بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ان الأخبار كما نلاحظ أنها قد وفّرت لنا الإجابة عن علّة الغيبة وحدّدتها بما يلي :
أولا : إنها سرّ من أسرار اللّه ، وغيب من غيب اللّه . فعلينا أن نؤمن بها من دون السؤال عن السبب بل على أنها فعل من اللّه عزّ وجل وأفعاله كلها حكمة وإن كان وجهها غير منكشف لنا .
ثانيا : أنها ليست أمرا غريبا بل أنها حصلت للإمام المهدي عجّل اللّه تعالى فرجه الشّريف كما حصلت مع الكثير من أنبياء اللّه عزّ وجل .
ثالثا : أنها علّلت الغيبة بالخوف على النفس من القتل لكثرة الأعداء المتربصين .
رابعا : الخوف على الإمام عجّل اللّه تعالى فرجه الشّريف عند الظهور من الذبح .
خامسا : لكي لا يكون في عنقه بيعة لأحد من الناس .
نعم يمكن لنا أن نستنتج من هذه الروايات ومن الأحداث التي رافقت عملية ولادة الإمام عجّل اللّه تعالى فرجه الشّريف واستتاره عن الناس ووقوع غيبته مجموعة من الفوائد الأساسية لهذه الغيبة وهي[1]:
أولا : امتحان الناس واختبار مرتبة تسليمهم فقد كانت غيبة بعض الأنبياء الكرام عليهم السّلام من أهم ما امتحنت به الأمم السابقة ، فلا بد وأن يجري ذلك في هذه الأمة . من الاختبارات والامتحانات بأنواعها المختلفة .
والسبب في هذا الامتحان هو أن ينكشف حال الإنسان بالنسبة إلى نفسه حيث أنه يخفى كثيرا حال الإنسان على نفسه . فيهلك من هلك عن بيّنة ، ويحيى من حيا عن بينة .
والامتحان بغيبة الإمام المهدي عجّل اللّه تعالى فرجه الشّريف من أشد الامتحانات ، وإن المتمسّك فيها بدينه كالخارط للقتاد ، هذا مضافا إلى أن في التصديق والالتزام والإيمان بما أخبره النبي صلّى اللّه عليه وآله وسلّم من الأمور الغيبية امتحانا ، وهو ثمرة صفاء الباطن .
فامتحان الناس بغيبته عجّل اللّه تعالى فرجه الشّريف يكون عملا وعلما وإيمانا ، أما عملا فلما يحدث في زمن الغيبة من الفتن الشديدة الكثيرة ووقوع الناس في بليّات عظيمة بحيث يصير من أصعب الأمور المواظبة على الوظائف الدينية ، وأما علما وإيمانا فلأنه إيمان بالغيب فلا يؤمن به إلا من كمل إيمانه وقويت معرفته .
والحاصل أن الناس ممتحنون في الإيمان باللّه والتسليم والتصديق بما أخبر به النبي صلّى اللّه عليه وآله وسلّم ، إلّا أن الامتحان بالإيمان بالأمور الغيبية ربما يكون أشد من غيره ، وقد جاء وصف هؤلاء المؤمنين في قوله تعالى : ذلِكَ الْكِتابُ لا رَيْبَ فِيهِ هُدىً لِلْمُتَّقِينَ * الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ . . . وذلك لأن الإيمان بكل ما هو غيب عنا مما أخبر به النبي صلّى اللّه عليه وآله وسلّم لا يحصل إلّا لأهل اليقين الذين نجوا من ظلمة وساوس الشيطان والشبهات .
ثانيا : مجازاة الأمة وتأديبها .
وذلك لأن الأمة إن لم تقم بواجبها تجاه الرسول والإمام من الامتثال لأوامره ونواهيه ومعاونته . بل عصته وتجاوزت الحد إلى أن صارت تؤذيه بكل وسيلة فإنه يجوز للإمام ترك هذه الأمة والاعتزال عنها لتأديبها وتحذيرها لعلها ترجع إلى الصواب وإلى رشدها وتدرك فوائد وجود الرسول والإمام بين أظهرها مبلغا هاديا ومرشدا داعيا .
