إعلام صدى الروضتين
أبو العلاء المعري وأئمة أهل البيت عليهم السلام
محاسن غني النداف
ثلاثة جراح تنزف على قلبي عند ذكر أبي العلاء المعري، وكلما أقرأ لأزداد معرفة به أزداد أسى ولوعة
(الجرح الأول)
قال الذهبي في تفسير أعلام النبلاء، أبو المعري الأعمى، اللغوي الشاعر صاحب التصانيف السائرة والمتهم في نحلته من ضمن التهم الموجه لهذا الرجل المصاب بالجدري / كفيف البصر/ أنه لا يأكل فقالوا زهدا فلسفيا، والأجمل أن هذا الرجل كان قنوعا متعففا له وقف يقوم بأمره ولا يقبل من أحد شيئا، ولو تكسب بالمديح لحصل مالا ودنيا، فأن نظمه في الذروة يعد مع المتنبي والبحتري، وأبن حجر العسقلاني في كتابه (لسان الميزان) كتب عنه، له شعر يدل على زندقته، لأنه حسب قولهم تركه تناول كل مأكول لا تنبته الأرض شفقة على الحيوانات، وهذا رأي البراهمة ينكران النبوة، والتهمة الملحقة بها أنه لا يثبت على نحلة، كتب السيد محمد باقر الخرسان (اختلف في عقيدة أبي العلاء المعري فقيل أنه كان ملحدا، وقيل أنه كان ملحدا ثم أسلم / كتب الشيخ عباس القمي في ترجمته، 32 من الكنز والالقاب كان من شعراء مجلس الشريف (كتاب الاحتجاج 2/329،) رفقة أبي العلاء المعري بالسيد المرتضى قدس سره
&&&&
(الجرح الثاني)
جرح العزلة حيث لزم داره خمسين سنة منعزلا عن المجتمع إلى أن توفي، كتب الشيخ حسين كاشف الغطاء أن أبا العلاء المعري، مسلم شيعي واستدل بعدة أدلة من الأدلة أبياته في رثاء الحسين عليه السلام، يقول الرواة بأن الحمرة التي في السماء قبل قتل الحسين فهو يقول في هذا أبو العلاء،
(وعلى الأفق من دماء الشهيدين علي ونجله شاهدان
فيهمـــا في أوائل الليل فجران وفي امسياته شفقان
ثبت في قميصه ليجيء الحشر مستعديا الى الرحمن)
قال الإمام الصادق عليه السلام يقول عندنا الجفر، ما معنى الجفر هو علم خاص يختص بأهل البيت يعني كنوز أسرار خاصة مدونة، أما لماذا سميت الجفر، فالجفر هو جلد الغزال، يقول أبو العلاء المعري
(لقد عجبوا لآل البيت لما
أتاهم علمهم في جلد جفر
ومرآة المنجم وهي صغرى
تريه كل عامرة وقفر)
يقول عبد الفتاح كليطو، جليلة حياته لعب المعري بفستقة ظل يقلبها ويدريها بين أصابعه متسائلا هل تتضمن ثمرة أم لا)
أغلب النقاد يركزون أن اتهام أبو علاء المعري بالإلحاد لبعض آرائه التي رددها في لزومايته، وقيل أنه عارض بها القرآن الكريم بكتابه الفصول والغابات على نسق السور والآيات، وهو مظلوم فهو لم يعارض،
&&&&
(الجرح الثالث)
ان مجموعة مسلحة من تنظيم داعش قامت بقطع رأس تمثال الشاعر والفيلسوف أبو العلاء المعري، لكونه رافضي وبهذا ينتهي الموضوع، قطعوا رأسه