إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

مفردات قيّمة من القرآن الكريم، ﴿وَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ أَبْوَابِهَا﴾

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • مفردات قيّمة من القرآن الكريم، ﴿وَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ أَبْوَابِهَا﴾

    بِسْمِ اَللهِ اَلرَّحْمنِ اَلرَّحِيمِ

    اللهم صلِّ على مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّد




    قال الله تعالى: ﴿يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْأَهِلَّةِ ۖ قُلْ هِيَ مَوَاقِيتُ لِلنَّاسِ وَالْحَجِّ ۗ وَلَيْسَ الْبِرُّ بِأَن تَأْتُوا الْبُيُوتَ مِن ظُهُورِهَا وَلَٰكِنَّ الْبِرَّ مَنِ اتَّقَىٰ ۗ وَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ أَبْوَابِهَا ۚ وَاتَّقُوا اللهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ﴾.[1]
    ذكرت المصادر التفسيرية أنّ اهل الجاهلية عند لبسهم لملابس الإحرام يتمنعون من دخول بيوتهم من أبوابها، ولديهم اعتقاد جازم بأنه فعل محرم، فيفتحون ثقب أو كوّة خلف بيوتهم ليصار الدخول منها للبيت، ويصبح لديهم اعتقاد فاسد بأن هذا العمل جيد وصحيح، لأن الإحرام هو مجموعة من تروك العادات ومنها هذه العادة.
    ويرى بعض آخر منهم أن هذا العمل ينجيهم من الإستظلال بسقف خلال الإحرام، فبيّن الله تعالى لهم أنّه ليس ببرّ لأنه التزام بعادات ورسوم خرافية ما أنزل الله بها من سلطان.
    فقال عز وجل: ﴿وَلَيْسَ الْبِرُّ بِأَن تَأْتُوا الْبُيُوتَ مِن ظُهُورِهَا﴾، أي: ليس البرّ بتحرّجكم من دخول الباب وإتيانكم البيوت من ورائها ﴿وَلَٰكِنَّ الْبِرَّ مَنِ اتَّقَىٰ﴾،‌ أي: برّ من اتّقى المحارم والشهوات غير المشروعة. ووجه اتّصاله بما قبله أنّهم سألوا عن الأمرين، أو أنّه لمّا ذكر أنّ الأهلّة مواقيت الحجّ‌، وهذا أيضا من أفعالهم في الحجّ‌، ذكره للاستطراد، أو أنّهم لمّا سألوا عمّا لا يعنيهم، ولا يتعلّق بعلم النبوّة، وتركوا السؤال عمّا يعنيهم ويختصّ بعلم النبوّة، عقّب بذكر جواب ما سألوه تنبيها على أنّ اللائق بهم أن يسألوا أمثال ذلك، ويهتمّوا بالعلم بها. وكذا قال في المجمع: «قيل: إنّه سبحانه لمّا بيّن أنّ أمورنا مقدّرة بأوقات قرن به قوله: ﴿وَلَيْسَ الْبِرُّ بِأَن تَأْتُوا الْبُيُوتَ مِن ظُهُورِهَا﴾، أي: فكما أنّ أموركم مقدّرة بأوقات، فلتكن أفعالكم جارية على الاستقامة، باتّباع ما أمر الله به، والانتهاء عمّا نهى عنه، لأنّ اتّباع ما أمر به خير من اتّباع ما لم يأمر به».
    [2]
    ﴿وَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ أَبْوَابِهَا﴾، إذ ليس في العدول برّ، وباشروا الأمور من وجوهها الّتي يجب أن تباشر عليها، أيّ الأمور كان. ويحتمل أن يكون هذا تمثيلا لتعكيسهم في سؤالهم، وأنّ مثلهم فيه كمثل من يترك باب البيت ويدخله من ظهره. والمعنى: ليس البرّ وما ينبغي أن تكونوا عليه، بأن تعكسوا في مسائلكم، ولكنّ البرّ برّ من اتّقى ذلك وتجنّبه، ولم يجسر على مثله. ثمّ قال: ﴿وَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ أَبْوَابِهَا﴾، أي: وباشروا الأمور من وجوهها الّتي يجب أن تباشر عليها، ولا تعكسوا. والمراد وجوب توطين النفوس وربط القلوب على أنّ جميع أفعال الله حكمة وصواب، من غير اختلاج شبهة ولا اعتراض شكّ‌ في ذلك حتى لا يسأل عنه. ﴿واِتَّقُوا اَللهَ‌﴾، في تغيير أحكامه والاعتراض على أفعاله ﴿لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ‌﴾، لكي تظفروا بالهدى والبرّ.
    أما ما ذكرته الأخبار عن هذا المقطع من الآية: في الاحتجاج عن أمير المؤمنين(عليه السلام) في جوابه لبعض الزنادقة: ((وَقَدْ جَعَلَ اَللهُ لِلْعِلْمِ أَهْلاً وَفَرَضَ عَلَى اَلْعِبَادِ طَاعَتَهُمْ بِقَوْلِهِ: أَطِيعُوا اَللهَ وَأَطِيعُوا اَلرَّسُولَ وَأُولِي اَلْأَمْرِ مِنْكُمْ، وَبِقَوْلِهِ: وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى اَلرَّسُولِ وإلى أُولِي اَلْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ اَلَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ، وَبِقَوْلِهِ: اِتَّقُوا اَللهَ وَكُونُوا مَعَ اَلصّٰادِقِينَ، وَبِقَوْلِهِ: وَمٰا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ اَللهُ وَاَلرّٰاسِخُونَ فِي اَلْعِلْمِ، وَبِقَوْلِهِ: وَأْتُوا اَلْبُيُوتَ مِنْ أَبْوٰابِهٰا، وَاَلْبُيُوتُ هِيَ بُيُوتُ اَلْعِلْمِ اَلَّذِي اِسْتَوْدَعَتْهُ اَلْأَنْبِيَاءُ وَأَبْوَابُهَا أَوْصِيَاؤُهُمْ)).
    [3]
    وَقال أَمِيرُ اَلْمُؤْمِنِينَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ: ((فِي قَوْلِهِ وَلَيْسَ اَلْبِرُّ بِأَنْ تَأْتُوا اَلْبُيُوتَ اَلْآيَةَ وَقَوْلُهُ تَعَالَى: وَإِذْ قُلْنَا اُدْخُلُوا هٰذِهِ اَلْقَرْيَةَ، نَحْنُ اَلْبُيُوتُ اَلَّتِي أَمَرَ اَللهُ أَنْ يُؤْتَى مِنْ أَبْوَابِهَا نَحْنُ - بَابُ اَللهِ وَبُيُوتُهُ اَلَّتِي تُؤْتَى مِنْهُ فَمَنْ تَابَعَنَا وَأَقَرَّ بِوَلاَيَتِنَا فَقَدْ أَتَى اَلْبُيُوتَ مِنْ أَبْوَابِهَا وَمَنْ خَالَفَنَا وَفَضَّلَ عَلَيْنَا غَيْرَنَا فَقَدْ أَتَى اَلْبُيُوتَ مِنْ ظُهُورِهَا)).[4]
    [1] سورة البقرة، الآية: 189.
    [2] تفسير مجمع البيان، الشيخ الطبرسي، ج 2، ص 28.
    [3] الإحتجاج، ج 1، ص 240.
    [4] المناقب، ج 2، ص 34.

    التعديل الأخير تم بواسطة الاشتر; الساعة 17-08-2024, 06:35 PM.
المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
حفظ-تلقائي
Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
x
يعمل...
X