وبعد أن عد الاقوال فيها: وأولى هذه الأقوال أن السؤال عن العقائد والأعمال ورأس ذلك لا إله إلا الله ومن أجله ولاية علي كرم اله وجهه.
والكشفي الترمذي في (مناقب مرتضوي) وأحمد بن حنبل في المسند عن أبي سعيد الخدري أنه يسئل في القيامة عن ولاية علي بن أبي طالب وروى الديلمي في الفردوس عن ابن عباس وأبي سعيد الخدري قال في قوله تعالى: أي يسئلون عن الاقرار بولاية علي بن أبي طالب.
وفي أرجح المطالب ص 63: يسئلون عن ولاية علي (نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة).
والحافظ أبو نعيم في حلية الأولياء، روى بسنده عن الشعبي عن ابن عباس: أي يسئلون عن ولاية علي بن أبي طالب. وقال الحافظ الواحدي في تفسير السبط ونقل عنه ابن حجر في الصواعق المحرقة 89/ في الفصل الأول / الآية الرابعة أنه قال: روي في قوله تعالى: (و قفوهم إنهم مسؤولون) أي عن ولاية علي و أهل البيت ع لأن الله تعالى أمر نبيه ص أن يعرف الخلق أنه لا يسألهم عن تبليغ الرسالة أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى و المعنى أنهم يسألون هل والوهم حق الموالاة كما أوصاهم النبي ص أم أضاعوها و أهملوها فتكون عليهم المطالبة و التبعة انتهى.
والفرقة بين المحبة والمودة، ان المحبة مكنونة في القلب والمودة اظهار المحبة المكنونة وذلك بإطاعة المحب للمحبوب وزيارته والسعي في مسرته وكسب مرضاته، وقد قيل:..
ان كان حبك صادقا لأطعته
إن المحب لمن يحب مطيع
وروى الخطيب الخوارزمي الحنفي في المناقب / 222 / ط ايران سنة 1312 هجرية وأخرجه أيضا في كتابه مقتل الحسين (ع): ج2 / 39 / ط النجف الأشرف سنة 1367 هجرية بسند آخر عن الحسن البصري عن عبد الله قال قال رسول الله ص إذا
<=
____________
=>
كان يوم القيامة يقعد علي بن أبي طالب على الفردوس و هو جبل قد علا على الجنة و فوقه عرش رب العالمين و من سفحه تنفجر أنهار الجنة و تتفرق في الجنان و هو جالس على كرسي من نور تجري بين يديه التسنيم فلا يجوز أحد على الصراط إلا و معه براءة بولايته و ولاية أهل بيته يشرف على الجنة فيدخل محبيه الجنة و مبغضيه النار.
ومن طريق البيهقي عن الحاكم النيسابوري بإسناده عن رسول الله (صلى الله عليه وآله): اذا جمع الله الأولين والآخرين يوم القيامة و نصب الصراط على جسر جهنم لم يجزها أحد إلا من كانت معه كتاب ولاية علي بن أبي طالب ع، وأخرجه المحب الطبري في الرياض النضرة: ج2 /172.
فيا ترى ما هذه الولاية التي لولاها لم يدخل احد الجنة ومن فقدها فمصيره جهنم وبئس المصير؟!
ثم اعلم ايها القارئ الكريم! لقد فسر رسول الله (نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة) كلمة المولى وأوضح مراده وكشف مقصده حينما سئل عن المعنى، ولفد أخرج القرشي علي بن حميد في شمس الأخبار /38 نقلا عن " سلوة العارفين " للموفق بالله الحسين بن اسماعيل الجرجاني والد المرشد بالله، باسناده عن النبي (نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة) أنه لما سئل عن معنى قوله: من كنت مولاه فعلي مولاه؟ قال: الله مولاي أولى بي من نفسي لا أمر لي معه و أنا مولى المؤمنين أولى بهم من أنفسهم لا أمر لهم معي و من كنت مولاه أولى به من نفسه لا أمر له معي فعلي بن أبي طالب مولاه أولى به من نفسه لا أمر له معه.
وقد ذكرنا أن ابن حجر نقل في صواعقه صفحة 25 / خطبة النبي (صلى الله عليه وآله) في غدير خم ومن جملة حديثه الشريف:
ايها الناس! ان الله مولاي وأنا مولى المؤمنين وأنا أولى بهم من أنفسهم فمن كنت مولاه فهذا علي مولاه... الخ.
ولا يخفى عليك أهمية فاء التفريع في قوله تعالى: ـ فمن كنت مولاه فهذا مولاه ـ.
