وردت نصوص عدة عن أهل البيت عليهم السلام تدل على أهمية الثبات على ولاية الإمام المهدي عجل الله فرجه الشريف والاعتقاد به وبغيبته ومشروعه، فقد روي عن أمير المؤمنين عليه السلام أنه قال: (للقائم منا غيبة أمدها طويل كأني بالشيعة يجولون جولان النعم في غيبته يطلبون المرعى فلا يجدونه الا فمن ثبت منهم على دينه ولم يقس قلبه لطول امد غيبة امامه فهو معي في درجتي يوم القيامة)[1]، وروي عن أبي جعفر الباقرعليه السلامأنه قال: (يأتي على الناس زمان يغيب عنهم امامهم طوبى للثابتين على أمرنا في ذلك الزمان أن أدنى ما يكون لهم من الثواب أن ينادي بهم الباري جل جلاله فيقول: عبيدي وإمائي آمنتم بسري وصدقتم بغيبي فابشروا بحسن الثواب مني، أي عبيدي وامائي حقا منكم اتقبل وعنكم اعفوا ولكم اغفر ، وبكم اسقي عبادي الغيث وادفع عنهم البلاء ، لولاكم لأنزلت عليهم عذابي)[2] وروي عن أبي عبدالله عليه السلام قال: (ان لصاحب هذا الأمر غيبة المتمسك بها بدينه كالخارط الشوك القتاد بيده ثم اطرق مليا ثم قال: إن لصاحب هذا الأمر غيبة فليتق الله عبد وليتمسك بدينه)[3]، وروي عن أبي بصير قال: قال الصادق جعفر بن محمد عليه السلام: (طوبى لمن تمسك بأمرنا في غيبة قائمنا فلم يزغ قلبه بعد الهداية فقلت له: جعلت فداك وما طوبى؟ قال: شجرة في الجنة اصلها في دار علي بن أبي طالب عليه السلام وليس من مؤمن الا وفي داره غصن من اغصانها، وذلك قول الله عزوجل: (طوبى لهم وحسن مئاب)[4] ، وروي عن يونس بن عبد الرحمن قال: دخلت على موسى بن جعفر عليه السلام ... ثم قال: (طوبى لشيعتنا المتمسكين بحبلنا في غيبة قائمنا، الثابتين على مولاتنا والبراءة من اعدائنا، أولئك منا ونحن منهم قد رضوا بنا أئمة ورضينا بهم شيعة فطوبى لهم ثم طوبى لهم وهم والله معنا في درجتنا يوم القيامة)[5].
فهذه النصوص الشريفة تحث المؤمن المنتظر على الثبات في عصر الفتن وخصوصا في عصر الغيبة الكبرى، الذي ستشتد فيه الفتن والاختبارات والابتلاءات، وهي سنة جارية في جميع مراحل سير البشرية في ضوء الحركة الإلهية على يد خلفائه في الأرض، وأنها لن تقتصر على زمن معين، ولن تستثني أحداً على آخر، وقد إشارات النصوص الشريفة إلى أن الفتن في آخر الزمان وفي عصر الغيبة الكبرى اشد من غيرها، فعن النبي صلى الله عليه واله وسلم: (ستكون بعدي فتن: يكون فيها حرب وهرب ثم بعدها فتن اشد منها، ثم تكون فتنة كلما قيل انقطعت تمادت حتى لا يبقى بيت الا دخلته ولا مسلم الا صكته حتى يخرج رجل من عترتي)[6]، وروي عن الإمام أبو الحسن الرضا عليه السلام أنه قال: (أمَا واللهِ لا يكون الذي تَمُدّون إليه أعينكم حتّى تُميَّزوا، أو تُمحَّصوا حتّى لا يبقى منكم إلاّ الأندَر، ثمّ تلا قوله تعالى: أَم حَسِبتُم أن تَدخُلوا الجنّةَ ولَمّا يَعلمِ اللهُ الذينَ جاهَدُوا منكم ويَعلَمَ الصابرين)[7] .
الهوامش:------
([1]) كمال الدين ج1 ص 303
([2]) بحار الانوار ج63 ص 285.
([3]) مختصر البصائر ص 48
([4]) الرعد ص 29.
([5]) كمال الدين ص 644.
([6]) الفتن ج1 ص 57
([7]) الغيبة للطوسي ص 336.
