بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على المصطفى وآله والعن مبغضيهم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الإمام الباقر عليه السلام والشامي
روى إبراهيم الأحمري، قال حدثني محمد بن سليمان، عن أبيه، قال كان رجل من أهل الشام يختلف إلى الامام أبي جعفر (عليه السلام) و كان مركزه بالمدينة يختلف إلى مجلس أبي جعفر (عليه السلام) يقول له يا محمد، ألا ترى أني إنما أغشى مجلسك حياء مني لك، و لا أقول إن في الأرض أحدا أبغض إلي منكم أهل البيت، و أعلم أن طاعة الله و طاعة رسوله و طاعة أمير المؤمنين في بغضكم، و لكن أراك رجلا فصيحا، لك أدب و حسن لفظ، و إنما الاختلاف إليك لحسن أدبك.اللهم صل على المصطفى وآله والعن مبغضيهم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الإمام الباقر عليه السلام والشامي
وكان أبو جعفر (عليه السلام) يقول له خيرا، و يقول لن تخفى على الله خافية.
فلم يلبث الشامي إلا قليلا حتى مرض و اشتد وجعه، فلما ثقل دعا وليه، و قال له إذا أنت مددت علي الثوب في النعش، فأت محمد بن علي و أعلمه أني أنا الذي أمرتك بذلك.
قال فلما أن كان في نصف الليل ظنوا أنه قد برد و سجوه، فلما أن أصبح الناس خرج وليه إلى المسجد، فلما أن صلى محمد بن علي (عليه السلام) و تورك و كان إذا صلى عقب في مجلسه قال له يا أبا جعفر، إن فلانا الشامي قد هلك، و هو يسألك أن تصلي عليه.
فقال أبو جعفر: كلا، إن بلاد الشام بلاد صر و بلاد الحجاز بلاد حر و لحمها شديد، فانطلق فلا تعجلن على صاحبك حتى آتيكم، ثم قام من مجلسه، فأخذ وضوءا، ثم عاد فصلى ركعتين، ثم مد يده تلقاء وجهه ما شاء الله ثم خر ساجدا حتى طلعت الشمس.
ثم نهض فانتهى إلى منزل الشامي، فدخل عليه، فدعاه فأجابه، ثم أجلسه فسنده، و دعا له بسويق فسقاه، فقال لأهله املئوا جوفه، و بردوا صدره بالطعام البارد، ثم انصرف، فلم يلبث إلا قليلا حتى عوفي الشامي.
فأتى أبا جعفر (عليه السلام) فقال أخلني، فأخلاه، فقال أشهد أنك حجة الله على خلقه، و بابه الذي يؤتى منه، فمن أتى من غيرك خاب و خسر و ضل ضلالا بعيدا. قال له أبو جعفر (عليه السلام) و ما بدا لك.
قال أشهد أني عهدت بروحي و عاينت بعيني، فلم يتفاجأني إلا و مناد ينادي، أسمعه بأذني ينادي و ما أنا بالنائم ردوا عليه روحه، فقد سألنا ذلك محمد بن علي.
فقال له أبو جعفر (عليه السلام) أ ما علمت أن الله يحب العبد و يبغض عمله، و يبغض العبد و يحب عمله.
قال فصار بعد ذلك من أصحاب أبي جعفر (عليه السلام). [19].
-----------------------------
آمال الطوسي، ص410