<=
____________
=>
ولا يخفى عليك أهمية فاء التفريع في قوله: ـ فمن كنت مولاه فهذا مولاه ـ فيكون معناه: أنه كلما يكون لي من الأولوية يكون لعلي (نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة).
وهناك بعض الأخبار التي ذكرها بعض أعلام السنة يصرح فيها عمر بن الخطاب بأن عليا كان أولى من غيره بهذا الأمر.
ذكر الرغب في محاضراته: ج7 / 213: عن ابن عباس، قال كنت أسير مع عمر بن الخطاب في ليلة و عمر على بغل و أنا على فرس، فقرأ آية فيها ذكر عليّ بن أبي طالب نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة، فقال: أما و اللّه يا بني عبد المطلب لقد كان علي فيكم أولى بهذا الأمر منّي و من أبي بكر!! فقلت في نفسي لا أقالني اللّه إن أقلته.
فقلت: أنت تقول ذلك يا أمير المؤمنين؟ و أنت و صاحبك وثبتما و انتزعتم منّا الأمر دون الناس. فقال إليكم يا بني عبد المطلب! أما إنّكم أصحاب عمر بن الخطاب، فتأخّرت و تقدّم هنيئة، فقال: سر.. لا سرت، فقال: أعد عليّ كلامك. فقلت: إنّما ذكرت شيئا فرددت جوابه، و لو سكت سكتنا. فقال: و اللّه إنّا ما فعلنا ما فعلنا عداوة، و لكن استصغرناه و خشينا أن لا تجتمع عليه العرب و قريش لما قد وترها، فأردت أن أقول: كان رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله يبعثه في الكتيبة فينطح كبشها فلم يستصغره فتستصغره أنت و صاحبك؟ فقال: لا جرم، فكيف ترى؟ و اللّه ما نقطع أمرا دونه، و لا نعمل شيئا حتّى نستأذنه.
وفي شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد: ج6/50 و51 / ط دار احياء التراث العربي بيروت:
يروي عن عمر بن شبه بسنده عن ابن عباس أنه قال:... قال لي ـ أي عمر بن الخطاب ـ يا ابن عباس أما و الله إن صاحبك هذا لأولى الناس بالأمر بعد رسول الله ص إلا أنا خفناه على اثنين.
قال ابن عباس: فجاء بكلام لم أجد بدا من مسألته عنه.
<=
أظن أنه يكفي ما ذكرناه في خصوص قول رسول الله (صلى الله عليه وآله): " ألست أولى بكم من أنفسكم "؟ فلما أقروا له قال: من كنت مولاه فعلي مولاه، فهذه الجملة بعد ذلك الإقرار، دليل واضح على أن المراد من المولى الأولوية الثابتة للنبي (نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة) بنص القرآن الحكيم.
القرينة الخامسة
لقد أثبت المؤرخون وسجل المحدثون أن حسان بن ثابت الأنصاري أنشأ أبياتا في محضر رسول الله (نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة) يوم الغدير بعد أن نصب عليا بالخلافة والإمامة وشرح ذلك الموقف الخطير في شعره الشهير بمناسبة الغدير.
فقال له رسول الله (نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة) كما ذكر سبط ابن الجوزي وغيره: يا حسان لا تزال مؤيدا بروح القدس ما نصرتنا أو نافحت عنا بلسانك.
وقد ذكر ذلك كثير من أعلام السنة منهم:
الحافظ ابن مردويه أحمد بن موسى المفسر والمحدث الشهير في القرن الرابع الهجري المتوفي سنة 352 في كتابه المناقب.
وصدر الأئمة الموفق بن أحمد الخوارزمي وفي المناقب والفصل
____________
=>
فقلت: ما هما يا أمير المؤمنين؟
قال: خفناه على حداثة سنه و حبه بني عبد المطلب!
كفى للمصنف هذه التصريحات في أولوية الإمام علي (نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة) بالخلافة والإمامة على الأمة، وأنه أولى بالمؤمنين من أنفسهم كما كان رسول الله (صلى الله عليه وآله).
الرابع من كتابه مقتل الحسين نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة.
وجلال الدين السيوطي في كتابه " رسالة الأزهار ".
والحافظ أبو سعيد الخركوشي في " شرف المصطفى ".
والحافظ ابو الفتح النطنزي في الخصائص العلوية.
والحافظ جمال الدين الزرندي في نظم درر السمطين.
والحافظ أبو نعيم في ما نزل من القرآن في علي.
وشيخ الإسلام الحمويني في فرائد السمطين / باب 12.
والحافظ أبو سعيد السجستاني في كتابه الولاية.
وسبط ابن الجوزي في تذكرة الخواص /20.
