إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

مفردات قيّمة من القرآن الكريم، ﴿عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ﴾

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • مفردات قيّمة من القرآن الكريم، ﴿عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ﴾

    بِسْمِ اَللهِ اَلرَّحْمنِ اَلرَّحِيمِ

    اللهم صلِّ على مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّد


    قال الله تعالى: ﴿أُولَٰئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ ۖ وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ﴾.[1]
    في الآية السابقة: ﴿ٱلَّذِينَ إِذَآ أَصَٰبَتۡهُم مُّصِيبَةࣱ قَالُوٓاْ إِنَّا للهِ وَإِنَّآ إِلَيۡهِ رَٰاجِعُونَ﴾، فضمير الخطاب للناس كافة وان كان المؤمن أوثق من غيره بالله فيكون الاختبار به الصق ليصير مدعاة لأثابته أكثر ان سلّم امره الى الله كما هي شيمة المؤمنين والبلاء هو الاختبار، واَلْخَوْفِ‌ هو اضطراب النفس من الحادثة تواجه بها ويقال: اَلْجُوعِ‌ في مقابل الشبع كما يقال: الاعتدال لما بين النقص والزيادة والثمرة مال مخصوص وانما ذكر بعد الأموال لان للنفس فيه ميلا خاصا ونقص الأنفس فناؤها بالموت والبشارة اوّل خبر سارّ والصبر حبس النفس على جزع كامن.
    امر الله نبيه ان يبشر الصابرين من عباده في الآية: 155 ﴿..وَبَشِّرِ ٱلصَّـٰبِرِينَ﴾ الذين إذا دهمتهم داهمة واجهوها بالترجيع بأننا نحن وجميع ما يمتّ إلينا ملك للهِ فله ان يتصرف به كيف يشاء والمالك إذا كان حكيما كانت جميع تصرفاته في املاكه مأمونة من السفه وهل أكثر حكمة من الله أحد فتصرّف الله اذن بالأحياء والاماتة والنقص والزيادة تصرف حكيم وان لم ترضه النفس وأرادت غيره فان نفوس البشر في هواياتها كالأطفال في رغباتها والطفل وان كان اعزّ ما يكون على والديه العاقلين الاّ انّهما يمنعانه من رغباته المضرّة به أو التي تعقّم مستقبله. وكما اننا ملك له راجعون اليه وقد وعدنا على لسان رسله ان يثيب المطيع منّا ويتفضّل عليه بما هو اهله - بماذا يبشّرهم هذا النبي - بأن يقول لهم ان الله يثنى عليكم مادحا ويضيفكم برحمته منعما وأنكم أنتم المهتدون بهدى الله المثقفون بتثقيف الله.
    وقد روي عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ آبَائِهِ عَلَيْهِمُ السَّلاَمُ قَالَ: ((قَالَ رَسُولُ اَللهِ صَلَّى اَللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ: أَرْبَعٌ مَنْ كُنَّ فِيهِ كَتَبَهُ اَللهُ مِنْ أَهْلِ اَلْجَنَّةِ مَنْ كَانَتْ عِصْمَتُهُ شَهَادَةَ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اَللهُ وَمَنْ إِذَا أَنْعَمَ اَللهُ عَلَيْهِ اَلنِّعْمَةَ قَالَ اَلْحَمْدُ للهِ وَمَنْ إِذَا أَصَابَ ذَنْباً قَالَ أَسْتَغْفِرُ اَللهَ وَمَنْ إِذَا أَصَابَتْهُ مُصِيبَةٌ قَالَ: ﴿إِنّٰا للهِ وَإِنّٰا إِلَيْهِ رٰاجِعُونَ﴾)).
    [2]
    ثم ان الاختبار ليس في جميع مظانّه يراد لكشف حقيقة الشخص للمختبر او للأغيار ولا للإصحار بها مع تحقق صاحبها منها بل نفس الاختبار قد يظهر من الإنسان أعمالا إذا توجّه لها صاحبها استغربها وتعجب من انطواء نفسه على ما لم يكن يحتمل في حقّها وهو كثير الوقوع في الخارج فالاختبار محك قوىّ لنخل الإنسان وكشفه وإذا كان عاقلا كان داعيا لتهذيبه وتأديبه.
    والظاهر أنّ الفرق بين الصلوات والرحمة أنّ الأولى أمر مستمرّ من ربّهم عليهم بمقتضى كونهم في مقام الصابرين والثانية لطف خاص بحسب موارد الصبر، والتنوين في كلتيهما للتفخيم. روي عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَمَّارٍ، قَالَ: لَمَّا قُبِضَ أَبُو جَعْفَرٍ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ) جَعَلْنَا نُعَزِّي أَبَا عَبْدِ اَللهِ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ)، فَقَالَ: بَعْضُ مَنْ كَانَ مَعَنَا فِي اَلْمَجْلِسِ: رَحِمَهُ اَللهُ عَبْداً وصَلَّى عَلَيْهِ، كَانَ إِذَا حَدَّثَنَا قَالَ: قَالَ رَسُولُ اَللهِ (صَلَّى اَللهُ عَلَيْهِ وآلِهِ). قَالَ: فَسَكَتَ أَبُو عَبْدِ اَللهِ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ) طَوِيلاً وَنَكَتَ فِي اَلْأَرْضِ، ثُمَّ اِلْتَفَتَ إِلَيْنَا، فَقَالَ: ((قَالَ رَسُولُ اَللهِ (صَلَّى اَللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ) : قَالَ اَللهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: إِنِّي أَعْطَيْتُ اَلدُّنْيَا بَيْنَ عِبَادِي قَرْضاً، فَمَنْ أَقْرَضَنِي مِنْهَا قَرْضاً، أَعْطَيْتُهُ لِكُلِّ وَاحِدَةٍ مِنْهُنَّ عَشْراً إِلَى سَبْعِ مِائَةِ ضِعْفٍ، وَمَا شِئْتُ، فَمَنْ لَمْ يُقْرِضْنِي مِنْهَا قَرْضاً فَأَخَذْتُهَا مِنْهُ قَسْراً فَصَبَرَ، أَعْطَيْتُهُ ثَلاَثَ خِصَالٍ، لَوْ أَعْطَيْتُ وَاحِدَةً مِنْهُنَّ مَلاَئِكَتِي رَضُوا بِهَا. ثُمَّ قَالَ: ﴿اَلَّذِينَ إِذٰا أَصٰابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قٰالُوا إِنّٰا للهِ وإِنّٰا إِلَيْهِ رٰاجِعُونَ إِلَى قَوْلِهِ: وأُولٰئِكَ هُمُ اَلْمُهْتَدُونَ﴾)).
    [3]
    والظاهر أنّ الخصال الثلاثة هي الصلوات والرحمة والاهتداء.


    [1] سورة البقرة، الآية: 715.
    [2] مستدرك الوسائل، ج 5، ص 309.
    [3] الخصال (للشيخ الصدوق)، ص 130.

المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
حفظ-تلقائي
Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
x
يعمل...
X