إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

مفردات قيّمة من القرآن الكريم، ﴿وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَى﴾

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • مفردات قيّمة من القرآن الكريم، ﴿وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَى﴾

    بِسْمِ اَللهِ اَلرَّحْمنِ اَلرَّحِيمِ

    اللهم صلِّ على مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّد


    قال الله تعالى: ﴿حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَى وَقُومُوا للهِ قَانِتِينَ﴾.[1]
    هناك اختلاف كبير في المقصود من الصلاة الوسطى أي صلاة هي من بين الصلوات، سواء كانت يومية أو غيرها من الصلوات الواجبة أو حتى من الصلوات المستحبة، فاللفظ مطلق لقوله تعالى: ﴿حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَات﴾، ولكن بقرينة قوله تعالى: ﴿وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَى﴾، فهما كلمتان لا يمكن نسبتهما إلا على الصلوات المرتبة اليومية، الصبح والظهر والعصر والمغرب والعشاء، هذا من جهة.
    ومن جهة أخرى يستدل بالآية على وجوب القيام وشرطيته في الصلاة وتقريب الاستدلال ان قوله تعالى: ﴿وَقُومُوا للهِ﴾، بحسب إطلاق الأمر ظاهر في الوجوب ولا شيء من القيام بواجب إلا في الصلاة فإثبات الكبرى بحسب دلالة الآية وتعيين الصغرى بحسب الاستقراء وأيضا قوله تعالى: ﴿وَقُومُوا﴾، عطف على حافظوا الدالة على وجوب المحافظة والمراقبة فيكون القيام أيضا واجبا، وأيضا القيام مقرون بالقنوت والقنوت في عرف الفقهاء رفع اليدين بالدعاء حال القيام فتعين ان القيام الواجب بحسب الأمر هو القيام في الصلاة.
    والجهة الثالثة: هي لمّا حثّ الله سبحانه عباده على الاطاعة والامتثال بأنواع الطاعة، خصّ‌ الصلاة بالمحافظة عليها، لأنّها أعظم الطاعات، ولئلاّ يشتغلوا عنها بغيرها من الأحكام المشوبة بالحظوظ النفسانيّة من النكاح وغيره، فقال: ﴿حَافِظُوا﴾، داوموا عَلَى الصلوات‌ في مواقيتها بأداء أركانها.
    والجهة الرابعة: ﴿وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَى﴾، بين الصلوات، أو الفضلى، من قولهم للأفضل: الأوسط.

    وتخصيص الصلاة الوسطى بالأمر بالمحافظة عليها - مع أنّها داخلة في الصلوات، واللام للاستغراق - لاختصاصها بمزيد فضل يقتضي رفع شأنها، فإفرادها بالذكر كإفراد النخل والرمّان بين الفاكهة، وجبرئيل عن الملائكة.
    وهي صلاة الظهر والتأكيد على هذه الصلاة كان بسبب حرارة الجو في الصيف، أو بسبب انشغال الناس في اُمور الدنيا والكسب فلذلك كانوا لا يعيرون لها أهمية.
    وقد ورد في أخبار اهل بيت العصمة صلوات الله عليهم تفسير المقصود من الصلاة الوسطى فعَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ اَللَّهِ عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ قَالَ: ((صَلاَةُ اَلْوُسْطَى هِيَ اَلْوُسْطَى مِنْ صَلاَةِ اَلنَّهَارِ وَهِيَ اَلظُّهْرُ وَإِنَّمَا يُحَافِظُ أَصْحَابُنَا عَلَى اَلزَّوَالِ مِنْ أَجْلِهَا)).
    [2]
    وكذلك ورد في هذا الخصوص عَنْ عَبْدِ اَللهِ بْنِ سِنَانٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ اَللهِ عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ قَالَ: ((﴿وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَى﴾، اَلظُّهْرُ ﴿وَقُومُوا للهِ قَانِتِينَ﴾، إِقْبَالُ اَلرَّجُلِ عَلَى صَلاَتِهِ وَمُحَافَظَتُهُ عَلَى وَقْتِهَا حَتَّى لاَ يُلْهِيَهُ عَنْهَا وَلاَ يَشْغَلَهُ شَيْءٌ)).[3]
    وقيل: صلاة الفجر. ويؤيّده قوله: ﴿.. وَقُرْآنَ الْفَجْرِ ۖ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا[4]، ولأنّها بين صلاتي النهار والليل.
    وقيل: المغرب، لأنّها المتوسّط بالعدد.
    وقيل: العشاء، لأنّها بين جهرتين واقعتين في طرفي الليل.
    وعليه لما لم يكن في العبادات المجعولة المخترعة امر أعظم من الصلاة اذ هي الحضور بين يدي الله، والقيام في صف العبيد، وتكبير له تعالى، وحمد وثناء وإقرار بالمالكية، وتحقق يوم الجزاء، وحصر المعبود فيه، والمعين به، ودعاء بإبقاء الهداية الى الطريق الوسط الخالص من الافراط والتفريط، وتعظيم وسجود وهكذا، فلا بد للعبد من المواظبة عليها حتى يشتد الربط. وبالتكرر يصل العلم او مجرد التفوه الى العين فالمواظبة في هذا المطلب تكون لازمة بحكم العقل.
    والطف ما ورد من تفسير لهذه الآية الشريفة عَنْ عَبْدِ اَلرَّحْمَنِ بْنِ كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اَللهِ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ‌): فِي قَوْلِهِ‌: ﴿حافِظُوا عَلَى اَلصَّلَواتِ‌ واَلصَّلاةِ اَلْوُسْطى وَقُومُوا للهِ قانِتِينَ﴾، . قَالَ‌: ((اَلصَّلَوَاتُ‌: رَسُولُ اَللهِ‌ (صَلَّى اَللهُ عَلَيْهِ وآلِهِ‌) وأَمِيرُ اَلْمُؤْمِنِينَ‌ وفَاطِمَةُ‌ واَلْحَسَنُ‌ واَلْحُسَيْنُ‌ (سَلاَمُ اَللهِ عَلَيْهِمْ‌)، واَلْوُسْطَى: أَمِيرُ اَلْمُؤْمِنِينَ‌ ﴿وَقُومُوا للهِ قانِتِينَ﴾،‌ طَائِعِينَ لِلْأَئِمَّةِ)).
    [5]
    فقوله تعالى: ﴿وَقُومُوا للهِ﴾، في الصلاة ﴿قانِتِينَ﴾، دائمين في قيامكم، أو خاشعين، أو ذاكرين له في القيام. والقنوت الذكر فيه.
    وبذلك فالآية توضّح أنّ إقامة الصلاة والارتباط بين العبد وخالقه يجب أن يتحقق في جميع الظروف والحالات، وبهذا تتحصل نقطة ارتكاز للإنسان واعتماده على الله.

    [1] سورة القرة، الآية: 238.
    [2] وسائل الشيعة، ج 4، ص 23.
    [3] نفس المصدر.
    [4] سورة الفجر، الآية: 78.
    [5] تفسير العياشي، ج 1، ص 128.

    التعديل الأخير تم بواسطة الاشتر; الساعة 10-09-2024, 04:09 PM.
المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
حفظ-تلقائي
Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
x
يعمل...
X