السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اللهم صل على محمد وال محمد
**********************
روي عن أم أيمن رضي الله عنها قالت: مضيت ذات يوم إلى منزل سيدتي ومولاتي فاطمة الزهراء صلوات الله عليها لأزورها في منزلها، وكان يوما حاراً من أيام الصيف، فأتيت إلى باب دارها، وإذا أنا بالباب مغلق فنظرت من شقوق الباب وإذا بفاطمة الزهراء صلوات الله عليها نائمة عند الرحى، ورأيت الرحى تدور وتطحن البر (الحنطة)، وهي تدور من غير يد تديرها، والمهد أيضاً إلى جانبها، والحسين عليه السلام نائم فيه، والمهد يهتز ولم أر من يهزه ورأيت كفاً تسبح لله قريباً من كف فاطمة الزهراء صلوات الله عليها, قالت أم أيمن: فتعجبت من ذلك! فتركتها ومضيت إلى سيدي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلمت عليه وقلت: يا رسول الله إني رأيت اليوم عجباً، ما رأيت مثله أبداً! فقال لي: ما رأيت يا ام أيمن؟ فقلت: إني قصدت منزل فاطمة الزهراء، فلقيت الباب مغلقاً، فإذا أنا بالرحى تطحن البر، وهي تدور من غير يد تديرها، ورأيت مهد الحسين بن فاطمة يهتز من غير يد تهزه، ورأيت كفاً يسبح لله قريباً من كف فاطمة الزهراء صلوات الله عليها, ولم أر شخصه, فقال: يا أم أيمن اعلمي أن فاطمة الزهراء صائمة، وهي متعبة جائعة، والزمان قيظ، فألقى الله عليها النعاس فنامت، فسبحان من لا ينام، فوكل الله ملكاً، يطحن عنها قوت عيالها، وأرسل الله ملكاً آخر، يهز مهد ولدها الحسين عليه السلام لئلا يزعجها عن نومها، ووكل الله تعالى ملكاً آخر يسبح الله عز وجل، قريباً من كف فاطمة يكون ثواب تسبيحه لها، لأن فاطمة صلوات الله عليها لم تفتر عن ذكر الله عز وجل، فإذا نامت جعل الله ثواب تسبيح ذلك الملك لفاطمة صلوات الله عليها، فقلت: يا رسول الله أخبرني من يكون الطحان؟ ومن الذي يهز مهد الحسين عليه السلام ويناغيه؟ ومن المسبح؟ فتبسم النبي صلى الله عليه و آله ضاحكاً وقال: أما الطحان فهو جبرائيل، وأما الذي يهز مهد الحسين عليه السلام فهو ميكائيل، وأما الملك المسبح فهو إسرافيل.
-------------------
مدينة المعاجز ج4 ص46, البحار ج37 ص97, العوالم ج 11 ص 196