بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على محمد وآله الطاهرين
واللعنة الدائمة على أعدائهم من الأولين والأخرين
قوله تعالى : ( وَأَنذِرْ عَشِيرَتَكَ الأَقْرَبِينَ ) .
روى عبد الله بن عباس عن علي بن أبي
طالب - رضي الله عنه - قال : لما نزلت هذه الآية على رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) - )
وَأَنذِرْ عَشِيرَتَكَ الأَقْرَبِينَ ( دعاني رسول الله -
( صلى الله عليه وسلم ) - فقال : " يا عليّ ، إنَّ اللَّه أمرني أَنْ أنذر عشيرتي الأقربين ، وضقت بذلك ذرعاً ، وعرفت أني متى أناديهم بهذا الأمر أرى منهم ما أكره ، فصمت عليها حتى جاءني جبريل فقال : يا محمد : إلاَّ تفعل ما تؤمر يعذبك ربك ، فاصنع لنا صاعاً من طعام ، واجعل عليه رجل شاة ، واملأ لنا عُسَّا من لبن ، ثم اجمع لي بني عبد المطلب عت أبلغهم ما أمرت به " . ففعلت ما أمرني به ، ثم دعوتهم له وهم يؤمئذٍ أربعون رجلاً ، يزيدون رجلاً أو ينقصونه ، فيهم أعمامه : أبو طالب ، وحمزة ، والعباس ، وأبو لهب ، فلما اجتمعوا دعاني بالطعام الذي صنعت ، فجئت به ، فلما وضعته تناول رسول الله - ( صلى الله عليه وسلم ) - جَذْبَةً من اللحم ، فشقها بأسنانه ، ثم ألقاها في نواحي الحصفة ، ثم قال : خذوا باسم الله ، فأكل القوم حتى ما لهم بشيء حاجة ، وأيم الله إن كان الرجل الواحد منهم ليأكل مثل ما قدمت لجميعهم ، ثم قال : اسْقِ القومَ . فجئت بذلك العُسْ فشربوا حتى رووا جميعاً ، وأيم الله إن كان الرجل الواحد منهم ليشرب مثله ، فلما أراد رسول الله - ( صلى الله عليه وسلم ) - أن يكلمهم بَدَرهُ أبو لهب فقال : سحركم صاحبكم : فتفرق القوم ، ولم يكلمهم رسول الله - ( صلى الله عليه وسلم ) - فقال : الغد يا علي ، إن هذا الرجل قد سبقني إلى ما سمعت من القول ، فتفرق القوم قبل أن أكلمهم ، فأعدّ لنا من الطعام مثل ما صنعت ثم اجمعهم ففعلت ، ثم دعاني بالطعام فقدمته ، ففعل كما فعل بالأمس ، فأكلوا وشربوا ، ثم تكلم رسول الله - ( صلى الله عليه وسلم ) - فقال : يا نبي عبد المطلب : إني قد جئتكم بخير الدنيا والآخرة ، وقد أمرني الله أن أدعوكم إليه ،
فإيكم يؤازرني على أمري ويكون أخي ووصيي وخليفتي فيكم ؟ فأحجم القوم عنها جميعاً ،
فقلت وأنا أحدثهم سنّاً : أنا يا نبيّ الله أكون وزيرك عيله ،
قال : فأخذ برقبتي ثم قال : إنَّ هذا أخي ووصيي وخليفتي فيكم فاسمعوا له وأطيعوا ،
فقام القوم يضحكون ويقولون لأبي طالب . قد أمرك أن تسمع لعلي وتطيع "
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــ
(1) البغوي في تفسيره ج 6 ص 131 ،
وابن عادل الدمشقي الحنبلي ج 15 ص 93 ،
أبو يعقوب السجستاني في التفسير الحديث ج 1 ص 1777 ،
وملاحويش آل غازى عبدالقادر في بيان المعاني ج 2 ص 301 ،
و علاء الدين علي بن محمد بن إبراهيم البغدادي الشهير بالخازن في لباب التأويل في معاني التنزيل ج 5 ص 127 ،
ومحمد بن عمر نووي الجاوي في مراح لبيد لكشف معنى القرآن مجييد ج 2 ص 162 ،
ومظهرى محمد ثناء الله في تفسير ج 1 ص 4871 ،
والطبري في تهذيب الأثار ج 1 ص 62 ،
والمتقي في كنز العمال ج 13 ص 114 ،
والسيوطي في جامع الأحاديث ج 31 ص 154 ،
والشيباني في الكامل في التاريخ ج 1 ص 586 ،
وابو الفداء المختصر في أخبار البشر ج 1 ص76
والطبري في تاريخ الأمم والملوك ج 1 ص 543 ،
وابن منظور في مختصر تاريخ دمشق ج 5 ص 374 ،
والحلبي في السيرة الحلبية ج 1 ص 461 ،
وابن كثير في السيرة النبوية ج 1 ص 459 ،