والعلامة الكنجي الشافعي في كفاية الطالب / الباب الأول.
وغير هؤلاء الأعلام من علماء العامة ومؤرخيهم ذكروا عن أبي سعيد الخدري انه قال: أن حسان بن ثابت قام بعدما فرغ رسول الله (صلى الله عليه وآله) من خطابه يوم الغدير ، فقال: يا رسول الله! أتأذن لي أن أقول أبياتا؟
فقال له النبي (نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة): قل على بركة الله تعالى.
فصعد على مرتفع من الأرض وارتجل بهذه الأبيات:
يناديهم يوم الغدير نبيــهم
بخـــم فاسمع بالرسول مناديا
وقال فمن مولاكم و وليكم
فقالوا و لم يبدوا هناك التعاميا
إلهك مولانا و أنت ولينــا
ولم تلف منا لك اليوم عاصـيا
فقال له قم يا علي فإننــي
رضيتك من بعدي إماما و هاديا
من كنت مولاه فهذا وليـه
فكونوا له أتباع صدق مـواليـا
هناك دعا اللهم وال وليـه
و كن للذي عادى عليا معاديـا
فيتضح لكل منصف من هذه الأبيات: أن الأصحاب والحاضرين في يوم الغدير فهموا من حديث النبي (نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة) وخطابه وعمله أنه (نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة) نصب عليا (ع) إماما وخليفة على الناس، وأن رسول الله لم يقصد من كلمة المولى سوى الولاية الأولوية والتصرف في شئون العامة. فلذا صرح بذلك حسان في شعره بمسمع منه (نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة) ومرأى:
فقال له قم يا علي فإننــي رضيتك من بعدي إماما و هاديا(1)
____________
1- نجد لغير حسان أيضا من الصحابة أبياتا تتضمن هذا المعنى منهم الصحابي الجليل سيد الخزرج قيس بن سعد الخزرجي الأنصاري، كما ذكر أبيات شعره سبط ابن الجوزي في كتابه تذكرة خواص الأمة / 20/ فقال: إن قيس أنشدها بين يدي علي (نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة) في صفين:
قلت لنا بغى العدو علينــا:
حسبنا ربنا ونعم الوكيل
حسبنا ربنا الذي فتح البصرة
بالأمس والحديث طويل
ويقول فيها:
وعلـــــــي إمامــــــنا وإمـــــام
لســـوانا أتى به التنزيــل
يوم قال النبي: من كنت مولاه
فهذا مولاه خطب جــــليل
إنما قاله النبـــي على الأمـــــة
حتم ما فيـــه قـال وقيـــل
ومنهم عمرو بن العاص مع ما كان يحمله من البغضاء والعداء على أمير المؤمنين (نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة)، لكنه حينما تشاجر مع معاوية حول ولاية مصر وخراجه رد على كتاب معاوية بقصيدة معروفة بالجلجلية، ولكي تعرف مصادرها من كتب العامة راجع كتاب الغدير للعلامة الكبير والحبر الخبير الأميني نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة: ج2 ص114 وما بعد. قال فيها:....
نصرناك من جهلنا يا ابن هند
على النــبأ الأفضـــل الأعظم
وحيث رفعناك فوق الرؤوس
نـــزلنا إلى أسفـــل الأســـفــل
<=
____________
=>
وكم قد سمعنا من المصطفى
وصايا مخـــصصة في علي؟
وفي يوم ((خم)) رقى منـــبرا
يـــبلغ والركـــب لم يرحــــل
وفــي كفّــهِ كَفّــــهُ معلنــــــا
ينادي بأمر العزيـز العـــــلـــي
ألست بكم منكم في النفــوس
بأولى؟ قالوا: بـلى فافعـــل
فأنحــلـــه إمــرة المؤمنيــــن
من الله مستخـلــف المنحـــل
وقال: من كنت مولـــى لـــه
فهــذا لـــه اليــوم نـعم الولي
فوال مواليـــه يـا ذا الجـــلال
وعاد معادي أخ المـــرســـل
ولا تنقضوا العهد من عترتي
فقاطِعُهــــم بــيَ لم يــوصـــل
وقــال وليــكم فاحفـــــظـــوه
فمَدخلــــه فيكـــم مُدخـــــلـــي
فبخبـــخ شيخــــك لــمـا رأى
عُـــرى عَقْدِ حـــيْدَرَ لم تحــلّل
إلى آخر قصيدته التي يقول فيها مخاطبا لمعاوية:
فأنـــك فــي إمــرة المؤمنيـــن
ودعــوى الخلافــــة في معزل
ومـــا لـــك فـــيــهــــا ولا ذرة
ولا لـــــجــــــــــــدودك بـــالأول
فـإن كـــان بينـــكـــم نسبـــــة
فــــأيـن الحسام من المنجل؟!