: الشيخ وسام البغدادي
وردت نصوص عدة عن أهل البيت عليهم السلام تدل على أهمية الثبات على ولاية الإمام المهدي عجل الله فرجه الشريف والاعتقاد به وبغيبته ومشروعه، فقد روي عن أمير المؤمنين عليه السلام أنه قال: (للقائم منا غيبة أمدها طويل كأني بالشيعة يجولون جولان النعم في غيبته يطلبون المرعى فلا يجدونه الا فمن ثبت منهم على دينه ولم يقس قلبه لطول امد غيبة امامه فهو معي في درجتي يوم القيامة)[1]، وروي عن أبي جعفر الباقرعليه السلامأنه قال: (يأتي على الناس زمان يغيب عنهم امامهم طوبى للثابتين على أمرنا في ذلك الزمان أن أدنى ما يكون لهم من الثواب أن ينادي بهم الباري جل جلاله فيقول: عبيدي وإمائي آمنتم بسري وصدقتم بغيبي فابشروا بحسن الثواب مني، أي عبيدي وامائي حقا منكم اتقبل وعنكم اعفوا ولكم اغفر ، وبكم اسقي عبادي الغيث وادفع عنهم البلاء ، لولاكم لأنزلت عليهم عذابي)[2] وروي عن أبي عبدالله عليه السلام قال: (ان لصاحب هذا الأمر غيبة المتمسك بها بدينه كالخارط الشوك القتاد بيده ثم اطرق مليا ثم قال: إن لصاحب هذا الأمر غيبة فليتق الله عبد وليتمسك بدينه)[3]، وروي عن أبي بصير قال: قال الصادق جعفر بن محمد عليه السلام: (طوبى لمن تمسك بأمرنا في غيبة قائمنا فلم يزغ قلبه بعد الهداية فقلت له: جعلت فداك وما طوبى؟ قال: شجرة في الجنة اصلها في دار علي بن أبي طالب عليه السلام وليس من مؤمن الا وفي داره غصن من اغصانها، وذلك قول الله عزوجل: (طوبى لهم وحسن مئاب)[4] ، وروي عن يونس بن عبد الرحمن قال: دخلت على موسى بن جعفر عليه السلام ... ثم قال: (طوبى لشيعتنا المتمسكين بحبلنا في غيبة قائمنا، الثابتين على مولاتنا والبراءة من اعدائنا، أولئك منا ونحن منهم قد رضوا بنا أئمة ورضينا بهم شيعة فطوبى لهم ثم طوبى لهم وهم والله معنا في درجتنا يوم القيامة)[5].
فهذه النصوص الشريفة تحث المؤمن المنتظر على الثبات في عصر الفتن وخصوصا في عصر الغيبة الكبرى، الذي ستشتد فيه الفتن والاختبارات والابتلاءات، وهي سنة جارية في جميع مراحل سير البشرية في ضوء الحركة الإلهية على يد خلفائه في الأرض، وأنها لن تقتصر على زمن معين، ولن تستثني أحداً على آخر، وقد إشارات النصوص الشريفة إلى أن الفتن في آخر الزمان وفي عصر الغيبة الكبرى اشد من غيرها، فعن النبي صلى الله عليه واله وسلم: (ستكون بعدي فتن: يكون فيها حرب وهرب ثم بعدها فتن اشد منها، ثم تكون فتنة كلما قيل انقطعت تمادت حتى لا يبقى بيت الا دخلته ولا مسلم الا صكته حتى يخرج رجل من عترتي)[6]، وروي عن الإمام أبو الحسن الرضا عليه السلام أنه قال: (أمَا واللهِ لا يكون الذي تَمُدّون إليه أعينكم حتّى تُميَّزوا، أو تُمحَّصوا حتّى لا يبقى منكم إلاّ الأندَر، ثمّ تلا قوله تعالى: أَم حَسِبتُم أن تَدخُلوا الجنّةَ ولَمّا يَعلمِ اللهُ الذينَ جاهَدُوا منكم ويَعلَمَ الصابرين)[7] .
الهوامش:------
([1]) كمال الدين ج1 ص 303
([2]) بحار الانوار ج63 ص 285.
([3]) مختصر البصائر ص 48
([4]) الرعد ص 29.
([5]) كمال الدين ص 644.
([6]) الفتن ج1 ص 57
([7]) الغيبة للطوسي ص 336.
: الشيخ وسام البغدادي