أبي الغريب
السلام عليكم ورحمة الله
إلى كادر مجلة حيدرة الكرام أرسل لكم مشكلتي آملاً أن تجدوا لي الحل والنصيحة لأتصرف كما يأمرني الله .
أنا طالب في الصف الرابع العلمي عمري 16 سنة عشت حياة أسرية صعبة بعد أن تزوج أبي من امرأة أخرى وطلّق أمي،وعندما حدث الطلاق كنت في الصف الأول الابتدائي ولدي أخٌ أصغر مني بسنة لم يكن في المدرسة وقتها، فذهبت أمي للعيش في بيت أهلها وأخذتنا معها ، أنا وأخي الصغير عشنا كل هذه السنوات ونحن لم نلتقي بوالدنا الذي كون حياة أخرى له ولم يسأل عنّا فعشنا حياة الايتام وأبونا في نفس المحافظة يرعى أبناءه الجدد، وكانت أمي شديدة الحرص علينا تحاول دائماً أن توفر لنا كل الاحتياجات النفسية والبدنية وكان أخوالي وجدي يعتبروننا كأبنائهم وأحاطونا بالرعاية التامة، وبعد كل هذه السنين وفي الصف الثالث المتوسط أي قبل سنة تقريباً وانا في المدرسة استوقفني رجل على باب المدرسة وسلم عليَّ بحرارة وبدأ يبكي حينها سألته من أنت ، فقال أنا أبوك يا ولدي
هذه الكلمة لم اسمعها من قبل وطالما احتجت ان أسمعها منه لكنه كان قريباً ومشغولاً عنّي ، فتذكرت حينها آهات أمي ونظرات الحرمان في عيني أخي وتذكرت كم حرمنا من حنانه طيلة هذه السنين ، فرفضت ان اسلم عليه وقلت له الآن تذكرت أن لديك إبن وتركتني كل هذه السنين أتألم وأعيش حالة الحرمان واليتم، فأظهر لي ندمه ورغبته بإعادة العلاقة و إنهاء القطيعة فقلت له يجب ان أذهب واستشير أمي لأنها رفيقتي في كل هذه السنين وتحملت كثيراً ولابد أن أطلعها على الامر، احساسي وقتها كان غريب فبين الزعل في قلبي وكل سنين الحرمان التي رأيتها في عيني أخي وأمي وجراحاتي الداخلية التي لم أبح بها لأحد وبين شوقي إلى أب يحن عليَّ ويرعاني ، انا لا اريد أن يعطيني مالاً أريد أن اقف بين الاولاد وأقول أن لي أباً واخرج في العيد برفقته، أدخل إلى المضيف وأجلس بجانبه أمام الرجال، وعندما أطلعت أمي على الامر رفضت رفضاً قاطعاً وتعصبت كثيراً ورفضت ان اتواصل معه وقالت لي (الآن تذكر أن له أولاداً ) وكذلك أخوالي الذين ربّوني طوال هذه السنين فمن الاجحاف أن اخسرهم فأنا حائر بين أمي وأبي الغريب عني والذي بدأ يتكرر زياراته إلى المدرسة وكلما صددته ورفضت استقباله اصر على لقائي ويعبر عن رغبته بتعويضنا عن كل ما فات . افيدوني يرحمكم الله فأنا في حيرة من أمري المرسل ( ع. م. )
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
أهلاً ومرحباً بك عزيزي ( ع. م. )
أحيي فيك هذا الخُلق الرفيع والوفاء لوالدتك وأخوالك الذين بذلوا الكثير خلال هذه السنين وأنت طفلٌ صغير
الأب أخطأ بتركه أبناءه من دون سؤال أو رعاية وهذا مخالف لشرع الله وكل القوانين الانسانية، لكنه شعر بخطئه وندم عليه وهو مستعد لأي تعويض كما ذكرت ،
أعلم يا بني أن علاقتك به تختلف عن علاقة أمك به ، هي كانت زوجته والآن هي غريبة عنه ومن حقها أن ترفض رؤيته أو اعادته إلى حياتها،