والتاريخ يشهد لنا أن أهل البيت عليهم السّلام لاقوا أشد أنواع الأذى والشدائد من أسر وقتل وحبس وتشريد ونفي عن الأوطان مع عدم قيام الأمة بواجب حقّهم الذي أمرهم اللّه تعالى به وجعله أجر الرسالة .
والإمام المهدي المنتظر عجّل اللّه تعالى فرجه الشّريف قد أحاط علمه بجميع تلك الأخبار ، وعلم أن تلك الأعمال ستكون بالنسبة إليه أشد وأقسى وأمرّ لما علموا من سيرته عجّل اللّه تعالى فرجه الشّريف وأنه يخرج بالسيف فاعتزل واختفى حتى لا يعاملوه معاملة آبائه وأجداده الكرام ، ولم يفعل ذلك إلّا تأديبا وتنبيها للأمة .
فعن الإمام أبي جعفر عليه السّلام أنه قال :
« إن اللّه إذا كره لنا جوار قوم نزعنا من بين أظهرهم » .
وفي الحديث :
« إن أشد ما يكون غضب اللّه على أعدائه إذا افتقدوا حجته فلم يظهر لهم ، وقد علم اللّه عزّ وجل أن أوليائه لا يرتابون ولو علم أنهم يرتابون ما غيّب حجته طرفة عين عنهم ، ولا يكون ذلك إلا على رأس شرار الناس » .
فيحتمل أن تكون الجملة الأخيرة إشارة إلى أن الغضب في الغيبة مختص بالأشرار .
ثالثا : تكميل النفوس وتهذيبها .
فإن الناس يختلفون في درجة الاستعداد وتحمّل التكاليف ومنه منشأ اختلاف درجات الإيمان وارتقاء البشر من ناحية العلوم والمعارف لتكميل العقول ونضوجها ، وقد ورد في وصف أصحاب الحجة عجّل اللّه تعالى فرجه الشّريف أنهم العلماء والنجباء والقضاة والحكام رهبان بالليل ليوث بالنهار وهم أطوع له عجّل اللّه تعالى فرجه الشّريف من الأمة لسيدها وهم من خشية اللّه مشفقون يتمنون أن يقتلوا في سبيل اللّه .
فيصح ما ورد من الأخبار أن المهدي عجّل اللّه تعالى فرجه الشّريف إذا ظهر بالحق سيحكم بعلمه الواسع ، وينشر العلوم والمعارف الحقّة بين الناس ويكشف لهم الحقائق بعد أن كانت مخفيّة ، ويعيد ويجدد الدين الإسلامي غضّا سليما ، وينفي ويبعد منه ما التحق به من الشوائب والبدع حتى ليحسب الناس أنه جاء بدين جديد وكتاب جديد ، فإن سيرته عجّل اللّه تعالى فرجه الشّريف مبنيّة على الحقائق والحكم بالواقعيات ورفض التقية والتسامح في الأمور الدينية ، فالمهدي عجّل اللّه تعالى فرجه الشّريف شديد على أهل المعاصي ومنكري الحق .
وبالتالي فإن هذه الإجراءات الإصلاحية ونشر الحقائق السليمة تحتاج إلى عقول أرقى وأنقى واستعداد أكمل وإلى نفوس زاكية صالحة وقلوب من خشية اللّه خاشعة وللوصول إلى الدرجات الغالية الراغبة .
فربما كان الغرض من تأخير ظهوره عجّل اللّه تعالى فرجه الشّريف وإدامة غيبته هو رجاء حصول هذا الرقي والكمال ببركة انتشار العلوم والمعارف المختلفة التي هي في تكامل يوما فيوما .
رابعا : الخوف من القتل .
فلأن الخوف من القتل هو أحد أهم الأسباب التي دعت الإمام المهدي عجّل اللّه تعالى فرجه الشّريف إلى الغيبة والاختفاء ، ويستفاد ذلك من بعض الأحاديث كما تقدم .
