بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد
ورد في الأثر أن المؤمن هش بش فالمؤمن ينبغي أن يكون بشر الوجه والمحيا وأن كان متألما وهذا يتطلب أراده قويه ونفس متربيه لان النفس بطبيعتها لا تترك الانسان هكذا بل تدعوه للعبوس في وجه الاخرين بسبب أزمات الحياة وضيقها والضغوطات التي يتعرض لها والحالات المختلفة التي لا ترتاح لها النفس ، الا إذا كان الإنسان مؤمن كما وصفه امير المؤمنين عليه السلام في قوله (حزنه في قلبه وبشره في وجهه) ولا عجب أن كان التحلي بهذه الخصال أمرا صعبا لإنها ثمن الجنة والجنة لا تثمن فاللحظه الواحده فيها لا يعدلها ملايين ولا مليارات من كنوز الدنيا خصوصا بعد أقترانها بالخلود.
أن صاحب النفس التي تتمتع بهذه الخصلة التي ذكرها الامام عليه السلام يستوجب الجنه وقلنا أن ذلك بحاجة إلى تمرين وترويض مستمر للنفس ويجدر بالمؤمن فيما لو أكتشف أن الحق ليس معه بل مع مقابله سواء كان أستاذه أو تلميذه او صديقه او قريبه او زوجه او زميله او اي شخص اخر يتعامل معه ان يقر له ويتراجع.
وهذه الخصله لا يمكن ان تكون إلا في نفس خاضعة للإيمان وللعقل يقول الله تعالى في وصف الناس الخاضعة لغير الحق وإذا قيل له (اتق الله اخذته العزة بالاثم) وقد يكون هذا حالة معظم الناس إلا من روض نفسه على خلاف إهوائها وغرائزها فلو قيل للمؤمن أتقي الله فانه سيشعر بذل المعصيو اما إذا لم يكن الشخص مؤمنا حقا أخذته العزة بالإثم وكابر.
ويجدر بشيعة أمير المؤمنين عليه السلام أن يفكروا أكثر من غيرهم في الجنة و ان يشوقوا أنفسهم لذلك. ورد في الحديث عن الإمام الصادق عليه السلام (كونوا دعاه لنا بغير السنتكم) فلنجرب أن نكون منبسطين الوجه مع من نلتقي ولا نيأس فالحياة الدنيا حفت بالمكارة.
وأن كان أمرا صعبا عليك التبسم وبداخل قلبك جبال من الهموم و الأوجاع إلا أنه ممكن التحقق بالممارسه والمواظبه.
حاول أن تزيح الهم عن صدرك وتثق بالله تعالى في تفريج همك بل وحاول أن تزيح الهم عن صدر اخيك بحيث لو رأيت أخيك المؤمن مهموما سعيت سعيك لإدخال السرور عليه وأجعل رؤيته لك تزيل حزنه عنه.
حاول ان تزيل الهم عن صدر أخيك من خلال كلامك معه وان تكون لمقابلتك الطيبه معه ولقائك اياه بالبشر الأثر في تحسن حالته مع أن هذا الموقف قد لا يستغرق دقيقه واحده ولكنه يترك أثرا كبيرا أن هذا التصرف يؤثر في الناس أكثر من القول.