أما أنت فعلاقتك به تختلف فهو والدك ولا يمكن ان تتركه فكل ما فيك مرتبط به من اسمك الذي لا يتم إلا مع ذكر اسمه إلى جيناتك الوراثية التي تحملها في جسدك
الاب يريد والأم تريد وأنت تريد ، لكن الاهم هو ما يريده الله منك، اعرف ما يريده الله منك وامشِ معه،
الله يريدك أن تبر و الديك كليهما أن ترضي أمك وأباك في وقت واحد يعني ان تبقى مع امك وتقنعها بأن تتواصل انت مع أبيك من فترة لأخرى لأن الله أوجب عليك ذلك وان كان الاب مقصراً معك ،
المهم أن لا تكون أنت مقصر بحق أحدهما، بالمحاولات والكلمات الطيبة ممكن ان تقنع خالك ليحدِّث أمك ويحصل على موافقة ان تتواصل انت مع أبيك من دون أن تجرح أمك فهي في موقف صعب ويجب ان تقدره لأنها ستشعر ان كل تعبها ذهب سدى بعد أن عدت انت إلى ابيك ونسيت كل حنانها ورعايتها حاول ان تشعرها بأميتها لك ومدى حبك وتمسكك بها في هذه الفترة وحاول ان لا تظهر سعادتك في البداية أثناء تواصلك مع ابيك لأن هذا سيجرحها،
وأعلم اننا في مجتمع لا يتم تقديم الاخوال فيه على الاب بل أن الاب مقدم في كل فرح أو حزن الناس تريد أن تراك بجانب أبيك ، تواصل معه ولكن ليس على حساب أمك حاول ان تقنعها بطريقة غير مباشرة كأن تكون عن طريق شخص آخر مصلح وواعي ودعها هي التي تخبرك بموافقتها على ذلك فطاعتهما واجبه عليك.
(مشاكل الشباب المنشورة في مجلة حيدرة يجيب عنها رئيس التحرير : علي البدري )
السلام عليكم ورحمة الله
إلى كادر مجلة حيدرة الكرام أرسل لكم مشكلتي آملاً أن تجدوا لي الحل والنصيحة لأتصرف كما يأمرني الله .
أنا طالب في الصف الرابع العلمي عمري 16 سنة عشت حياة أسرية صعبة بعد أن تزوج أبي من امرأة أخرى وطلّق أمي،وعندما حدث الطلاق كنت في الصف الأول الابتدائي ولدي أخٌ أصغر مني بسنة لم يكن في المدرسة وقتها، فذهبت أمي للعيش في بيت أهلها وأخذتنا معها ، أنا وأخي الصغير عشنا كل هذه السنوات ونحن لم نلتقي بوالدنا الذي كون حياة أخرى له ولم يسأل عنّا فعشنا حياة الايتام وأبونا في نفس المحافظة يرعى أبناءه الجدد، وكانت أمي شديدة الحرص علينا تحاول دائماً أن توفر لنا كل الاحتياجات النفسية والبدنية وكان أخوالي وجدي يعتبروننا كأبنائهم وأحاطونا بالرعاية التامة، وبعد كل هذه السنين وفي الصف الثالث المتوسط أي قبل سنة تقريباً وانا في المدرسة استوقفني رجل على باب المدرسة وسلم عليَّ بحرارة وبدأ يبكي حينها سألته من أنت ، فقال أنا أبوك يا ولدي