وأين الحصى من نجوم السما؟
وأيــــن معاوية من علي؟!
أيها القارئ الكريم فكر في معنى البيتين وأنصف!
فأنحــلـــه إمــرة المؤمنيــــن
من الله مستخـلــف المنحــل
وقــال وليــكم فاحفـــــظـــوه
فـــمَدخلــــه فيكـــم مُدخــلـــي
هكذا فهم عمرو بن العاص حديث النبي وخطابه في الغدير.
ولو كان النبي (نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة) يقصد غير ما قاله حسان لأمر بتغير شعره ولكنه (نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة) أيد شعر حسان وقال له: لا تزال مؤيدا بروح القدس. وفي بعض الأخبار: لقد نطق روح القدس على لسانك! وهذا البيت يؤيد ويصدق ما رواه الطبري في كتابه الولاية من خطبة النبي (صلى الله عليه وآله) في يوم الغدير فقال فيما قال (نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة):
اسمعوا وأطيعوا فإن الله مولاكم وعلي إمامكم ثم الإمامة في ولدي من صلبه إلى يوم القيامة.
معاشر الناس هذا أخي ووصيي و واعي علمي وخليفتي على من آمن بي وعلى تفسير كتاب ربي.
الذين نقضوا العهد
على أي تقدير، يا اهل السنة سواء تفسرون حديث رسول الله (نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة) بما نفسره نحن الشيعة، أو بتفسيركم أنتم بأن النبي (نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة) أراد من قوله: " من كنت مولاه فعلي مولاه " أي المحب والناصر، فمما لاشك فيه أن الأصحاب خالفوا عليا (ع) بعد رسول الله في قضية الخلافة وخذلوه ولم ينصروه، فنقضوا العهد الذي أخذه منه نبيهم في الإمام علي (عليه السلام)، وهذا لا ينكره أحد من أهل العلم والاطلاع من الفريقين.
فعلى تقدير معنى المولى وتفسيره بالمحب والناصر، وأن النبي يوم الغدير أمر أصحابه أن يحبوا عليا وينصروه. فهل هجومهم على باب داره وإتيانهم النار ، وتهديدهم بحرق الدار ومن فيها، وترويعهم أهل البيت الشريف، وإيذاؤهم فاطمة وأبناءها، وإخراجهم عليا من البيت
كرها مصلتين سيوفهم عليه، يهددونه بالقتل إن لم يبايع أبا بكر، وضربهم حبيبة رسول الله وبضعته الزهراء حتى أسقطوا جنينها المحسن!!
فهل هذه الجرائم والجنيات التي ارتكبها كثير من الصحابة كان امتثالا لأمر النبي (نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة) يوم الغدير؟! أم كان خلافا له وهل كل ما فعلوه من حين السقيفة وبعدها إلى السيدة فاطمة الزهراء (ع)، يوافق ما فسرتموه من معنى المولى؟ أم انبعثت وكشفت عن البغضاء والشحناء؟!
وهل هذه الأعمال الوحشية، كانت المودة التي فرضها الله على المسلمين لقربى رسول الله (نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة)؟ ومن أقرب إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله) من فاطمة؟!
والله سبحانه يقول: {قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى }(1).
وأمرهم النبي (نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة) بصلة أقربائه وأمرهم النبي (صلى الله عليه وآله) أن يصلوا أقرباءه ولا يقطعوهم كما جاء في حلية الأولياء لأبي نعيم، وذكره الحمويني أيضا عن عكرمة عن ابن عباس كما نقله عنهما الحافظ سليمان القندوزي في ينابيع المودة / الباب الثالث والأربعون.
ونقله عن حلية الأولياء ابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة: ج9 / 170 / الخبر الثاني عشر / ط. دار إحياء التراث العربي:
قال رسول الله (نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة): من سره أن يحيا حياتي، و يموت مماتي، و يسكن جنة عدن التي غرسها ربي، فليوال عليا من بعدي و ليوال وليه و ليقتد بالأئمة من بعدي، فإنهم عترتي، خلقوا من طينتي و رزقوا فهما
____________
1- سورة الشورى، الآية 23.
و علما، فويل للمكذبين من أمتي القاطعين فيهم صلتي، لا أنالهم الله شفاعتي.