وفي بعض الأحاديث عن الإمام أبي جعفر عليه السّلام :
« أن في القائم من آل محمد صلّى اللّه عليه وآله وسلّم شبها من خمسة من الرسل يونس بن متى ويوسف بن يعقوب وموسى وعيسى ومحمد صلوات اللّه عليهم . . . وأما شبهه من موسى فدوام خوفه وطول مدّته وخفاء ولادته وتعب شيعته من بعده بما لقوا من الأذى والهوان إلى أن أذن اللّه عزّ وجل في ظهوره ونصره وأيده على عدوّه . . . »[2].
فكان فرار موسى بن عمران عليه وعلى نبينا وآله الصلاة والسلام من مصر ووروده على شعيب بسبب الخوف من القتل .
قال تعالى :
فَفَرَرْتُ مِنْكُمْ لَمَّا خِفْتُكُمْ فَوَهَبَ لِي رَبِّي حُكْماً وَجَعَلَنِي مِنَ الْمُرْسَلِينَ[3].
وهو الذي أوجب التجاء نبيّنا المعظّم صلّى اللّه عليه وآله وسلّم في شعب أبي طالب واختفاءه أخيرا في الغار حين أرادوا قتله .
والمهدي المنتظر عجّل اللّه تعالى فرجه الشّريف يخشى القتل لعدم وجود الأسباب العادية لنصرته وتقدّمه في دعوته ، وقوّة الأعداء ، فلا مفرّ له من الاعتزال والغيبة حتى يأتي اللّه تعالى بأمره .
قال الشيخ الطوسي ( رضوان اللّه عليه ) :
« لا علّة تمنع من ظهوره عجّل اللّه تعالى فرجه الشّريف إلّا خوفه على نفسه من القتل لأنه لو كان غير ذلك لما ساغ له الاستتار وكان يتحمّل المشاق والأذى ، فإن منازل الأئمة عليهم السّلام وكذلك الأنبياء عليهم السّلام إنّما تعظم لتحمّلهم المشاق العظيمة في ذات اللّه تعالى »[4].
-------------------------------------------اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ان الأخبار كما نلاحظ أنها قد وفّرت لنا الإجابة عن علّة الغيبة وحدّدتها بما يلي :
أولا : إنها سرّ من أسرار اللّه ، وغيب من غيب اللّه . فعلينا أن نؤمن بها من دون السؤال عن السبب بل على أنها فعل من اللّه عزّ وجل وأفعاله كلها حكمة وإن كان وجهها غير منكشف لنا .
ثانيا : أنها ليست أمرا غريبا بل أنها حصلت للإمام المهدي عجّل اللّه تعالى فرجه الشّريف كما حصلت مع الكثير من أنبياء اللّه عزّ وجل .
ثالثا : أنها علّلت الغيبة بالخوف على النفس من القتل لكثرة الأعداء المتربصين .
رابعا : الخوف على الإمام عجّل اللّه تعالى فرجه الشّريف عند الظهور من الذبح .
خامسا : لكي لا يكون في عنقه بيعة لأحد من الناس .
نعم يمكن لنا أن نستنتج من هذه الروايات ومن الأحداث التي رافقت عملية ولادة الإمام عجّل اللّه تعالى فرجه الشّريف واستتاره عن الناس ووقوع غيبته مجموعة من الفوائد الأساسية لهذه الغيبة وهي[1]:
أولا : امتحان الناس واختبار مرتبة تسليمهم فقد كانت غيبة بعض الأنبياء الكرام عليهم السّلام من أهم ما امتحنت به الأمم السابقة ، فلا بد وأن يجري ذلك في هذه الأمة . من الاختبارات والامتحانات بأنواعها المختلفة .
والسبب في هذا الامتحان هو أن ينكشف حال الإنسان بالنسبة إلى نفسه حيث أنه يخفى كثيرا حال الإنسان على نفسه . فيهلك من هلك عن بيّنة ، ويحيى من حيا عن بينة .
والامتحان بغيبة الإمام المهدي عجّل اللّه تعالى فرجه الشّريف من أشد الامتحانات ، وإن المتمسّك فيها بدينه كالخارط للقتاد ، هذا مضافا إلى أن في التصديق والالتزام والإيمان بما أخبره النبي صلّى اللّه عليه وآله وسلّم من الأمور الغيبية امتحانا ، وهو ثمرة صفاء الباطن .