هذه الكلمة لم اسمعها من قبل وطالما احتجت ان أسمعها منه لكنه كان قريباً ومشغولاً عنّي ، فتذكرت حينها آهات أمي ونظرات الحرمان في عيني أخي وتذكرت كم حرمنا من حنانه طيلة هذه السنين ، فرفضت ان اسلم عليه وقلت له الآن تذكرت أن لديك إبن وتركتني كل هذه السنين أتألم وأعيش حالة الحرمان واليتم، فأظهر لي ندمه ورغبته بإعادة العلاقة و إنهاء القطيعة فقلت له يجب ان أذهب واستشير أمي لأنها رفيقتي في كل هذه السنين وتحملت كثيراً ولابد أن أطلعها على الامر، احساسي وقتها كان غريب فبين الزعل في قلبي وكل سنين الحرمان التي رأيتها في عيني أخي وأمي وجراحاتي الداخلية التي لم أبح بها لأحد وبين شوقي إلى أب يحن عليَّ ويرعاني ، انا لا اريد أن يعطيني مالاً أريد أن اقف بين الاولاد وأقول أن لي أباً واخرج في العيد برفقته، أدخل إلى المضيف وأجلس بجانبه أمام الرجال، وعندما أطلعت أمي على الامر رفضت رفضاً قاطعاً وتعصبت كثيراً ورفضت ان اتواصل معه وقالت لي (الآن تذكر أن له أولاداً ) وكذلك أخوالي الذين ربّوني طوال هذه السنين فمن الاجحاف أن اخسرهم فأنا حائر بين أمي وأبي الغريب عني والذي بدأ يتكرر زياراته إلى المدرسة وكلما صددته ورفضت استقباله اصر على لقائي ويعبر عن رغبته بتعويضنا عن كل ما فات . افيدوني يرحمكم الله فأنا في حيرة من أمري المرسل ( ع. م. )
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
أهلاً ومرحباً بك عزيزي ( ع. م. )
أحيي فيك هذا الخُلق الرفيع والوفاء لوالدتك وأخوالك الذين بذلوا الكثير خلال هذه السنين وأنت طفلٌ صغير
الأب أخطأ بتركه أبناءه من دون سؤال أو رعاية وهذا مخالف لشرع الله وكل القوانين الانسانية، لكنه شعر بخطئه وندم عليه وهو مستعد لأي تعويض كما ذكرت ،
أعلم يا بني أن علاقتك به تختلف عن علاقة أمك به ، هي كانت زوجته والآن هي غريبة عنه ومن حقها أن ترفض رؤيته أو اعادته إلى حياتها،
أما أنت فعلاقتك به تختلف فهو والدك ولا يمكن ان تتركه فكل ما فيك مرتبط به من اسمك الذي لا يتم إلا مع ذكر اسمه إلى جيناتك الوراثية التي تحملها في جسدك
الاب يريد والأم تريد وأنت تريد ، لكن الاهم هو ما يريده الله منك، اعرف ما يريده الله منك وامشِ معه،
الله يريدك أن تبر و الديك كليهما أن ترضي أمك وأباك في وقت واحد يعني ان تبقى مع امك وتقنعها بأن تتواصل انت مع أبيك من فترة لأخرى لأن الله أوجب عليك ذلك وان كان الاب مقصراً معك ،
المهم أن لا تكون أنت مقصر بحق أحدهما، بالمحاولات والكلمات الطيبة ممكن ان تقنع خالك ليحدِّث أمك ويحصل على موافقة ان تتواصل انت مع أبيك من دون أن تجرح أمك فهي في موقف صعب ويجب ان تقدره لأنها ستشعر ان كل تعبها ذهب سدى بعد أن عدت انت إلى ابيك ونسيت كل حنانها ورعايتها حاول ان تشعرها بأميتها لك ومدى حبك وتمسكك بها في هذه الفترة وحاول ان لا تظهر سعادتك في البداية أثناء تواصلك مع ابيك لأن هذا سيجرحها،
وأعلم اننا في مجتمع لا يتم تقديم الاخوال فيه على الاب بل أن الاب مقدم في كل فرح أو حزن الناس تريد أن تراك بجانب أبيك ، تواصل معه ولكن ليس على حساب أمك حاول ان تقنعها بطريقة غير مباشرة كأن تكون عن طريق شخص آخر مصلح وواعي ودعها هي التي تخبرك بموافقتها على ذلك فطاعتهما واجبه عليك.
(مشاكل الشباب المنشورة في مجلة حيدرة يجيب عنها رئيس التحرير : علي البدري )