وكلهم عاهدوا رسول الله (نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة) على مودة أهل بيته ولكنهم نقضوا العهد، وكأنهم ما سمعوا ولم يقرءوا كتاب الله العزيز حيث: {والذين ينقضون عهد الله من بعد ميثاقه ويقطعون ما أمر الله أن يوصل ويفسدون في الأرض أولئك لهم اللعنة ولهم سوء الدار
والكشفي الترمذي في (مناقب مرتضوي) وأحمد بن حنبل في المسند عن أبي سعيد الخدري أنه يسئل في القيامة عن ولاية علي بن أبي طالب وروى الديلمي في الفردوس عن ابن عباس وأبي سعيد الخدري قال في قوله تعالى: أي يسئلون عن الاقرار بولاية علي بن أبي طالب.
وفي أرجح المطالب ص 63: يسئلون عن ولاية علي (نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة).
والحافظ أبو نعيم في حلية الأولياء، روى بسنده عن الشعبي عن ابن عباس: أي يسئلون عن ولاية علي بن أبي طالب. وقال الحافظ الواحدي في تفسير السبط ونقل عنه ابن حجر في الصواعق المحرقة 89/ في الفصل الأول / الآية الرابعة أنه قال: روي في قوله تعالى: (و قفوهم إنهم مسؤولون) أي عن ولاية علي و أهل البيت ع لأن الله تعالى أمر نبيه ص أن يعرف الخلق أنه لا يسألهم عن تبليغ الرسالة أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى و المعنى أنهم يسألون هل والوهم حق الموالاة كما أوصاهم النبي ص أم أضاعوها و أهملوها فتكون عليهم المطالبة و التبعة انتهى.
والفرقة بين المحبة والمودة، ان المحبة مكنونة في القلب والمودة اظهار المحبة المكنونة وذلك بإطاعة المحب للمحبوب وزيارته والسعي في مسرته وكسب مرضاته، وقد قيل:..
ان كان حبك صادقا لأطعته
إن المحب لمن يحب مطيع
وروى الخطيب الخوارزمي الحنفي في المناقب / 222 / ط ايران سنة 1312 هجرية وأخرجه أيضا في كتابه مقتل الحسين (ع): ج2 / 39 / ط النجف الأشرف سنة 1367 هجرية بسند آخر عن الحسن البصري عن عبد الله قال قال رسول الله ص إذا
<=
____________
=>
كان يوم القيامة يقعد علي بن أبي طالب على الفردوس و هو جبل قد علا على الجنة و فوقه عرش رب العالمين و من سفحه تنفجر أنهار الجنة و تتفرق في الجنان و هو جالس على كرسي من نور تجري بين يديه التسنيم فلا يجوز أحد على الصراط إلا و معه براءة بولايته و ولاية أهل بيته يشرف على الجنة فيدخل محبيه الجنة و مبغضيه النار.
ومن طريق البيهقي عن الحاكم النيسابوري بإسناده عن رسول الله (صلى الله عليه وآله): اذا جمع الله الأولين والآخرين يوم القيامة و نصب الصراط على جسر جهنم لم يجزها أحد إلا من كانت معه كتاب ولاية علي بن أبي طالب ع، وأخرجه المحب الطبري في الرياض النضرة: ج2 /172.
فيا ترى ما هذه الولاية التي لولاها لم يدخل احد الجنة ومن فقدها فمصيره جهنم وبئس المصير؟!
ثم اعلم ايها القارئ الكريم! لقد فسر رسول الله (نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة) كلمة المولى وأوضح مراده وكشف مقصده حينما سئل عن المعنى، ولفد أخرج القرشي علي بن حميد في شمس الأخبار /38 نقلا عن " سلوة العارفين " للموفق بالله الحسين بن اسماعيل الجرجاني والد المرشد بالله، باسناده عن النبي (نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة) أنه لما سئل عن معنى قوله: من كنت مولاه فعلي مولاه؟ قال: الله مولاي أولى بي من نفسي لا أمر لي معه و أنا مولى المؤمنين أولى بهم من أنفسهم لا أمر لهم معي و من كنت مولاه أولى به من نفسه لا أمر له معي فعلي بن أبي طالب مولاه أولى به من نفسه لا أمر له معه.
وقد ذكرنا أن ابن حجر نقل في صواعقه صفحة 25 / خطبة النبي (صلى الله عليه وآله) في غدير خم ومن جملة حديثه الشريف:
ايها الناس! ان الله مولاي وأنا مولى المؤمنين وأنا أولى بهم من أنفسهم فمن كنت مولاه فهذا علي مولاه... الخ.
ولا يخفى عليك أهمية فاء التفريع في قوله تعالى: ـ فمن كنت مولاه فهذا مولاه ـ.
