الإمام العسكري عليه السلام.
وفاء الطويل
أُحَدِّقُ فِيهَا كَسِيرَ اللِّحَاظِ، جَرِيحَ الشُّعُورِ
فَمَا أَسْعَفَنِي إلَّا دَمْعُ المُصَابِ
بَادَرْتُهَا مَفْجُوعًا
-كَيْفَ طَوَتْهُ الخُطُوبُ سَرِيعًا..
وَنَحْنُ نُفَتِّشُ فِي رَحِيلهِ عَنْهُ.
-تَسْأَلُنِي كَيْفَ رَحَلَ؟ وَكُلُّ جِهَاتِهِ عَسْكَرٌ مُتَرَبِّصٌ!
تَمُرُّ العُصِورُ عَلَى فَقْدِهِ
ولا شَيءَ غَيرُ الأسَى والانْتِظَارِ يَكْبُرَانِ
حَتَّى يَأتِيَ الرَّبِيعُ بِغَائِبِهِ..
لَمْ يَعُدْ لِلصَّبْرِ أَدْنَى مُتَّسَعْ
فَمُصَابُ الآلِ مِنْ أَقْسَى الوَجَعْ
كُلَّمَا أَوشَكْتُ أَمْحُو دَمْعَتِي
بِالرَّزَايَا مَرَّةً أُخْرَى تَقَعْ
صَفْحَةُ الأَتْرَاحِ زَادَتْ صَفْحَةً
وَتَوَالَى بَعْدَهَا حُزْنٌ دُفَعْ
هَا هُنَا عَسْكَرُ تَاهَتْ فَزَعًا
حَيثُ بَاتَتْ بِرُهَابٍ مِنْ هَلَعْ
بَعدَ سُمٍّ مِنْ عَدُوٍّ غَاشِمٍ
وَرَحِيلٍ بَينَ أَشْجَانِ الجَزَعْ
لَيتَ شِعْرِي كَيفَ حَالُ المُرتَجَى
بَعْدَمَا نَعْشًا سَمَاويًّا رَفَعْ
بَعدَمَا صَلَّى عَلَيهِ خَاشِعًا
وَاخْتَفَى فِي لَحْظِ طَرْفٍ وَانْقَطَعْ