إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

كيف كانت الدعوة النبوية السرية؟؟

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • كيف كانت الدعوة النبوية السرية؟؟

    بسم الله الرحمن الرحيم
    اللهم صل وسلم على المصطفى محمد وعلى ال بيته الطيبين الطاهرين
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    نستطيع ان نقسم الدعوة النبوية للاسلام في المجتمع على ثلاثة مراحل :
    الاولى : المرحلة السرية.
    الثانية : مرحلة تبليغ العشيرة والاقربين.
    الثالثة : المرحلة العلنية.

    و ان هذا البحث مختصا بمرحلة الدعوة والتبليغ السري :
    وعندما نزل الأمين جبرئيل مبشّراً النبي الأكرم بالنبوّة والرسالة ، وألقى على عاتقه مقاليد مهامّها هداية الاُمّة ، التي يصوّرها قوله سبحانه :
    ( إِنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلًا ثَقِيلًا ) ( المزّمّل / ٥ ).


    وقوله سبحانه : ( يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ * قُمْ فَأَنذِرْ * وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ ) ( المدّثّر / ۱ ـ ۳ ) وأيّ مسؤولية أثقل من مسؤولية هداية الاُمّة الغارقة في ظلمات الجهل وأوحال عبادة الأصنام والأوثان ، المنغمسة في الدنيا ، المعرضة عن الآخرة ، فقام الرسول مؤدّياً رسالته مستضيئاً بهدى الوحي حتّى تكلّلت بالنجاح وبلغت الغاية المنشودة ، و إليك تبيين هذه المرحلة السرية التي أشار إليها القرآن الكريم في مواضع متفرّقة.

    إتّخذ الرسول الدعوة السرّية خطوة اُولى خطاها في سبيل تحقيق إنجاح الدعوة الإلهيّة ، و لم يكن الغرض من التركيز على السرّيّة في الدعوة الخوف على نفسه وصيانتها من كيد الأعداء ، بل هذه هي الخطّة الرائجة بين الدعاة المخلصين ، فلايجهرون بالدعوة ، و لايعلنونها بادئ بدء ، بل يبدأون بعرض الدعوة سرّاً على الأفراد الذين يطمئنّون لهم ـ و لأجل ذلك ـ بدأ الرسول ( صلّى الله عليه وآله وسلّم ) بالدعوة السرّية إلى الاسلام فدخل تحتها عدّة من الشباب ، فتعلّموا الفرائض والسنن سرّاً وكانوا يذهبون إلى شعاب مكّة فيقيمون الفرائض فيها.


    وهذه الثلّة القليلة الّتي تشرّفت باعتناق الإسلام
    هم الذين يعبّر عنهم القرآن الكريم بقوله :
    ( وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ * أُولَـٰئِكَ الْمُقَرَّبُونَ ) ( الواقعة /
    ۱۰ و ۱۱ ).


    فكان النبي الأكرم يعرض دعوته على من يتفرّس فيه علائم قبول الإسلام ولذلك لمّا هبط من غار حراء عرضه على زوجته خديجة وابن عمّه علي ، وقد تمكّن الإسلام بذلك في قلوب عدّة سجّلت أسماؤهم في التاريخ (۱) مثل زيد بن حارثة وعثمان بن مظعون وقدامة بن مظعون وغيرهم.

    يقول ابن هشام في تفسير قوله : ( وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ ) أي بما جاءك من الله من نعمته وكرامته ، من النبوّة فحدّث أي اذكرها ، فادع إليها ، فجعل رسول الله يذكر ما أنعم الله به عليه وعلى العباد به من النبوّة سرّاً إلى من يطمئنّ إليه من أهله (
    ۲).


    وليس في الذكر الحكيم آية تكشف عن أحداث هذه المرحلة غير ما ذكرنا من الآيتين ، فمن أراد التفصيل فيجب عليه أن يرجع إلى كتب السيرة النبويّة .