<=
____________
=>
ولا يخفى عليك أهمية فاء التفريع في قوله: ـ فمن كنت مولاه فهذا مولاه ـ فيكون معناه: أنه كلما يكون لي من الأولوية يكون لعلي (نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة).
وهناك بعض الأخبار التي ذكرها بعض أعلام السنة يصرح فيها عمر بن الخطاب بأن عليا كان أولى من غيره بهذا الأمر.
ذكر الرغب في محاضراته: ج7 / 213: عن ابن عباس، قال كنت أسير مع عمر بن الخطاب في ليلة و عمر على بغل و أنا على فرس، فقرأ آية فيها ذكر عليّ بن أبي طالب نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة، فقال: أما و اللّه يا بني عبد المطلب لقد كان علي فيكم أولى بهذا الأمر منّي و من أبي بكر!! فقلت في نفسي لا أقالني اللّه إن أقلته.
فقلت: أنت تقول ذلك يا أمير المؤمنين؟ و أنت و صاحبك وثبتما و انتزعتم منّا الأمر دون الناس. فقال إليكم يا بني عبد المطلب! أما إنّكم أصحاب عمر بن الخطاب، فتأخّرت و تقدّم هنيئة، فقال: سر.. لا سرت، فقال: أعد عليّ كلامك. فقلت: إنّما ذكرت شيئا فرددت جوابه، و لو سكت سكتنا. فقال: و اللّه إنّا ما فعلنا ما فعلنا عداوة، و لكن استصغرناه و خشينا أن لا تجتمع عليه العرب و قريش لما قد وترها، فأردت أن أقول: كان رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله يبعثه في الكتيبة فينطح كبشها فلم يستصغره فتستصغره أنت و صاحبك؟ فقال: لا جرم، فكيف ترى؟ و اللّه ما نقطع أمرا دونه، و لا نعمل شيئا حتّى نستأذنه.
وفي شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد: ج6/50 و51 / ط دار احياء التراث العربي بيروت:
يروي عن عمر بن شبه بسنده عن ابن عباس أنه قال:... قال لي ـ أي عمر بن الخطاب ـ يا ابن عباس أما و الله إن صاحبك هذا لأولى الناس بالأمر بعد رسول الله ص إلا أنا خفناه على اثنين.
قال ابن عباس: فجاء بكلام لم أجد بدا من مسألته عنه.
<=
أظن أنه يكفي ما ذكرناه في خصوص قول رسول الله (صلى الله عليه وآله): " ألست أولى بكم من أنفسكم "؟ فلما أقروا له قال: من كنت مولاه فعلي مولاه، فهذه الجملة بعد ذلك الإقرار، دليل واضح على أن المراد من المولى الأولوية الثابتة للنبي (نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة) بنص القرآن الحكيم.
القرينة الخامسة
لقد أثبت المؤرخون وسجل المحدثون أن حسان بن ثابت الأنصاري أنشأ أبياتا في محضر رسول الله (نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة) يوم الغدير بعد أن نصب عليا بالخلافة والإمامة وشرح ذلك الموقف الخطير في شعره الشهير بمناسبة الغدير.
فقال له رسول الله (نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة) كما ذكر سبط ابن الجوزي وغيره: يا حسان لا تزال مؤيدا بروح القدس ما نصرتنا أو نافحت عنا بلسانك.
وقد ذكر ذلك كثير من أعلام السنة منهم:
الحافظ ابن مردويه أحمد بن موسى المفسر والمحدث الشهير في القرن الرابع الهجري المتوفي سنة 352 في كتابه المناقب.
وصدر الأئمة الموفق بن أحمد الخوارزمي وفي المناقب والفصل
____________
=>
فقلت: ما هما يا أمير المؤمنين؟
قال: خفناه على حداثة سنه و حبه بني عبد المطلب!
كفى للمصنف هذه التصريحات في أولوية الإمام علي (نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة) بالخلافة والإمامة على الأمة، وأنه أولى بالمؤمنين من أنفسهم كما كان رسول الله (صلى الله عليه وآله).
الرابع من كتابه مقتل الحسين نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة.
وجلال الدين السيوطي في كتابه " رسالة الأزهار ".
والحافظ أبو سعيد الخركوشي في " شرف المصطفى ".
والحافظ ابو الفتح النطنزي في الخصائص العلوية.
والحافظ جمال الدين الزرندي في نظم درر السمطين.
والحافظ أبو نعيم في ما نزل من القرآن في علي.
وشيخ الإسلام الحمويني في فرائد السمطين / باب 12.
