الخدر السليب

[ابو محمد السيلاوي]

الخدر السليب

امرأة وقور
تتعثر في مَشيتها
يكتنفها حزن شديد
حطم كاهلها
صنعته الاطماع
تسير بها الخطى
نحو نهر فرات
تحفها أطفال صغار
متعلقين بأطراف ردائها
الذي ضاعت معالمه
مع أديم الارض
يتعالى صراخهم
مع صهيل الخيل
وعطش فتت الاكباد
في هجير يوم قائض
وسياط تقدح أجسادهم
لتزيد المشهد جراح
وتمحوا صور
البراءة من والوجوه
يبقى سوى
دم خالطه الدمع والتراب
ليرسم أحداث مبهمة المعالم
ما لها من قرار
وبقايا أثواب
مزقتها أنياب الذئاب
التي يتعالى عوائها
في شدة الزحام
إلى جَسدٍ
مُضرج بالجراح
مسلوب الرأس والأكف
نادته بصوت
ملء الأفاق
أًخي أفق
أأما زلت راقدا
أفق
وأنظر إلى الخيام
تحرقت
والنساء قد سبيت
والأطفال قد شُردتْ
أفق ...
بحث عن خدري السليب
الذي ضاع
في زحمة السياط
والخيول
أفق ..
واسترجع القربة
التي طال انتظارها
العيال ما زالوا عطشى
أفق ...
وألّحق الغريب
السهام تنهشه من كل صوب
أفق ...
وعد بي إلى وطني
لأن الطريق طويل
والوحوش تملآ الفلوات
أفق ...
فإني ما زلت بالانتظار