    بعض ما جاء في المقام :
    ۱ ـ روى ابن هشام عن ابن إسحاق أنّه ذكر بعض أهل العلم : انّ رسول الله كان إذا حضرت الصلاة خرج إلى شعاب مكّة وخرج معه علي بن أبي طالب مستخفياً من أبيه ومن جميع أعمامه وسائر قومه فإذا أمسيا رجعا ومكثا كذلك ما شاء الله أن يمكثا .... ثم أسلم زيد بن حارثة وكان أوّل ذكرٍ أسلم وصلّى بعد علي بن أبي طالب (۳).

    ۲ ـ روى الطبري عن جابر قال : بعث النبي يوم الاثنين وصلّى علي يوم الثلاثاء ، وروي عن زيد بن أرقم قال : أوّل من أسلم مع رسول الله ( صلّى الله عليه وآله وسلّم ) علي بن أبي طالب ، ويقول علي : أنا عبد الله وأخو رسوله أنا الصّدّيق الأكبر لا يقولها بعدي إلّا كاذب مفترٍ صلّيتُ مع رسول الله قبل الناس بسبع سنين (٤).

    ولعلّ بعض هذه السنين يرجع إلى ما قبل البعثة حيث :

    إنّ الرسول كان يتعبّد لله سبحانه في غار حراء في كل سنة
    ۳ ـ يقول ابن إسحاق : وكان أصحاب رسول الله ( صلّى الله عليه وآله وسلّم ) إذا صلّوا ذهبوا في الشعاب فاستخْفوا بصلاتهم من قومهم ، فبينا سعد بن أبي وقّاص في نفر من أصحاب رسول الله في شعب من شعاب مكّة إذ ظهر عليهم نفر من المشركين وهم يصلّون ، فناكروهم ، وعابوا عليهم ما يصنعون حتى قاتلوهم ، فضرب سعد بن أبي وقّاص يومئذ رجلاً من المشركين بلَحى بعير ، فشجَّه ، فكان أوّل دم أهريق في الإسلام (٥).

    اتّخاذ النبي دار الأرقم مركزاً لنشر الدعوة:
    كان النبي يؤدّي رسالته مستخفياً من قريش بمكّة و يعرض الإسلام لمن يطمئن إليه ، وقد ألجأته الظروف إلى اتّخاذ بيت لتبليغ تعاليمه ، وإقامة المؤمنين فيها فرائضهم ، وقد وقع الإختيار على دار الأرقم بمكّة على الصفا (٦) مركزاً لهذه المهمّة فدخل ( صلّى الله عليه وآله وسلّم ) وأصحابه مستخفين فيها بعد وقوع الصدام بين سعد ابن أبي وقّاص وبعض المشركين ، فكان ( صلّى الله عليه وآله وسلّم ) وأصحابه يقيمون الصلاة بها ويعبدون الله فيها إلى أن أمره الله تعالى بالإعلان عنها ، فامتثل صادعاً بما اُمر ،
    وقد اختلفت كلمة أصحاب السيرة في مدّة هذه المرحلة بين ثلاث سنين إلى خمس سنين ، كما اختلفوا في مدّة اقامتهم في دار زيد بن الأرقم بين كونه شهراً أو أزيد ، كما اختلفت كلمتهم في عدد المؤمنين بالنبي في تلك المرحلة فقد أنهاه ابن هشام في سيرته معتمداً على سيرة ابن إسحاق بما يربو على خمسين بينرجل وامرأة و إن كان الأكثر هم الرجال
    .
    -------------------------
    ۱. السيرة النبوية ج ۱ ص ۲٤۷ ـ ۲٦۲.
    ۲. السيرة النبويّة ج ۱ ص ۲٤۳.
    ۳. السيرة النبويّة ج ۱ ص ۲٤٦.
    ٤. تاريخ الطبري ج ۲ ص ٥٦ ، وفيه نصوص اُخرى على أنّه عليه السلام أوّل من آمن برسول الله.
    ٥. السيرة النبويّة ج ۱ ، ص ۲٦۲.
    ٦. هي المعروفه الآن بدار الخيزران عند الصفا ، اشتراها الخليفة المنصور و أعطاها ولده المهدي ، ثمّ أعطاها المهدي للخيزران اُمّ ولديه : موسى الهادي و هارون الرشيد. لاحظ : السيرة الحلبيّة ج ۱ ، ص ۲۸۳.

المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
حفظ-تلقائي
Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
x
يعمل...
X