والحافظ أبو سعيد السجستاني في كتابه الولاية.
وسبط ابن الجوزي في تذكرة الخواص /20.
والعلامة الكنجي الشافعي في كفاية الطالب / الباب الأول.
وغير هؤلاء الأعلام من علماء العامة ومؤرخيهم ذكروا عن أبي سعيد الخدري انه قال: أن حسان بن ثابت قام بعدما فرغ رسول الله (صلى الله عليه وآله) من خطابه يوم الغدير ، فقال: يا رسول الله! أتأذن لي أن أقول أبياتا؟
فقال له النبي (نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة): قل على بركة الله تعالى.
فصعد على مرتفع من الأرض وارتجل بهذه الأبيات:
يناديهم يوم الغدير نبيــهم
بخـــم فاسمع بالرسول مناديا
وقال فمن مولاكم و وليكم
فقالوا و لم يبدوا هناك التعاميا
إلهك مولانا و أنت ولينــا
ولم تلف منا لك اليوم عاصـيا
فقال له قم يا علي فإننــي
رضيتك من بعدي إماما و هاديا
من كنت مولاه فهذا وليـه
فكونوا له أتباع صدق مـواليـا
هناك دعا اللهم وال وليـه
و كن للذي عادى عليا معاديـا
فيتضح لكل منصف من هذه الأبيات: أن الأصحاب والحاضرين في يوم الغدير فهموا من حديث النبي (نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة) وخطابه وعمله أنه (نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة) نصب عليا (ع) إماما وخليفة على الناس، وأن رسول الله لم يقصد من كلمة المولى سوى الولاية الأولوية والتصرف في شئون العامة. فلذا صرح بذلك حسان في شعره بمسمع منه (نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة) ومرأى:
فقال له قم يا علي فإننــي رضيتك من بعدي إماما و هاديا(1)
____________
1- نجد لغير حسان أيضا من الصحابة أبياتا تتضمن هذا المعنى منهم الصحابي الجليل سيد الخزرج قيس بن سعد الخزرجي الأنصاري، كما ذكر أبيات شعره سبط ابن الجوزي في كتابه تذكرة خواص الأمة / 20/ فقال: إن قيس أنشدها بين يدي علي (نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة) في صفين:
قلت لنا بغى العدو علينــا:
حسبنا ربنا ونعم الوكيل
حسبنا ربنا الذي فتح البصرة
بالأمس والحديث طويل
ويقول فيها:
وعلـــــــي إمامــــــنا وإمـــــام
لســـوانا أتى به التنزيــل
يوم قال النبي: من كنت مولاه
فهذا مولاه خطب جــــليل
إنما قاله النبـــي على الأمـــــة
حتم ما فيـــه قـال وقيـــل
ومنهم عمرو بن العاص مع ما كان يحمله من البغضاء والعداء على أمير المؤمنين (نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة)، لكنه حينما تشاجر مع معاوية حول ولاية مصر وخراجه رد على كتاب معاوية بقصيدة معروفة بالجلجلية، ولكي تعرف مصادرها من كتب العامة راجع كتاب الغدير للعلامة الكبير والحبر الخبير الأميني نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة: ج2 ص114 وما بعد. قال فيها:....
نصرناك من جهلنا يا ابن هند
على النــبأ الأفضـــل الأعظم
وحيث رفعناك فوق الرؤوس
نـــزلنا إلى أسفـــل الأســـفــل
<=
____________
=>
وكم قد سمعنا من المصطفى
وصايا مخـــصصة في علي؟
وفي يوم ((خم)) رقى منـــبرا
يـــبلغ والركـــب لم يرحــــل
وفــي كفّــهِ كَفّــــهُ معلنــــــا
ينادي بأمر العزيـز العـــــلـــي
ألست بكم منكم في النفــوس
بأولى؟ قالوا: بـلى فافعـــل
فأنحــلـــه إمــرة المؤمنيــــن
من الله مستخـلــف المنحـــل
وقال: من كنت مولـــى لـــه
فهــذا لـــه اليــوم نـعم الولي
فوال مواليـــه يـا ذا الجـــلال
وعاد معادي أخ المـــرســـل
ولا تنقضوا العهد من عترتي
فقاطِعُهــــم بــيَ لم يــوصـــل
وقــال وليــكم فاحفـــــظـــوه
فمَدخلــــه فيكـــم مُدخـــــلـــي
فبخبـــخ شيخــــك لــمـا رأى
عُـــرى عَقْدِ حـــيْدَرَ لم تحــلّل
إلى آخر قصيدته التي يقول فيها مخاطبا لمعاوية:
فأنـــك فــي إمــرة المؤمنيـــن
ودعــوى الخلافــــة في معزل
ومـــا لـــك فـــيــهــــا ولا ذرة
ولا لـــــجــــــــــــدودك بـــالأول
فـإن كـــان بينـــكـــم نسبـــــة
فــــأيـن الحسام من المنجل؟!
