بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم والعن اعدائهم
السلام على الامام الرضا الثامن من ائمة العصمة النبوية
الإمام علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب ، وكنيته أبو الحسن. ومن أشهر ألقابه: الرضا، ولقب بذلك لأنه رضي به المؤالف والمخالف.اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم والعن اعدائهم
السلام على الامام الرضا الثامن من ائمة العصمة النبوية
أمه أم ولد اسمها تكتم، وقيل: أم البنين، وقيل: نجمة.
قال الشاعر يمدح الإمام الرضا :
ألا إنَّ خيرَ الناسِ نفساً ووالِداً ** ورهطاً وأجداداً عليُّ المعظَّمُ
أتتْنا به للعِلْمِ والحِلمِ ثامناً ** إماماً يؤدِّي حُجَّةَ اللهِ تكتمُ
وُلد في المدينة المنورة في سنة ثمان وأربعين ومائة من الهجرة، وتولى الإمامة بعد أبيه الإمام موسى بن جعفر مدة عشرين سنة.
وعاصره من ملوك بني العباس: أبو جعفر المنصور، ثم ابنه محمد الملقب بالمهدي، ثم موسى الملقب بالهادي، ثم هارون الملقب بالرشيد، ثم محمد بن هارون الملقب بالأمين، ثم عبد الله بن هارون الملقب بالمأمون، وفي أيامه توفي مسموماً.
وفي سنة ۲۰۱هـ طلب منه المأمون العباسي قبول ولاية العهد، فرفض، إلا أن المأمون أكرهه على ذلك، فقبل ولاية العهد على ألا يأمر، ولا ينهى، ولا يفتي، ولا يقضي، ولا يولي، ولا يعزل، ولا يغيِّر شيئاً مما هو قائم، فقبل المأمون منه ذلك، وضرب الدراهم باسمه، وكتب إلى الآفاق بذلك، وأمر بترك السواد وهو شعار العباسيين، ولبس الخضرة وهو شعار العلويين.
وبعد أن صار ولياً للعهد تعاظم أمره عند الخاصة والعامة، وقصده الشعراء بمدحه، فمدحه دعبل الخزاعي بقصيدة مشهورة، وكذلك فعل الحسن بن هانئ المعروف بأبي نواس، ولهذا حاول المأمون العباسي إسقاط محله من قلوب شيعته، فأمر بإحضار العلماء من مختلف الطوائف والأديان لمناظرته، فكان له الفلج عليهم، حتى كتب الشيخ محمد بن علي بن بابويه (قدس سره) كتاباً في مجلدين أسماه: (عيون أخبار الرضا)، ذكر فيه جملة وافرة من تلك المناظرات، ومسائل كثيرة وُجهت للإمام الرضا ، فأجاب عنها.
مات كما قلنا مسموماً في صفر من سنة ثلاث ومائتين من الهجرة بطوس من أرض خراسان في مدينة الآن تعرف بمشهد، وله من العمر خمس وخمسون سنة، وقبره الآن في مشهد يزوره الملايين من شيعته ومحبيه ويتبركون به على مدار العام.
له ولد واحد فقط، هو الإمام أبو جعفر محمد بن علي المعروف بالجواد أو التقي، كان عمره عند وفاة أبيه سبع سنين وأشهراً.
بعض ما قيل في الثناء عليه:
قال الذهبي: علي الرضا، الإمام السيّد، أبو الحسن علي الرضا بن موسى الكاظم بن جعفر الصادق بن محمد الباقر بن علي بن الحسين، الهاشمي العلوي المدني. (سير أعلام النبلاء ۹/ ۳۸۷).
وقال: وقد كان علي الرضا كبير الشأن، أهلاً للخلافة. (نفس المصدر ۹/ ۳۹۲).
وقال السمعاني: والرضا كان من أهل العلم والفضل مع شرف النسب. (الأنساب ۳/ 74، تهذيب التهذيب ۷/ ۳۳۹).
وعدّه ابن حبان في الثقات، وقال: علي بن موسى الرضا… من سادات أهل البيت وعقلائهم، وجلّة الهاشميين ونبلائهم، يجب أن يعتبر حديثه… لأنه في نفسه كان أجلّ من أن يكذب، ومات علي بن موسى الرضا بطوس… وقبره بسناباذ خارج النوقان مشهور يُزار، بجنب قبر الرشيد، قد زرته مراراً كثيرة، وما حلّت بي شدة في وقت مقامي بطوس، فزرت قبر علي بن موسى الرضا صلوات الله على جدّه وعليه، ودعوت الله إزالتها عني، إلا استُجيب لي، وزالت عني تلك الشدّة، وهذا شيء جرّبته مراراً فوجدته كذلك، أماتنا الله على محبّة المصطفى وأهل بيته صلى الله عليه وعليهم أجمعين. (الثقات ۸/ 456).
وقال الحاكم النيسابوري: وكان يفتي في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو ابن نيّف وعشرين سنة، روى عنه من أئمة الحديث آدم بن أبي إياس، ونصر بن علي الجهضمي، ومحمد بن رافع القشيري وغيرهم. (تهذيب التهذيب ۷/ ۳۳۹).
وقال: سمعت أبا بكر محمد بن المؤمل بن الحسن بن عيسى يقول: خرجنا مع إمام أهل الحديث أبي بكر بن خزيمة)، وعديله أبي علي الثقفي مع جماعة من مشايخنا، وهم إذ ذاك متوافرون، إلى زيارة قبر علي بن موسى الرضا بطوس، فرأيت من تعظيمه – يعني ابن خزيمة – لتلك البقعة وتواضعه لها وتضرّعه عندها ما تحيّرنا. (تهذيب التهذيب ۷/ ۳۳۹).
وقال ابن تيمية: إن علي بن موسى له من المحاسن والمكارم المعروفة والممادح المناسبة للحالة اللائقة به ما يعرفه بها أهل المعرفة. (منهاج السنة ۲/ ۱۲۵).
وقال يوسف النبهاني: أحد أكابر الأئمة، ومصابيح الأُمّة من أهل بيت النبوّة، ومعادن العلم والكرم والفتوَّة، كان عظيم القدر، مشهور الذكر، وله كرامات كثيرة. (جامع كرامات الأولياء ۲/ 156).
وقال الواقدي: سمع علي [أي الرضا] الحديث من أبيه وعمومته وغيرهم، وكان ثقة، يفتي بمسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو ابن نيّف وعشرين سنة، وهو من طبقة الثامنة من التابعين من أهل المدينة. (عن تذكرة الخواص: ۳۱۵).