فامتحان الناس بغيبته عجّل اللّه تعالى فرجه الشّريف يكون عملا وعلما وإيمانا ، أما عملا فلما يحدث في زمن الغيبة من الفتن الشديدة الكثيرة ووقوع الناس في بليّات عظيمة بحيث يصير من أصعب الأمور المواظبة على الوظائف الدينية ، وأما علما وإيمانا فلأنه إيمان بالغيب فلا يؤمن به إلا من كمل إيمانه وقويت معرفته .
والحاصل أن الناس ممتحنون في الإيمان باللّه والتسليم والتصديق بما أخبر به النبي صلّى اللّه عليه وآله وسلّم ، إلّا أن الامتحان بالإيمان بالأمور الغيبية ربما يكون أشد من غيره ، وقد جاء وصف هؤلاء المؤمنين في قوله تعالى : ذلِكَ الْكِتابُ لا رَيْبَ فِيهِ هُدىً لِلْمُتَّقِينَ * الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ . . . وذلك لأن الإيمان بكل ما هو غيب عنا مما أخبر به النبي صلّى اللّه عليه وآله وسلّم لا يحصل إلّا لأهل اليقين الذين نجوا من ظلمة وساوس الشيطان والشبهات .
ثانيا : مجازاة الأمة وتأديبها .
وذلك لأن الأمة إن لم تقم بواجبها تجاه الرسول والإمام من الامتثال لأوامره ونواهيه ومعاونته . بل عصته وتجاوزت الحد إلى أن صارت تؤذيه بكل وسيلة فإنه يجوز للإمام ترك هذه الأمة والاعتزال عنها لتأديبها وتحذيرها لعلها ترجع إلى الصواب وإلى رشدها وتدرك فوائد وجود الرسول والإمام بين أظهرها مبلغا هاديا ومرشدا داعيا .
والتاريخ يشهد لنا أن أهل البيت عليهم السّلام لاقوا أشد أنواع الأذى والشدائد من أسر وقتل وحبس وتشريد ونفي عن الأوطان مع عدم قيام الأمة بواجب حقّهم الذي أمرهم اللّه تعالى به وجعله أجر الرسالة .
والإمام المهدي المنتظر عجّل اللّه تعالى فرجه الشّريف قد أحاط علمه بجميع تلك الأخبار ، وعلم أن تلك الأعمال ستكون بالنسبة إليه أشد وأقسى وأمرّ لما علموا من سيرته عجّل اللّه تعالى فرجه الشّريف وأنه يخرج بالسيف فاعتزل واختفى حتى لا يعاملوه معاملة آبائه وأجداده الكرام ، ولم يفعل ذلك إلّا تأديبا وتنبيها للأمة .
فعن الإمام أبي جعفر عليه السّلام أنه قال :
« إن اللّه إذا كره لنا جوار قوم نزعنا من بين أظهرهم » .
وفي الحديث :
« إن أشد ما يكون غضب اللّه على أعدائه إذا افتقدوا حجته فلم يظهر لهم ، وقد علم اللّه عزّ وجل أن أوليائه لا يرتابون ولو علم أنهم يرتابون ما غيّب حجته طرفة عين عنهم ، ولا يكون ذلك إلا على رأس شرار الناس » .
فيحتمل أن تكون الجملة الأخيرة إشارة إلى أن الغضب في الغيبة مختص بالأشرار .
ثالثا : تكميل النفوس وتهذيبها .
فإن الناس يختلفون في درجة الاستعداد وتحمّل التكاليف ومنه منشأ اختلاف درجات الإيمان وارتقاء البشر من ناحية العلوم والمعارف لتكميل العقول ونضوجها ، وقد ورد في وصف أصحاب الحجة عجّل اللّه تعالى فرجه الشّريف أنهم العلماء والنجباء والقضاة والحكام رهبان بالليل ليوث بالنهار وهم أطوع له عجّل اللّه تعالى فرجه الشّريف من الأمة لسيدها وهم من خشية اللّه مشفقون يتمنون أن يقتلوا في سبيل اللّه .
فيصح ما ورد من الأخبار أن المهدي عجّل اللّه تعالى فرجه الشّريف إذا ظهر بالحق سيحكم بعلمه الواسع ، وينشر العلوم والمعارف الحقّة بين الناس ويكشف لهم الحقائق بعد أن كانت مخفيّة ، ويعيد ويجدد الدين الإسلامي غضّا سليما ، وينفي ويبعد منه ما التحق به من الشوائب والبدع حتى ليحسب الناس أنه جاء بدين جديد وكتاب جديد ، فإن سيرته عجّل اللّه تعالى فرجه الشّريف مبنيّة على الحقائق والحكم بالواقعيات ورفض التقية والتسامح في الأمور الدينية ، فالمهدي عجّل اللّه تعالى فرجه الشّريف شديد على أهل المعاصي ومنكري الحق .
وبالتالي فإن هذه الإجراءات الإصلاحية ونشر الحقائق السليمة تحتاج إلى عقول أرقى وأنقى واستعداد أكمل وإلى نفوس زاكية صالحة وقلوب من خشية اللّه خاشعة وللوصول إلى الدرجات الغالية الراغبة .
فربما كان الغرض من تأخير ظهوره عجّل اللّه تعالى فرجه الشّريف وإدامة غيبته هو رجاء حصول هذا الرقي والكمال ببركة انتشار العلوم والمعارف المختلفة التي هي في تكامل يوما فيوما .
رابعا : الخوف من القتل .
فلأن الخوف من القتل هو أحد أهم الأسباب التي دعت الإمام المهدي عجّل اللّه تعالى فرجه الشّريف إلى الغيبة والاختفاء ، ويستفاد ذلك من بعض الأحاديث كما تقدم .
وفي بعض الأحاديث عن الإمام أبي جعفر عليه السّلام :
« أن في القائم من آل محمد صلّى اللّه عليه وآله وسلّم شبها من خمسة من الرسل يونس بن متى ويوسف بن يعقوب وموسى وعيسى ومحمد صلوات اللّه عليهم . . . وأما شبهه من موسى فدوام خوفه وطول مدّته وخفاء ولادته وتعب شيعته من بعده بما لقوا من الأذى والهوان إلى أن أذن اللّه عزّ وجل في ظهوره ونصره وأيده على عدوّه . . . »[2].
فكان فرار موسى بن عمران عليه وعلى نبينا وآله الصلاة والسلام من مصر ووروده على شعيب بسبب الخوف من القتل .
قال تعالى :
فَفَرَرْتُ مِنْكُمْ لَمَّا خِفْتُكُمْ فَوَهَبَ لِي رَبِّي حُكْماً وَجَعَلَنِي مِنَ الْمُرْسَلِينَ[3].
وهو الذي أوجب التجاء نبيّنا المعظّم صلّى اللّه عليه وآله وسلّم في شعب أبي طالب واختفاءه أخيرا في الغار حين أرادوا قتله .
والمهدي المنتظر عجّل اللّه تعالى فرجه الشّريف يخشى القتل لعدم وجود الأسباب العادية لنصرته وتقدّمه في دعوته ، وقوّة الأعداء ، فلا مفرّ له من الاعتزال والغيبة حتى يأتي اللّه تعالى بأمره .
قال الشيخ الطوسي ( رضوان اللّه عليه ) :
« لا علّة تمنع من ظهوره عجّل اللّه تعالى فرجه الشّريف إلّا خوفه على نفسه من القتل لأنه لو كان غير ذلك لما ساغ له الاستتار وكان يتحمّل المشاق والأذى ، فإن منازل الأئمة عليهم السّلام وكذلك الأنبياء عليهم السّلام إنّما تعظم لتحمّلهم المشاق العظيمة في ذات اللّه تعالى »[4].
1-راجع الإمام المهدي وظهور ، السيد جواد الحسيني آل علي الشاهرودي ، ص 165 وما بعدها .
2- إكمال الدين ، الصدوق ، باب ما أخبر به أبو جعفر عليه السّلام من وقوع الغيبة .
3- سورة الشعراء ، الآية : 21 .
4- البحار ، ج 52 ، ص 98 .
تعليق