وأين الحصى من نجوم السما؟
وأيــــن معاوية من علي؟!
أيها القارئ الكريم فكر في معنى البيتين وأنصف!
فأنحــلـــه إمــرة المؤمنيــــن
من الله مستخـلــف المنحــل
وقــال وليــكم فاحفـــــظـــوه
فـــمَدخلــــه فيكـــم مُدخــلـــي
هكذا فهم عمرو بن العاص حديث النبي وخطابه في الغدير.
ولو كان النبي (نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة) يقصد غير ما قاله حسان لأمر بتغير شعره ولكنه (نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة) أيد شعر حسان وقال له: لا تزال مؤيدا بروح القدس. وفي بعض الأخبار: لقد نطق روح القدس على لسانك! وهذا البيت يؤيد ويصدق ما رواه الطبري في كتابه الولاية من خطبة النبي (صلى الله عليه وآله) في يوم الغدير فقال فيما قال (نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة):
اسمعوا وأطيعوا فإن الله مولاكم وعلي إمامكم ثم الإمامة في ولدي من صلبه إلى يوم القيامة.
معاشر الناس هذا أخي ووصيي و واعي علمي وخليفتي على من آمن بي وعلى تفسير كتاب ربي.
الذين نقضوا العهد
على أي تقدير، يا اهل السنة سواء تفسرون حديث رسول الله (نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة) بما نفسره نحن الشيعة، أو بتفسيركم أنتم بأن النبي (نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة) أراد من قوله: " من كنت مولاه فعلي مولاه " أي المحب والناصر، فمما لاشك فيه أن الأصحاب خالفوا عليا (ع) بعد رسول الله في قضية الخلافة وخذلوه ولم ينصروه، فنقضوا العهد الذي أخذه منه نبيهم في الإمام علي (عليه السلام)، وهذا لا ينكره أحد من أهل العلم والاطلاع من الفريقين.
فعلى تقدير معنى المولى وتفسيره بالمحب والناصر، وأن النبي يوم الغدير أمر أصحابه أن يحبوا عليا وينصروه. فهل هجومهم على باب داره وإتيانهم النار ، وتهديدهم بحرق الدار ومن فيها، وترويعهم أهل البيت الشريف، وإيذاؤهم فاطمة وأبناءها، وإخراجهم عليا من البيت
كرها مصلتين سيوفهم عليه، يهددونه بالقتل إن لم يبايع أبا بكر، وضربهم حبيبة رسول الله وبضعته الزهراء حتى أسقطوا جنينها المحسن!!
فهل هذه الجرائم والجنيات التي ارتكبها كثير من الصحابة كان امتثالا لأمر النبي (نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة) يوم الغدير؟! أم كان خلافا له وهل كل ما فعلوه من حين السقيفة وبعدها إلى السيدة فاطمة الزهراء (ع)، يوافق ما فسرتموه من معنى المولى؟ أم انبعثت وكشفت عن البغضاء والشحناء؟!
وهل هذه الأعمال الوحشية، كانت المودة التي فرضها الله على المسلمين لقربى رسول الله (نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة)؟ ومن أقرب إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله) من فاطمة؟!
والله سبحانه يقول: {قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى }(1).
وأمرهم النبي (نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة) بصلة أقربائه وأمرهم النبي (صلى الله عليه وآله) أن يصلوا أقرباءه ولا يقطعوهم كما جاء في حلية الأولياء لأبي نعيم، وذكره الحمويني أيضا عن عكرمة عن ابن عباس كما نقله عنهما الحافظ سليمان القندوزي في ينابيع المودة / الباب الثالث والأربعون.
ونقله عن حلية الأولياء ابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة: ج9 / 170 / الخبر الثاني عشر / ط. دار إحياء التراث العربي:
قال رسول الله (نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة): من سره أن يحيا حياتي، و يموت مماتي، و يسكن جنة عدن التي غرسها ربي، فليوال عليا من بعدي و ليوال وليه و ليقتد بالأئمة من بعدي، فإنهم عترتي، خلقوا من طينتي و رزقوا فهما
____________
1- سورة الشورى، الآية 23.
و علما، فويل للمكذبين من أمتي القاطعين فيهم صلتي، لا أنالهم الله شفاعتي.
اترك تعليق: