقية ، أدبية .. .
الثالث : النتائج والثمرات المترتبة على هذه الحادثة أو يمكن أن تترتب عليها .
والتصنيف العقائدي للحوادث هو من أهمّ ما في التاريخ وأخطرها أثراً ونتيجة ، فتدخل تحت هذا التصنيف دعوات الأنبياء وعلى رأسهم دعوة النبي الخاتم صلى الله عليه وآله ، وكذا ما حصل بعد وفاته من حوادث ووقائع قسّمت المسلمين الى مذاهب ومشارب عقائدية وفكرية ، وما ترتب على ذلك من نشوء مدارس فقهية وحركات ذات توجهات مختلفة ..
ولو أردنا أن نضع حادثة المباهلة - وكذا الغدير والتصدّق بالخاتم وإعطاء الراية يوم خيبر واستخلاف الأمير على المدينة في معركة تبوك .. - ضمن كفّة هذا الميزان المعرفي الثلاثي الأبعاد - اذا صح التعبير - فإننا نجدها :
● من حيث الوقوع فهو قطعي ، لأن القرآن الكريم قد أرّخها لنا في قوله تعالى ( فَمَنۡ حَآجَّكَ فِيهِ مِنۢ بَعۡدِ مَا جَآءَكَ مِنَ ٱلۡعِلۡمِ فَقُلۡ تَعَالَوۡاْ نَدۡعُ أَبۡنَآءَنَا وَأَبۡنَآءَكُمۡ وَنِسَآءَنَا وَنِسَآءَكُمۡ وَأَنفُسَنَا وَأَنفُسَكُمۡ ثُمَّ نَبۡتَهِلۡ فَنَجۡعَل لَّعۡنَتَ ٱللَّهِ عَلَى ٱلۡكَٰذِبِينَ ) ال عمران ٦١ ، وهذه تفاسير المسلمين بين أيدينا وهي تذكر لنا القضية بالتفصيل .
● وأمّا من حيث الموضوع الذي تنتمي إليه فهو في صميم العقيدة الإسلامية ، بل ثقلها يعادل ثقل البعثة النبوية بأكملها ، حيث وضعت هذه الحادثة الإسلام على مفترق طريق مع الديانة النصرانية - المسيحية - ونتيجتها لا تقبل القسمة ، فأمّا أن يكون الحق مع المسلمين أو مع النصارى ، وهذا ليس تحدّياً فكرياً أو جدلياً خاضعاً للقناعات والميولات العقلية أو العاطفية .. فهي حادثة لتقسيم الصدق والكذب بين طرفين ..!
● وأما من حيث النتيجة والأثر ، فمن جهة أنها من أعظم انتصارات الإسلام العقائدية وذلك بعد أن تراجع نصارى نجران عن المباهلة ، ومن جهة أخرى كانت لها نتائج مهمة بين المسلمين أنفسهم ، حيث ثبتّت الأفضلية والأحقية للذين خرج بهم رسول الله صلى الله عليه وآله وأراد أن يباهل النصارى بهم ، وهم فاطمة وأبوها ، وبعلها وبنوها .. سلام الله عليهم أجمعين . فقد نقل الشيخ الصدوق رحمه الله أن المأمون قال للإمام الرضا عليه السلام : أخبرني بأكبر فضيلة لأمير المؤمنين عليه السلام يدل عليها القرآن ..؟
فقال له الرضا عليه السلام : { فضيلته في المباهلة ، قال الله جل جلاله : ( فَمَن حَاجَّكَ .. الآية ) فدعا رسول الله صلى الله عليه وآله الحسن والحسين عليهما السلام فكانا ابنيه ، ودعا فاطمة عليها السلام فكانت في هذا الموضع نساءه ، ودعا أمير المؤمنين عليه السلام فكان نفسه بحكم الله عزّ وجلّ ، وقد ثبت أنّه ليس أحد من خلق الله سبحانه أجل من رسول الله صلى الله عليه وآله وأفضل فوجب أن لا يكون أحد أفضل من نفس رسول الله صلى الله عليه وآله بحكم الله عزّ وجلّ } .
#أسبوع_الولاية