تويت
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على محمد واله الطيبين الطاهرين
واللعنة الدائمة على اعدائهم الى قيام يوم الدين
البقرة: ١٢٧
وَ إِذْ يَرْفَعُ إِبْراهِيمُ الْقَواعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَ إِسْماعِيلُ رَبَّنا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (١٢٧)
إشارات:
- يُستفاد من آيات وروايات کثيرة أنّ بيت الکعبة المشرّفة کان قائماً منذ النبيّ آدم (عليه السلام) وقام النبيّ إبراهيم (عليه السلام) بإعادة بنائه. إذ تتحدّث الآية الکريمة علی لسان النبيّ إبراهيم عن قصّة إسکانه زوجتَه وولده في وادي مکّة: «رَبَّنَا إِنِّي أَسْكَنْتُ مِنْ ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِنْدَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ»١. إذن، کانت هناک بقايا للکعبة حتی في فترة رضاعة إسماعيل. وفي هذا تشير سورة آل عمران إلی أنّ الکعبة کانت أوّل بيت للناس، وکذلک تذکر عبارة الآية محلّ البحث قصّة رفع قواعد البيت علی يد إبراهيم عليه السلام، کلّ ذلک يدلّل علی أنّ الکعبة کانت موجودة قبل ذلک، وجاء إبراهيم مع ولده إسماعيل عليهما السلام ليعيدا بناءها. وفي خطبة القاصعة للإمام أمير المؤمنين علي (عليه السلام) المذکورة في کتاب نهج البلاغة يقول فيها: "ألاَ تَرَوْنَ أَنَّ اللّهَ، سُبْحَانَهُ، اخْتَبَرَ الاَْوَّلِينَ مِنْلَدُنْ آدَمَ صَلَوَاتُ اللّهِ عَلَيْهِ، إِلَی الاْخِرِينَ مِنْ هذَا الْعَالَمِ; بِأَحْجَار لاَ تَضُرُّ وَلاَ تَنْفَعُ، وَلاَ تُبْصِرُ وَلاَ تَسْمَعُ".٢٣
لم يکن إبراهيم وإسماعيل عليهما السلام ينجزان نفس العمل، ففي الحديث نقرأ: "فقام عليه وهو يبني وإسماعيل يناوله الحجارة"، وربّما بسبب هذا الاختلاف، لم يأت اسم إسماعيل مباشرةً بعد اسم إبراهيم، «يَرْفَعُ إبراهيم الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وإِسْمَاعِيلُ».
التعاليم:
١- لنتذکّر دائماً المؤسّسين للمشاريع الخيرية، «إِذْ يَرْفَعُ» «إِذْ» بمعنی تذکّر الماضي.
٢- أعمال البناء تصبح عبادة عندما توظّف في مسير تحقيق الأهداف الإلهية، لذلک يدعو إبراهيم وإسماعيل الله أن يتقبّل منهما، «يَرْفَعُ إبراهيم الْقَوَاعِدَ... رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا»
٣- ليس المهمّ العمل، بل قبوله، فحتی تشييد الکعبة إذا لم يکن موضع قبول الله، فلا قيمة له، «رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا».
٤ـ يجب أن نستصغر أعمالنا في مقابل عظمة الله، فالنبي إبراهيم (عليه السلام) لم يذکر جهوده في العمل والبناء بل قال: «رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا»
٥ـ ورد في الآيات: إنّ من شروط إجابة الدعاء وآدابه التحميد علی الله. لقد قرن إبراهيم (عليه السلام) دعاءه بالتحميد علی الله، «إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ».
١ سورة إبراهيم: الآية ٣٧.
٢ سورة آل عمران: الآية ٩٦.
٣ نهج البلاغة، الخطبة ١٩٢.
والصلاة والسلام على محمد واله الطيبين الطاهرين
واللعنة الدائمة على اعدائهم الى قيام يوم الدين
البقرة: ١٢٧
وَ إِذْ يَرْفَعُ إِبْراهِيمُ الْقَواعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَ إِسْماعِيلُ رَبَّنا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (١٢٧)
إشارات:
- يُستفاد من آيات وروايات کثيرة أنّ بيت الکعبة المشرّفة کان قائماً منذ النبيّ آدم (عليه السلام) وقام النبيّ إبراهيم (عليه السلام) بإعادة بنائه. إذ تتحدّث الآية الکريمة علی لسان النبيّ إبراهيم عن قصّة إسکانه زوجتَه وولده في وادي مکّة: «رَبَّنَا إِنِّي أَسْكَنْتُ مِنْ ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِنْدَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ»١. إذن، کانت هناک بقايا للکعبة حتی في فترة رضاعة إسماعيل. وفي هذا تشير سورة آل عمران إلی أنّ الکعبة کانت أوّل بيت للناس، وکذلک تذکر عبارة الآية محلّ البحث قصّة رفع قواعد البيت علی يد إبراهيم عليه السلام، کلّ ذلک يدلّل علی أنّ الکعبة کانت موجودة قبل ذلک، وجاء إبراهيم مع ولده إسماعيل عليهما السلام ليعيدا بناءها. وفي خطبة القاصعة للإمام أمير المؤمنين علي (عليه السلام) المذکورة في کتاب نهج البلاغة يقول فيها: "ألاَ تَرَوْنَ أَنَّ اللّهَ، سُبْحَانَهُ، اخْتَبَرَ الاَْوَّلِينَ مِنْلَدُنْ آدَمَ صَلَوَاتُ اللّهِ عَلَيْهِ، إِلَی الاْخِرِينَ مِنْ هذَا الْعَالَمِ; بِأَحْجَار لاَ تَضُرُّ وَلاَ تَنْفَعُ، وَلاَ تُبْصِرُ وَلاَ تَسْمَعُ".٢٣
لم يکن إبراهيم وإسماعيل عليهما السلام ينجزان نفس العمل، ففي الحديث نقرأ: "فقام عليه وهو يبني وإسماعيل يناوله الحجارة"، وربّما بسبب هذا الاختلاف، لم يأت اسم إسماعيل مباشرةً بعد اسم إبراهيم، «يَرْفَعُ إبراهيم الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وإِسْمَاعِيلُ».
التعاليم:
١- لنتذکّر دائماً المؤسّسين للمشاريع الخيرية، «إِذْ يَرْفَعُ» «إِذْ» بمعنی تذکّر الماضي.
٢- أعمال البناء تصبح عبادة عندما توظّف في مسير تحقيق الأهداف الإلهية، لذلک يدعو إبراهيم وإسماعيل الله أن يتقبّل منهما، «يَرْفَعُ إبراهيم الْقَوَاعِدَ... رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا»
٣- ليس المهمّ العمل، بل قبوله، فحتی تشييد الکعبة إذا لم يکن موضع قبول الله، فلا قيمة له، «رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا».
٤ـ يجب أن نستصغر أعمالنا في مقابل عظمة الله، فالنبي إبراهيم (عليه السلام) لم يذکر جهوده في العمل والبناء بل قال: «رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا»
٥ـ ورد في الآيات: إنّ من شروط إجابة الدعاء وآدابه التحميد علی الله. لقد قرن إبراهيم (عليه السلام) دعاءه بالتحميد علی الله، «إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ».
١ سورة إبراهيم: الآية ٣٧.
٢ سورة آل عمران: الآية ٩٦.
٣ نهج البلاغة، الخطبة ١٩٢.