بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على محمد وآله الطاهرين
واللعنة الدائمة على أعدائهم من الأولين والأخرين
قال المأمون يوماً للرضا (عليه السلام) :
أخبرني بأكبر فضيلة لأمير المؤمنين يدلّ عليها القرآن ،
فقال له الرضا (عليه السلام) : فضيلة في المباهلة ، قال الله جلّ جلاله : { فمن حاجّك فيه } ،
فدعا رسول الله (صلى الله عليه وآله)
الحسن والحسين (عليهما السلام) فكانا ابنيه ، ودعا فاطمة (عليها السلام)
فكانت في هذا الموضع نساءه ،
ودعا أمير المؤمنين (عليه السلام) فكان نفسه
بحكم الله عزّ وجلّ .. فثبت أنه ليس أحدٌ من خلق الله تعالى أجلّ من رسول الله (صلى الله عليه وآله)
وأفضل ، فواجب أن لا يكون أحدٌ أفضل من نفس رسول الله
(صلى الله عليه وآله )
بحكم الله عزّ وجلّ .
فقال له المأمون : أليس قد ذكر الله تعالى الأبناء بلفظ الجمع ،
وإنما دعا رسول الله (صلى الله عليه وآله) ابنيه خاصة ، وذكر النساء بلفظ الجمع ، وإنما دعا رسول الله (صلى الله عليه وآله) ابنته وحدها ..
فألا جاز أن يذكر الدعاء لمن هو نفسه ، ويكون المراد نفسه في الحقيقة دون غيره ، فلا يكون لأمير المؤمنين (عليه السلام) ما ذكرت من الفضل .
فقال له الرضا (عليه السلام) : ليس يصحّ ما ذكرت !..
وذلك أنّ الداعي إنما يكون داعياً لغيره ، كما أنّ الآمر آمر لغيره ، ولا يصحّ أن يكون داعياً لنفسه في الحقيقة ،كما لا يكون آمراً لها في الحقيقة ، وإذا لم يدعُ رسول الله (صلى الله عليه وآله) رجلاً في المباهلة إلا أمير المؤمنين (عليه السلام)
فقد ثبت أنه نفسه التي عناها الله سبحانه في كتابه ، وجعل له حكمه ذلك في تنزيله ..
فقال المأمون : إذا ورد الجواب سقط السؤال .
البحار ج 10 ص 350